اخر الاخبار

بلجيكا :أوصيكما بتقوى الله و نظم أمركم و وصلاح ذات بينكم – وصية الإمام (ع)، ح3 – الشيخ محمد جواد الدمستاني

القسم الثالث من وصية أمير المؤمنين (ع) ، قال «أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ ، وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ،…». نهج البلاغة – باب الكتب و الوصايا – كتاب رقم 47 وكان الكلام حول 1- التقوى ، 2- والإعراض عن الدنيا 3- الزهد فيها، 4- قول الحق 5- العمل للأجر، 6-نصرة المظلومين و الخصام مع الظالمين. و هنا عدة نقاط و مطالب : 7- التأكيد على التقوى «أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ …» أُوصِيكُمَا (الحسن و الحسين عليهما السلام) وَ جَمِيعَ وَلَدِي (أبناء أمير المؤمنين الباقين) وَ أَهْلِي (أقربائي) وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي، أي كل من بلغه أو وصله هذا الكتاب ، قرأه أو سمعه فهو مشمول بالوصية و الكلام موجّه إليه، من من تنظيم الأمور، و صلاح ذات البين، و الصلاة، و الصيام ، و رعاية الأيتام، و الاهتمام بالجيران، و العمل بالقرآن، … الوصايا المذكورة. و القسم الأول ذكرنا التقوىـ وهي وقاية النفس من عصيان أوامر الله و نواهيه، و قد كررها أمير المؤمنين (ع) لأهميتها، و كان يكررها في حياته عليه السلام . 8- تنظيم الأمر أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ نَظْمِ أَمْرِكُمْ : تنظيم أمورهم و ترتيبها ، في مطلق المجالاتالعبادية، والعائليّة، والدّراسيّة، المالية الاقتصادية، الإدارية.. وغيرها، فانّ النّظام من الأمور المهمة في الحياة، و توفر كثيرا من الوقت و الجهد و المال. 9- صلاح ذات البين قال (ع): وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ إصلاح حالة التنافر و التباغض أو التنازع بين المتخاصمين، بين الشخصين، بين الزوجين، الرجلين، القبيلتين، أو الفئتين، و السعي إلى حصول حالة الأُلْفَة و الإِئْتٍلاف و المُصالَحَة بين النّاس ، قال الله تعالى في سورة الأنفال «فَاتَّقُوا اللَّهَ وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ». ورغَّب في ذلك بما رواه سماعا عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في قوله «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ». و هذه المصالحة و تؤثر مباشرة على قوة المجتمع و تماسكه، فكلما انتشرت الخلافات في المجتمعات ضعف و تمزق المجتمع، و إذا كان المجتمع يسوده الوئام و الوفاق و المودة و التضامن يصبح أكثر قوة و صلابة. و في حديث رسول الله يتبيّن أهمية قوة العلاقات الاجتماعية و الصلح بين النّاس و رفع الخصومة بحيث أنّها أفضل من عامة الصلاة و الصيام.

Play Video