بيان المرجع الأعلى لنصرة لبنان سيكون خالدًا في التاريخ؛ بقلم أبو الفضل فاتح
إن بيان المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في إدانة الهجوم الإسرائيلي ولزوم الدعم الشامل لشعب لبنان وأبطال المقاومة وإنهاء العدوان، ألقى بصيص أمل في النفوس ويمكن بلا شك أن يؤدي دورًا مصيريًا وخالدًا في مستقبل هذه الحرب المعقدة.
وفيما يعاني العالم من جرح غزة الغائر وما يُرتكب فيها من إبادة جماعية يقابلها صمت القوى العالمية ومسايرتهم لمحتلي فلسطين، أمضّت أخبار الهجوم الجائر على لبنان قلوب المسلمين وأحرار العالم.
وبينما يستهدف العدو الباطش أرواح اللبنانيين ومساكنهم من كل جانب زاعمًا أنه سينال من عزمهم، فإن بيان المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في إدانة الهجوم ولزوم الدعم الشامل لشعب لبنان وأبطال المقاومة وإنهاء العدوان، ألقى بصيص أمل في النفوس ويمكن بلا شك أن يؤدي دورًا مصيريًا وخالدًا في مستقبل هذه الحرب المعقدة وفي رسم مواقف القيادات الدينية والسياسية والمنظمات المدنية في الشرق الأوسط حتى مواقف أولئك الذين كانوا مترددين حتى الآن.
بيان المرجع الأعلى وأهمية الأوضاع الراهنة
لقد ألقى فلاسفة الإبادة الجماعية في العقود الثمانية الأخيرة، قناع الحياء عن وجوههم وأظهروا عمق كراهيتهم وما يضمرون من أهداف استيلائية كشفها حجم القصف الذي تعرض له جنوب لبنان في يوم واحد.
إن ما يمرّ به لبنان الآن من ظروف ليس أكثر صعوبة من الغزو الداعشي الذي كاد يبلغ بغداد. ولا زلنا نتذكر جميعًا كيف قلبت الفتوى التاريخية لآية الله السيستاني بتضحيات المؤمنين والقيادات العسكرية، الموازين لمصلحة شعوب المنطقة.
كذلك من شأن بيان المرجع الأعلى آية الله السيستاني المعروف بحكمته وفهمه للألويات والتوقيتات، أن يوضح أهمية واضطرار الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، لا سيما إن سماحته عادة ما يتخذ موقفًا في الخاص من الظروف.
ثم إن المحتل العالق في غزة الصغيرة الصامدة منذ نحو سنة، سيعجز إن شاء الله عن تحقيق أهدافه في لبنان بفضل مقاومة شعب لبنان الصامد وبفتح باب المساعدات وتسهيل الطرق.
لقد سخر المحتل من الإنسانية والرأي العالم العالمي وجعل دماء المظلومين رهينة تطلعاته السياسية والانتخابية ومغامراته وخططه السلطوية، ومع ذلك لا زالت قلوب المؤمنين راسخة وصرخة العالم عالية، فالقنابل لا تسكت الضمائر الحية.
وها هي تجارب فيتنام وأفغانستان وتجارب المقاومة السابقة في غزة ولبنان، تبعث على الأمل، ومع كل هذا الكم الهائل من الفظائع والدمار، فإن المحتل لن يجني إن شاء الله سوى الهزيمة والعزلة العالمية، فلنا رب أعلى من القنابل!