أطلقت الحكومة العراقية حملة واسعة هي الأولى من نوعها تستهدف الأطفال المتسربين من الدراسة ودمجهم ضمن المدارس الحكومية، وذلك قبيل أسبوع واحد من بدء العام الدراسي الجديد، الذي يتوقع أن يلتحق به أكثر من 11 مليون طالب من كلا الجنسين في المراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية.
وكان العراق قبل الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، يفرض الدراسة بشكل إجباري على من هم دون سن الثامنة عشرة من العمر، وفي بنود قانون عُرف باسم إلزامية التعليم، يحاسب ولي أمر الطفل إن تبين تورطه في منع ابنه أو ابنته في إكمال الدراسة، غير أنّ العقدين الماضيين التي أعقبت ذلك، شهدت تسرب مئات آلاف الطلاب على مدار العشرين عاماً الماضية، انخرط أغلبهم بالأعمال اليومية.
واليوم الثلاثاء، نقلت صحيفة الصباح الرسمية العراقية، عن مستشار الحكومة لشؤون التربية والتعليم، عدنان السراج، إعلانه انطلاق مبادرة “العودة للتعليم” التي تستهدف أكثر من 151 ألف متسرّب في عموم البلاد. وتستمر الحملة لمدة 45 يوماً وتشمل جميع مدن العراق ومحافظاته، أكد بشأنها وزير التربية العراقي إبراهيم الجبوري، أنها “أهم خطوات الاستدامة”، في إشارة إلى البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقال السراج إنّ مبادرة “العودة إلى التعليم”، تهدف إلى “معالجة ظاهرة التسرُّب من المدارس وإعداد برامج تربوية خاصة بذلك قبيل بدء العام الدراسي الجديد، خصوصاً في المحافظات المحررة”، في إشارة إلى مدن شمال العراق وغربه التي سيطر عليها تنظيم “داعش” قرابة 3 سنوات بين عامي 2014 و2017، مضيفاً أنّ المبادرة تستمر لمدة 45 يوماً، بتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي أسهمت بإعداد الخطط الكاملة وتدريب ألف و688 موظفاً من الملاك التربوي لتنفيذ المبادرة، مع تشكيل نحو 180 لجنة فرعية في عموم البلاد.
ولفت السراج إلى أن المبادرة تستهدف أكثر من 151 ألفاً و920 متسرباً من مختلف الأعمار في جميع محافظات البلاد، حيث يُسعى من خلال المبادرة لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة. وستكون، وفقاً للسراج، مديريات التربية في بغداد والمحافظات هي المسؤولة عن تنفيذ الحملة بالتعاون مع “يونيسف” ومساندة الجهات ذات العلاقة، كذلك ستُطلَق حملة إعلامية لتثقيف أهالي الطلبة المتسربين وتوعيتهم على مخاطر تسرُّب أولادهم من المدارس والعمل على ضرورة التحاقهم من جديد.
وستخصص الحكومة العراقية برامج إعلامية واسعة للتوعية على ضرورة الحملة، بالتعاون مع “يونيسف” وتشمل إنتاج البرامج التوعوية القصيرة الهادفة إلى حثِّ الأهالي من أجل إعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، حيث هناك سلسلة حلقات ضمن 26 مقطعاً ومشهداً ترشد من خلال مضامينها المتسربين إلى طريق العلم والمعرفة ضمن المبادرة.
المرشد التربوي في وزارة التربية العراقية ببغداد، أحمد الغانمي، قال إنّ الحملة الجديدة ستركّز على مناطق شهدت معارك واختلالات أمنية وهجرات جماعية، لكونها الأكثر تضرراً، مضيفاً أنّ المستهدف هو 151 ألف طالب تسربوا من الدراسة بالعامين الأخيرين، “لكننا نعتقد أنّ هناك أكبر بكثير من هذا العدد، ونأمل تعاون الأهالي في هذا الصدد”، مشيراً إلى أنّ توجيهات جديدة ستصدر بتوسيع برامج الدراسة المسائية لإتاحة الفرصة للشباب الذين تخطوا سن الثامنة عشرة للعودة إلى الدراسة واستدراك السنوات التي فاتتهم.
ومنتصف العام الماضي، أطلق رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، “الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم”، التي تمتد حتى عام 2031، وتتركز على “خطة واسعة لإصلاح المنظومة التربوية والتعليمية، بما يتطابقُ مع المعاييرِ الدولية، وترفع جودة وكفاءة نظامنا التربوي والتعليمي”.
وسائل إعلام