قبل غزوة حماس في السابع من أكتوبر بالعام الماضي، استطاع المندوب الأممي الخاص في ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية التوصل إلى اتفاق لبناني اسرائيلي في ترسيم الحدود البحرية ما بين لبنان واسرائيل.
الاتفاقية وقع عليها الرئيس اللبناني وهو مسيحي ماروني، ووقع عليها رئيس الوزراء اللبناني مسلم سني، وناقشها نواب البرلمان برئاسة رئيس البرلمان السيد نبيه بري شيعي المذهب.
لبنان تحكمه الطوائف، سلاح المقاومة الشيعية اللبنانية كان له دور مهم بترسيم الحدود البحرية مابين اسرائيل ولبنان، حتى أن الفيالق الإعلامية الطائفية شنت حملات تشويهية أن المقاومة الشيعية اللبنانية توصلت إلى اتفاق مع اسرائيل وان الشيعة احباء اليهود ويعملون ضد أهل السنة والجماعة، الموتور القذر فيصل القاسم كان يوميا يعمل حفلات للتهريج والسباب ضد المقاومة الشيعية اللبنانية بسبب توقيع الدولة اللبنانية على ترسيم الحدود البحرية مابين لبنان واسرائيل، وكانت المفاوضات متواصلة مابين المندوب الأممي والحكومة اللبنانية لترسيم الحدود البرية مابين لبنان واسرائيل، ولو كانت الحدود البرية مرسومة لما كان لدى اي قوة لبنانية مسلحة اي حجة للدخول بحرب مع اسرائيل بعد حرب نتنياهو على غزة، بعد تنفيذ منظمة حماس غزوة السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، لايوجد اي شخص يحب الحرب والقتل والخراب والدمار، مشكلة الفيالق الإعلامية العربية خيرهم منكوح بعدم الانزال، بكل الاحوال هو من الناحية العلمية والدينية تحقق النكاح وأن لم يكن هناك انزال، هذا هو رأي فقهاء المسلمين من السنة والشيعة، دخول الحشفة تعني تحقق عملية الممارسة الجنسية، من سوء حظ أي شريف عربي يرفض التطبيع المجاني، تهاجمه الفيالق الإعلامية البدوية الوهابية من الضباع والثعالب، بطرق مبتذلة، واقسم بالله، من أكبر أخطاء، القوى الشيعية المقاومة تدافع عن إعادة الشرف للعربان، هؤلاء قبلوا ان تنحكهم الأمم الاخرى، بل حتى الصادق الأمين رسول الله محمد ص ذكر حديث بغاية الأهمية لذكر واقع العربان الحالي المعاصر عن رسول الله ص، (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومِن قِلَّة نحن يومئذ؟ قال:(بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن)، روى الحديث البخاري ومسلم.
حديث الرسول محمد ص مطبق الآن بشكل واضح على وضع العرب، حلبوهم بالعلن، يقتلون أطفالهم ونسائهم بالعلن، وبالصورة والصوت وهم قابلين بذلك، بل ويقفون مع من يقتل بنساء وأطفال أهل السنة، حتى أنني قرأت تغريدة إلى الكاتب العُماني علي المعشني يقول بها، أمة المليار مسلم كلها كانت حابة تتعشى مع الرسول بسوريا والعراق.. أما بلبنان عاملة ريجيم، ههههههه.
قبل عدة أيام تحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية السيد نجيب ميقاتي عبر وسائل الإعلام ، وكان ذلك في يوم الجمعة الماضي، وتحدث عن توجيه الحكومة اللبنانية نداء الى مجلس الأمن والأمم المتحدة في استعداد الحكومة اللبنانية
لتطبيق القرار الأممي 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب، القرار الأممي 1701 ينص على انتشار الجيش اللبناني في مناطق من نهر الليطاني إلى الحدود مع إسرائيل، وأن لا توجد اي قوة عسكرية إلا بموافقة الجيش اللبناني، وتحدث السيد ميقاتي إلى القول، أن كل المساعدات الآتية إلى لبنان عينية أو نقدية، سوف يوضع لها موقع إلكتروني يدلل على ما وصل إلى لبنان من مساعدات، وكيف صرفت، مفتوح للجميع لمراقبته، وهذا القرار يقطع الطرق على الكذابين بالقول ان المساعدات تذهب الى جهات أخرى.
مشكلة الفيالق الإعلامية الوهابية، يفتقدون للشرف، هؤلاء ادمغتهم مفخخة بكل قاذورات الحقد الطائفي تجاه كل من هو شيعي، احد هؤلاء المهتوكين كتب القول التالي( مطالبة الحزب بوقف إطلاق النار هي محاولة من أجل بقاء بعض قوته المسلحة بعيدة من التصفية، وذلك أمر يجعل دورة العنف تتكرر في وقت لاحق، وربما سنوات قصيرة، كما يحقق استمرار الهيمنة على الدولة).
هذا التافه ومن لف لفهم لايفهم أن تطبيق القرار الأممي يعني البدء في إكمال عملية ترسيم الحدود البرية وإنهاء الصراع وعندها يتم دمج القوى المسلحة ضمن الجيش اللبناني، توجد فصائل مسلحة كثيرة في لبنان مثل القوات اللبنانية وانصار حزب الكتائب وانصار حزب وليد جمبلاط، وحركة التوحيد اللبنانية السنية وتوجد أسلحة لدى الفصائل الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية، تطبيق القرار ١٧٠١ وترسيم الحدود البرية ما بين اسرائيل ولبنان يعني نزع سلاح كل الفصائل اللبنانية والفلسطينية الموجودة في المخيمات ويعني ذلك استقرار لبنان، وتصبح الدولة اللبنانية بجيشها وقواتها الداخلية هي المسؤولة عن الدفاع عن سيادة لبنان وحفظ الأمن الداخلي اللبناني من خلال القوات الأمنية اللبنانية.
وصلت الخسة والنذالة بالفيالق الإعلامية الوهابية المرتبطة بالمشاريع الاستعمارية التشكيك في ماتحدث به السيد ميقاتي حول تطبيق القرار ١٧٠١ أحد هؤلاء المرتزقة كتب( التوقيت لرفع شعار السلاح فقط للجيش هو اليوم، وأي تأخير في رفع الشعار ذاك وحشد الجماعات المختلفة خلفه، هو إتاحة الفرصة لإعادة تخريب لبنان من جديد).
تصوروا بدوي متخلف يعمل ضمن مشاريع الاستعمار لا يجرؤ أن يتفوه بكلمة ضد حاكمه، ترى لسانه طويل يأمر وينهي بالوضع العراقي والسوري واللبناني والليبي واليمني والسوداني والجزائري، لكن لسانه قصير ومقطوع بالحديث حول انتقاد حكومات دول الرجعية العربية الخليجية، دائما تحاول الفيالق الإعلامية استغلال مقتل رفيق الحريري مثل استخدام خالهم الضال معاوية بن أبي سفيان لقميص عثمان بن عفان، المرحوم رفيق الحريري ذنبه الوحيد بارك للعراقيين سقوط نظام صدام جرذ العوجة واستقبل رئيس الحكومة المعين من سلطة الاحتلال إياد علاوي بوقتها، القوى البعثية والوهابية توعدوه بالقتل وقتلوه، تنظيم القاعدة بوقتها نفذ عشرات عمليات القتل داخل السعودية، بل حتى انتحاري وهابي وسع دبره ووضع في مؤخرته عبوة ناسفة واستطاع الدخول إلى مكتب وزير الداخلية بوقتها نواف قبل أن يصبح ملكا، وصاح الله اكبر، لكن العبوة لم تنفجر، تم تفتيشه، لم يجدوا معه متفجرات، وجدوا أسلاك متصله بدبر هذا الوهابي، واعترف بوجود عبوة ناسفة في دبره، وتبين أن رجل دين وهابي صديق إلى اسامة بن لادن هو من أصدر فتوى تجيز توسعة الادبار هههههه اذا كانت الغاية تنفيذ عملية جهادية.
لذلك في يوم اغتيال رفيق الحريري، بث تنظيم القاعدة تسجيل مصور لشخص سني وهابي لبناني من منطقة مخيم نهر البارد اسمه ابو عدس تبنى عملية قتل رفيق الحريري، ابو عدس أعلن عن اغتيال الحريري، ابو عدس كان مطية لتحقيق الهدف من عمليته الجبانة، كان طرد الجيش السوري من لبنان، وهذا ماحدث على أرض الواقع.
اقولها وبصراحة حتى لو قدم الشيعة اللبنانيين والعرب، عشرات آلاف الشهداء يبقى الرئيس اللبناني مسيحي وبشرط ماروني، ويبقى رئيس الوزراء مسلم سني ويبقى رئيس البرلمان مسلم شيعي، كل ما فعلته القوى الشيعية المقاومة اللبنانية الضغط على نتنياهو لوقف مجازر قتل الأطفال والنساء من أبناء شعب غزة العربي السني، نعم هذه هي الحقيقة، لكن الفيالق الإعلامية البدوية غايتهم إبادة الشيعة واتهامهم بالقول ان الشيعة أصدقاء اليهود وأنهم يستهدفون أهل السنة، ولننظر مافعلت اسرائيل بقرى ومدن الشيعة، كيف أحبائهم الشيعة ويبيدوهم بهذا الشكل المدمر، بالله عليكم هل هو هذا حُب يقابل بالقتل والابادة يارب العباد.
بكل الاحوال تطبيق القرار ١٧٠١ هو خيار جيد يساهم في إيقاف إبادة شعب لبنان، ولبنان ليس خاص للشيعة، الشيعة مكون من ضمن مكونات أخرى مسيحية وسنية ودرزية، اذا يوجد عار على عدم وقف حرب غزة فالعار يتحمله العرب السنة وليس العرب الشيعة، لنكون صريحين القوى الشيعية حاولت إيقاف حرب غزة لكن لم تتمكن من ذلك بسبب دعم الأنظمة العربية السنية إلى نتنياهو في إبادة غزة للقضاء على منظمة حماس، لذلك الأنظمة العربية مع نتنياهو لابادة شعوب لبنان وسوريا والعراق واليمن، نعم هذه هي الحقيقة، من الحكمة بات تطبيق القرار ١٧٠١ وترك الأمور للدولة اللبنانية بترسيم الحدود البرية مابين لبنان واسرائيل حتى يتسنى دمج الفصائل المسلحة بالجيش اللبناني والعمل على تقوية الجيش اللبناني، ويكون الجيش هو المسؤول عن أمن لبنان، الشيعة اللبنانيين قدموا خيرة شبابهم واطفالهم من اجل إيقاف حرب غزة، لكن الدول العربية ونتنياهو ومعهم دول الناتو مصرين على إبادة القوى الفلسطينية المقاومة، لكن حتى لو تم إبادة القوى المقاومة، قضية نتنياهو يعطي الفلسطينيين دولتهم هذا مستحيل، بل ولايعطيهم حتى جزء بسيط من اراضي عام ١٩٦٧ اعلنتها الأحزاب اليمينية بزعامة نتنياهو في الكنيست ومن خلال تشريع قانون لاحل لحل الدولتين، لاوجود لدولة فلسطينية وإلى الابد، الأمر متروك للعرب ربما تعطي مصر جزء من صحراء سيناء للفلسطينيين من قطاع غزة ، وربما العاهل الأردني سليل الأسرة الهاشمية يعطيهم منطقة الاغوار وجزء من الاراضي الاردنية مقابل دعم الاردن ومصر ماديا من قبل الناتو وأنظمة دول الخليج البترولية، ربما ولي العهد السعودي يعطي تبوك الى ملايين الفلسطينيين المشردين بدول الشتات وينهي ملف حق عودتهم إلى فلسطين، هذه القضية تخص العرب السنة بالدرجة الاولى، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.