اخر الاخبار

توافه وتفاهة، نعيم الخفاجي ‎

بظل التطور الكبير الذي شهدته البشرية بثورة الاتصالات العالمية، وأصبح في إمكانية اي شخص أن يكتب ويقرأ آرائه الكثير من بني البشر، ظهر للعيان وجود الكثير من البشر من صنف التوافه، و السذج والحمقى، لم يكن وجود الحمقى والاغبياء حالة طارئة على البشرية، بل هؤلاء التوافه لهم عمق بالتاريخ البشري، ومنذ هبوط أبونا آدم ع لكوكب الأرض محفوفا بالسلامة، وبدأت معاناة البشر بالوجود على كوكب الأرض،  لذلك تعرض الانبياء،والمصلحين إلى الاذى والظلم من التوافه.

الأنبياء حذروا البشرية من خطر تولي التوافه مناصب مهمة، لذلك  صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تطرق وحذر أمة الإسلام من تولي التوافه المسؤولية، وأن النبي محمد ص، قالها وبشكل صريح انه   ستأتي على الناس سنوات مؤلمة، وحذر الأمة ، بعدم الانخداع بالمظاهر، وذكر النبي محمد ص حديث الرويبضة فقال، سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال، الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.

بل أصبح التوافه هم من يقودون الأمة العربية من المحيط والى الخليج، ومعهم فيالق مدججة بالغباء والحمق والسذاجة، من كتاب وإعلاميين وصحفيين وخبراء، وجميعهم من فصيلة الرويبيضات التوافه.

الإنسان التافه الساذج، بقرارة نفسه،  يظنّ أنه  أفضل وأعلى شأناً من الناس، وأن الله لم يخلق إلا سواه، يتعامل التوافه مع  الآخرين بعجرفة وفوقية، بسبب توليهم المناصب وتبوأ مواقع اجتماعية أو سياسية مهمة،  التوافه من حكام أو حواشيهم، لا يقبلون أي انتقاد أو تحذير من أشخاص أصحاب خبرة،  التوافه يرون أنفسهم أنهم على حق وانهم مفكرين وفلاسفة، التوافه عبارة عن بشر مصابين في أمراض نفسية، يعانون من عقد حقارة، لذلك وجودهم بالمناصب، أو وجودهم حتى على مستوى القبيلة والعشيرة بل وعلى مستوى العائلة، هؤلاء الاغبياء،  يساهمون في تدمير المجتمع وإشاعة الفوضى والنفاق والصراعات الداخلية.

بظل وجود وسائل الاتصالات الحديثة، المصيبة تكون أكبر،  لذلك وسائل الإعلام العربية، من محطات فضائية وصحف ومواقع إلكترونية، باتت تحت رحمة وسيطرة

التوافه، لذلك ظاهرة التفاهة باتت  ظاهرة عربية  عالمية، في امتياز، لذلك الفيالق الإعلامية العربية لعبت دور مهم في نشر الإعلام المضلل، لنشر التفاهة، والمتابع إلى آراء الشعوب العربية، تجد غالبيتهم يعانون من فقدان البوصلة،  وتشتت الوعي وانقلاب الموازين، وانعدام الاخلاق، ومساواة الشريف مع الرذيل، من الصعب نجد أن أبناء  الشعوب العربية يستطيعون التمييز، بين الحق والباطل، وبين الصديق والناكح، بحيث باتت غالبية، الناس  من أبناء  الشعوب العربية منظرين، وجهلت الأمة العربية معلمين وخبراء ومتخصصين في مجالات السياسة، وفي الحديث النبوي الشريف وصفهم ب «الرويبضة، التافه يتحدث في أمر العامة».

الدول العربية تحكمها أنظمة مُعينة ومدعومة،  من دول الاستعمار، لذلك من مصلحة الأنظمة العربية، تشجيع شعوبهم، على نشر التفاهة الممنهجة، اهم شيء المجتمعات تفقد وجود مطالب لها بالاصلاح السياسي والاقتصادي.

خلال متابعتي للتطبيقات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوميا نضطر نتحاور مع ناس توافه سذج بهائم بشرية، وخاصة هؤلاء التوافه، موجودين بشكل جدا كبير، ضمن،  خلايا التنظيميات البعثية والاخوانية الوهابية، في تطبيق أكس وجدت فيالق إعلامية إلكترونية يتم توجيهم من دول الخليج الوهابية، مهمتهم إعادة نشر تغريدات معينة مقابل اجر مادي كبير، بل اتصلوا بي وعرضوا عليُ عند إعادة التغريدة تحصل على مبلغ ٦٠٠ ريال سعودي، لذلك الذباب الإلكتروني من فيالق التوافه، يسيرون وفق توجيه من أشخاص محترفين في تحريك فيالق التوافه، لنشر التخلف والسذاجة ومسخ العقول البشرية، قوة تأثير التافهين لا تدل على تميّزهم وذكاؤهم، بل تدل على تدني المستوى الثقافي والمعرفي، وتأثير المال الخليجي والغربي بنشر الاشاعات والاكاذيب في استهداف شعوب معينة، من خلال القوة الناعمة التي تؤثر على عقول الناس البسطاء، لذلك يعيش العرب في أوج عصرهم الذهبي عصر التفاهة والسذاجة والغباء.

في الختام، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه،

عن جده (عليهم السلام) قال: سمعت

رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

اعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس،

وارض بقسم الله تكن من أغنى الناس،

وكف عن محارم الله تكن أورع الناس،

وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا،

وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما.

المصدر: أمالي الطوسي ص 120

مع خالص التحية والاحترام والتقدير والود.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.