شاهدنا مثل ماشاهد غالبية المتابعين إلى الأخبار العالمية، محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الفاشلة، عندما كان ترامب في تجمع انتخابي، لأنصار حزبه، حيث مرت رصاصة بالقرب من أذن ترامب اليمنى، وحرك يده، ووقع على الأرض، من شدة صوت الرصاصة التي كادت ترديه قتيلا مثل ملايين البشر الذين طالتهم رصاصات وقنابل مصانع صناعة السلاح، الذين يدعمهم ترامب، ويبيع منتجات أسلحتهم لقتل ملايين البشر من أطفال ونساء في أماكن الصراع.
بالتأكيد ترامب نجى من الرصاصة التي كادت أن تقتله، وتم قتل مطلق النار عليه، وتبين انه شاب عمره عشرين سنة، ومسجل ضمن أنصار حزبه الحزب الجمهوري.
بغض النظر عن دوافع مرتكب عملية اغتيال ترامب، وهل كان المنفذ من تلقاء نفسه، أو تقف خلفه قوى اخرى، المنفذ تم قتله، وبقتله انتهى الخبر اليقين حول هل هو نفذ العملية بدافع شخصي أم أنه هناك قوى دفعته لتنفيذ ذلك، لكن هذه الرصاصة التي مرت بالقرب من اذن ترامب والتي بالتأكيد أفزعته، فزعا شديدا، وربما تترك عليه آثار نفسية شديدة، فقد كاد ملك الموت يخطف روحه وبسهوله، نقلت إلى والدتي رحمها الله، قصة حقيقية، أن رجل قبل ثمانين سنة كان جار إلى أهلي، كان يسير مع ابنه، ووقع من أعلى مركبته بذلك الوقت حصان، فقعت عينه، قال إلى ولده، أسرع المسير ياولدي، الولد قال لوالده دعني اضمد عيناك، قال له أسرع يا اهبل، نسير، اول شخص يصادفنا، نقول له أنت ضربت الحصان وسقطت من الحصان فقعت عيني، لنأخذ منه دية، هذا التفكير بالقديم في كيفية الحصول على مبلغ مالي، هذا التفكير على مستوى شخص متخلف قروي كان يسكن في ارياف مدينتي مدينة قضاء الحي في العراق العظيم، فما بالكم هل ترامب لم يستفيد من رصاصة كادت تقتله، بالتأكيد هذه الرصاصة التي كادت تقتل ترامب، سوف يستفيد منها ترامب وحملته الانتخابية في معركته الانتخابية مع جو بايدن، نعم هذه الرصاصة سوف تعطي ترامب، دفعةً قويةً لفوزه وارتفاع أسهمه لدى الناخب الأميركي.
قبل تعرض ترامب إلى الرصاصة في أيام، خرج ترامب من المناظرة الرئاسية مع بايدن منتصراً بشكل غير مسبوقٍ وكبير جدا، وإن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض له ترامب سوف تزيد من نسبة المؤيدين بالأصوات الانتخابية وبالتأكيد سوف يحقق ترامب نصر كاسح وساحق على بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضاف إلى ذلك رأينا الكثير من المحاكم الأمريكية قامت في رد وغلق الدعاوى التي قدمت ضد ترامب، بل ترامب طالب المحاكم برد الاعتبار إليه، كل هذه الأمور تسير تجاه مصلحة ترامب في معركته الانتخابية، من الآن نعتبر ترامب هو المرشح الفائز، ولم تحدث تطورات لم تكن في الحسبان ضد ترامب، بل الطريق للبيت الأبيض أصبح معبد إلى ترامب.
تابعت الإعلام العربي بتغطيته لمحاولة اغتيال ترامب، الإعلام الخليجي لأبقار ترامب الخليجية السمينة، غطى الحدث وقرأت وشاهدت محللين عربان، تحدثوا كثيرا، منهم من قال منفذ عملية اغتيال مجنون، ومنهم من قال صدفة، وبعض الإعلاميين العرب قالوا ما حدث تمثيلية وفيلم هوليودي …….الخ.
ما تعرض له ترامب تعرض له ريغان عام ١٩٨١ وكانت المعركة الانتخابية مابين ريغان، والرئيس جيمي كارتر، النتيجة رونالد ريغان فاز بالانتخابات بعد أن تعرض لإطلاق نار، بذلك الوقت كان موجود المعسكر السوفياتي، وموجود قوى يسارية وشيوعية لها وجود قوي في أوروبا الغربية، ويوميا يحقق أنصار الأحزاب الشيوعية فوز في الانتخابات البرلمانية، الآن بعد تفكك السوفيت، وتم ترك الأحزاب الشيوعية من قبل روسيا والصين، أصبح الكثير من الشيوعيين القدامى رؤساء منظمات حقوقية يدعمون تمدد الناتو بالكثير من دول العالم، يوميا نشاهد ثورات تستهدف أنظمة كانت شيوعية مؤيدة الى المعسكر السوفييتي السابق.
سبق عملية اغتيال ريغان، حدثت عملية اغتيال جون كينيدي الرئيس الأميركي، حيث تم اغتيال الرئيس الأمريكي، وكنت شاب صغير اتابع الراديوات، اتذكر يتم عرض صوت إلى شخص عربي متهم بقتل كندي اسمه سرحان، كانت إذاعة البعثيين إذاعة بغداد تبث مقاطع من صوت المتهم العربي الفلسطيني والذي اسمه سرحان متهم بقتل الرئيس جون كندي، حسب ما كانت إذاعة البعثيين اذاعة بغداد تبث مقاطع صوتية، ولا اعرف هل سرحان بقي على قيد الحياة أم مات، وهل هو منفذ جريمة اغتيال كندي أم لا، لأنني بذلك الزمن كنت طفل صغير، إذا قضية اغتيال جون كندي مضى عليها عقود ولم نعرف من هو المنفذ، فما بالك حول عملية اغتيال ترامب الفاشلة التي وقعت قبل عدة أيام.
حسب التصريحات للمسؤولين الأمريكيين لوسائل الإعلام، أن التحقيق في محاولة اغتيال ترامب سيستغرق أسابيع أو أشهراً.
نقلت وسائل الإعلام استنكار الكثير من الرؤساء الأميركيون السابقون، استنكار حادثة اغتيال دونالد ترامب، صدرت بيانات الاستنكار من، كلينتون وبوش الابن وأوباما، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي، وحتى الرئيس بايدن نفسه استنكر عملية اغتيال ترمب، وبشدةٍ، ونقلت وسائل الإعلام تواصل بايدن مع ترامب للاطمئنان عليه لأن أمن ترامب جزء من مسؤوليته عن أمن البلاد، بوصفه رئيس الدولة.
الرصاصة التي كادت تصيب ترامب بلا شك زادت من أسهم ترامب بشكلٍ كبيرٍ لدى الناخب الأميركي وسترتفع نسبة مؤيديه وداعميه في السباق للرئاسة.
محاولة اغتيال ترامب مفيدة إلى ترامب الذي حقق أيضا فوز بالمناظرة الرئاسية مع جو بايدن، الحزب الديمقراطي باتت حظوظهم الانتخابية قليلة بسبب أحداث أوكرانيا، مطالبات من قيادات بالحزب الديمقراطي إلى جو بايدن في التخلي عن الترشح لشخصية أخرى لمقابلة ترامب في معركة الانتخابات القادمة، لكن المؤشرات تقول أن الرئيس بايدن وبعض المقربين منه يصرون على أنه المرشح الوحيد للحزب الديمقراطي، بايدن يرى أنه لازال يعتقد قدرته على قيادة الولايات المتحدة وأنه يرفض ترشيح أي مرشحٍ آخر نيابة عنه، لمواجهة ترامب في الانتخابات.
بعد عملية الاغتيال كتب ترامب إلى انصارة «أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى، ونزفت كثيراً وأدركت حينها ما كان يحدث»، قناة الجزيرة الفضائية نشرت صور والدماء تسيل على وجه ترامب، بمنظر بالتأكيد يبقى بالذاكرة، فبعض الصور تبقى في ذاكرة التاريخ، وبلا شك تبقى صورة ترامب والدماء تغطي أذنه ووجهه الأيمن، عملية اغتيال ترامب تستفيد منها حملته الانتخابية، ستجد فيها أقوى دعاية ممكنة توصله إلى المواطنين الأمريكيين الغير منتمين للحزب الديمقراطي لكسب أصواتهم للتصويت إلى ترامب.
في الختام انا شخصيا ضد قتل أي إنسان ولأي سبب كان، ربما عملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب، والتي سوف توصله للبيت الأبيض، ربما تجعل ترامب يحس في آلاف الضحايا والذين تصل أعدادهم للملايين الذين يقتلون في الأسلحة التي تنتجها شركات أمريكية وغربية علاقاتهم جيدة مع ترامب، وترامب نفسه يروج ويبيع اسلحتهم في أماكن الصراع التي وقودها الأطفال والنساء الأبرياء.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
16/7/2024