د. فاضل حسن شريف
عن صفحة البرهان في تفسير القرآن: باب حطة على حسب التأويل: قال تعالى “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خطاياكم وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ” (البقرة 58). و”وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ” (الأعراف 161)هاتان الآيتان نزلتا في بني إسرائيل حيث أمرهم المولى سبحانه وتعالى في الآية (58) من سورة البقرة بدخول القرية والسجود عند بابها وقولهم حطة، وفي الآية (161) من الأعراف أمرهم المولى هذه المرة بالسكن بالقرية وليس مجرد الدخول بها وقولهم حطة قبل السجود عند الباب. أما في التأويل الوارد عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين، ما جاء من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام قال: ( ألا واني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون وكباب حطة في بني إسرائيل).
الحكام الظالمون البعيدون عن الحكمة لهم نهاية مغزية، فهذا نمرود انهته بعوضة وفرعون الطاغية بعصا وغرق. وبسبب قتل داوود عليه السلام للظالم جالوت “وقتل دَاوُدَ جَالُوت وآتاه الملك” (البقرة 251) فإن الله تعالى أعطاه الملك والنبوة والحكمة وجعل ابنه سليمان عليه السلام ملكا. واستطاع داوود أن يجمع شمل قبائل بني إسرائيل ويوحدهم بحدود الألف قبل الميلاد ويسترد لهم حقوقهم. ذاعت شهرة داود عليه السلام بين بني إسرائيل وعند ملكهم طالوت بعدما تمكن من قتل جالوت. ثم أصبح داود عليه السلام ملكاً على بني إسرائيل. فبهذا يكون عهد سليمان عليه السلام في حدود القرن العاشر للألف الأولى قبل الميلاد. وبهذا يرتبط جزء من تأريخ بابل العراقية بهذه التواريخ وذلك باخذ الايات القرآنية بعين الاعتبار.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع الاتحاد العالمي للمسلمين عن من هم اليهود وما هي الديانة اليهودية؟ للدكتورة نزيهة أمعاريج: سفر التكوين: وسبب تسميه بهذا الاسم هو اشتماله على تكوين الخلق: خلق العالم وخلق الأنسان الأول، والسفر يروي قصة آدم عليه السلام في الجنة وما تبع ذلك من تفاصيل نزوله إلى الأرض، ثم قصة استقراره عليها مع أبنائه وما صاحب ذلك من أحداث بارزة وبخاصة قصة الطوفان واستئناف حياة الشعوب بعد ذلك، ويحوي السفر أيضا قصة إبراهيم عليه السلام وترحاله من مكان إلى آخر وسيرة أبنائه اسحاق ويعقوب عليهما السلام ثم أبناء يعقوب الأسباط وما تعرض له يوسف عليه السلام على يد أخوته وعلى يد عزيز مصر وزوجته، وبعد ذلك يروي لنا السفر رواية نزول يعقوب مع جميع أبنائه إلى أرض مصر ولينتهي بالحديث عن موت يوسف عليه السلام. – سفر الخروج: وهو سفر يتحدث عن خروج اليهود من أرض مصر بقيادة موسى عليه السلام، كما أن السفر فيه أيضا ذكر لمعاناتهم بأرض مصر قبل الخروج وما تعرضوا له من أشكال الذل وأصناف الهوان على يد الفراعنة، وكما يعرض السفر الوصايا العشر التي أوصى بها الله تعالى على موسى عليه السلام، هذا فضلا على بعض التشريعات الخاصة بإله اليهود يهوه أو يهوفا من مثل وصف خيمة الاجتماع وتابوت العهد وتمردهم على هارون عليه السلام عند غياب موسى وكفرهم بعبادته العجل. – سفر اللاويين أو سفر الأحبار: ويتضمن هذا السفر الأحكام الكهنوتية التي اختص بها سبط لاوي أو ليفي على اعتبار أنهم سدنة البيت، مع ذكر بعض كفارات الذنوب والأطعمة الحلال والأنكحة الحرام والنذر والطهارة والأعياد. – سفر العدد: ويتحدث عن أعداد بني اسرائيل وتقسيمهم بحسب أسباطهم، وبه أيضا ذكر لتفاصيل عن حياتهم في صحراء سيناء، وما صدر منهم من الكفر والفسوق والعصيان والخروج والتمرد على أنبيائهم. – سفر التثنية أو تثنية الاشتراع: ومعناه إعادة الشريعة، في هذا السفر تم إعادة عرض الوصايا العشر وإعادة الحديث عن الأطعمة الحلال والأطعمة الحرام وعن نظام القضاء والملك عند بني اسرائيل عن الكهانة والنبوة، ويختتم السفر بالحديث عن بخبر وفاة موسى عليه السلام ودفنه في جبل مؤاب. – سفر يشوع: وينسب هذا السفر إلى يشوع بن نون عليه السلام، وتذكر التوراة أنه كان خادما لموسى في أول حياته، ثم بعد تولى قيادة بني اسرائيل من بعده، السفر فيه وصف للأساليب الخبيثة التي استعمالها يشوع لاحتلال أرض فلسطين وإبادة سكانها الأصليين، من مثل اعتماد أسلوب الحيلة والتجسس والاستعانة ببعض بغايا مدينة أريحا لفتح أبواب المدينة المحصنة، وما ارتكب في حق أهلها المجازر انتهت بإبادتهم وسقوط المدينة، ويفصل السفر في ذكر دقائق هذه الجريمة التي ارتكبها يشوع في حق أصحاب الأرض المحتلة هذه الجريمة التي عبر عنها بعض المستشرقين بقولهم وسالت دماء القتلى أنهارا، وبعد ذلك يتحدث السفر عن تقسيم الأرض المغتصبة على الأسباط لينتهي بالحديث عن وفاة يشوع ودفنه بجبل أفرائيم.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع هدى القرآن عن انحرافات بني إسرائيل للدكتور سعيد أيوب: والخلاصة. وضع بولس اللبنة التي عليها يقوم صرح الدفاع عن شعب الله المختار. وفي هذا يقول الكاردينال دانيلوا: (إن المسيحيين المخلصين، يعتبرون بولس خائنا. وتصفه وثائق مسيحية بالعدو. وتتهمه بالتواطؤ التكتيكي ويقول موريس بوكاي). إن بولس كان أكثر وجوه المسيحية موضعا للنقاش. وإذا كان قد اعتبر خائنا لفكر المسيح فذلك لأنه كون مسيحية على حساب هؤلاء الذين جمعهم المسيح من حوله لنشر تعاليمه. ولم يكن بولس قد عرف المسيح في حياته وباختصار شديد. إذا كان عزرا قد قاد القافلة في اتجاه الأنحراف المظلم. فإن بولس لمد لحق به. لأن عزرا جدا من أجداده. وأرض المعاد هدفا من أهدافه. ويخطئ من يظن أن بولس قد أضاف للأنسانية بعدا كريما. بل صنع أوثانا جديدة وزين أوثانا قديمة وفي هذا يقول وول ديورانت: “إن المسيحية لم تقض على الوثنية بل تبنته بعد أن هضمت تقاليد العقل الوثني فكرة المسيح الإله وقصارى القول: إن المسيحية كانت آخر شئ عظيم ابتدعه العالم الوثني القديم. وهكذا شق الذين كفروا من أهل الكتاب طريقهم الذي بدأه عزرا وأنهاه بولس الذي لم ير المسيح ولم يسمع منه. وعلى الرغم من هذا كان يقول: “أنا أيضا عندي روح الله الروح يفحص كل شئ وحتى أعماق الله) وكان يقول: (المسيح افتدانا من لعنة الناموس. إذ صار لعنة لأجلنا. لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة) هذا ما قاله بولس في حق نفسه وهذا ما قاله في حق المسيح. فأما هو فعنده روح الله وأما المسيح فلقد صار لعنة. وظل الحي اليهودي يموج في بعضه. حتى جاء يوم النجاة. ذلك اليوم الذي إذا رفضوه ضربهم عذاب الطمس.