ولم تكن التحذيرات من الجفاف في العراق عابرة، بل وصل الأمر إلى التحذير من جفاف الأنهار العراقية نهائيا في عام 2040 إذا استمرت موجة الجفاف الحالية.
مع اشتداد موسم الجفاف في العراق تتصاعد التحذيرات من تأثيره على الأهوار، خاصة في ظل الحديث عن خسائر أهوار بعض المحافظات، نسباً كبيرة من مساحاتها المائية.
وفي زيارةٍ أجراها للعراق في مارس 2022، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: “إن العراق يواجه خطرا في نقص المياه في نهري دجلة والفرات، ولا يجب أن يكون العراق بلدا بلا أنهار.. وهذا يمثل تحديا للحكومة”.
في هذا السياق، وصف مدير الدائرة الإعلامية في مجلس محافظة ميسان مصطفى عجيل، الجفاف في الاهوار بـ”المخيف”، مشيراً إلى أن المحافظة فقدت 80% من مساحة الاهوار فيها.
وقال عجيل في تصريحات صحفية، إن “ميسان من المحافظات التي تنتشر بها الاهوار على مساحات شاسعة الا ان سياسات النظام السابق في تجفيفها وما تلاها من أزمات جفاف خانقة بعد 2003 أسهمت في تقليص مساحاتها بنسبة تصل الى 80%.
وأضاف إن الأشهر الماضية كانت قاسية جدا على اهوار ميسان بخسارة اكثر من 80% من ثروتها السمكية يضاف الى نفوق الحيوانات وتعرض بيئة الاهوار التي تضم أصناف نادرة من الحيوانات الى انتكاسة جديدة بسبب الجفاف بسبب قلة الاطلاقات المائية وعدم التزام المحافظات الأخرى بحصة ميسان.
هدر المياه
بدوره، يرى الباحث في الشأن البيئي، أحمد صالح، أن أبرز المشكلات التي يعاني منها العراق فيما يتعلق بالجفاف هي الهدر الحاصل في المياه، وغياب التكنولوجيا المعتدة في ري المزروعات، وهذا ما يؤثر على الوضع المائي بشكل عام”، مشيراً إلى أن “أغلب المزارعين في العراق يعتمدون حالياً على غمر المزروعات بالمياه”.
واضاف صالح لوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “هذا الحال تسبب بالاعتماد الكبير على المخزون المائي للعراق، في ظل ضعف التدفقات المائية وتعمق مواسم الجفاف”، لافتاً إلى أن “الحكومة الحالية ربما جادة بشكل مقبول في إحداث فرق في هذا المسار”.
ويعتبر الجفاف المتهم الأول في انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات وروافدهما إلى مستويات غير مسبوقة، لكن مع ذلك، فإن هناك أسبابا أخرى أدت إلى هذا الانخفاض في منسوب النهرين تتعلق بدولتي الجوار إيران وتركيا.