تناقلت غالبية وسائل الإعلام العالمية، عملية تفجير أجهزة بيجر موتوريلا في لبنان، لاستهداف القوى المقاومة الشيعية اللبنانية، والتي تقاتل من أجل إيقاف حرب غزة الدائرة الان منذ ما يقارب عام كامل.
تناقلت وسائل الإعلام ببداية وقوع تفجير أجهزة البيجر بالقول، أنه تم اختراق الأجهزة إلكترونياً وتحميل بيانات ضخمة في وقت قصير جداً على الجهاز، ما تسبب بزيادة سحب الكهرباء من البطارية، وهذا يسبب ارتفاع حرارة البطارية وبالتالي انفجارها.
أجهزة البيجر المحمولة، والتي هي تستخدم لأغراض مدنية، تباع في معظم أسواق العالم لتواصل الآباء مع أطفالهم الغير بالغين، وهذه الأجهزة مفيدة لأنه لايوجد بها انترنت تمكن الأطفال من الدخول إلى مواقع إلكترونية، لكن هذه الأجهزة المدنية للظاهر تستخدم في الاتصالات لأغراض حربية تستخدمها القوات الأمنية وربما جماعات متخصصة في البيع والشراء مافيات تهريب، أو قوى مقاومة، وهذه الأجهزة تحمل بطارية ليثيوم.
لكن ما حدث يثبت ان الأجهزة وضعت بها أجهزة مخصصة للتفجير قبل بيعها إلى تجار لبنانيين أو سوريين، وأن هذه الشحنة بيعت بعلم ومعرفة المخابرات الاسرائيلية، أن الشحنة تذهب إلى القوى المقاومة اللبنانية التي تقاتلها على الجبهة الشمالية، لذلك تم تفجيرها من خلال استخدام زر التفجير وفي آن واحد.
العالم في ثورة كبيرة في مجال الاتصالات، قبل فترة أعلنت الصين عن صناعة بطارية (نووية) للهواتف المحمولة، قالت بأنها آمنة للاستخدام، وأنها لا تحتاج الشحن لعشرات السنين، وتخيل أن تتم عملية القرصنة على هواتف تحمل بطارية نووية، كيف سيكون حجم الانفجار.
بالحقيقة سبق لجهاز الموساد أن اغتالوا زعيم حماس يحيى عياش، في تسعينيات القرن الماضي، من خلال وضع مواد المتفجرة بجهاز تليفونه النقال، عن طريق صديق للموساد فلسطيني اسمه كمال حماد الذي سلمه لابن شقيقته يحيى عياش واسمه (أسامة) ليوصله إلى يحيى عياش، العملية لم تكن سهلة، استمرت ستة أشهر ليصل الجهاز إلى يحيى عياش وقيل وحاولوا تفجير جهاز الاتصال في المرة الأولى وفشلوا، لأن جهاز الاتصال لم ينفجر، واضطروا لاستعادة الجهاز مرة أخرى، وتم فحصه اكتشفوا، أن أحد الأسلاك قد انفصل فأوصلوه وأعادوا الجهاز مرة أخرى لينتظروا الفرصة الثانية التي سيستخدم فيها يحيى عياش الجوال ليتواصل مع والده، وحين تأكدوا عبر شيفرة الصوت أن المستخدم هو يحيى عياش فجروا الجوال عبر جهاز التحكم الذي كان في مروحية أباتشي كانت تحوم باستمرار في الأجواء لتقوم بتفجير الجهاز بعد التأكد من أن المتحدث هو يحيى عياش وتم قتله.
موقع العربية السعودية نشر اليوم الخبر التالية( أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن أجهزة النداء اللاسلكية بيجر التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بشكل متزامن يوم الثلاثاء، تم تصنيعها في تايوان وقامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان.
ووفقًا للتقرير، قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأُصيب حوالي 2800 آخرين، بمن فيهم السفير الإيراني في لبنان، عندما انفجرت أجهزة النداء اللاسلكية في أنحاء مختلفة من لبنان في هجوم غير مسبوق).
بلاشك قضية تفخيخ أجهزة الاتصال وإرسالها إلى لبنان لتصل إلى القوى الشيعية المقاومة هو خرق كبير، يظهر وجود تعاون بين الموساد والشركة المصنعة والتاجر الذي اوصل الشحنة إلى لبنان، ماحدث هو خرق كبير حققته إسرائيل للوصول إلى بيع أجهزة اتصالات يستخدمها اعدائها، ربما هناك من قراء مقالي يتهمني بالتصهين، لكن هذه هي الحقيقة، ماحدث خرق امني كبير، لكن لماذا تم تفجير هذه الأجهزة بهذا الوقت قبل نشوب معركة برية، ربما إسرائيل اضطرت على تفجير إنجازها الاستخباراتي الاستراتيجي الكبير الذي زرعته في قلب عدوها الخطير على الجبهة الشمالية، هذه العملية خلفت آلاف الإصابات، وأثرت على أجهزة الاتصال بين المجاميع المسلحة المقاومة في لبنان، قبل بدء المعركة البرية، ربما تم كشف العملية من قبل القوى المقاومة، اوصلت على سبيل المثال صولانج زوجة بشير الجميل طباخة الجنرال اريل شارون الخبر إلى جهاز الموساد الاسرائيلي، الذي اضطر لتفجير الأجهزة قبل اندلاع المعركة البرية المتوقعة، يوجد لدى إسرائيل أصدقاء كثيرون في لبنان، وهؤلاء سبق أن تعاونوا مع قوات الجنرال شارون وادخلوهم إلى بيروت الشرقية عام ١٩٨٢، حزب الكتائب وقيادة المكون الماروني أصدقاء إلى إسرائيل.
عملية تفجير أجهزة الاتصال بيجر، ربما أن إسرائيل فجرت تلك الأجهزة استعدادا لقبول قرار وقف إطلاق النار بغزة والذي على مايبدو دنا موعد إيقاف قرار إطلاق النار بغزة، بسبب قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية وطوال فترة الحرب التي باتت تقف ضد استمرارها الكثير من أبناء شعوب أوروبا والعالم، وذلك بسبب عمليات قتل الأطفال والنساء والشيوخ من كبار السن الفلسطينيين من أبناء شعب غزة العربي المسلم السُني.
العملية أكيد اضرت بسمعة الشركات التايوانية المصنعة، لذلك سوف يتجه الكثير من شعوب الشرق الأوسط والعالم الثالث، على شراء منتجات الشركات الصينية في مجال الاتصالات، لأن الصين لا يمكن أن تقبل في تفخيخ منتجاتها لتنفيذ أهداف قوى أخرى بالصراعات والحروب.
الشركات الصينية باتت تنتج كل ما يحتاجه الإنسان، أمس شاهدت منتج لشركة صينية، هذا المنتج طباعة نسخ قرآن كريم، بكتابة تجنن، شيء عجيب لايخطر على عقل اي بشر، كتابة بأحرف مذهبة، جميلة، شكلها يسر نظر العين، الشركات الصينية صنعوا إلى المسلمين، سجادات ومساويك ومسابح وأجهزة تبين عدد الركعات بحيث لا يحتاج المسلم كثير النسيان أن يخطأ بعدد الركوع والسجود وعدد الركعات، انتهى وقت سجود السهو الموجود لدى المسلمين لمن يسهو في عدد الركعات بالصلاة، مضاف لذلك كل ما يحتاجه الإنسان من أجهزة تخص حياته باتت من إنتاج الشركات الصينية، أن تفجير أجهزة بيجر تفيد منتجات الشركات الصينية.
تابعت ماكتبه المدونون العرب وخاصة كتاب الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول البداوة الوهابية، على سبيل المثال، مقدم برامج قناة الجزيرة فيصل القاسم المعروف في ارتباطاته في المشاريع الاستعمارية، كتب في حسابه في منصة إكس التغريدة التالية( ماذا تقول للجهة التي فجرت اجهزة الاتصالات التي يحملها عناصر وقادة حزب الله في لبنان وسوريا والعراق واليمن وايران وادت الى إصابة الالاف منهم؟).
تفاعل مع هذه التغريدة آلاف من الحسابات لجماعات وهابية تكفيرية من سوريا والعراق والسعودية ودول الخليج في الثناء على جهاز الموساد الإسرائيلي لتنفيذ هذه العملية في تفجير أجهزة اتصال بيجر، والعجيب فيصل القاسم يقول لهم أن القوى الشيعية المقاومة اللبنانية متعاونة مع إسرائيل، والاغرب مغردين سعوديين يقولون القوى الشيعية متعاونة مع إسرائيل لاستهداف أهل السنة والجماعة هههههههه شر البلية مايضحك.
في الختام التقنيات الجديدة في مجال الاتصالات التي نستخدمها فبلا شك من يملك الإنترنت وأجهزة الاتصالات الحديثة يستعملها لتنفيذ ما هو يخطط له، نفس هذه التقنيات التي استفادت منها الجماعات المسلحة سواء الإرهابية أو المقاومة بحروبها، اكيد نفس هذه التقنيات أيضا تستهدفهم، عالم اليوم تغير وأصبح لتقنيات الاتصالات والعقل الصناعي والتكنولوجيا استخدامات كبيرة لصالح البشرية وضدها في آن واحد، الذي يهمني، انا شخصياً، نريد عالم خالي من الصراعات والحروب وليعيش الجميع في آمان وسلام مع خالص التحية والتقدير.