نعم صرخة الحسين في يوم ألطف صرخة سياسية فالدين سياسة صرخة من أجل حكم عادل وحكومة عادلة ورفضا لحكم الجور والظلم صرخة من أجل حكم وحكومة ألله فالله هو العدل والحق والصدق صرخة من أجل إزالة حكم وحكومة الشيطان صرخة الحسين دعوة الى كل إنسان حر أن يرفض حكم الظالمين المستبدين ويتحداهم ويدعوهم الى عدم الخضوع لهم وتأييدهم ومن خضع لهم وأيدهم يعتبر معهم أي مع الشيطان وضد الله وهذا يتطلب من الإنسان أن يكون حرا في عقله في فكره لهذا كانت دعوته الى الحرية ( كونوا أحرارا في دنياكم ) فالإنسان الحر يرفض العبودية ويرفض الخضوع للطغاة المستبدين أعداء الحياة والإنسان أما العبيد فهم يخضعون لطغاة ويلبون رغباتهم الخسيسة ويحققون مخططاته الوحشية ويزينون موبقاتهم وسيئاتهم بل أن العبيد يخلقون الطغاة البغاة من هذا يمكننا القول أن العبد وباء من أخطر الأوبئة التي تهدد الحياة والإنسان لأنهم أعداء الحرية والأحرار لهذا لا يطيقون سماع كلمة الحرية ولا يرغبون في مشاهدة إنسان حر يلتزم بالحق والعدل والصدق وهذا يعني إن ألله أرسل أنبيائه ورسله وأمرهم بإقامة العدل والحق وإزالة الظلم والباطل لا شك إن ذلك لم يتحقق بالوعظ والإرشاد بل لا بد ان يكون بالحكم والحكومة ومن هذا نقول أن الأنبياء والرسل والأئمة هم أولى بالحكم من غيرهم لأنهم الأكثر تمسكا والتزاما بأمر الله بإقامة الحق والعدل وإزالة الباطل والظلم لأن الله هو العدل والصدق والحق الذي نريده من المسئول هو صدقه عدله أمانته لهذا نرضى بالحاكم العادل الغير مسلم ولا نرضى بالحاكم الظالم المسلم المؤسف كل حكام الأرض في كل تاريخنا كانوا ظلمة فجرة كذبة أهل باطل وفسوق وفجور لكنهم كانوا يتظاهرون بالصلاة والصيام والتقرب الى الله كذبا ورياء من أجل خداع الناس وتضليلهم كي يحرفوهم عن وجه الله عن الحق والعدل ويتوجهوا للشيطان الباطل والظلم
لو أخذنا الإمام علي مثلا فهو المثال الذي طبق ونفذ إرادة الله وسار وفق نهجه فوقف أعداء الله أعداء الحياة والإنسان ضده واتهموه بكل التهم الباطلة لكنه صمم على السير في نهج الله في إقامة العدل وإزالة الظلم حتى استشهد من أجل ذلك فرد على من ضربه بسيف على رأسه فزت ورب الكعبة وهكذا أصبح الإمام علي صوت العدالة الإنسانية والممثل الحقيقي لإرادة الله في الأرض لهذا أحبه الأحرار وكرهه العبيد في كل التاريخ وفي كل مكان من الأرض
كان الإمام علي يقول ( على المسئول الحاكم ان يأكل يلبس يسكن أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الناس
وإذا لم يكن هكذا ليس من حقه أن يرشح نفسه ولا يجوز ترشيحه في أي منصب من مناصب الدولة وهذا الشرط ليس على مسئولي الإسلام بل على مسئولي العالم كله لأن الحاكم المسئول خادم للشعب وضع لتطبيق إرادة الله وتنفيذها التي هي العدل والحق والصدق
لأن المسئول الفاسد ليس فاسدا بل مفسدا أي يفسد المجتمع والناس حتى الصالحين منهم والمسئول الصالح ليس صالحا بل مصلحا للمجتمع للناس حتى الفاسدين منهم
أعلموا كل شرور العالم وكل فساد الأرض وكل ما يحدث من حروب وصراعات وكوارث وظلم وظلام وفقر وجوع في الحياة ورائها المسئولين الحكام الفاسدين
لهذا على الأحرار من بني البشر أن يتوحدوا ويتحالفوا ضد هؤلاء المسئولين الطغاة أعداء الحياة والإنسان
فالدين هو الله والله هو العدل والحق والصدق ولا تصدقوا أقوال الفاسدين والمنحرفين اللصوص والفاسدين العبيد الأراذل بان الدين هو علاقة الإنسان بربه فقط وهذا كلام أعداء الله أعداء الحياة والإنسان فالدين هو علاقة الإنسان بأخيه الإنسان فإذا كانت سيئة فأن علاقته بالله سيئة وإذا كانت صالحة فأن علاقته بالله صالحة
ومن هذا يمكننا القول إن الدين سياسة وحكومة وحاكم لأن هدف الدين إقامة العدل وإزالة الظلم وهذا لا يتم إلا بالحكم والحكومة
وهذا يعني انتفاضة الحسين صرخة الحسين في كربلاء رفضا لحكم الطغاة وظلمهم ووحشيتهم ومن أجل ان يحل حكم العدل والحق حكم الله
أي أقامة الحق والعدل وإزالة الباطل والظلم
مهدي المولى