اخر الاخبار

حروب مدمرة وبالاخير العودة للاتفاقات السابقة، نعيم الخفاجي ‎

الدول العربية صناعة استعمارية، لذلك حكام العرب ملوك ورؤساء وحكام وامراء وقادة، بغالبيتهم ينفذون ماتريده منهم القوى العظمى المتسيدة على العالم من قوى الرأسمالية المتوحشة، أصبح حال أنظمة الحكم العربية، يتم سوقهم سوق النعاج، من قبل الراعي، أمروهم في التطبيع المجاني فذهبوا مثل هرولة قطيع الأغنام عندما تذهب إلى المعالف، لتناول وجبة الطعام الشهية، من حبوب الشعير، مجرد طلي أو صخل يلعي أو يبقبق، رأسا يتحرك القطيع بسرعة فائقة في اتجاه معلف الشعير، بين قطعان الأغنام والماعز، لغة يفهمونها، مثل لغة الحكام والقادة العرب.

تأتي الأوامر لملوك ورؤساء العرب لشن حروب على أبناء جلدتهم، بسرعة البرق شكلت السعودية تحالف لمهاجمة شعب اليمن، وأشعلوا حرب استمرت سبع سنوات خلفت مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين، ونشر الكراهية بين أبناء الشعب اليمني.

أمروهم في إعلان الجهاد ضد السوفيت وتمويل الحرب بالمال وعشرات آلاف الانتحاريين نيابة عن الناتو، نفذوا ذلك بروح رياضية،  خلاف قطر والسعودية افتعله ترامب، وبقي ترامب مدة رئاسته يصرح أن الخلاف عميق ولا يمكن حله، القضية حلبهم، عندما خسر ترامب  الانتخابات، ارسل صهره كوستر زوج ابنته إيفانكا لتنظيم مؤتمر لدول ااخليج، واحضر أمير قطر مع ولي العهد السعودي للتصالج، ونفسه أمير الكويت الراحل صباح السالم قال بكلمته نشكر الحاج كوشنر ممثل الرئيس ترامب لحضوره قمة المصالحة.

العرب وبالذات دول الخليج النفطية، مولوا حروب الناتو الساخنة والباردة، وهم واعني أنظمة الرجعية العربية من دول الوهابية، هم من نشروا الفكر التكفيري لتدمير الشعوب العربية ولنا بما حدث بصفحة الربيع العربي،

بل حتى التشائم والتصالح بين الدول العربية يتم وفق أوامر من مشغليهم،  هذا الواقع الذي يعيشة العرب، واقع مرير ومؤلم.

في حرب نتنياهو ضد شعب غزة العربي السني، طلبت الأنظمة العربية من نتنياهو تصفية حماس والجهاد بغزة ومن ثم الانتقال إلى الضفة الغربية، لم يتعاطف مع شعب غزة العربي السني إلا الشيعة، وكانت مطالب الشيعة وقف الحرب وعودة الفلسطينيين للتفاوض مابين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو.

مناظر  القتل في غزة والتي تجاوزت  الحرب، العشر أشهر لم تهز ضمائر القادة العرب للتوسط لدى مشغليهم لوقف الحرب، وترى الفيالق الإعلامية العربية ليل نهار تشتم بالشيعة، وكأن من يحكم الدول العربية ملوك ورؤساء وحكام شيعة، ويشتمون القوى الفلسطينية المقاومة والتي تطالب في حل الدولتين، نقول إلى الأنظمة العربية وشعوبها المطبعة، انتم طبعتم من أجل تنفيذ قرارات التقسيم الصادرة من الأمم المتحدة، فلماذا لا تقام الدولة الفلسطينية وينتهي الصراع، لو كانت دولة فلسطينية موجودة وحتى لو كانت منزوعة السلاح لما دارت كل هذه الحروب بغزة والضفة ولبنان وسوريا وفي البحر الاحمر واليمن.

الفيالق الإعلامية العربية بدل ماتطالب من انظمتهم العربية الضغط لوقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية، وحتى لو كانت على مدينة صغيرة بالضفة تلحق بالأردن وعلى قرية صغيرة من غزة وتلحق في سيناء المصرية، يقبل بها الفلسطينيون تراهم يحملون الفلسطينيين مسؤولية عدم إقامة دولة فلسطينية، واتهام الشيعة أنهم ضد تقدم الجيوش العربية الزاحفة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لكن الملوك ورؤساء الدول العربية الشيعة  المحيطة في إسرائيل هم من يمنعون جيوش دول الخليج والمغرب الزاحفة إلى تحرير فلسطين ههههههه.

بالله عليكم هل ملك الأردن شيعي ام سني، هل الجنرال السيسي سني ام شيعي، هل ملك المغرب سني أم شيعي، هل رئيس السلطة التنفيذية اللبنانية رئيس الحكومة سني ام شيعي، لايوجد ولا ملك أو رئيس دولة عربية شيعي ابدا.

القادة العرب ينفذون أوامر مشغليهم، يشنون الحروب ويعودون إلى نفس الاتفاقيات السابقة، انا شخصيا عاصرت رعاية الجزائر لتوقيع اتفاقية بين نظام البعث وشاه إيران الراحل عام ١٩٧٥ وراينا صدام والذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية، وقع الاتفاق وقبل أيدي شاه إيران وسط تصفيق هواري بومدين، بعد انتصار الثورة وبشهادة القيادي البعثي ابن خالة صدام (صلاح عمر العلي رحمه الله) قال جاءت أوامر من النانو والسوفيت إلى صدام في شن حرب ضد ايران، وصدام فعل ذلك، حرب استمرت ثمانية سنوات، انتهت بقرار وقف إطلاق نار، بعدها احتل الكويت، ووجه صدام رسالة الى الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس الجمهورية الإسلامية بوقتها،  أعلن  صدام العودة إلى اتفاقية الجزائر التي رفضها.

احتل صدام الكويت ورفض قرار الانسحاب، النتيجة تحالف الناتو دمر جيش العراق وانسحب تحت رحمة القصف الجوي، تم أسر ٧٨٠٠٠ ضابط وجندي عراقي خلال معركة برية استمرت مائة ساعة فقط، ناهيكم عن عشرات آلاف القتلى الذين دفنوا في صحراء وادي حفر الباطن والمطلاع وسفوان وغرب الزبير وجنوب غرب الناصرية.

صدام الجرذ في إحدى خطاباته اعترف ان الحرب ضد إيران كانت خطأ،  تصوروا رئيس يشن حروب ويقتل ملايين البشر وبالاخير بكل وقاحة يقول إن الحرب كانت خطأ.
بكل الاحوال مايحدث بغزة كان نتيجة طبيعية، الأنظمة العربية هي التي طلبت من نتنياهو تصفية حماس والجهاد حتى يتم التطبيع العلني بين السعودية ونتنياهو، العرب فاشلون بالحرب والسلام، العقل والمنطق يقول الدول العربية اختارت التطبيع والسلام  لابد أن يكون ثمن مقابل التطبيع،  اقله إقامة دولة فلسطينية ضمن أراضي عام ١٩٦٧ وإنهاء الصراع.

لكن الأنظمة العربية طبعوا بدون حتى إيقاف حرب غزة الحالية،  لدينا مثل شعبي عراقي يقول، فوق مامنكوحة ماخذين منها ١٠٠ كيلو ماش هههه، مزيدا من الذل والعار للعربان.

الفيالق الإعلامية العربية يشتمون بالقوى الشيعية المقاومة التي تطالب بوقف حرب غزة، ههههه شر البلية مايضحك، أين أنتم من قضية إيقاف حرب غزة وإنهاء مظاهر قتل النساء والأطفال من أهل السنة والجماعة من أهالي غزة، تصوروا لو أن الشيعة هاجموا بلدة أو قرية سنية كيف سيكون موقف الوهابية بالسعودية ومواقف قادة التيارات الإخوانية الوهابية من ذلك، لأصدروا مئات فتاوى الجهاد والقتل، بينما بوضع غزة الأمر طبيعي وعادي وكأن شيئا لم يحدث، رأينا بيوم هزيمة داعش في تكريت، كيف وزير خارجية السعودية سعود الفيصل انزعج كيف تم عرض صور قوات الجيش والحشد لدى دخولهم تكريت، وقال هذا استهداف إلى أهل السُنة والجماعة.

في الختام على القوى الشيعية المقاومة أيضا التفكير بالمصلحة العامة وعدم التصعيد لإشعال حرب كبيرة، العرب هذا هو وضعهم قبلوا بذلك وهم احرار، والأمر يخص العرب السُنة فهم الأولى من غيرهم بوقف حرب غزة، حتى لو بطريقة جهاد النكاح والمناكحة.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.