نعم أن فقدان رموز القضية الإنسانية الحضارية فوز لهم وخلود أبدي في قلوب وعقول الأحرار في كل مكان وفي كل زمان وقوة ربانية تدفع أنصارهم ومؤيديهم الى الأمام الى التحدي والتضحية ونكران الذات لا يخشون الشهادة في سبيل الحياة والإنسان في سبيل الحق بل يرونه فوز ونصر ونجاح لهم وليس كما يدعي الذين لا قضية إنسانية لهم ولا كرامة و أنما يستهدفون الإساءة الى القضية الإنسانية كما رأينا الكثير من الذين أطلق عليهم اسم الصحابة أمثال المجرم خالد بن الوليد والمنافق معاوية ومروان والمغيرة وعمروا بن العاص وصدام وعبيده وغيرهم الكثير فهؤلاء والكثير من أمثالهم لا يملكون شرف ولا كرامة ولا قيم ولا مبادئ إنسانية حتى لا يمتون للإنسانية بأي صلة بل وحوش كاسرة على شكل بشر فالغدر والخيانة تجري في دمائهم والظلم والوحشية جزء من طبيعتهم فمثل هؤلاء إذا ما قتلوا بحادث ما بحالة معينة سارعت نفوس أصحابهم نحو التشاؤم والأفول والضياع واسودت في أعينهم الحياة وأخذوا يبحثون عن سيد آخر وعن قضية إنسانية أخرى ليفسدوها ويخربوها كما حاولوا أن يفسدوا الإسلام ويخربوه لا شك أن مثل هؤلاء أقذار في الأرض يجب القضاء عليهم وقبرهم كما تقبر أي نتنة قذرة
أما أصحاب القضية الإنسانية فهؤلاء أحرار والأحرار شهادتهم في سبيل القضية الإنسانية في سبيل الحق والعدل في سبيل الحياة والإنسان يرونه فوزا عظيما ونصرا كبيرا فالإمام علي عندما ضربه أحد عبيد المنافق معاوية على رأسه والتي أدت الى استشهاده صرخ بوجه من ضربه فزت ورب الكعبة لا شك أن الصرخة كانت بوجه معاوية الطاغية وكل طغاة الأرض لأنه فاز بالشهادة والخلود الأبدي في عقول الأحرار من بني البشر لأن صرخته التي لا تزال تسموا وترتقي وتتسع التي ( تقول لا تكن عبدا لغيرك ) والتي بدأ يرددها كل إنسان حر في كل مكان من الأرض
المعروف إن المسلمين ليسوا بمستوى واحد من فهم الإسلام هناك من ارتفع الى مستوى الإسلام وتطبع بطباعه وتخلق بأخلاقه وتمسك والتزم بقيمه الإنسانية الحضارية وهؤلاء قلة قليلة مثل آل الرسول والأنصار وهناك من أنزل الإسلام الى مستواه وطبع الإسلام بطابعه القبلي الوحشي وفرض أخلاقه وقيمه على الإسلام وقال هذا هو الإسلام يعني إنه أعاد قيم الجاهلية وعاداتها المعادية للإسلام وهؤلاء يمثلون أغلبية مطلقة من الذين دخلوا الإسلام الذين استسلموا ولم يسلموا ولعب هؤلاء دورا كبيرا في القضاء على الإسلام على نهج الرسول ورسالته على الذين ارتفعوا لمستوى الإسلام مثل آل الرسول والأنصار
وبدء صراعا أخذ يزداد ويتسع بمرور الزمن بدء في زمن الرسول فالتف حوله أي حول الرسول الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وحموه ودافعوا عنه وعن رسالته ولولا ذلك لتمكنت المجموعة التي لم ترتفع الى مستوى الإسلام والتي أطلق عليها اسم الفئة الباغية وكثير ما حذر المسلمين من هذه الفئة الضالة فقال لعمار تقتلك الفئة الباغية وحذر من رأس النفاق والمنافقين معاوية وقال إذا رأيتم معاوية مرتقيا منبري فاقتلوه لكن المؤسف الكثير من المسلمين لم يأخذوا تحذيرات الرسول على محمل الجد وهذا التجاهل والجهل مهد السبيل لأعداء الإسلام الفئة الباغية عملاء الصهاينة أن يسيطروا على الإسلام والمسلمين ويفرغوا الإسلام من قيمه الإنسانية الحضارية ويعيدوا اليه القيم الجاهلية الوحشية القبلية التفاخر بالأنساب والصراعات العشائرية وغزو الآخرين وسبي النساء ونهب الأموال وذبح الرجال باسم الإسلام
المعروف جيدا إن الإسلام الرسول أهل بيت الرسول قد حرموا الغزو ما سميت بالفتوحات وكفروها وكفروا كل من ساهم وشارك فيها وأيدها
فسمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام وأبو ذر الغفاري أول ثائر في الإسلام والإمام علي أول من دعا الى إلغاء العبودية ( لا تكن عبدا لغيرك ) والإمام الحسين أول من دعا الى الحرية (كونوا أحرارا في دنياكم فهؤلاء والكثير من أمثالهم الذين استشهدوا من أجل الحق والعدل من أجل حياة حرة وخلق إنسان حر أصبحوا جزء من القضية الإسلامية بل أصبحوا هم القضية فالشهيد إسماعيل هنيئة أصبح جزء من القضية الفلسطينية الإسلامية الإنسانية لهذا لا يجوز أن نفرق بينه وبين القضية الإسلامية الإنسانية فالذي يستشهد من أجل القضية يصبح هو القضية لهذا يتطلب من كل أنصار القضية أن يحترموا ويقدسوا شهداء القضية كما يقدسوا القضية وإلا إنهم عملاء وخونة وطابور خامس بيد أعداء القضية
من هذا يمكننا القول أن شهداء القضية هم القضية وكما نقدس القضية يجب ان نقدس الذي استشهد من اجلها فكل شهيد من أجل قضية هو القضية فالشهيد إسماعيل هنيئة شهيد القضية الإسلامية شهيد القدس شهيد الإسلام والإنسانية فأنه القضية يجب ان يحترم ويقدس كما تحترم وتقدس القضية
مهدي المولى