مضى عام كامل ونحن نشاهد مشاهد القتل والدمار، وجثث الأطفال والنساء، وصراخ وبكاء الأمهات والأرامل، بمناظر بشعة، للأسف عجزت دول العالم، إيجاد قرار لوقف إطلاق النار، وإنهاء مظاهر العنف والقتل المجاني، يفترض بالدول العظمى يكون لها موقف، بفرض قرار وقف إطلاق النار، وتطبيقه فورا، رأينا بصراعات دولية سابقة، تدخلت الأمم المتحدة، من خلال مجلس الامن، أعطى حق استخدام القوة، لتطبيق القرارات، منها ماحدث في كوسوفو في شهر آذار عام ١٩٩٩، حيث تم استعمال القوة ضد القوات الصربية التي أولغت بدماء الألبان من أبناء كوسوفو.

مجلس الأمن أجاز استخدام القوة بتطبيق قرار مجلس الأمن لإعادة أمير الكويت للكويت، وتم شن حرب مدمرة افتعلها صدام جرذ العوجة الهالك وعارها، كلفت العراقيين مئات آلاف القتلى والجرحى وأكثر من ٧٨٠٠٠ ضابط وجندي عراقي أسير.

للظاهر هناك مصالح دولية لإبقاء الصراع بفلسطين دون إيجاد حل ينهي هذا الصراع للابد،  مانشاهده تحوّل معظم قطاع غزة وضاحية بيروت الجنوبية ومئات القرى والمدن بالجنوب اللبناني إلى أكوام من الركام والأنقاض، صواريخ تلقي بشكل مباشر على بيوت المدنيين، وكأن هذه الصواريخ لاتحمل الخراب والدمار والقتل، بل للظاهر دول العالم المؤثرة صاحبة القرارات الملزمة، ربما ينظرون إلى هذه الصواريخ على أنها باقات من الورود والزهور والعطور الفاخرة، وربما لايعتبرون موت عشرات آلاف الضحايا أنهم ماتوا بسبب القصف والدمار، وإنما الضحايا ناموا وماتوا من تلقاء انفسهم، قبل أيام سألني صديق، قال لي هل أنت مهموم، أرى وجهك عليه علامات حزن، قلت له ويحك والله لو أن الحيوانات لها احساس ومشاعر مثلنا يا رجل لحزنت على مظاهر قتل الأطفال والنساء.

منظمة حماس نفذت هجومها أو غزوتها حسب مفهوم الحركات الاخوانية الوهابية، بدون استشارة احد، قبل قيام حماس بتنفيذ غزوتها، وسائل الإعلام، كانت  يوميا تبث مشاهد لأسرى فلسطينيين بالسجون مضربين عن الطعام، حتى أن أحد المظريين عن الطعام واسمه خضر، اضرب عن الطعام ١٣٠ يوم إلى أن مات، ولم يطلقوا سراحه أو إعادة محاكمته، أيضا كانت القوات الإسرائيلية تقوم بعمليات اغتيالات طالت أشخاص فلسطينيين بالضفة الغربية، ضمن أراضي سلطة محمود عباس، كانت تهديدات حماس يطلقوها عبر قناة الجزيرة، المسؤولين الاسرائيليين طبعا من اليمين يصرحون لاحل الدولتين، ولو كان حل الدولتين موجود، لما قامت حماس بتنفيذ غزوتها، الدول العربية التي طبعت، كانت حجتهم أنهم طبعوا لأجل إقامة دولة فليطينية، طيب أين هي هذه الدولة؟ حتى لو كانت على جزء صغير من أراضي عام ١٩٦٧ وحتى لو كانت هذه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.

حماس نفذت غزوتها واسرت واعتقلت جنود ومواطنين إسرائيليين، تم قتل أكثر من ١٣٠٠ إسرائيلي بغزوة حماس، هذا العدد جدا كبير بالنسبة إلى الإسرائيليين، حماس كانت تعتقد أن وجود الأسرى والمختطفين الاسرائيليين يكون سبب لعدم قيام إسرائيل بمهاجمة غزة، الذي حدث ان اسرائيل هاجمت قطاع غزة بقوة، مظاهر قتل الأطفال والنساء حركت مظاهرات بالدول العربية، لكنها اختفت،  تدخلت القوى الشيعية العربية بالصراع، ليس للقضاء على إسرائيل بل الغاية والهدف الضغط على نتنياهو لكي يوقف الحرب ويعود للتفاوض مع السلطات الفلسطينية.

مضت عام على الحرب وقبل نهاية العام في أسبوع دخل جنوب لبنان بالصراع الدائر بشكل رئيسي، ونفس تدمير قطاع غزة ينفذ بالضاحية الجنوبية لبيروت، قصف يستهدف البنايات العامة، لبنان تحكمه الطوائف، الرئيس مسيحي وبشرط ماروني ورئيس الحكومة سني، والبرلمان شيعي، الوضع اللبناني مبني على مشاركة الطوائف، على رئيس حكومة تصريف الاعمال، جمع الشركاء، والمطالبة في إقرار قرار وقف إطلاق النار، وتنفيذ قرار أوقف حرب تموز عام ٢٠٠٦، يوجد شركاء بالوطن بلبنان وهم المكون المسيحي والمكون السني، والدرزي،   إيقاف الحرب أمر ضروري لكل أبناء الشعب اللبناني.

لبنان دولة المكونات،   رئيسها مسيحي وبشرط إلا ماروني، ورئيس الحكومة سني، ورئيس البرلمان شيعي، يمكن لمفوض الامين العام للأمم المتحدة، يشرف على تطبيق قرار الأمم المتحدة،  ويتم نشر الجيش اللبناني بمناطق الحدود مع القوات الدولية اليونيفيل.

القوى الشيعية العربية حاولت جاهدة لإيقاف حرب غزة، وقدمت أثمان باهضة، بالمقابل الأنظمة العربية السنية تقع عليها مسؤولية إيقاف حرب غزة،  وليست المسؤولية تقع على الشيعة. اذا كان عار في استمرار الحرب والقتل، العار يقع على الأنظمة  العربية السنية، نعم هذه هي الحقيقة.

بالله عليكم  ألا ترون هروب عشرات آلاف المواطنين اللبنانيين الشيعة من بيوتهم، ويسكنون بالعراء، واصبحوا بدون اموال؟؟؟.

العميد الإماراتي ضاحي خلفان، بتغريداته بمنصة إكس يقول (‏قادة حماس يستفزون الرأي العام العربي المعارض،لحماس..ويطالبون بتأييدهم اغبياء الى درجة فظيعة)،   ويضيف خلفان( ‏والله ان من يتخلى عن محيطه العربي لن يفلح خذوها مني)، منظمة حماس مقراتها ليومنا هذا في قطر، تواصلهم مع تركيا، لديهم اجتماعات ومكاتب في مصر والاردن، ألم يكن هو هذا محيطهم؟.

الحكومات العربية طبعت دون أن تحصل على موافقة في إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، اذا كانت الأنظمة العربية وشعوبها فاشلين بالحرب وكذلك فاشلين بالسلام، فهذه مشكلتهم بالدرجة الاولى.

لاتوجد للأسف اي بوادر للعودة إلى  التفاوض، ووقف إطلاق النار،  ما تزال طرق التوصل لقرار وقف إطلاق النار بغزة  مسدودة. هناك توقعات بأن الصراع الدائر قد يطول لعام آخر أو أكثر، هناك أسباب  كثيرة لقيام  منظمة حماس بعمل غزوتها في  صبيحة السابع من أكتوبر 2023،  يبقى السبب الرئيسي رفض الحكومات الإسرائيلية حل الدولتين وإنهاء الاحتلال  للأراضي الفلسطينية أراضي لعام ١٩٦٧، منذ أكثر من ١٥ سنة، توقفت المفاوضات بين إسرائيل  والسلطة الفلسطينية، ولم يتم  إحياء مشاريع السلام، طيلة تلك الفترة الماضية، بإدارة ترامب أمر دول الخليج للتطبيع، وذهبوا بسرعة فائقة، كان إعلام دول الخليج يقول نحن طبعنا لأجل إقامة دولة فلسطينية، أين هي الدولة،  الكنيست بهذه الحرب الدائرة سنّ تشريع ضد خيار حلّ الدولتين، يوم أمس الصحفي الإسرائيلي أيدي كوهين طرح تساؤل لجمهوره العربي يسألهم أين وصل حل الدولتين، قال لهم لا حل دولتين.

الواقع ترك الحلول السلمية، يجعل الأطراف التي تتعرض للاحتلال بأنهم يعتقدون أن  ‏القضايا العادلة لا تموت مهما تم ضربها او حصارها وتستمر هذه القوى تسلك طريق العنف ويقدمون   التضحيات لكي ينالوا حقوقهم، ابقاء الموضوع بدون حل سلمي ينهي الصراع، يجعل الصراع مستمر من  جيل لجيل آخر، يحملون نفس الأسباب، لذلك لا استقرار ولا سلام، يمكن محاسبة منظمة حماس بطرق أخرى غير طرق الحرب، توجد إمكانيات كثيرة لمحاسبة منظمة حماس بفرض قيود عليها، حماس منظمة إخوانية متوهبة، تورطت بالحرب الداخلية في سوريا، واسست مجاميع أكتاف بيت المقدس، تورطوا بدماء الشعب السوري، ووقفوا مع عصابات النصرة وأنصار الإرهابي محمد زهران ومن لف لفه، منظمة حماس شاركت بشكل قوي لاضعاف نفسها، من خلال ضرب استقرار الدولة السورية، وهاهي  حماس بقيت منفردة، بل وكل الأنظمة العربية، تطالب من نتنياهو بعدم إيقاف الحرب بغزة، إلا أن يتم القضاء على منظمة حماس، وإنهاء وجودها المسلح،

نختم مقالنا، في ‏وصيّة  الرئيس الراحل هواري بومدين للجزائريين، أيها الشعب إني أعلم أن رؤوسكم صلبة، ولا تنحني إلا في المساجد، لكن أحذركم من ذيول العرب، الذين يدعون أنهم أمراء وملوك.. إنهم عملاء أب عن جد،، ولا تنتظروا منهم خيرا أبدا، من باعك مرة سيبيعك عشرات المرات.

في الختام اخي الشيعي  حماس إن لم تبيعكم  بصفحة الغدر الربيع لكنها لنقول أنها فضلت مصلحتها المذهبية،  وبالتاكيد أيضا حماس بالمستقبل لم تقف معك أيها الشيعي، فلاتكن أيها الشيعي حماسي أكثر من حماس، خير الأمور اوسطها، وقفت المقاومة الشيعية اللبنانية لأجل إيقاف حرب غزة، وقدمت قادتها والكثير من الكوادر ومئات المقاتلين لأجل إيقاف حرب غزة، بات من الضروري أيضا أيها الشيعي العربي أيضا أن تفكر في مصلحة أبناء قومك، ولا داعي المجازفة بظل وجود شركاء مثل ضباع البعث يعلنون عن خيانتهم بشكل علني، ويتحينون الفرصة للقضاء عليك، ورحم الله المطرب الشعبي سعدي الحلي ابو خالد، بحقبة الحرب العبثية التي شنها صدام الجرذ، ذات ليلة كان أبو خالد سكران، في مجلس غنى اغنية مطلعها ( دنك ياحلو لايلوحك القناص، شلك شغل بالقادسيه ودوخة الراس هههههه)، النتيجة قام البعثيين في اعتقاله وتعذيبه اكيد تم اضافته إلى مؤسسة حسين السلطاني مؤسسة السجناء السياسيين وهو فعلا يستحق، لأن دخول السجن بزمن صدام الجرذ ليلة واحدة، هي مصيبة وكارثة، نسأل الله العظيم ان يتم إقرار قرار وقف إطلاق النار، ويعم الأمن وتتوقف مناظر قتل الأطفال والنساء، ومشاهد الدمار، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي