د. فاضل حسن شريف
يشكل الصم أحد حالات العوق. لذلك وجدت له رياضة تسمى البولينج. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الأعمى والأصم “مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ” ﴿هود 24﴾ المثل هوالوصف، وغلب في المثل السائر وهو بيان معنى من المعاني الخفية على المستمع بأمر محسوس أوكالمحسوس يأنس به ذهنه ويتلقاه فهمه لينتقل به إلى المعنى المعقول المقصود بيانه، والمراد بالفريقين من بين حالهما في الآيات السابقة، والباقي واضح. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن الأعمى والأصم “مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ” ﴿هود 24﴾ حال الأعمى والأصم، وحال السميع والبصير، فتقول الآية: “مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا” ثمّ تعقب الآية “أفلا تذكرون”؟
جاء في معاني القرآن الكريم: بكم قال عز وجل: “صم بكم” (البقرة 18)، جمع أبكم، وهو الذي يولد أخرس، فكل أبكم أخرس، وليس كل أخرس أبكم، قال تعالى: “وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء” (النحل 76)، ويقال: بكم عن الكلام: إذا ضعف عنه لضعف عقله، فصار كالأبكم.
منافسة الجري السريع من الألعاب الرياضية التي تشمل أيضا ذوي الأحتياجات الخاصة أو المعوقين ضمن مضمار خاص. جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه عن مجراها “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” ﴿هود 41﴾ وامتثل نوح عليه السلام أمر اللَّه، ودعا المؤمنين من أهله وأصحابه أن يركبوا معه السفينة، وهوومن معه يسمون عليها في الجريان والرسو.. ورأيت تفسيرا لبعض الصوفية يقول: المراد بسفينة النجاة هنا الشريعة، و بالأمواج أهواء النفس وشهواتها. فتساءلت، وأنا أقرأ هذا التفسير: هل يا ترى استوحى بعض الشيوخ من هذا التفسير تسمية كتابه أو رسالته بسفينة النجاة؟ وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” ﴿هود 41﴾ جمع نوح عليه السلام ذويه وأصحابه المؤمنين بسرعة، وحين أزف الوعد واقترب الطوفان وأوشك أن يحل عذاب الله أمرهم أن يركبوا في السفينة “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا”. لماذا؟ لكي يعلمهم أنّه ينبغي أن تكونوا في جميع الحالات في ذكر الله تعالى وتستمدوا العون من اسمه وذكره “إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”. فبمقتضى رحمته جعل هذه السفينة تحت تصرفكم واختياركم لتنجيكم من الغرق وبمقتضى عفوه وغفرانه يتجاوز عن أخطائكم. وأخيراً حانت اللحظة الحاسمة، إِذ صدر الأمر الإِلهي فتلبدت السماء بالغيوم كأنّها قطع الليل المظلم، وتراكم بعضها على بعض بشكل لم يسبق له مثيل، وتتابعت أصوات الرعد وومضات البرق في السماء كلها تخبر عن حادثة (مهولة ومرعبة جدّاً). شرعَ المطر وتوالى مسرعاً منهمراً أكثر فأكثر، وكما يصفه القرآن في سورة القمر “ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجّرنا الأرضَ عيوناً فالتقى الماءُ على أمر قد قدر”. ومن جهة أُخرى إرتفعت المياه الجوفية بصورة رهيبة بحيث تفجرت عيون الماء من كل مكان. وهكذا إتصلت مياه الأرض بمياه السماء، فلم يبق جبل ولا واد ولا تلعة ولا نجد إلاّ استوعبه الماء وصار بحراً محيطاً خضمّاً.. أمّا الأمواج فكانت على أثر الرياح الشديدة تتلاطم وتغدوكالجبال.
عن تفسير الميسر: قال الله تعالى عن مجراها “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” ﴿هود 41﴾ مَجْراهَا: مَجْر۪ىٰ اسم، هَا ضمير. مجراها (بفتح الجيم ): جريها، أو وقت إجرائها، ومكانه. وقال نوح لمن آمن معه: اركبوا في السفينة، باسم الله يكون جريها على وجه الماء، وباسم الله يكون منتهى سيرها ورُسوُّها. إن ربي لَغفور ذنوب من تاب وأناب إليه من عباده، رحيم بهم أن يعذبهم بعد التوبة. وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” ﴿هود 41﴾ “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا” أي: وقال نوح لمن آمن معه: اركبوا في السفينة. وفي الكلام حذف تقديره فلما فار التنور ووقف نوح على ما دله الله عليه من هلاك الكفار قال لأهله وقومه: اركبوا فيها “بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا” أي: متبركين باسم الله أوقائلين بسم الله وقت إجرائها ووقت إرسائها أي: إثباتها وحبسها وقيل: معناه بسم الله إجراؤها وإرساؤها وقد ذكرنا تفسيره في الحجة. وقال الضحاك كانوا إذا أرادوا أن تجري السفينة قالوا بسم الله مجريها فجرت وإذا أرادوا أن تقف السفينة قالوا بسم الله مرساها فوقفت. قوله عز شأنه “وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ” ﴿البقرة 164﴾.
ركوب الأمواج لذوي الاحتياجات الخاصة أو (ركوب الأمواج التكيفي) هو شكل من أشكال ركوب الأمواج حيث يستخدم الأفراد ذوو الإعاقة لوحًا أو (ويفسكي) لركوب الموجات. جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن موج “وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ” ﴿هود 42﴾ موج اسم، وهي تجري بهم في موج يعلو ويرتفع حتى يصير كالجبال في علوها، ونادى نوح ابنه وكان في مكانٍ عَزَل فيه نفسه عن المؤمنين فقال له: يا بني اركب معنا في السفينة، ولا تكن مع الكافرين بالله فتغرق. قوله عز وجل “أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ” ﴿النور 40﴾ يَغْشَاهُ مَوْجٌ: يعلوه موج (الغشاوة التي على القلب) أو تكون أعمالهم مثل ظلمات في بحر عميق يعلوه موج، من فوق الموج موج آخر، ومِن فوقه سحاب كثيف، ظلمات شديدة بعضها فوق بعض، إذا أخرج الناظر يده لم يقارب رؤيتها من شدة الظلمات، فالكفار تراكمت عليهم ظلمات الشرك والضلال وفساد الأعمال. ومن لم يجعل الله له نورًا من كتابه وسنة نبيه يهتدي به فما له مِن هاد.
يعد القفز العالي للمعوقين من الألعاب التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة بالاضافة الى أنها أصلا من الألعاب الاولمبية للرياضيين العاديين. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن العالي “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ” ﴿هود 82﴾ وكلمة (سجّيل) فارسية الأصل، وهي مركبة من (سنك) ومعناها الحجارة و(گِل) ومعناها الطين، فعلى هذا هي شيء صلباً كالحجارة ولا رخواً كالزهرة،وإِنّما هي برزخ (وسط) بينهما. و(المنضود) من مادة (نضد) ومعناه كون الشيء مصفوفاً وموضوعاً بشكل متتابع ومتراكم، أي إِنّ هذا المطر كان متتابعاً سريعاً إِلى درجة حتى كأنّ هذه الأحجار تتراكب بعضها فوق بعض فتكون (منضودة). ولكن هذه الأحجار ليست أحجاراً عادية، بل هي أحجار فيها علامات عندالله “مسوّمة عِندَ ربّك”. ولا تتصوروا أنّ هذه الأحجار مخصوصة بقوم لوط، بل “وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ”. هؤلاء القوم المنحرفون ظلموا أنفسهم وظلموا مجتمعهم، لعبوا بمصير أُمتهم كما هزئوا بالإِيمان والأخلاق الإِنسانيّة، وكلّما نصحهم نبيّهم باخلاص وحرقة قلب لم يسمعوا له وسخروا منه، وبلغت صلافتهم وعدم حيائهم حدّاً أنّهم أرادوا الاعتداء على ضيوف زعيمهم ويهتكوا حرمتهم. هؤلاء الذين كانوا قد قلبوا كل شيء يجب أن تنقلب مدينتهم عليهم، ولا يكفي أن يغدو عليها سافلها، بل ليُمطروا بوابل من الأحجار تدمّر كل شيء من (معالم الحياة) هناك ولا يبقى منهم سوى صحراء موحشة وقبور مظلمة تحت ركام الأحجار الصغيرة. وهل أنّ الذين ينبغي معاقبتهم هم قوم لوط فحسب؟ قطعاً لا. فكل جماعة منحرفة وأُمّة ظالمة ينتظرها مثل هذا المصير، فتارة تكون تحت وابل الأحجار، وأُخرى تحت ضربات القنابل المحرقة، وحيناً تحت ضغط الإِختلافات الإِجتماعية القاتلة، وأخيراً فإنّ لكلٍّ شكلا من العذاب وصورة معينة.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن عاليها “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ” ﴿هود 82﴾ ضمائر التأنيث الثلاث راجعة إلى أرض القوم أو القرية أو بلادهم المعلومة من السياق، والسجيل على ما في المجمع، بمعنى السجين وهو النار، وقال الراغب: السجين حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي معرب، انتهى. يشير إلى ما قيل إن أصله سنكك كل، وقيل: إنه مأخوذ من السجل بمعنى الكتاب كأنها كتب فيها ما فيها من عمل الإهلاك، وقيل: مأخوذ من أسجلت بمعنى أرسلت. والظاهر أن الأصل في جميع هذه المعاني هو التركيب الفارسي المعرب المفيد معنى الحجر والطين، والسجل بمعنى الكتاب أيضا منه فإنهم على ما قيل كانوا يكتبون على الحجر المعمول ثم توسع فسمي كل كتاب سجلا وإن كان من قرطاس، والإسجال بمعنى الإرسال مأخوذ من ذلك. والنضد هو النظم والترتيب، والتسويم جعل الشيء ذا علامة من السيماء بمعنى العلامة. والمعنى: ولما جاء أمرنا بالعذاب وهو أمره تعالى الملائكة بعذابهم وهو كلمة “كن” التي أشار إليها في قوله: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كن” (يس 83)، جعلنا عالي أرضهم وبلادهم سافلها بتقليبها عليهم وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود معلمة عند ربك وفي علمه ليس لها أن تخطىء هدفها الذي رميت لأجل إصابته. وذكر بعضهم أن القلب وقع على بلادهم والأمطار بالسجيل عذب به الغائبين منهم. وقيل: إن القرية هي التي أمطرت حين رفعها جبرئيل ليخسفها. وقيل: إنما أمطرت عليهم الحجارة بعد ما قلبت قريتهم تغليظا في العقوبة. والأقوال جميعا من التحكم من غير دليل من اللفظ. وفي قوله تعالى في غير هذا الموضع: “فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ” (الحجر 73)، فقد كان هناك قلب وصيحة وإمطار بالحجارة ومن الممكن أن يكون ذلك بحدوث بركان من البراكين بالقرب من بلادهم وتحدث به زلزلة في أرضهم وانفجار أرضي بصيحة توجب قلب مدنهم، ويمطر البركان عليهم من قطعات الحجارة التي يثيرها ويرميها، والله أعلم. قوله تعالى:” وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ” قيل المراد بالظالمين ظالموا أهل مكة أوالمشركون من قوم النبي صلى الله عليه واله وسلم والكلام مسوق للتهديد، والمعنى وليست هذه الحجارة من ظالمي مكة ببعيد أوالمعنى: ليست هذه القرى المخسوفة من ظالمي قومك ببعيد فإنه في طريقهم بين مكة والشام، كما قال تعالى في موضع آخر: “وإنها لسبيل مقيم” (الحجر 76)، وقال: “وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ” (الصافات 137-138).
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قال الله تعالى عن موج “وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ” ﴿هود 42﴾ قرأنا في الآيات السابقة ـ إِجمالا ـ أنّ الأمواج المتلاطمة الصاخبة من الماء أغرقت كل مكان حيث تصاعد منسوب الماء تدريجاً، أمّا المجرمون الجهلة فظناً منهم أنّه طوفان عادي فصعدوا إِلى أعالي القمم والمرتفعات، لكن الماء تجاوز تلك المرتفعات أيضاً وخفي تحت الماء كل شيء، وأخذت تلوح للعيون أجساد الطغاة الموتى وما بقي من البيوت ووسائل المعاش في ثنايا الأمواج على سطح الماء. وكان نوح عليه السلام قد أودع زمام السفينة بيد الله سبحانه، وكانت الأمواج تتقاذف السفينة في كل صوب، وفي روايات استمرت هذه الحال ستة أشهر تماماً (من بداية شهر رجب حتى نهاية شهر ذي الحجة) وعلى رواية (من عاشر شهر رجب حتى عاشر محرم) وطافت السفينة نقاطاً متعددة من الأرض، وطبقاً لما جاء في بعض الرّوايات أنّها سارت على أرض مكّة وحول الكعبة.
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قال الله تعالى عن موج “وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ” ﴿هود 42﴾ وفي هذه الحال التي هي أشبه بسكرات الموت ينظر نوح إلى ولده بحسرة، ويدعوه إلى الايمان وسبيل النجاة قبل أن يلفظ النفس الأخير. قوله عز وجل “أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ” ﴿النور 40﴾ بحر عميق الغور، تتراكب فوقه الأمواج الواحدة فوق الأخرى، وفوق الجميع سحاب ثقيل كثيف. وهذا أبلغ تشبيه لأهل الشهوات والأهواء الذين غرقوا في بحر القبائح والرذائل: كذب ورياء وحقد ودس وغرور وكبرياء وطمع وحرص. إلى ما لا نهاية، ومن عاش في هذه الظلمات التي لا يرى فيها شيئا كيف يرى الحقيقة ويدركها؟
جاء في مركز الاشعاع الفكري عن عبس و تولى للسيد جعفر مرتضى العاملي: قال تعالى: “عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَىٰ * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّىٰ * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَىٰ * وَهُوَ يَخْشَىٰ * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ” (عبس 1-10) روى الطبرسي عن الإمام الصادق عليه السلام: أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا رأى ابن أم مكتوم، قال: مرحباً، مرحباً: لا والله، لا يعاتبني الله فيك أبداً. حيث يظهر من هذا النص الشريف: أنه صلى الله عليه وآله كان يريد بقوله هذا التعريض بمن صدر منه في حق ابن أم مكتوم ما أوجب نزول العتاب الإلهي له فيه.. فكأنه صلى الله عليه وآله يقول لابن أم مكتوم: إني لا أعاملك كما عاملك فلان. إن الروايات التي تحدثت عن أن النبي صلى الله عليه وآله هو الذي عبس في وجه ابن أم مكتوم إنما رواها غير الشيعة، وقد طرحها الرازي، معللاً ذلك بأنها أخبار آحاد، وبأنها تخالف القواعد العقلية. أن في الآيات إشعاراً بأن ذلك الذي ذكرناه هو من عادة ذلك العابس، أي أن من عادته التصدي للأغنياء، والتلهي عن الفقراء. ومن الواضح: أن ذلك لم يكن من عادة رسول الله صلى الله عليه وآله أبداً. واللهو مذموم في القرآن الكريم في مختلف المواضع، ومعناه في هذا المورد بالذات أولى بالذم، إذ أن معناه هو: أن النبي صلى الله عليه وآله كان يتطلب اللهو ويسعى إليه.. مع أن الروايات التي تدّعي نزول الآيات في رسول الله لا تعترف بهذا الأمر، بل هي تتحاشاه، كما أن الذين أخذوا بها، وزعموا أن الآيات تدل على ذلك لم يجرؤوا على الاعتراف بهذه الحقيقة، بل زعموا أن عبوسه إنما كان لأجل انشغاله بما هو بنظره أهم. لقد نزل قوله تعالى: “وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” (الشعراء 215) قبل نزول سورة عبس بسنتين، فكيف خالف النبي صلى الله عليه وآله هذا الأمر الصريح. كما يزعم هؤلاء الناس؟
تكملة للحلقة السابقة عن موقع أي بي أس آي الحـركـة البارالمبية الدولية للكاتب عبد السلام مصطفى شليبك: تأسيس منظمة جديدة ذات نظام ديمقراطي هي: اللجنة البارالمبية الدولية International Paralympic Committee، وذلك في سنة 1989″ وقد أكد على ذلك Ian Brittain 2012 حيث أشار إلى “أنه عقد في سنة 1989 في مدينة دوسلدورف الألمانية إجتماع الجمعية العامة للمنظمات الرياضية الست المعنية برياضة المعاقين إضافة إلى ممثلين عن إحدى وأربعين دولة منتسبة إلى مختلف منظمات رياضة المعاقين الدولية المختلفة للإعلان رسمياً عن تأسيس اللجنة البارالمبية الدولية” وعليه يمكن اعتبار سنة 1944 م هي سنة ولادة ونشأة رياضة المعاقين البارالمبية في العالم، وأن ألعاب ستوك ماندوفيل التي أقيمت سنة 1948 (منافسات رمي السهام) هي أم دورات ألعاب رياضة المعاقين البارالمبية وبذرتها التنظيمية والفنية الأولى وصولاً إلى ما آلت عليه دورات الألعاب البارالمبية الحديثة في يومنا هـذا. تعرف الحركة البارالمبية الدولية نفسها على النحو التالي: الحركة البارالمبية هي شبكة عالمية من المنظمات المُـدمجة سوياً من خلال إلتزاماتها بتوفير فرص رياضية للرياضيين البارالمبيين (جميع الرياضيين من القاعدة إلى النخبة)، ومن خلال إيمانها بالمساهمة في بناء عالم أفضل يعطي فرصاً متساوية للجميع. قامت الحركة البارالمبية الدولية ونشأت انطلاقاً من مجموعة من القيم الأساسية هي الشجاعة، العزيمة، الإلهام، المساواة. تشكل الفلسفة التشاركية للحركة البارالمبية جزءاً من رؤيتها فهي تمثل رسالةً قويةً ومحركاً للعديد من المبادرات التي قامت بها عبر عضويتها المتنوعة. تلك العضوية المتنوعة استقطبت العديد من وجهات النظر والخلفيات المتنوعة وطنياً ودولياً وإقليمياً، حيث تبدأ بممثلي اللجان البارالمبية الوطنية (NPC’s) والتي تمثل الرؤى الوطنية المحلية، إلى جانب الإتحادات الرياضية الدولية (IFs) والتي تشكل الزاوية الرياضية لها، ومروراً بالمنظور الإقليمي من خلال المنظمات الرياضية الإقليمية، وإنتهاءاً بالمنظمات الدولية لرياضة المعاقين (IOSDs) تم تدوين تلك الإلتزامات في كتيّب اللجنة البارالمبية الدولية باعتباره الوثيقة المرجعية النهائية والإطار العام للحركة البارالمبية 2010 (134: 6) ، (www.paralympic.org) تأتي كلمة بارالمبية Paralympic من اختصاري كلمتي بارا Para من كلمة Parallel أي موازي و كلمة أوليمبيك Olympic بمعناها الوصفي المجازي المعروف. حيث يشير عبد الحكيم بن جواد المطر 2002 “توازي الألعاب شبه الأولمبية الألعاب الأولمبية ولكن للمعوقين حيث أن كلمة Para = Parallel = الموازي، وليس من Paraplegics الشلل السفلي” (45: 32) ويتفق ذلك تماماً مع ما أشار إليه Scott Goodman 2005، إذ أشار إلى أن “كلمة Para تأتي من كلمة Parallel أي موازٍ، وأنها لم تكن تعرف باسم Paralympic الباراليمبيك حتى العام 1984، إذ كانت قبل ذلك تعرف باسم Olympics for Disabled ” (130: 8) وقد أكد ذلك أيضاَ Peter Kell وآخرون 2008 حيث أشار إلى أنه “تم إستخدام البادئة Para والمشتقة من الكلمة ذات المعنى اليوناني Paralell موازِ، حيث أن ذلك الحدث الرياضي يجري بشكل موازٍ مع الألعاب الأولمبية” (126: 68) تتكون الهيكلية الإدارية والتنظيمية للحركة البارالمبية الدولية من عدد ومزيج كبير من التنظيمات الرياضية الدولية والإتحادات واللجان الدولية والإقليمية والمجالس لتشكل بمجموعها واندماجها الهيكل التنظيمي للحركة البارالمبية الدولية وهي تعد بذلك الجمعية العامة للجنة البارالمبية الدولية IPC General Assembly أعلى سلطة رياضية بارالمبية.
جاء في الموسوعة الحرة عن الألعاب الأولمبية الصيفية 2024: (بالفرنسية: Jeux olympiques d’été de 2024) تُعرف رسميًّا بألعاب الأولمبياد الثالث والثلاثون (بالفرنسية: Jeux de la XXXIIIe Olympiade) أو بالاسم التجاري الرسمي باريس 2024، هو حدث دولي متعدد الرياضات يقام في الفترة من 24 يوليو إلى 11 أغسطس 2024 في فرنسا، على أن يقام حفل الافتتاح في 26 يوليو. تُعتبر مدينة باريس هي المدينة الرئيسية المضيفة للبطولة، وتقام الأحداث في 16 مدينة أخرى منتشرة عبر فرنسا القارية، بالإضافة إلى موقع فرعي واحد في تاهيتي الواقع في بولينيزيا الفرنسية. مُنحت باريس حق استضافة الألعاب خلال الدورة الـ131 للجنة الأولمبية الدولية في ليما، البيرو، يوم 13 سبتمبر 2017. بعد انسحاب ثلاثة مدن من المنافسة، وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لعامي 2024 و 2028 في باريس ولوس أنجلوس على التوالي. بعد أن استضافت مدينة باريس سابقاً في عامي 1900 و1924، أصبحت ثاني مدينة تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية ثلاث مرات (بعد لندن، التي استضافت ألعاب 1908 و1948 و2012). وهذه الدورة تصادف الذكرى المئوية لمدينة باريس 1924 للألعاب الأولمبية الشتوية 1924، وستكون الألعاب الأولمبية السادسة التي تستضيفها فرنسا (ثلاث دورات أولمبية صيفية وثلاث دورات أولمبية شتوية) وأول دورة ألعاب أولمبية فرنسية منذ الألعاب الشتوية 1992 في ألبيرفيل. وستعود الألعاب الصيفية إلى الدورة الأولمبية التقليدية التي تستمر أربع سنوات، بعد تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 إلى عام 2021 بسبب جائحة فيروس كورونا-19. ستشهد الألعاب الأولمبية هذه الظهور الأول للرقص البهلواني كحدث أولمبي، وستكون الألعاب الأولمبية الأخيرة التي تُقام خلال رئاسة توماس باخ للجنة الأولمبية الدولية. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة الألعاب 9 مليار يورو. الاستعدادات والتحضيرات: الملاعب: ستقام معظم الأحداث الأولمبية في مدينة باريس ومنطقتها الحضرية، بما في ذلك المدن المجاورة مثل سان دوني، لو بورجيه، نانتير، فرساي، و فير سور مارن. ستقام التصفيات التمهيدية ونهائيات كرة اليد في ليل، والتي تبعد 225 كـم (140 ميل) عن المدينة المضيفة، ستقام رياضة الإبحار وبعض مباريات كرة القدم في مدينة مارسيليا على البحر الأبيض المتوسط، والتي تبعد 777 كـم (483 ميل) عن المدينة المضيفة، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تقام فعاليات ركوب الأمواج في قرية تيهوبو في إقليم بولينيزيا الفرنسية فيما وراء البحار، والتي تبعد 15716 كـم (9765 ميل) عن باريس، المدينة المضيفة. سيتم أيضًا استضافة كرة القدم في خمس مدن أخرى، وهي بوردو، ديسين-شاربيو (ليون) نانت، نيس وسانت إتيان، وبعضها موطن لأندية الدوري الفرنسي 1. الميدالية: في فبراير 2024، كشف رئيس أولمبياد باريس 2024 توني إستانغيت عن ميداليات الألعاب الأولمبية والبارالمبية، والتي تضمنت على الوجه الأمامي رموزًا سداسية الشكل مصنوعة من خردة الحديد المأخوذة من الهيكل الأساسي لبرج إيفل، مع نقش شعار الألعاب عليها. سيتم إنتاج حوالي 5084 ميدالية من قبل دار باريس للنقد، وصُممت من قبل شركة شومية وهي شركة مجوهرات فاخرة مقرها باريس. يظهر على الوجه الخلفي للميداليات صورة نيكه وهي إلهة النصر اليونانية، داخل ملعب باناثينايكو الذي استضاف أول أولمبياد حديث في عام 1896. يمكن أيضًا رؤية البارثينون وبرج إيفل في الخلفية على كلا وجهي الميدالية. كل ميدالية تزن بين 455 و529 غرامًا (16–19 أوقية)، بقطر 85 ملم (3.3 بوصة) وسماكة 9.2 ملم (0.36 بوصة). تصنع الميداليات الذهبية من 98.8% من الفضة و1.13% من الذهب، بينما تصنع الميداليات البرونزية من النحاس والزنك والقصدير.
جاء في موقع فرنسا 24 عن ألعاب القوى: دوبلانتيس يحطم الرقم القياسي العالمي للقفز بالزانة المسجل باسمه: حطم السويدي أرمان دوبلانتيس، السبت، الرقم القياسي العالمي للقفز بالزانة الذي كان بحوزته عندما قفز لارتفاع بلغ 6,24 متر في أول لقاء للدوري الماسي لألعاب القوى هذا العام في شيامن بالصين، ليبعث برسالة واضحة قبل ألعاب باريس الصيفي 2024. حسَّن السويدي أرمان دوبلانتيس السبت الرقم القياسي العالمي للقفز بالزانة الذي كان بحوزته، وذلك بعد اجتيازه ارتفاعا بلغ 6,24 متر خلال أول لقاء للدوري الماسي لألعاب القوى هذا العام في لقاء مدينة شيامن بالصين. وبهذا يكون دوبلانتيس قد تفوق على رقمه القياسي العالمي السابق وهو 6,23 متر الذي سجله بكل جدارة في لقاء يوجين للدوري الماسي في أيلول/سبتمبر الماضي. وتعتبر هذه المرة الثامنة التي يحطم فيها دوبلانتيس (24 عاما) الرقم القياسي العالمي، إذ كان الوحيد اليوم الذي نجح في القفز لارتفاع ستة أمتار في المدينة الصينية. ويذكر أن دوبلانتيس يحمل حاليا اللقب الأولمبي وهو بطل العالم في النسختين الماضيتين وسبق له أيضا الفوز ببطولة العالم داخل القاعات مرتين كانت الثانية في مارس/آذار الماضي بينما يستعد لخوض الدورة الأولمبية الصيفية الثانية بكل قوة في العاصمة الفرنسية الصيف المقبل.