القصر الكبير : مصطفى منيغ
صعبٌ على دولةٍ العيش في يومٍ دون غَد ، بشعبٍ له فيه مِن المتاعب والمحن والأزمات بغير عَد ، ومسؤولين حكوميين ليس على ألسنتهم سوى كلمة “سَوْفَ” تتردَّد ، بلا أفعال على أرض الواقع تُنَفَّذ ، ممَّا يحعل العراق خاضرها لا يُصدَّق كلّ نافعة فيها تتبدَّد ، لأسباب سالبة لآي فرج تكديسها مع الحاصل يتجدَّد ، ظلم سائدها وظلام يُسوّدها وطرف يلفُّها وكل مصيبة تشدها والخلاص الجزئي أو الكلي يكتنفه الجزر دون مَد ، خيمة مرقَّعة قِلاعها بخيوط الفساد ، أقامها منعدمو الضمير على السرقة والرشوة والتبعيَّة والخيانة كأوتاد ، تسخر من أزمنة عظمة بغذاد ، لما كانت عراق العراق مشرقة الطَّلعة وسط الدنيا بضوءِ أمجاد ، كمدخل رئيسي للمدنيَّة زعيمة للحضارة الإنسانية عليها مهما كان الاتجاه أو المجال الاعتماد ، لتتحوَّل لما لا يوصَف بالقول بل بالرؤية المباشرة كآخر الأواخر عن قصد ، وثبة غير مباركة لخلف الخلف تحطِّم تراث الأجداد ، وتقلِّل من إرادات وطموحات الأحفاد ،
لهكل عظمي مبحوح زئيره منزوعة مخالبه مكسرة أنيابه إسمه أسد ، تحوم حوله جماعات من ذئاب إيرانية وأخرى أمريكية لتفترس ما تبقى عالقا في عرينه دون اكتراث من أحد ، وكل هذا بسب “قلة” هم لطعن وطنهم الأصلي من الظهر رواد الرواد ، نهبوا وتمرَّغوا بين دجلة والفرات فوق نِعمِ العراقيين بقوة نفوذ لحد الساعة لم ينفَد ، ليبنوا لذويهم حياة البذخ وسط عجمِ بعض البلاد ، فيتحولوا هناك مِن رعاع إلى أمراء وقد ابتاعوا كل لقب نبيل يضمن لهم كما اعتقدوا الابتعاد ، من أرض مهما تنكروا لها ستحاسبهم في أقرب ميعاد ، بالتأكيد هناك في الأفق مَن سيجعل لمثل المسخرة حد ، إذ للعراق مهما طالت كبوتها ناهضة لتمسح من جبينها ذاك السواد ، الذي تعاونت إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية مع جل التجارب الأخرى كل طرف بحجم طمعه لنهش ما لمثل الوطن كجسد ، متجاهلة أن الروح العراقية أسمى أن تُوصب بأذى لتبقى مدى الدَّهر الأرض الظاهرة بشعب عظيم أبيّ شريف وما عَدَى ذلك يُعتبرون قشّا سيتطاير دون أن تتاح لهم الفرصة ليسمعوا الرد عن سُؤْلِهم لماذا؟؟؟ . (للمقال صلة)
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي