الدول الاستعمارية التي رسمت حدود الدول العربية، وصنعت لنا من الحثالات ملوك ورؤساء وحكام، تبحث عن مصالحها بالدرجة الاولى، بعد مرور قرن من الزمان على أنظمة الحكم العربية، من مصلحة دول الراسمالية تجديد الانظمة، وحسب قول الرفيق كارل ماركس إن الرأسمالية المتوحشة لديها من الحيل، تستطيع تجديد نفسها، لذلك تفكير دول الغرب بإسقاط الأنظمة العربية العميلة، آتي لامحالة منه.
سبق للدول الغربية أن وقعت صفقة مع حركات الإخوان المتوهبة بعد وصول مرسي لحكم مصر، بإسقاط أنظمة الخليج الحليفة لها، ودعم العصابات الاخوانية الوهابية لتكون بديل عن أنظمة الرجعية العربية، لذلك ابن سلمان وابن زايد دعموا الانقلابات المضادة في مصر وغيرها، وكادوا يسقطوا نظام طيب أردوغان نفسه، لولا حصوله على تطبيق انترنت وخاطب شعبه بالنزول الشوارع لإفشال الانقلاب العسكري وهذا ما حدث، وسيطر أردوغان على المؤسسة العسكرية الخصم والخطر الذي كانت تهدد أردوغان نفسه.
لذلك كل الأنظمة العربية، الموجودة اليوم عمرها قصير جداً، فدخلت في العمر الرابع( عمر يحدد صلاحية سبطانة المدفع والصاروخ) العمر الرابع يعني نهاية صلاحية سبطانة المدفع والصاروخ، بنهاية هذا العمر يعني يصبح إطلاق قذيفة المدفع من فوهة المدفع خطر على الجنود ومعرض ينفجر، مضاف لذلك القذافية أو الصاروخ يقصر في المدى، هههه هذا هو حال أنظمة الحكم العربية، جاءوا عن طريق دول الاستعمار رغم أنف شعوبهم، من مصلحة دول الاستعمار عدم بقاء أبناء هؤلاء بحكم الشعوب العربية بشكل أزلي، ليس لأنها ستتعرض لثورات شعبية ساحقة ماحقة ستسقطها، لا أبداً، بل لأن من مصلحة دول الراسمالية البحث عن عملاء جدد، مضاف لذلك، الشعوب وأعني الأجيال الشبابية القادمة لن تكون ابداً كنوعية الشعوب الحالية التي حكمتها الانظمة، بل ستكون مختلفة تماماً في كل شيء، بظل دخول وسائل الاتصالات الحديثة، أصبحت دول الاستعمار تملك جيوش من منظمات مدنية وحقوقية مؤيدة لها، لذلك لابد من إسقاط تلك الأنظمة ودعم عالم جديد يؤمن بكل ما هو مباح، التطورات التكنولوجية الجديدة من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي صنعوا لنا طبقات شبابية تهتم بالمظاهر والحياة الجنسية والرفاهية، مواقع التواصل ساهمت في عمليات الانفتاح على الثقافات المختلفة. دول الرأسمالية أوجدت أجيال من الشباب يفكرون بالحياة الجنسية وخاصة في دول الشرق الاوسط المكبوتة جنسيا، ولن تنفع معهم الانظمة القديمة التي مهما امتلكت من قوة و بطش وجبروت لن تصمد في وجه الموجات الشبابية القادمة.
الشعوب العربية قبل الإسلام وبعده كانوا يعانون من الكبت الجنسي، فقد وردت أحاديث في كتب السير، أن الخليفة عمر بن الخطاب، قام بتهجير شاب بشكل قسري، ذكرت كتب التاريخ أن عمر بن الخطاب قام بتهجير شاب لانه جميل جدا ..هههههه يقول المستشار المصري احمد عبده ( لقد قام عمر بن الخطاب الذي تنشدون الشعر عن عدالته بنفي شاب اسمه نصر بن حجاج من المدينة المنورة إلى البصرة وذلك لفرط جماله حتى لا تفتتن به النساء فهذه هي عدالة عمر التي تتحدثون عنها، وإن فعلها الرئيس السيسي أو رئيس اي دولة بالعالم لتم اغتياله واتهامه بالخبل).
واغرب شيء ان هذا الصحابي المبعد بشكل قسري بعد مقتل عمر بن الخطاب عاد إلى المدينة وإقام له أخيه حفلا مهيبا، بعد عودته من بلاد المهجر.
جاء الإسلام كشريعة أوجد حلول لقضايا الكبت الجنسي، لكن طبيعة العرب متعطشين للجنس، قام صحابي اسمه عمرو بن حريث في نكح سيدة وحملت منه، وانكر هذا الصحابي الجليل الذي لايجوز الطعن بعدالته لدى أهل السنة والجماعة، هذا الدعي عمرو بن حريث انكر أنه لم يقوم بنكحها، وصل الأمر إلى ولي الأمر عمر بن الخطاب، أرسل عليه وجلده، واتخذ قرار في تحريم الزواج المؤقت، واعتبر هذا التشريع منافي للقيم العربية وإن كان التشريع من الله عز وجل، وبقيت شعوب العرب تعاني من الكبت الجنسي ليومنا هذا، بحيث بمواقع التواصل الاجتماعي اي حساب نسائي وأن كان رجل من أحفاد عدنان وقحطان متنكر في اسم امرأة تجد لديه عشرات آلاف المتابعين والمعجبين……إلخ.
شعوب مكبوتة، حاول بعض الاراذل استدراجي من خلال إرسال نساء في البالتوك لكنني لم ولن اعير لهن اي أهمية، أما في الفيس بوك يوميا تصلني حسابات نسائية بغالبيتها لرجال حتى أن أحدهم بداخل العراق، قال لشاب تربطني معه قرابه، هذا حجي نعيم عاتي أرسلنا له حسابات في أسماء بنات لكنه لم يعير لنا اي أهمية، تم استدراج شيوخ اليوم يعتبرونهم شيوخ عشائر بإرسال نساء إليهم والنتيجة خلع بعضهم ملابسه وصوروا لهم افلام وتم ابتزازهم ماليا وإلا يتم نشر مقطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي هههههه، سبب ذلك هو الكبت الجنسي.
لدى زياراتي المتكررة للعراق رأيت وجود شباب للأسف يسيرون وراء قوى معادية للشيعة بشكل استئصالي، رغم أن آباء الكثير من هؤلاء الشباب ينتمون إلى أحزاب دينية، لكن لا يستطيع الآباء السيطرة على ابنائهم بظل وجود تطبيقات الانترنت، مضاف إلى ذلك جهل المسؤولين بخطر ترك الشباب، إنه عصر سيطرة الليبرالية الغربية على كل شعوب العالم، سابقا كان السوفيت يتمددون بشكل يومي من خلال انتشار الأحزاب الشيوعية، الآن معظم القوى الشيوعية السابقة أصبحوا في منظمات مجتمع مدني وحقوقية مؤيدة إلى الليبرالية الغربية، لذلك عصرنا هو عصر الليبرالية التي تدعمها الرأسمالية الغربية.
الممالك و الحكومات و الأنظمة ممهما طالت عمرها قصير هذا أكيد وخاصة لدى العرب، لاتحكمهم دساتير، مهما بلغت الأنظمة الحالية من قوة، فهي لا تستطيع الوقوف في وجه جيل تشكّل وعيه خارج حدودها، وَ حمل أدوات التغيير في جيبه، و لن تستطيع ترويض جيل وُلِد في عالم بلا أسوار، حيث الحرية تأتي بلمسة شاشة.
الإعلام هو من يوجه الشعوب، شعوب الدول الغربية تنتخب الأحزاب والأشخاص الذين يريدهم من يسيطر على الإعلام…على سبيل المثال ترامب الان يحظى بدعم المليار دير إيلون ماسك، المالك إلى تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، فلامحالة فائز بالانتخابات القادمة.
الانظمة العربية كلّها وبدون استثناء شاخت وانتهى عمرها الافتراضي، بفعل الاستبداد والفساد الذي نخر هياكلها، ولم تعد صالحة للتدوال حتى في(سوق البالة).
دول الرأسمالية تطورت مع التكنولوجيا ووجدت لها الحيل والطرق في دعم أجيال من أبناء العرب والافارقة وبقية شعوب العالم، واشغالهم بتفاهات وأمور تبعدهم عن قضاياهم، لننظر كيف دول الاستعمار وجدت قناة الجزيرة والقرقوز فيصل القاسم والارهابي احمد منصور في خدمة المشاريع الاستعمارية لنشر الفتن والكراهية والقتل بين أبناء العرب والمسلمين،
في الختام، لم يجد أبو الطيب المتنبي في هذه الحياة أنكد من الاضطرار لمصادقة العدو، لأنه لم يكن يدر في خلده ولا في خلد أحد من الفلاسفة والمفكرين عبر العصور أن توجد قيادة جماعة تجبر اتباعها للقتال في صف عدوها الذي يسعى لاجتثاثها من أجل مواجهة حليفها المنافس لها وهو من ابن جلدتها، وللأسف هذا الذي يحدث في مناطق الوسط والجنوب ذات الغالبية الشيعية العراقية المستهدفة من كل القوى المعادية بالداخل والجوار والعالم، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.