اخر الاخبار

تحقيق العدالة مسؤولية الأعلاميين :


بقلم العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد
لعكس المفهوم السائد في معظم الكتابات السياسية التي تريد جعل المثقف تابعاً للحكومة و الساسة و الأحزاب, بتأكيدهم للأسف على؛
تجسير الفجوة بين المفكر وصانع القرار و كأنهم بمستوى واحد بل يتقدم السياسي على المفكر بدرجة و كما هو الشائع، وهي إشكالية تحدّث عنها مفكرون كثر في الفترة الأخيرة و منذ عقود.

و الحال أن تلك الدّعوات – أيّ مدّ الجسور بين الطرفين – بل حتى لو كان بمستوى واحد؛ فأن ذلك هو السبب في دمار و نهب و خراب البلاد, لكون السياسي غير مثقف و يعمل بإتجه تسخير مقدرات و خيرات البلاد لمصالحها, لهذا لا يمكنه إستنباط القوانين العادلة المطلوبة من ثقافة و أفكار المفكرين و الفلاسفة, بل في كثير من الأحيان لا يمكنهم – الساسة – حتى مجرد فهم و هضم مضمون تلك المقالات و الأفكار فصانع الشيئ أعلم من غيره به, لهذا يجب أن يكون السياسي تابع و يعلن عن أفكار آلمثقف و المفكر و ليس العكس, لكن هذا الأمر مفقود تماماً, فكثيرا ما يعلن السياسي رأياً لا يدرك فحواه و عواقبه من دون تقوى أو خوف من الآخرة.

فآلصحيح إن أردنا الحق و تحقيق العدالة و السلام و الأمن و الوئام؛ هو:

جعل الحاكم و السياسي الذي هو صاحب القرار عادة تابع للمفكر و الفيلسوف و ليس العكس و كما هو الحال اليوم في بلادنا و العالم ! لأن ما حدث و يحدث اليوم من مآسي و دمار و فساد و نهب و ظلم و حروب ؛ إنما بسبب تابعية المثقف و المفكر للسياسيّ و للحاكم للأسف.

و السياسي عادة ليس بمثقف و إنما يُحاول بشتى الوسائل و القنوات الحزبية و القوة المليشياوية تسخير الثقافة و المثقفين و اهل النظر لهيمنته لتحقيق مصالحه أو مصالح حزبه  و عشيرته و كتلته ؛ لهذا يحدث الظلم و الفساد و الفوارق الطبقية بشكل طبيعي.

هذه نقطة جوهرية أتمنى من الأعلاميين و حتى الساسة و الأحزاب – و إن كانوا يرفضون – أن يتقبلوا ذلك , لأنّ قبولهم يعني ضرب مصالحهم و قطع دابر النهب كهدف لهم من مناهجهم و هذا أساساً يخالف طبيعة الأحزاب و الحكام خصوصا المتحاصصين منهم, لأنهم أغبياء و جهلاء في الفكر و الفلسفة و الثقافة و همّهم هو الأغتناء من وراء السياسة, عبر التسلط و التحالفات لسرقة الناس و كما يحدث في جميع حكومات العالم للأسف, و من يغتني من وراء السياسية فاسد.

فماذا يجب أن نفعل في مثل هذا الحال!؟
و هذا السؤآل بآلمناسبة يجب أن يسأل كل إعلامي نفسه قبل أي مختص أو مسؤول آخر!

فالشيئ الممكن و الأفضل على الأقل؛ هو توحيد جهود الأعلاميين و رؤوساء التحرير والمؤسسات الأعلامية للتعاون مع المفكريين و الفلاسفة لتوحيد و تلميع كلماتهم و كتاباتهم و أفكارهم لتفعيلها عبر المنتديات و المراكز الفكرية و الثقافية بآلأتجاه الذي أكدنا عليه بظل قواعد(الفلسفة الكونية العزيزية), و بآلتالي فأنّ الوحدة – وحدة الكلمة و المنهج – و بيان المفاهيم الكونيّة؛ هو السبيل الوحيد وآلقاعدة ألآمنة للخلاص من تسلط السياسيّين و الحكومات الظالمة التي تريد إخضاع و صهر الحقيقية لنفسها لتحقيق أهداف معلومة و محدودة أشرنا لها آنفاً, و التي تسبب بشكل طبيعي الفوارق الطبقية و الحقوقية و الأجتماعية و إشاعة الظلم بشكل مؤسف و كما هو السائد في بلادنا, و خلاصة الأمر هي أن تحمل مسؤولية العدالة تقع على عاتق الأعلاميين المثقفين بآلدرجة الأولى, فما لم يكن الاعلامي صاحب رسالة و فلسفة كونية – أي الكفاءة و الأمانة المطعمة بآلتقوى – لا ينجح في مهمته مهما كتب و نشر!؟
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد