في المقدمة نقدم تعازينا الحارة لكل شيعة آل البيت عليهم السلام بذكرى استشهاد الإمام الحسين ع وآل بيته الكرام واصحابه الأبرار، وايضا نعزي شيعة العراق بذكرى وصول البعثيين الاراذل في انقلابهم الأسود والذي يصادف اليوم حسب التقويم الميلادي، يوم السابع عشر من تموز عام ١٩٦٨، يوم اسود بتاريخ العراق الحديث.
حُب الشيعة إلى آل البيت عليهم السلام حُب ولد بالفطرة، الحسين ع ليس شخص عادي وإنما هو ابن رسول الله ص وحفيده وهو ضمن الخمسة أهل الكساء، أجمع عليه علماء السنة والشيعة أنهم هم المشمولين في آية التطهير التي نزلت في القرآن الكريم، وقد ورد أكثر من عشرين مصدر سني أن الآية تشمل محمد ص وعلي وفاطمة والحسن والحسين ع دون غيرهم، ننقل حديث واحد عن أم المؤمنين أم سلمة زوجة رسول الله ص، وذلك لنزول اية التطهير في بيتها رضوان الله عليها، حيث قالت أم المؤمنين أم سلمة ع في بيتي نزلت ﴿ … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ … فأرسل رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال، هؤلاء أهل بيتي، المصدرالحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين (كتاب معرفة الصحابة : 3/146 ، و قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه / طبعة بيروت / لبنان . بشهادة أم سلمة ع الإمام الحسين ع من المشمولين في آية التطهير، لذلك أصبح من الواجب على كل مسلم أن يقف موقف مع الحسين ع أما مع الحسين ع أو مع أعداء الحسين ع، لذلك وقف الشيعة عبر التاريخ مع الحسين ع وبسبب مواقفنا مع الحسين ع تعرضنا لابشع جرائم القتل والابادة والاستئصال والابادة والتشويه والتضليل ومنذ وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كل كذب له حدود إلا الكذب على الشيعة ليس له حدود فهو مفتوح يوميا ينسجون اتباع بني أمية قصص من مخيالاتهم ونسبها للشيعة كذبا ونفاقا ودجلا.
يحيي شيعة آل البيت ع كل عام ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع بظل هجمات انتحارية تستهدفهم في باكستان وافغانستان والعراق ويوم امس تم اضافة سلطنة عُمان المسالمة إلى الدول التي وقعت بها عمليات إرهابية استهدفت مساجد شيعية لاستهداف مواكب حسينية يحيون ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع، لكن رغم الهجمات بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة التي ينفذها اتباع بني أمية من السفيانيين الوهابيين، لكن يقيم الشيعة بكل بقاع العالم مراسيم الحزن على شهادة الحسين ع وال بيته، قبل عدة سنوات كنت بالشارع، وكانت مسيرة حسينية تجوب شوارع كوبنهاكن، سيدة دنماركية سألت شخص يمني جنوبي صومالي الجنسية، اعرفه، قال لها الشيعة عندهم احتفال بعاشوراء، قالت له ما أراه ليس مثل ماوصفت أن هؤلاء الناس لديهم حفلة فرح، قالت له أراهم يحيون يوم حزين، وحسب ماقرات الآن في غوغل، أنهم يبكون حفيد نبي الإسلام محمد، تصوروا مسلم يكذب يقول لديهم حفلة، ودنماركية غير مسلمة، تقول له يحيون يوم حزن.
كل عام يتعرض الشيعة في بلدان عديدة لهجمات مفخخة تستهدف جموع المؤمنين الشيعة الذين يعزون رسول الله محمد ص بذكرى استشهاد أحفاده وأبنائه وأسر حفيداته عليه أفضل الصلاة والسلام عليه وعلى اله الكرام.
الوحوش المفخخة من اتباع المدرسة الوهابية التكفيرية يستهدفون التجمعات الشيعية بغضا وحقدا على علي بن أبي طالب ع وابنائه الأئمة الاثنى عشر الذين ارادهم الله عز وجل، وبلغ النبي محمد ص الأمة أنهم خير الناس في قيادة الأمة الاسلامية، لتأسيس قواعد رصينة وصحيحة لنماذج حكم إسلامي معتدل يضمن حقوق جميع البشر بالعيش المشترك والمساواة، لكن تمسك قريش بجاهليتها جعلتهم يقفون ضد تولي الإمام علي ع وبنيه قيادة الأمة الإسلامية، جاهلية قريش، اعترف بها عمر بن الخطاب بحديث له مع عبدالله بن عباس، قال له عمر كرهت قريش ان تجتمع لدى ال هاشم النبوة والخلافة، ويثني عمر على ما قامت به قريش واعتبر ذلك الأمر، أنه صواب وصحيح، جاهلية قبلية، أوصلت الأمة إلى هذا الحال المزري.
مسلسل استهداف الشيعة متواصل حقدا عليهم بسبب موالاتهم إلى آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم اجمعين، دفعنا أثمانا باهضة، حتى انا شخصيا تعرضت للتعذيب في معتقلات السعودية بسبب تشيعي، من كان يصدق بحياة رسول الله ص أن الدولة الإسلامية التي أقامها محمد ص وبفضل سيف علي بن أبي طالب ع تكون بيد أعداء رسول الله محمد ص ويتم قتل ابناء واحفاد رسول الله ص ويتم سبي بنات رسول الله ص في اسم الخروج والمروق ضد الدولة الإسلامية، ومن الذي يصدق يأتي فقيه بدوي مثل أحمد بن تيمية ليقول أن الحسين بن علي قتل بسيف جده رسول الله، وقول آخر له، ليس دم الحسين أطهر من دم عثمان…..الخ من الهراء.. اتهامُ شيعةِ العراق من قبل أنصار معاوية ويزيد بقتلِ الحُسينِ (عليهِ السّلام) لا يعدو ذلك، أن يكونَ مُجرّدَ محاولةٍ للتّضليلِ وحرفِ الحقائقِ مِن أجلِ تبرئةِ القتلةِ الحقيقيّينَ، وهيَ ليسَت إلّا مُحاولةً يائسةً لا قيمة لها بضل وجود المئات من الأدلّةِ والوقائعِ التّاريخيّةِ التي نقلَها الثّقاةُ والتي تكشفُ بشكلٍ قاطعٍ مسؤوليّةَ بني أميّةَ وشيعتِهم عَن ذلكَ. بل كل القادة الذين شاركوا بقتل الحسين عليه السلام هم من الحزب الأموي وليسوا عراقيين اولهم عبدالله بن زياد بن أبيه وعمر بن سعد بن أبي وقاص، الرّسائلُ التي بعثَ بها أهلُ الكوفةِ للإمامِ الحُسينِ (عليه السّلام) رسائل من عامة الناس من المجتمع الكوفي والذين تعاملوا مع الحسين ع كصاحب وليس كإمام مفترض الطاعة، ومعظم هؤلاء من الكارهين إلى الإمام علي ع، من رؤوس الخوارج الذين قاتلوا الإمام علي ع بعد أن أجبروه على قبول كذبة التحكيم.
شر البلية ما يضحك ، عندما نقرأ مايكتيه الإعلام البدوي المقروء والمكتوب والمسموع هذه الأيام عن احياء الشيعة لثورة الإمام الحسين ع يكتشف أن هؤلاء يتبعون أسلوب النفاق للكذب والتدليس والخداع، نعم إنَّ العشر الأولى من شهر محرم، أول شهور السنة الهجرية، هو الموسم الذي يشهد إحياء الشيعة لمسيرات وخطب ومواعظ مقتل الحسين وآله، في معركة كربلاء الشهيرة، مع شذاذ الآفاق من المنحرفين من خلفاء بني أمية الذين لعنهم رسول الله ص بحياته في مواطن كثيرة، الثورة الحسينية في تجدد كل عام والتجدد يواكب عملية التطور بوسائل الاتصالات الحديثة، أنَّ أحياء الشيعة لذكرى عاشوراء الحسين ع ليس قراءة الأناشيد أو مجالس العزاء الحسيني الغاية إثارة التعاطف الشديد والحزين على شهداء كربلاء من آل البيت عليهم الحسين وذرف الدموع وتحريك المشاعر حول الحسين وآله، وإنما هو استذكار هذا اليوم المحزن والمؤلم، الذي بكى عليه رسول الله ص وفي حديث تراب مقتل الحسين ع عن رسول الله ص الذي أعطاه إلى ام المؤمنين ام سلمة عليها السلام، يلعب الخطباء،والرواديد الحسينيون بكل اصقاع العالم دور مهم في التعريف بثورة الإمام الحسين عليه السلام وفضح بني امية، غالبية المسلمين السنة من غير الوهابية هم يتعاطفون مع ثورة الإمام الحسين ع لكن المعلومات التي تصلهم مغلوطة مصدرها من اموال السعودية الوهابية، الفيالق الإعلامية الوهابية يحاولون تقبيح كل حسن لدى الشيعة، شيء طبيعي الثورة الإسلامية في إيران استعملت المنبر الحسيني في إسقاط نظام الشاه، وشيء طبيعي تستخدم المنبر الحسيني في الدفاع عن الثورة الاسلامية، ابدع الفنانين الإيرانيين في السينما والدراما في تسليط الضوء على ثورة الإمام الحسين ع وآخر عمل تألق به الفن الإيراني نشيد سلام يامهدي والذي عشقته عشرات ملايين بالعالم.
بالوضع الشيعي العراقي نحن نسير عكس الاتجاه، يفترض نستغل ثورة الإمام الحسين ع في خلق بيئة مجتمعية واعية تعرف من هو الصديق ومن هو العدو، ويفترض نجعل من مناسبات عاشوراء وزيارة الأربعين المليونية منبر لتعزيز الوحدة والتعاون ما بين ابناء المكون الشيعي العراقي والعمل على تبني مشروع جامع شامل للشيعة العراقيين والكف عن التناحر والتشرذم، وعلى الخطباء العمل على تعليم الموظف الشيعي والمسؤول الشيعي ان واجبه خادم للمواطن وعليه تسهيل إنجاز معاملات الناس والكف عن التعقيدات والروتين الزائد والغير مبرر، والعمل على إشاعة روح ليحب الشيعي أخاه الشيعي أسوة بحب رسول الله ص إلى الإمام علي ع في يوم المؤاخاة، اخواننا الشيعة الشبك العراقيين لديهم يوم اسمه يوم الشبكي في هذا اليوم كل شبكي عنده مشكله مع اخ او ابن عم وصديق وجار يتم التصالح والتراضي، أين نحن من ذلك.
بعد أن قمت بنقل أقوال إلى ابن تيمية حول موقفه المعادي من ثورة الإمام الحسين ع الإصلاحية، نقوم في نقل أقوال قالها مفكرون وعلماء غربيون حول الإمام الحسين ع، انصفوا ثورة الحسين ع اكثر بكثير من علماء العالم الإسلامي الذين حاولوا إفراغ ثورة الحسين ع من محتواها الإصلاحي، وانشاء نظام العدالة والمساواة بين الناس، لكن للأسف الشديد تجد علماء من العالم السُني، أمثال ابن تيمية على سبيل المثال قال الحسين قتل بسيف جده، وقال دم الحسين ليس اطهر من دم عثمان…..الخ، بل ليومنا هذا تجد علماء ومشايخ الوهابية يكفرون الشيعة بسبب حُب الشيعة إلى علي بن أبي طالب ع وابنائه، الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول البداوة الوهابية، يكتبون مئات المقالات لتزييف الحقائق، على عكس علماء ومثقفي العالم المسيحي الغربي، الذين أنصفوا ثورة الحسين ع، ونضع لكم اقوال بعض المستشرقين المسيحيين حول ثورة الحسين.
قال الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس:((لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.))
قال المستشرق الألماني ماربين:((قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.))
قال المفكر المسيحي انطوان بارا (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين)).
قال المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان (( وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها)).
قال الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز (( إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام)).
وقال(( الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا وأكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.))
قال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون (( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام)).
قال الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين )).
وقال ايضا ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر )).وقال ايضا:((ـ أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، واني أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي. وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين. وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر.))
قال المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس ((حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد )).
الباحث الإنكليزي ـ جون أشر:(( إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيلالعدل الاجتماعي.))المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر:((قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً.))
الكتاب الإنكليزي توماس لايل:((لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.))
الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك:(( إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه، بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس، وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء، تعمدنا ذكر اقوال منصفي العالم الغربي المسيحي حول ثورة الحسين ع واحجمنا عن ذكر احاديث النبي محمد ص الصحيحة حول ابعاد الامام علي ع عن قيادة الامة وكيف يتعرض ال البيت ع للقتل والسبي والشتم والسب من قبل اشرار الامة، الذين وصلوا لسدة الحكم بسبب انقلاب السقيفة المشؤم، تحية الى بطل الانسانية الحسين بن علي الخالد في نفوس الانسانية، وسبق لي ان نشرت بحثا عن ولادة نبي الله عيسى ع وولادة النبي محمد ص وولادة الامام المنقذ محمد بن الحسن المهدي ومن التوراة والانجيل وكيف نبي الله داود وسليمان بكوا على ذبيح نهر الفرات ، وحسب ابحاث المنصفين من المثقفين المسيحيين الشرقيين، فقد اكدوا ان ذبيح الفرات الذي ذكر في كتب الحديث العهد القديم والحديث للديانة المسيحية هو الحسين بن علي بن ابي طالب ع حفيد النبي الخاتم محمد ص.
الشاعر الشيعي السوري نزار قباني، سأله أحد المخالفين بعد أن عرف نزار قباني شيعي المذهب، فقال له:
هل للروافض مع الحسين من نسب؟
فلماذا يبكونه وقد مات واكل عليه الدهر وشرب؟
فرد عليه نزار قباني بقصيدة رائعة عن البكاء على الحسين (ع) و المراثي الحسينية فقال ؛
سأل المخـالف حين انـهكـه العـجب
هل للحـسين مع الروافـض من نسب
******
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم
وعلى امتداد الدهـر يُْوقِـدُ كاللَّـهب
******
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
******
أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عسى
يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب
******
فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكم
يا رائــدي نــدوات آلـيـة الطـرب
******
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
******
والحـر لا يـنـسى الجـمــــيل وردِّه
ولَـئن نـسى فـلـقــد أسـاء إلى الأدب
******
يا لائـمي حـب الحـسين أجــــــنـنا
واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشرأبّْ
******
فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يــزل
سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب
******
من مـثـله أحــيى الكـرامة حـيــنـما
مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعـرب
******
وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتــــها
فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـرتــب
******
و غــدى الصـمـود بإثـره مـتـحفزاً
والـذل عن وهـج الحيـاة قد احتـجـب
******
أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب
******
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
******
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
******
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
******
دع عنـك ذكــر الخـالـديـن وغـبـطهم
كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطب
في الختام يفترض يكون إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع من قبل شيعة العراق، يوم تصالح وأخاء وتعاون ونبذ الخلافات البينية سواء كانت حزبية أو شخصية، والعمل على التعاون لمواجهة مخططات الأعداء واذنابهم من اراذل فلول البعث، وجود هؤلاء في الحكومة العراقية وفي الوزارات وخاصة في وزارة الدفاع عامل خطر، ينبغي التصدي اليهم، واستبدالهم بشخصيات عربية سُنية عراقية شريفة تبغض البعث والوهابية، وإلا لايمكن إنجاح اي عملية سياسية مع هؤلاء الأراذل، نصيحتي لساسة القوى الشيعية العراقية، لاتفرطوا في أبناء حاضنتكم، فهم سندكم، وعليكم في سماع أصوات المظلومين منهم والكف عن العيش في أبراج عاجية، يجب العمل على إعادة الثقة مابينكم وبين جماهيركم، وعلى الساسة الشيعة تقريب الشرفاء وطرد حواشيهم من الفاسدين والمنفرين لعامة الناس، توجد حواشي سوء كثيرة تحيط في قادة الأحزاب الشيعية، هؤلاء هم اس البلاء، علينا أن نتعلم من الإمام الحسين ع أن يحب بعضنا البعض الاخر، ونحارب كل فاسد ولص وصاحب نفس مريضة قذرة، الإمام الحسين ع يجمعنا ولم ولن يفرقنا، خالص التحية والتقدير.
اخوكم بالانسانية
نعيم الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل
17/7/2024