ولادة الدول العربية لم تتم من خلال الشعوب نفسها، من رسم الحدود دول الاستعمار، ومن نصب الملوك والرؤساء دول الاستعمار، من لم يؤسس مؤسسات دستورية حاكمة دول الاستعمار، من دمج مكونات غير متجانسة، ونصب حاكم من مكون معين واقصى بقية المكونات الاخرى طبعا المستعمر، لأنه لا يريد خيرا لأبناء هذه الشعوب، يريدها تبقى دول فاشلة، تعاني من صراعات داخلية وقومية مستدامة، يسهل السيطرة عليها، من المستعمر القديم نفسه والذي غير اسلوبه، ونصب وكلائه ليحلوا محله، في حكم وإدارة الدول العربية الجديدة الناشئة.
لذلك لا يمكن أن تتعلم الدول والشعوب العربية من أحداث الماضي، لانها بصراحة، لازالت لم تحكم نفسها بنفسها، لازالت الشعوب العربية تعيش في العبودية والذل، قبل الحرب العالمية الأولى، خططت دول الاستعمار لتقسيم دول الشرق الأوسط والعالم الثالث إلى دول، حتى يتم منع أي محاولة، لقيام إمبراطورية عربية أو اسلامية في الشرق الأوسط مرة ثانية، وجدوا ضالتهم بالعرب، بسبب تعصب العثمانيين القومي تجاه العرب، النتيجة استطاعت بريطانيا تسخير العرب السنة بقيادة زعيمهم ومفتيهم مفتي مكة شريف حسين في إسقاط الدولة العثمانية، وبالاخير رسموا حدود الدول، واجبروه على إلغاء مملكة الحجاز وتسليمها إلى عبدالعزيز ال سعود والوهابية، نعم دول الاستعمار هكذا يخططون.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، فككوا دول الاتحاد اليوغسلافي، وأشعلوا الحروب القومية والعرقية والدينية، انتهت في رسم حدود دول كثيرة، جاء الدور على الدول العربية، اسقطوا الأنظمة التي كانت موالية للسوفيت، بصفحة الربيع، حركوا السعودية في دعم وتأسيس عصابات ارهابية، وشاهدنا، ماذا فعلت تلك الحركات والميليشيات والجماعات والعصابات الدينية الوهابية الاخوانية التي عاثت في الكثير من الدول العربية الجمهورية فسادا وقتلا وذبحا، وتشريدا.
وهناك حقيقة مؤلمة، أن الشعوب العربية والإسلامية لا تتعلم أبداً، لا من التاريخ ولا من الأحداث الجارية، للظاهر أمة العرب لم تكن موجودة عندما حصل بني البشر على عقولهم، مامعقولة الأمم الأخرى لديهم عقول، ومانراه فقدان التفكير السليم عند العرب.
لو كانت هناك دول عربية تحكمها مؤسسات دستورية، وتوجد عدالة ومساواة، لما كانت هناك جماعات إرهابية مجرمة، المشكله أنه لاتوجد فى البلدان العربية حكومات عادلة مثل ما نراه من حكومات بالعالم الغربي عادلة مع شعوبها،بل توجد عوائل حاكمة تستعبد الشعوب، يغتصبون نساء شعوبهم الجميلات، بل شاهدت مقطع فيديو، لعدي الكسيح طلب من قواد له يعمل في اللجنة الأولمبية يحضر له فتاة شكلها قبيح ، وهذه الفتاة صورت مقطع فيديو في توك تاك شرحت قصتها كيف عدي اغتصبها وقال لها اريد اجرب الجنس مع واحدة شكلها قبيح.
هذه الحركات الإرهابية لم تأتي من السماء، بل هي نتاج نشر الفكر الوهابي السعودي الخليجي، تم استهداف دول معينة، لتحقيق مصالح استعمارية، وهناك حقيقية، أي حاكم عربي هو على استعداد لتدمير البلاد وحرق العباد من اجل الكرسي، لو أجريت انتخابات حرة بالشعوب العربية، كل الحكام العرب يخسرون الانتخابات، بل الشعوب تصوت للبديل الآخر وأن كان مجرم، رأينا كيف فازت حركة الإخوان في مصر بنتائج كبيرة، لذلك الحركات الإخوانية بالدول العربية لها شرعية ومناصرين اكثر من حكام الدول نفسهم.
يغلب على غالبية شعوب العرب الجهل والتطرف، اقولها بمرارة، انا كنت أتعجب من الأقوام السابقة كيف كانت تقتل أنبياء الله وتحاربهم وتكذبهم وتستهزئ بهم، وتصد الناس عن دعوتهم، وكيف كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم، ويستغشون ثيابهم، ويصرون على باطلهم مع أن بعضهم يعلم بأنه الحق من ربهم، فلما رأينا حاليا من تعصب وتطرف لقتل الشيعة بسبب مواقفهم المقاومة والتي جلبت لأبناء الشيعة المشاكل والقتل، مواقف الشيعة المقاومة كانت لنصرة قضايا العرب السنة، للأسف هذا التطرف والجحود بحق الشيعة أزال مني العجب على مواقف الأقوام السابقة والسالفة في قتل انيائهم ومفكريهم وثائيريهم.
لاتوجد دول عربية مستقرة، إنما توجد مصلحة استعمارية بالوقت الحاضر بقاء هذه الدول مستقرة، لأن حكام تلك الدول ينفذون ويمولون حروب الاستعمار الباردة والساخنة، وحال انتهاء صلاحيتهم، يتم إشعال الأوضاع الداخلية لتلك الشعوب المستقرة، والتي وصل نسبة المواطنين بتلك الدول الخليجية من أصول هندية وجنوب شرق آسيوية لنسبة تصل إلى ثلثي سكان تلك الشعوب الخليجية، اذا اقتضت المصلحة، يصبح المواطن الخليجي من أصل هندي كومار حاكم لتلك الدولة الخليجية، يتم تنصيبه بالحال.
قرأت تغريدة في حساب شخص اسمه الدكتور يحيى غانم بمنصة إكس هذا نصها( سيأتى يوم يكون فيه الإنتماء إلى جامعة الدول العربية عورة ومَسَبَّة!
سيأتى يوم يعايَر فيه الأبناء والأحفاد بأن آباءهم وأجدادهم كانوا موظفين بجامعة الدول العربية!
سيأتى يوم تكون فيه جامعة الدول العربية رمز الخيانة والعمالة وإضاعة دول العربان وقضاياهم لشذاذ الآفاق وأعداء الأمة!
ولقد أتى اليوم الذى رأينا فيه جامعة الدول العربية وكرَ الأفعى ودارَ الندوة وملتقى أهل النفاق الذين يكيدون للأمة ويتآمرون عليها).
ههههههه، المشكلة التي يعاني منها العرب، أن نخبهم ومثقفيهم عبارة عن قطعان حمير، قرأت تعليق لشخص يحمل الجنسية السعودية اسمه فراس الخطيب، ربما من أصل شامي، كتب تعليق على منشور لكاتب عربي من رؤوس النفاق، حول أسباب فشل العرب في إدارة أوضاعهم، يقول هذا المطلي فراس الخطيب( المشكلة أنَّهم متلونون لذلك يجب فضح مشايخ الصوفية الإخوان والحركات الإسلامية كحماس والمحسوبين على أهل السنّة ومحاسبتهم كونهم يساعدون الشيعة والفرس والنصيريين في سعيهم التاريخي المستمر لاحتلال أوطاننا وديننا كسنّة). هههههه أيها الشيعي الغيور يامن تحملت طائفية وقذارة صدام الجرذ الهالك، هل يستحق العربان أن يضحي الشيعة لأجلهم؟ يفترض عدم الانجرار لأجل العربان الاراذل، نعم نرفض العدوان والقتل والاضطهاد الذي يتعرض له العرب الآخرون وإن كانوا سُنة في البلدان العربية الاخرى، لكن يفترض على الشيعي العراقي يفكر أيضا بمصلحته بالدرجة الأولى، وليس يضحي من أجل الأنظمة العربية التي قبلت في الذل، لانستطيع أن نتكلم اكثر، نعيش في دول عندما يصدر قانون على الجميع تنفيذ القانون، وليس مثل وضع العراق نقرأ ونسمع ونشاهد ساسة من المكون البعثي يطالبون دول كبرى في احتلال العراق، ولايتعرضون للمحاسبة القانونية، ما نراه بالعراق مهزلة المهازل، هذه ليست حرية، وإنما استهتار واستقواء بقوى أجنبية قوية.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.