حرب نتنياهو بغزة كشفت حقيقة موقف الغالبية الساحقة من الدول العربية والاسلامية، القيادات السياسية العربية لمعظم الدول العربية والإسلامية مع عملية نتنياهو بغزة للقضاء على منظمة حماس حتى لو كان ثمن ذلك قتل غالبية أبناء شعب غزة العربي المسلم السُني، لأن من شروط التطبيع بين الدول العربية والقادة الاسرائيليين تصفية حماس وإيجاد قوى سياسية فلسطينية ترتبط مع السعودية والإمارات بشكل خاص تسيطر على غزة.
انفرد العرب الشيعة في الوقوف مع الفلسطينيين من خلال لبنان واليمن وبعض القوى الشيعية العراقية في عمل عمليات عسكرية عسى تثمر هذه العمليات على إجبار نتنياهو بسبب الضغوطات الداخلية والخارجية لوقف الحرب وحقن دماء الأطفال والنساء والعودة للتفاوض السلمي مع القيادة الفلسطينية.
الهجمات الإسرائيلية على لبنان، زادت من إمكانية اندلاع حرب كبيرة بين المقاومة الاسلامية الشيعية اللبنانية وإسرائيل، رغم أن الشيعة لايحكمون الدولة اللبنانية، بل الرئيس اللبناني مسيحي ورئيس الوزراء مسلم سُني، لا يوجد ولا رئيس جمهورية أو ملك أو حاكم عربي مسلم شيعي يحكم الدول العربية، حتى العراق رئيس الجمهورية كوردي مسلم سني، توجد مشاركة للشيعة في حكم لبنان والعراق، ورغم ذلك غالبية الأنظمة العربية تتعاون مع أمريكا ومع اللوبيات الصهيونية لجعل الإدارة الأمريكية تقاتل الشيعة بالعراق ولبنان لأسباب مذهبية، وإلا العرب الشيعة في لبنان والعراق واليمن الشمالي يضحون في أبنائهم لأجل إجبار نتنياهو لوقف حرب قتل أطفال ونساء شعب غزة الفلسطيني العربي السُني، لم يقبض الشيعة من محيطهم العربي سوى التآمر وتشويه السمعة والتكفير والابادة…..الخ.
تصعيد نتنياهو مع لبنان بسبب تحريض الدول العربية صديقهم نتنياهو لتوسيع الحرب لتشمل لبنان، لكن الحكومة الفرنسية والادارة الامريكية، يرفضون أن يقوم نتنياهو في شن حرب كبيرة ضد لبنان، لأن توسع الحرب لتشمل لبنان ليس في صالح مصالح فرنسا وأمريكا في المنطقة العربية.
لذلك يوجد قلقٌ مشترك في كل من باريس وواشنطن، بشأن إمكانية قيام إسرائيل بشنّ حرب أوسع على لبنان، بالنسبة للمقاومة الإسلامية للمكون الشيعي اللبناني وكذلك مواقف أهل اليمن الشمالي يرهنون إيقاف التصعيد في إيقاف إطلاق النار بغزة والعودة إلى لغة التفاوض السلمي.
المبعوث الأمريكي حول لبنان هوكشتاين قام بزيارة فرنسا، وأجرى المستر آموس هوكشتاين في باريس، اجتماعات مع الرئاسة الفرنسية ومع المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان المستر جان إيف لودريان للحديث عن الوضع في لبنان وإمكانية توقيع اتفاق ترسيم الحدود البرية ما بين لبنان وإسرائيل.
محادثات هوكشتاين في باريس، لتنسيق المواقف مع الجانب الفرنسي والعمل على منع توسيع حرب غزة إلى لبنان، هذا الاجتماع جاء، بعد القمة الأميركية الفرنسية التي عُقدت في باريس بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وضيفه جو بايدن في حزيران (يونيو) الماضي.
هوكشتاين سياسي أمريكي زياراته إلى لبنان وفرنسا وإسرائيل ليس للنزهة وإنما الغاية إيجاد اتفاقية لترسيم الحدود، اجتمع بزيارته إلى لبنان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري واطلعه على المقترحات حول قضية ترسيم الحدود البرية اللبنانية الاسرائيلية، فرنسا وأمريكا من مصلحتهم بقاء حرب غزة ضمن مناطق غزة، لأن القيادة الفرنسية وإدارة جو بايدن لديهم يقين أن الجامعة العربية وملوك ورؤساء العرب مع عملية نتنياهو لتصفية حماس لأن متطلبات التطبيع تلزم نتنياهو في أضعاف حماس ودعم قوى سياسية فلسطينية تحل محل حماس في السيطرة على قطاع غزة.
الإعلام البدوي الخليجي المطبع والذي ينتظر هزيمة حماس أحر من الجمر، ينقل اخبار بالقول( إن جزءاً من القيادة العسكرية الإسرائيلية يريد هجوماً واسعاً في لبنان، وإن الرأي العام الإسرائيلي يؤيّد ذلك، لذا أعادوا الاحتياط).
قبل أيام جرى اتصال مابين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، وحسب وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، أن نتنياهو أبلغ الرئيس الفرنسي إنه مستعد للحلّ الديبلوماسي مع لبنان، لكنه في الوقت نفسه يهدّد بأن إسرائيل مستعدة للهجوم على لبنان إذا استمر حزب الله في الحرب.
هذه التصريحات تدخل بباب التهديدات لعلها تجبر المقاومة الشيعية في لبنان الصمت عن مايجري بغزة، الفيالق الإعلامية البدوية يكتبون بالصحف الخليجية حول أبعاد المقاومة الشيعية اللبنانية إلى نهر الليطاني، في الحقيقة القادة الاسرائيليين يعلمون علم اليقين أن وسائل الحروب الحالية قد تغيرت، وأصبح يمكن للقوى الشيعية في لبنان استعمال الطيران المسير من أقصى شمال لبنان لضرب كافة الأهداف ضمن حدود فلسطين التاريخية من الجليل إلى معبر رفح المحادي إلى سيناء المصرية.
بل يمكن للعصابات الاخوانية الوهابية السُنية مثل طالبان أفغانستان وطالبان باكستان استخدام الطيران المسير في قصف اسرائيل، لكن قادة إسرائيل تربطهم علاقات اخوية مع الوهابية من خلال المملكة العربية السعودية، قرأت قبل عدة ايام مقتطفات من كتاب مؤرخ إسرائيلي اسمه اسحق، كتابه صدر عام ١٩٥٦ يذكر فرق وقادة أحزاب يهود بدول العالم، وذكر فرق تابعة للديانة اليهودية في ديانات أخرى ليست يهودية، منها وجود فرقة الوهابية تتبع الديانة اليهودية وهي تتبع الديانة الإسلامية.
الوقائع على الأرض وخاصة في عصر الربيع العربي أثبت بشكل جلي وجود تعاون مابين رؤساء العصابات الوهابية في الشام ومنهم جبهة النصرة والجبهة الشامية وفيلق عمر وجيش الراشدين وابو محمد الجولاني وبين القادة في إسرائيل، بل نفسه رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وفر دعم جوي وقصف مدفعي لحماية المجاميع الإرهابية في الداخل السوري مقابل هضبة الجولان، وكذلك قام نتنياهو بزيارة العشرات من جرحى العصابات الوهابية الذين تم نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية لعلاجهم، التلفزيون الإسرائيلي والقنوات الإخبارية العالمية، نشرت صور زيارة رئيس وزراء إسرائيل لجرحى العصابات الإرهابية الذين تم نقلهم إلى إسرائيل.
حتى حزب البعث تأسس من خلال الدعم الصهيوني إلى ميشيل عفلق، ولهذا السبب انشق جزء كبير من البعثيين من حزب البعث ويعرفون بالبعث السوري، والمؤسس زكي الارتسوسي اعترف ان عفلق زار العصابات الصهيونية الهاغانا بفلسطين عام ١٩٤٧ قبل إعلانه عن ولادة حزب البعث في السابع من نيسان.
المبعوث الأمريكي هوكشتاين، دبلوماسي محنك يلعب دور مهم في العمل على ترسيم الحدود البرية ما بين لبنان وإسرائيل واذا نجح هوكشتاين بمهمه وانسحبت إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية عندها لايوجد سبب يمكن المقاومة الشيعية اللبنانية استغلاله للدخول في مواجهات مع إسرائيل، ويصبح موقف المقاومة الشيعية اللبنانية صعب بظل وجود مكون مسيحي ونكون سني ومكون دورزي يرفض وقع صراعات مع اسرائيل، انا على يقين هوكشتاين سوف ينجح في ترسيم الحدود البرية مابين لبنان وإسرائيل لمنع الشيعة من الدخول بحرب مع إسرائيل مستقبلا.
في الختام ما قام به الشيعة العرب في لبنان واليمن والعراق اثبت انهم الطرف العربي والمسلم الوحيد الذي قدم مئات الشهداء والجرحى من أجل الضغط على نتنياهو لكي يقف حرب غزة التي خلفت ليومنا هذا اكثر من ٣٨٠٠٠ قتيل وأكثر من عشرة آلاف ضحية مفقود قتلوا تحت الانقاض وأكثر من مائة ألف جريح بجروح مختلفة، غالبية الضحايا من القتلى والجرحى هم أطفال ونساء عرب فلسطينيين سُنة، لذلك انفرد الشيعة في لبنان واليمن الشمالي والعراق بالدفاع عن أطفال ونساء شعب غزة العربي الفلسطيني السُني، وكل هذا تحاول الفيالق الإعلامية لدول الوهابية أصدقاء نتنياهو وإسرائيل بالقول أن لدى الشيعة علاقات سرية مع اليهود هههههههه.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
6/7/2024