بقلم // مجاهد منعثر منشد
(والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب)…
كيف لطفل بعمر ست سنوات يعشق صلاة المساجد، خدمة المواكب، هل هو فضول الأطفال، أم تربية الأبوين؟
أليس غريب صغير قائم قاعد يحرك شفتيه يا زهراء، من عقد لسانه بذكرها؟
عله عشق إمام العصر مذ صباه!
فتى بصري خادم بارز في موكب العقيلة، أحد مؤسسي موكب عبد الله الرضيع، مشارك مؤسس في هيئة جلسة الانتظار، تسيل دموعه طيعه تنسكب بغزارة على مصيبة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين -عليه السلام-.
في عتمة ليل يعطي صدقاته سرا إلى الفقراء، يوصيهم (أدعو بالفرج لصاحب الزمان).
دمث الأخلاق، يميل بحقوقه على نفسه، لا يحقد مع حرصه أن لا تبقى ذرة منه في قلبه على إنسان، ينوي كل أعماله الصالحة بنية تعجيل فرج إمام زمانه.
أليس الفتية بعمره ديدنهم اللهو أبويهم الجوال والناركيلة حتى أصبحا كل حياتهم وشريكتي أعمارهم؟
شاب تجاوز عشرين عاما لبى دعوة الجهاد الكفائي بإصرار، يصلي صلاة الليل في سوح المنازلة، يشتاق أمام عصره، يذكره في أحنك الظروف وأخطر الأماكن.
عصر يوم جمعة، انشغل فكر زميله بأمر ما، سار دون شعور ساحق بقدميه أرض القتال، انتبه بعد ابتعاده كثيرا عن نقطة الساتر، استدار عائد..
رن مسامعه صوت قلب مكلوم -بنبرة حزينة- يتردد صداه بالقرب من شجرة الصفصاف العالية، دنى منها ماشيا ببطيء، أبصر سيد حسين بشهقات بكاء يسيل دمع عينيه على خديه كنهر جار، يتمتم : سيدي مر عصر هذه الجمعة ولم أرك، هل ذنوبي حجبتك عن الظهور أم غيري، فإذا كان غيري ما ذنب المشتاق إليك؟!