دراسة كندية: وباء قادم أخطر من كوفيد-19 ودعوات للاستعداد الفوري
تشير دراسة كندية حديثة إلى أن الوباء القادم ليس سوى مسألة وقت، وقد يكون أشد خطورة من جائحة كوفيد-19. يدعو مؤلفو الدراسة، الذين كلفتهم الحكومة الكندية، إلى اتخاذ تدابير استباقية فورية، مع التركيز بشكل خاص على دعم الفئات الاجتماعية الأكثر فقرًا وتهميشًا في المجتمع.
الدراسة: “حان وقت العمل الآن”
قامت الحكومة الكندية بتكليف ستة علماء وأطباء بإعداد دراسة تحمل عنوان “حان وقت العمل الآن”، حيث أُوكل لهم مهمة تقييم أهمية التعاون بين العلماء والسلطات الصحية خلال الجائحة. وخلص الخبراء إلى ضرورة التركيز بشكل أكبر على الحد من تأثيرات الأوبئة المستقبلية قبل أن تضرب المجتمعات. أوضح التقرير أن جمع البيانات الصحية وتبادلها حول العوامل المؤثرة على الصحة قبل جائحة كوفيد-19 كان غير كافٍ، بينما بدأت بعض المدن الكندية باتخاذ خطوات متأخرة خلال الجائحة لجمع البيانات المهمة.
الاستعدادات يجب أن تبدأ الآن
كتب مؤلفو الدراسة: “قد تكون حالة الطوارئ المستقبلية أسرع وأكثر شدة من جائحة كوفيد-19.” وأشاروا إلى أن كوفيد-19 أثر بشكل غير متناسب على الفئات التي تعاني من التهميش الاجتماعي، بما في ذلك الكنديون ذوو الدخل المنخفض، المشردون، السكان الذين يعانون من نقص في السكن، السود، وغيرهم من الفئات العرقية المختلفة، بالإضافة إلى الأفراد الذين يعيشون في ظروف هشة.
التوصيات: تشكيل مجموعة استشارية وطنية
يوصي الخبراء بتشكيل مجموعة استشارية وطنية الآن، بدلاً من الانتظار لعقد لجان خبراء عند وقوع الوباء القادم. يرى الباحثون أن التحرك الاستباقي سيساعد على تحسين جاهزية النظام الصحي ومعالجة التفاوتات الاجتماعية والصحية التي تفاقمت خلال جائحة كوفيد-19.
الوباء والتحديات الاجتماعية
يؤكد التقرير على أن الوباء كان له تأثير شديد على الكنديين الذين يواجهون حواجز منهجية في الوصول إلى الرعاية الصحية. ويشير إلى أن التفاوتات الاجتماعية، مثل الفقر والتمييز العرقي، لعبت دورًا كبيرًا في زيادة تأثير الجائحة على هذه الفئات.
إحدى الاستنتاجات الرئيسية للدراسة تتمثل في الحاجة الملحة إلى تحسين المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية للجميع، بما في ذلك تقديم دعم شامل للمجتمعات التي تعاني من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية.
التعاون بين العلماء والسلطات
تدعو الدراسة أيضًا إلى تعزيز التعاون بين العلماء والسلطات الصحية بشكل أكبر في المستقبل، لضمان اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة وتحقيق أقصى فعالية في مواجهة الأوبئة المستقبلية.
تأتي هذه التوصيات في ظل تحذيرات الخبراء من أن الوباء القادم قد لا يكون بعيدًا، وأن الاستعداد المسبق قد يقلل بشكل كبير من الآثار السلبية على الصحة العامة والمجتمع.