النقاب الإسلامي لدى المسلمين يخضع إلى فهم الايات القرانية، المدرسة السنية الوهابية ترى النقاب فرض على النساء حتى في أداء مناسك الحج والعمرة، رغم أن هناك إجماع إسلامي سني شيعي بعدم ارتداء النقاب في الحج والعمرة، أن اتفاق المسلمين سنة وشيعة بعدم ارتداء النقاب في الحج والعمرة يكشف كذبة فرض النقاب الوهابي الطالباني على النساء، بل هو موروث من حقبة العصر الجاهلي.
حسب رأي الشيخ مفتي الوهابية ابن باز، يقول،( المرأة عورة، والنقاب في حقها واجب، وهو ستر الوجه، وستر جميع بدنها عن الأجنبي، الرجل الأجنبي، وكان في أول الإسلام لها أن تكشف وجهها ويديها عند الرجال، وتخالطهم، ثم نسخ الله ذلك، وأنزل الله آية الحجاب، وهي قوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] يعني: من وراء ساتر: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] يعرفن بالجلباب الذي يغطي وجهها وبدنها، هذا هو الأخير، وكان في الأمر الأول مرخص للمرأة أن تكشف، وأن تجلس مع الرجال، ثم أنزل الله الحجاب؛ صيانة لهن، وحماية لهن من أسباب الفتنة، وللرجال أيضًا.
فالكشف معصية، لا يجوز لها أن تكشف لغير بالخمار .. بالجلباب، أما النقاب الذي يستر وجهها، ويبقى نقبان لعينيها، أو نقب واحد؛ فهذا يمنع منه في الإحرام، وهو ستر خاص، وحجاب خاص تمنع منه المرأة في الإحرام، أما ستر وجهها بغير ذلك من الخمر، أو ما يسمى الشيلة، أو غير ذلك لا بأس.
مثلما روي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كنا مع النبي ﷺ في حجة الوداع محرمات، وكنا إذا دنا منا الركبان؛ سدلت إحدانا خمارها على وجهها من رأسها، فإذا بعدوا؛ كشفنا” أو قالت “جلبابها على وجهها” هذا يدل على أنه إذا ستر الوجه بغير النقاب في حق المحرمة لا بأس، فتصير مصلحتان: الستر مع عدم النقاب، وذلك بجعل الجلباب، أو الخمار الذي تلبسه على رأسها على وجهها عند الأجنبي).
هذا النقاب حسب الرأي السني الوهابي، أما النقاب حسب رأي علماء الشيعة، ننقل إليكم تصريح نشرته وكالة الأنباء الكويتية لقاء مع وكيل المرجعية في الكويت، المرحوم السيد محمد باقر المهري في ٢٦ تموز عام ٢٠١٠ حيث قال المرحوم السيد المهري( بأن أكثر علماء المسلمين الشيعة ومراجعهم العظام لا يوجبون على المرأة ستر وجهها وكفيها وإن كان ذلك أحوط ولذا لا داعي لأن تلبس المرأة النقاب لأنه غير واجب شرعا، وفي رواية مسعدة بن زياد في الصحيح المروي عن قرب الإسناد أنه قال: سمعت جعفرا عليه السلام، وسئل عما تظهر المرأة من زينتها، قال عليه السلام الوجه والكفين. «وسائل الشيعة» للحر العاملي، الباب 109 من أبواب مقدمات النكاح، الحديث رقم 5 ورقم 2. وتابع: وعن علي بن جعفر عن اخيه الامام جعفر الصادق عليه السلام بإسناد معتبر ايضا قال: سألته عن الرجل ما يصلح أن ينظر إليه من المرأة التي لا تحل له، قال عليه السلام: الوجه والكفين. وقد جرت سيرة المتشرعة المتصلة بزمان المعصومين عليهم السلام على عدم ستر المرأة لوجهها وكفيها، وكذلك للزوم العسر والحرج من اجتناب ذلك لمزاولتهن البيع والشراء وغيرهما مضافا الى عدم السؤال عن الأئمة المعصومين عليهم السلام مع كثرة السؤال عن الشعر والذراع دون الوجه والكف مع كثرة وشدة الابتلاء بهما. انظر كتاب جواهر الكلام للإمام الشيخ محمد حسن الجواهري قدس سره. واستطرد بأنه أجاز كشف الوجه والكفين الإمام الخميني والإمام جواد التبريزي والإمام السيستاني دام ظله وآية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي وغيرهم من الفقهاء والمراجع العظام.
وقال الإمام السيستاني: الواجب على المرأة ستر كل جسمها عن الأجنبي إلا الوجه والكفين من دون زينة (مكياج)، إلا اذا كان الابداء بداعي ايقاع الرجل في النظر المحرم أو كان مع خوف الوقوع في الحرام جراء ذلك، وقال ايضا: اذا كان لبس النقاب في بلد مثيرا للاستغراب والتساؤل احيانا او كان مثيرا للاستهجان والاستقباح عند عامة الناس في البلد يكون النقاب من لباس الشهرة في ذلك البلد فلا يجوز لبس النقاب وكذلك اذا كان لبس النقاب ونحوه في مجتمع ما موجبا لإثارة الفتنة إلا في الإحرام، تكشف).
انتهى كلام السيد المهري رحمه الله، بل هناك مراجع أو متمرجعين من الشيعة، انا اعتبر المتمرجع كمثقف وكاتب وصحفي،الذي يهمني هو رأيه والفكرة التي يدلي بها، أحد الشخصيات الشيعية الجعفرية، لبناني، بحقبة التسعينات طرح آراء منها اعتبار الباروكة نوع من انواع الحجاب الإسلامي، تم مهاجمته، ووصفوه في الشيخ البيروتي هههههه عندما طرح فكرة ان الباروكة تعتبر نوع من انواع الحجاب، السلطات الفرنسية منعت الحجاب بالمدارس الفرنسية، النتيجة اضطر المسلمين سنة وشيعة في فرنسا في الأخذ برأي هذا المرجع أو المتمرجع كما يصفه بعض من كانوا يختلفون معه.
رأي هذا الفقيه المحترم انقذ الكثير من المسلمات من إجراءات السلطات الفرنسية بمنع الحجاب وفق القانون الذي اتخذته السلطات الفرنسية.
هناك للأسف تطبيل و أساليب دنيئة في محاولة تحميل القوى الدينيّة الشيعية العراقية أكاذيب بالقول أنهم طبقوا الشريعة الاسلامية، وبدأت افلام ومسرحيات البكاء والصراخ على النساء، لأنهن أولى ضحايا تطبيق الشريعة، هناك حقيقة لايمكن لأي انسان لديه قليل من الضمير والإنسانية ينكر عمليات قتل الكثير من النساء لمجرد شبهات وإشاعات كاذبة لا أصل لها، تنتهي بقتل المرأة التي ذهبت ضحية سفالة امرأة أو رجل اطلق شائعة كاذبة، رغم أن الإسلام اشترط وفق نص قرآني بوجود اربع أشخاص يرون العملية الجنسية بشكل تام، وإذا كان العدد أقل من أربعة أشخاص فيتم جلدتهم، مثل ماحدث مع الصحابي الجليل ابو موسى الأشعري عندما جلده الخليفة عمر بن الخطاب بسبب افترائه على صحابية أنه شاهد الصحابي عمر بن حريث المنافق عدو علي بن ابي طالب ع، ينكح بها، بسبب حدوث عاصفة، وطار رواق بيت الشعر الذي كانت تسكنه الصحابية المجاهدة، عمرو بن حريث، كان من رؤوس المنافقين، والمعادين للإمام علي بن أبي طالب ع، وتسبب في قيام الضال معاوية بقتل عشرات الصحابة من أهل الكوفة منهم بن حمق الخزاعي رضوان الله عليه، إقامة عمر بن الخطاب الحد على صحابي السلف ابو موسى الأشعري لكذبه يثبت كذب عدالة جميع الصحابة.
يحاول الكثير من الكتاب العربان الكذب بالقول أن موجة الحجاب بطريقة النقاب بُعيد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، وبسبب الخلاف المذهبي بالمنطقة، في تقبل ذلك، يحاول كتاب دول البداوة زج الإسلام الشيعي في فرض حجاب طالباني وهابي على المرأة، وهذا كذب، حجاب المرأة الشيعية معروف، سواء في لبنان أو سوريا أو في دول أوروبا وأمريكا وكندا حيث يقيم ملايين الشيعة بتلك البلدان، حجاب عادي لباس محتشم مع ربطة رأس تستر الشعر، ووجها مكشوف وواضح، تسير نساء الشيعة بالشوارع وهن معروفات الشكل والطول والوزن،على عكس نساء أهل السنة،نشاهد عبارة عن قطعة قماش ملفوفة تتحرك بالشارع ووجود فتحة أو فتحتين للعينين، اتذكر قبل عدة سنوات صوت البرلمان الدنماركي على منع النقاب الوهابي الطالباني، بيوم تنفيذ القانون كنت أسير بمنطقة يعيش بها نسبة عالية من العرب والمسلمين، شاهدت وجوه نسائية جميلة لم تكن رأيتها من قبل ههههه هنا عرفت ان القانون طبق ههههه.
انا شخصيا زوجتي محجبة، نعيش بالغرب منذ ثمانية وعشرين سنة، حجاب الشيعة مقبول سواء بالعراق أو سوريا أو لبنان أو إيران أو بين اوساط نساء الشيعة بدول الغرب، والحجاب مقبول وعادي لايؤثر على نساء الشيعة بالمدارس او في الجامعات أو في العمل في المعامل والمصانع والمؤسسات، رأيت نسوة شيعيات يعملن في مجال سياقة الحافلات بالدنمارك وهن يرتدن حجاب اسلامي شيعي مقبول من قبل غالبية أبناء الشعب الدنماركي، بل الحجاب الشيعي يمثل الحجاب الاسلامي المطابق للقران الكريم والشريعة التي نزلت على نبي الانسانية محمد ص.
القوى السياسية الأوروبية لم يعترضوا على حجاب نساء الشيعة بل اعترضوا على حجاب الوهابية بشكل خاص.
هناك الكثير ممن لديهم تطرف ايدولوجي يحاولون بكل وسيلة، تزييف الحقائق ويحاولون محاربة الحجاب بالعراق بطرق ملتوية وهذا للأسف ضد الحرية الشخصية.
على سبيل المثال الضجة المثارة حول تعديل قانون أو تشريع قانون جديد حول الأحوال الشخصية بالعراق، الخلاف ما بين الاوساط الدينية مع هذا القانون ليست وليدة اليوم بل بيوم تشريع القانون بعام ١٩٥٩ بحقبة حكم الزعيم الخالد الشهيد عبدالكريم قاسم رحمه الله.
الخلاف قديم وليس جديد، المطلوب إيجاد حلول مقبولة من الجميع بتجاوز الخلافات وإشعار الجميع انهم شركاء بهذا الوطن.
بحقبة نظام البعث تعرضت المرأة العراقية للقتل والتعذيب والتغييب والاغتصاب بالسجون، والدفن وهن إحياء مع أطفالهن بالمقابر الجماعية، بصفحة سيطرة داعش والقاعدة واجهة فلول البعث وهابي، اجرموا بالنساء من الايزيديات والمسيحيات والشيعيات، نصيب نساء الشيعة القتل بطريقة الحرق بالنار حسب شهادة السيدة الايزيدية الناجية مراد، قالت تم حرق نساء شبكيات وتركمانيات من الشيعة بالنار وهن إحياء.
نساء الشيعة وشباب الشيعة قدموا ملايين الشهداء لأجل الصلاة والصوم والحجاب، وبرز التمسك بالدين والمذهب بشكل علني وقوي في مرجعية الشهيد الصدر الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه، أما القول إن القوى الشيعية فرضت الحجاب على نساء الشيعة بعد عام ٢٠٠٣ فهذه كذبة كبرى لايصدقها سوى العربان من غير العراقيين الشرفاء، بالتأكيد العراقي البعثي الذي تاجر بفرج صابرين الجنابي وفي مؤخرة الشيخ أبو تبارك عفيف مشايخ هيئة الخطف والتفخيخ بالموصل، يصدق هذه الأكاذيب والاشاعات.
الفكر الشيعي لايلزم الزوجة عمل الطعام ولا ارضاع الطفل ولا ممارسة الجنس بالقوة وجعل المرأة مجرد لاشباع الغريزة الجنسية، المرأة لدى الشيعة زوجة وصديقة وزميلة، هكذا يتعامل غالبية أبناء الشيعة مع زوجاتهم، انا شخصيا ورغم مرور أكثر من ثمانية وعشرين سنة على زواجي، والله لم أُسمع زوجتي بكلمة جارحة أو أسب والديها لا سامح الله، اعاملها كزوجة وصديقة انسانة محترمة، هذا هو الفكر الشيعي الحقيقي الذي يفهمه غالبية أبناء الشيعة.
بل حتى بالطلاق الشيعي أفضل مليون مرة من الطلاق السني، لدى الشيعة المرأة تورث أموال والديها بشكل تام ١٠٠% أما لدى السنة يورث أموال المتوفى في حالة عدم وجود ذكر أبناء العم والخال ويسموهم العصبة، ويقولون إلى بنت الفقيد، الله يعطيج العافية هههههه إرث العصبة ليس من الإسلام بل كان عادة جاهلية قبل الإسلام.
يوجد علماء سنة فكر صوفي منهم شيخ الأزهر الأمام الأكبر محمد سيد طنطاوى، الصحف المصرية بوقتها نشرت خبر قيام الإمام طنطاوي بجولة تفقدية لأحد المعاهد الأزهرية للفتيات بمدينة نصر. وأن الشيخ طنطاوى قد فوجئ بتلميذة فى الصف الثانى الإعدادى ترتدى النقاب، فما كان منه إلا أن طلب منها فى حدة وغضب شديد خلعه، قائلًا لها( النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين الإسلامى من قريب أو بعيد، وبعدين إنت قاعدة مع زميلاتك البنات فى الفصل لابسة النقاب ليه؟). ( أمام إصرار الشيخ خلعت التلميذة النقاب وكشفت وجهها، فعلّق الشيخ قائلًا: «لما إنتى كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتى إيه؟)، (نشرت الصحف صورة للشيخ طنطاوى وهو ينزع نقاب التلميذة بيده).
حاولت معلمة بالمعهد من حركة الإخوان الوهابية، القول إن التلميدة لبست النقاب عندما دخل شيخ الأزهر رد الشيخ طنطاوي حسب الصحف المصرية على المعلمة وهو منفعل: «قلت لك إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة، وأنا أفهم فى الدين أكتر منك ومن اللى خلفوكى». وأعلن الشيخ طنطاوى عزمه إصدار قرار رسمى بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، ومنع دخول أى طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب.
ههههههه بذلك الوقت قام الوهابية وجماعتهم الإخوان المسلمين بشن هجوم قوي ضد الشيخ طنطاوي ووصفوه انه عميل للغرب وربما مترفض شيعي كافر ههههههه.
وتم مهاجمة الشيخ طنطاوي من شيوخ وهابية السعودية والخليج وقطعوا عنه التمويل، النتيجة ارغموا الشيخ طنطاوى للتراجع عما صرح به، ولم يستطع إصدار قرار رسمى بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، وحفظًا لماء الوجه، استصدر قرارًا من مؤسسته بمنع ارتداء النقاب داخل فصول البنات التى تدرس فيها مدرسات، وفقط.
فى الثلاثين سنة الماضية وبعد تمدد الفكر السلفى الوهابي المتشدد فى كل أنحاء العالم، وفى كل المجالات، لقد تزايد ظهور المنتقبات في كافة مدن دول العالم، وكثرة التحاق الفتيات بجهاد النكاح والمناكحة والانتماء للجماعات التكفيرية.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/8/2024