من سوء حظنا إننا عاصرنا حروب عبثية، وجرائم قتل واضطهاد، ارتكبها البعثيين بحق ابناء شعب العراق، وبحق دول الجوار، بل لم يسلم من إجرام صدام الجرذ، حتى الحيوانات، فقد جرب نظام صدام اسلحته الكيماوية على الطيور وقطعان الحمير، كنت بالعراق، قبل هروبي من البلد، بسبب ظلم وطائفية وشوفينية نظام صدام، دار حديث في بيتنا بقضاء الحي، حول إعلان نظام صدام الجرذ امتلاك كمياوي مزدوج، أحد الإخوة الحاضرين، إنه سمع، أن قوات الحرس الجمهوري جربت استعمال أسلحة كمياوي مزدوج على قطيع حمير، وأن عظام الحمير قد انصهرت، شقيقتي كان زوجها ابن عمي يساري، اغتيل بحادث دهس، التفت لي، قالت لي نحن كبشر صدام يعدمنا بحجة معارضة نظامه، فما هو ذنب قطيع الحمير يجرب عليهم اسلحته الكيمياوية، هل يريدون الإطاحة بنظامه.
الحروب الدائرة في دول الشرق الاوسط العربية، لم تكن هذه الحروب من خيارات المواطنين، وإنما تفرض عليهم من قبل حكامهم عملاء وصناعة دول الاستعمار.
الجميع واعني غالبية القوى القريبة من الأنظمة المجرمة سواء كانوا أعضاء الحزب التابع للطاغية المستبد أو أنصار المذهب التكفيري مثل أئمة مساجد الوهابية بالسعودية، يكونون اليد الضاربة التي يستعملها الملك وولي عهده للبطش والتنكيل بأعدائه.
أعضاء حزب البعث بالعراق، صدام قام في أكبر عملية اخصاء لهم، تصوروا سقط نظام صدام، وكان بقفص الاتهام ولايجزأ وزير الدفاع السابق سلطان هاشم أن يصارح ضحاياه من أبناء الشعب العراقي، ويقول لهم أن من فعل الأفاعيل هو صدام وليس انا، لو اعتذر سلطان هاشم من العراقيين، لقبل العراقيين اعتذاره ولتم إطلاق سراحه، ما زال ليومنا هذا فلول البعث وهابي، يمجدون بنظام جرذهم صدام، ويفترض لا يختلف اثنان من شعب العراق على إجرام صدام الجرذ، بحق أبناء الشعب العراقي.
كان جلاوزة البعث، وفيالقه الاعلامية، يروجون اخبار، أن قوات المهيب الركن صدام الجرذ الهالك، تحرر فلسطين من البحر إلى النهر، كان هؤلاء البعثيين الاراذل، ينامون ويحلمون في أحلام وردية، ويشاهدون جرذهم صدام، يقود الرفاق البعثيين وحثالات اجهزته القمعية في تحرير المدن الفلسطينية مدينة تلو الاخرى، لكن عندما يستيقظون لم يجد هؤلاء اي شيء، سوى الفقر والجوع والعبودية والذل والهوان والعار.
أحد الأشخاص حدث صدام الجرذ، إنه رأى صدام طائر بالسماء، وآخر رآه يمتطي حصان والآخر حلم أن سيده المقبور يستعرض قواته، لذلك هؤلاء يرون الحروب في الأحلام ومجرد اضغاث احلام لا وجود لها على ارض الواقع.
العرب يعيشون في أسوا عصر، تكالبت عليهم الامم وفرضت عليهم الجزية، فقد ورد حديث بصحاح السنة وفي كتب الشيعة يقول
قال رسول الله ص (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومِن قِلَّة نحن يومئذ؟ قال:(بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن).
هذا هو حال العرب، أمة منتهكة الكرامة.
وأصبح العرب أمة عاجزة عن الدفاع عن انفسهم، لذلك العقلية العربية القابلة بالتعاون مع المحتلين، ينظرون للقلة الباقية من أبناء العرب الرافضين للذل، بالقول إلى هؤلاء المقاومين، والذين يريدون إعادة الكرامة والعز للعرب، بأنهم أناس خارجين وعملاء وخونة، العقلية العربية باتت مطبعة وتنظر لمن يرفض التطبيع المجاني بالحالة الغربية والنشاز، بين أوساط أبناء أحفاد عدنان وقحطان.
الحمد لله الذي أبقاني حياً، لكي أرى كذب تشكيل نظام صدام الجرذ إلى قوات جيش القدس التي تضم ملايين الضباط والجنود، وكانوا يرفعون شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، عشنا تحت ظل حكمهم، وشبعنا من الألم والقهر، واكتشفنا أن شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر كذبة كبرى، هذا الشعار البائس، كان واجهة قذرة، لتكميم الأفواه ومصادرة الحريات لحساب أقذر نظام طائفي شوفيني، تصوروا انا من مدينة قضاء الحي، التي كانت تضم خليط من العرب والفيليين واليهود، عندما صدام قام بتهجير الفيليين، صادر اموالهم، وغيب ابنائهم، وقام في بيع ممتلكاتهم، من خلال مزاد علني، بعد سقوط نظام البعث، اكتشفنا ان املاك اليهود العراقيين باقية، بل وحكومة البعث كانت تلزم العراقيين بدفع ايجارات لبيوت ومحلات اليهود المهاجرين والمهجرين إلى إسرائيل، من خلال الذهاب إلى سفارات دول اوروبية توصل الإيجارات إلى أصحابها في اسرائيل، هذا الأمر كان مغيب عن غالبية أبناء الشعب العراقي، ويثبت أن البعثيين وصلوا للحكم بصفقة غربية لسرقة ثورة الزعيم الخالد الشهيد عبدالكريم قاسم.
بسبب بطش الأنظمة القمعية للشعوب العربية وعلى رأسهم نظام صدام جرذ العوجة، تم ترويج فكرة سيئة، إلى أبناء الشعب العراقي بالقول أن العيش في الغربة قهر وذل، استندوا باسلوبهم الكاذب والمخادع بالقول، بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، من ناحية المبدأ، نعم بلادي عزيزة وغالية، والدليل ناضلنا من أجل إسقاط نظام البعث، لكن الغاية من قول بلادي وأن جارت عليٌ عزيزة، هي محاولة لارغام الناس بالقبول بالذل والهوان والخضوع للنظام البعثي الطائفي والشوفيني الفاسد، الذي حكم الشعب بطرق الابادة واضطهاد المواطنين لأسباب مذهببة وقومية، ومحاولة إذلال المواطنين وانتهاك كرامتهم.
في مناهج المدارس الابتدائية كان الرفاق يجبروننا في قراءة نشيد لاحت رؤوس الحرابي، أو نشيد نحن الشباب لنا الغدو ومجده المخلدُ، هذه أكاذيب للضحك على شباب العراق، والعمل على زجهم بالحروب وجعلهم حطب للمحارق التي اشعلها صدام الجرذ الهالك.
دفع شباب العراق ملايين القتلى والمعاقين والشهداء والمغيبين بسبب حروب ومغامرات صدام جرذ العوجة الهالك، فقد الشباب شبابهم وانا واحد منهم، اقراني الان غالبيتهم مقعدين بالبيوت إن بقي هؤلاء احياء، توجد كروبات في صفحات الفيس لمجاميع من عاصر حروب صدام، من الضباط والجنود، بدأوا يقصون ويكتبون عن مشاهداتهم لجرائم القتل بحقبة حروب صدام القذر التي خاضها بدون اي مبرر، للأسف لدى الأنظمة العربية، الشعوب تساق الى الحرب للدفاع عن رأس النظام فقط، مات ملايين العراقيين بحرب غير مبررة مع ايران، المهم بقاء صدام، قتل اكثر من نصف مليون عراقي وعاد إلى اتفاقية الجزائر، احتل الكويت وقتل مئات آلاف الضباط والجنود وتم اسر أكثر من ٧٨٠٠٠ ضابط وجندي عراقي، إعلام صدام، كان محتفل في بقاء صدام بالسلطة فهو انتصار بحد زعمهم.
بكل الأحوال القوى المقاومة للتطبيع المجاني وأن كانت محصورة على الشيعة العرب فقط، لكن هؤلاء الشيعة أجبروا على الإشتراك بالقتال لأجل اجبار نتنياهو بإيقاف حرب غزة التي يذهب ضحيتها الأطفال والنساء من أهل السنة الفلسطينيين، يموت العرب الشيعة لأجل إيقاف حرب غزة المدمرة، ولايمكن وضع مقاومة الشيعة الشرفاء مع حماقات وحروب صدام الجرذ بنفس الخانة، من يحاول تصوير ذلك بهذا المنظار، فهو رذيل ومنكوح، مهما حاول صدام الجرذ وعلي عبدالله صالح والقذافي وأنظمة الرجعية العربية بالقول أن بقاء انظمتهم بالحكم فهو يعني أنهم المنتصرون، وأن القوى المقاومة الشريفة عصابات خارجة وغوغاء وأنهم مهزومون، هذه كذبة كبرى.
انتصارات صدام الجرذ كانت بقائه حاكم على الشعب العراقي وإن دخل المفتشين الامريكان غرفة نومه وفتشوا ملابس زوجته الداخلية، المهم باقي صدام بالحكم.
كان صدام الجرذ يعتقد أن كتاب في سبيل البعث أكثر قدسية من القران، وكذلك كتاب العقيد القذافي الكتاب الأخضر به كل الحلول لمشاكل البشرية، كان صدام قاسيا مع أبناء الشيعة والأكراد، وكان قابل يبقى يحكم ولو قضاء مدينة ام قصر، المهم بقاء كرسي السيد الريس، نظام حمد بن خليفة قمع مواطنيه من الشيعة وحاول من خلال تجنيس الهنود والعربان استبدال شعب البحرين بشعب اخر.
كل الأنظمة الغير عربية التي خاضت حروب، الطرف المهزوم يرحل من الكرسي، إلا العربان يعتبرون بقائهم بالسلطة هو الانتصار الحقيقي.
حرب جورجيا انتهت برحيل الرئيس الذي أشعل حرب مع روسيا، نابليون ذهب إلى منفاه بعد أن خسر الحرب، فقط انفرد رؤساء وملوك وحكام العالم العربي، يعتبرون الهزيمة انتصار مازال هم باقين بالسلطة.
العالم العربي منافق للاسف، يقدسون الماضي، ويخربون الحاضر ويمنعون تحقيق الأفكار الجيدة بالمستقبل، المفكر الأمريكي من تصل أردني عودة مهاوش الدعجة خبير في مركز دراسات الحزب الديمقراطي الأمريكي الاستراتيجية كتب تغريدة بحسابه هذا نصها( سؤال للمفكرين والباحثين!
افرد الله تعالى سورة كاملة عن المنافقين، وذم الله المنافقين عشرات المرات في كتابه العزيز واخبرنا ان من اهل المدينة مردوا على النفاق وان المنافقين حاولوا قتل النبي ص حين عودته من غزوة تبوك ووووو
لكن حال انتقال النبي صلى الله عليه واله وسلم الى الرفيق الأعلى اختفى المنافقون نهائيا واصبح كل الناس صحابة رضي الله عنهم؟!
يا ترى اين تبخر المنافقون من يوم السقيفة؟!
وهل يستطيع احد ان يعدد ١٠ من المنافقين؟.).
انتهى كلامه، البرفسور الدعجة مسلم سني متشيع قال الحقيقة التي يرفض الاعتراف بها غالبية العالم العربي والإسلامي السني.
من حقنا نتساءل إن كل الحروب والصراعات المذهبية والقومية التي قتلتنا، خسر بها الجميع، وحرمتنا من السعادة والعيش الكريم بعز ورفاهية وأمان، متى ينتبه العرب والمسلمون، لذلك، وعليهم تقع عليهم، مسؤولية التفكير بالحلول القابلة للتطبيق والكف عن الحلول التي لم تتحقق، خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/8/2024