اخر الاخبار

في رحاب ليلة الحسين الأخيرة د . مهند مصطفى جمال الدين

لا شك أن الليل في ليلة الحسين الاخيرة كان مختلفاً عن كل الليالي، كان مشرقا متلألأ مشعًّا بابتهالاته التي كان يزفها الى الله تعالى، حيث وقف ذلك الموقف العظيم، ووقف اولادهُ وأخوانهُ وانصارهُ وأهلُ بيته جميعا متعاهدين على ان يكونوا بين يديه، كي يُخلّدوا احياء الى الابد عند ربهم يرزقون، وكان ليلهم العاشورائي يمسك بهم وبقائدهم، محشدا القوى كلها؛ كي تقف بوجه الصباح الآتي، وهو يحمل معه كل معاول الشر وسيوف الغدر، فغدًا سيزرع سبط النبي اشجار الحرية الدائمة، مرويًا جذورها وارضها من دمه الزكي الشريف، ومطهرا ماء الانهار، وماء الفرات ليظل ابيا رافضا للذل والخنوع.
وكان نهار ذلك اليوم (اي اليوم التاسع من شهر محرم عام 61 للهجرة، والذي يصادف في اليوم الثامن من شهر تشرين الأول عام 680 ميلادية) مختلفا جدا عن كل نهار، فقد حوصر فيه الحسين، وفرح الحزب الأموي بذلك، وهو ما يظهر من قول الامام الصادق(عليه السلام) برواية الشيخ محمد بن يعقوب (الكليني)، عن الحسين بن علي الهاشمي، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان، عن أبان، عن عبد الملك عن ابي عبد الله قال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه (رضي الله عنهم) بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام، وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بنوافل الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه (كرم الله وجوههم)، وأيقنوا أن لا يأتي الحسينَ ناصرٌ، ولا يمده أهل العراق”( ).
وفي هذا اليوم قد حالوا بينه (عليه السلام) وأهله وأصحابه وبين الماء( )، وفيه أيضا منعوا وصول الأسديين لنصرته( )، ولذا قال لأخيه العباس (عليهما السلام): “ارجع إليهِم، فإِن استَطعت أن تؤخّرهم إلى‏ غُدوةٍ وتدفعهم عند العشية؛ لعلَّنا نصلّي لربنا اللَّيلة، وندعوهُ ونستغفرُهُ، فهُو يعلمُ أنّي قد كنتُ أحبُّ الصَّلاة لهُ، وتلاوة كتابِه، وكثرة الدُّعاء والاستغفارِ”( )، وقد ذكر الطبري أنه قد بات ” الحسين (عليه السلام) وأصحابه تلك الليلة ولهم دويٌ كدوي النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد”( ).
فكيف يكون ليل أبي الأحرار في هذه الليلة، وماذا عليه أن يفعل، بعد أن أدرك انه في نهار الغد سيسافر، ويلتقي بأحبته في العالم الآخر، أي في الحياة الحقيقية، أما هذه الحياة فما هي الا لهوٌ ولعبٌ بحسب التعبير القرآني: ((وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ))( )، إذن كان عليه أن يهيئ كل مستلزمات اللقاء، ولذا جاء في البداية والنهاية: “فعدل الحسين (عليه السلام) إلى خيمة قد نصبت، فاغتسل فيها وانطلى بالنورة وتطيب بمسك كثير، ودخل بعده بعض الامراء ففعلوا كما فعل، فقال بعضهم لبعض: ما هذا في هذه الساعة؟ فقال بعضهم: دعنا منك، والله ما هذه بساعة باطل، فقال يزيد بن حصين: والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل، شابا ولا كهلا، ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء القوم فيقتلوننا”( ).
في ذلك الليل المضيء بوجهه، ما الذي سوف يحدث، أجل جاءت الدنيا مهرولة لتقف ببابه، بجمالها وأناقتها وأنوثتها، وبما تملك من صور الاغراء المتعددة، فراحت تتمايل منتشية، وهي تظن أنها قادرة على غوايته، فلعل لعل أن يتقبلها لتكون عقيلته، وتكون من الفائزات، ولكنه الخبير بها، أبدا يذعن لها، لمعرفته بها؛ ولأنه يعلم أنها محرمة عليه حرمة أبدية، كونها طليقة لأبيه، الذي طلقها ثلاثا ولم يكن قد لمس منها شيئا، فكيف يصح أن يتزوجها الأبن بعد ذلك، وقد وعى الثقلان قولَ أبيه العظيم أمير المؤمنين(عليه السلام): ” يا دنيا إليك عنّي، أبي تعرّضتِ أم إليّ تشوّقتِ؟، هيهات هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيك: فعيشكِ قصيرٌ وخطركِ يسيرٌ وأملكِ حقير”( ).
ولذا وقف الحسين بن علي (عليهما السلام) في هذه الليلة بين يدي الله متهجدا كعادته،  غير أن الليل في هذه المرة له حوارٌ مع نفسه، وهو أنه يشعر بانقضائه إلى الأبد حينما يأتي الصباح:
الليلُ قد نثرَ الدموعَ رحــــيقا         وهـوى يقبّلُ في الظلام رفيقا
خمسون ما رعشَ الضميرُ لغيره    أبدا وما عرفَ الفؤاد عقوقا
كانت لياليه الحسانُ وضيئةً         تزهو على كبد الزمان بروقا
وإذ ارتقى نحو السماء نشيجهُ      غفت الشجونُ وجنّت الموسيقى
رقصتْ وقد سال النهى في كأسه      فالفجرُ جاء مهرولا ليذوقا
حتى إذا اقتربت إليه غادةٌ             حسناءُ تضرمُ في الدماء حريقا
الصبحُ في وجناتها متورد             ومن الفضاء النور يشكو ضيقا
فترنحت بالوجد تعتصر المنى           لتصب قلبا في الغرام أريقا
قالت وقد فاح العبير بصوتها            والثغر نث أقاحيا وشقيقا
هلا نزلت إلى فؤادي مرة             وهل ارتشفت رضابه والريقا
إني أمد يدا لقد ذابت لها                كل القلـــوب ومزقت تمزيقا
فهل ارتضيت بأن اكون عقيلةً      لأصون من غيظي الدم المحروقا
فأجاب من هذي التي دوّت بنا      ومضت الى النجوى تشق طريقا

قالت: أنا الدنيا وهذي نعمتي       تجـــــني الثمار أساورًا وعــقـيقا
فأجابها والحلم يمتشق السنا        ويـــمدّ صوتاً فـــي الوجود طليقا
حرمت على الأبناء من قد طُلّقتْ   وأبـــوهم من أوقــــعَ التطلــــيقا
وأبي لقد حفظ الزمانُ طلاقَهُ     لك فـــــي صميم الخالــدات بريقا( )
مرة أخرى عاد الى أنصاره المحلقين بجلال وجهه البهي ليذكرهم بهذه الدنيا فقال:
“انه قد نزل بنا من الأمر ما ترون، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرت جدا، فلم يبق منها الا صبابةٌ كصبابة الإناء، وخسيسُ عيشٍ كالمرعى الوبيل، الا ترون أن الحق لا يُعمل به، وان الباطلَ لا يناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت الا سعادة ولا الحياة مع الظالمين الا برما”( ).
ولكنه (عليه السلام) لم ينس أنه مازال في هذه الدنيا، ولم ينس نصيبه منها، فتذكر قوله تعالى: ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))( )، ففي نهار الغد سيشتعل النهار وتلتهب السيوف وتبدأ ساعة انبعاثه؛ لتشرق شمسه دون أن تغيب، فكان عليه أن يرسم لأصحابه خارطة طريق النصر، والتي لا معادل لها سوى الشهادة في سبيل الله، فراح يوصيهم بوصاياه، إذ “خرج الى أصحابه فأمرهم أن يقربوا بعض بيوتهم من بعض، وأن يدخلوا الأطناب بعضها في بعض، وأن يكونوا هم بين البيوت، الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم”( )، وقد أمرهم كذلك ان يكون أكثر وقاية من غدر الأعداء “فحفروا وراء بيوتهم خندقا، وقذفوا فيه حطبا وخشبا وقصبا، ثم أضرمت فيه النار لئلا يخلص أحد الى بيوتهم من ورائها”( ).
وكان الليل في هذه الليلة – وهو الرفيق الذي لم يفارقه طيلة حياته؛ كونه يحييه بتهجده وتضرعه – يسمع ما يدور بقلبه (عليه السلام)، ويعلم أن نهايته وموته ستكون على يدي النهار الآتي، فراح يحشد كل قواه من النجوم والكواكب والمجرات لتقف بوجهه وتطيل ليلته التي بين يديه:
الليلُ يسمعُ ما يدور بقلبه    فيعُدُّ دقاتٍ له وشهيقا
ويُعدّ ليلتُه وقد ماست به    أملاً يموت وعالمًا مسروقا
هي آخر العنقود يدري أنها   تلدُ الصباحَ وضوءه المخنوقا
فلتستعدي يا نجوم وتخمدي     فجرًا تخطى نحونا وشروقا
طولي فقد شدّ الرحيلُ ركابَهُ   وبه تهجّى الضارعُ التفريقا
فغدًا يخرّ الوهمُ من عليائه   وأبو عليٍّ يرسم التصديقا
وغدًا يطهّرُ من نزيف جراحهِ    ماءً على نهر الفرات غريقا
ويشيدُ للإباء منضّرًا        وينيرُ جرحًا للسراةِ   عميقا
ويخطّ للثوار دربًا واضحًا   ويصونُ للمتطلعين حقوقا ( )
وفي هذه الليلة وقف الحسين مرحبًا بالاسى والدموع؛ لاعتقاده انها هي المنتصرة على السيوف المهانة، ومعانقا كل قطرة دم اريقت على دربه العظيم، ومشتبكا مع العواطف التي تتمايل به مجدا وعشقا أبديا، ومقبلا طوائف السائرين اليه، ليناغي ليلته تلك، والتي مثلت بقول الشاعر خير تمثيل:
آهِ يـا ليـلة الأسى والدموعِ     أطــفئي في دمِ الطفوف شموعي
ودعيني أعيـشُ في ظلمة الحزن، فعـمري شـمسٌ بغير طلوع
وانثري في عيــونيَ الجمر وقّادًا، وخلّي اللهـيبَ بين ضلوعي
وامسحي بالســوادِ لـونَ وجـــودي فلــقد كفّــنَ الرماد ربيـــعي
واحــملــيني لكربلاء خــيالا بـــجــناحٍ من عـبــرةٍ وخــشــوع
حيث نحرُ الحسين ينتـــظر الماء،  ويهفــو لــرأسه المقــطوع
وجــراحاتــهُ تــئنّ فـــيبكي ألـــف كونٍ على الصدى الموجوع
والشـــفاهُ المــخــضّباتُ نجـــومٌ شاحـــباتٌ من الظـما والجــوع
وتمـــنى الفـــرات لو طــهرته قــطرةٌ من دمــاء نحــر الرضيع
يا عيــوني أين البــكـــاء ؟ فــفــيــضي  هذه كربلا وهذا شفيـعي
هـــذه كربلا وهــذي الخيـولُ الجردُ تعدو على التريب الصريع
هذه كربلا  وهـــذا رســـول الله يــبــكي في ساعة التوديـــع ( )
وبعد أن خيم الظلام جمع الحسين (عليه السلام)  أصحابه.
ترى ما الذي يريد أن يقوله في هذه الساعات الحاسمة؟
علينا أن نصغي لرواية الامام علي بن الحسين – زين العابدين- (عليه السلام) وهو يقول: “دنوت منه-أي من الحسين- لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذ ذاك مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.. أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا    الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا “( ).
فردوا عليهم – وهم الصفوة الخالصة- لا نتركك أبدا، ” وقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر، لِمَ نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه”( ).
عاد مرة أخرى يذكرهم بالمواعظ التي لا نظير لها، شاكيا من الدهر وابناء الأيام والزمان، الذين لم يفوا بوعودهم ، بل غدروا به، وفي هذه الحال يقول:(زين العابدين): اني جالسٌ في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها، وعمتي زينب عندي تمرضني، إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له، وعنده حوّى – مولى أبي ذر الغفاري- وهو يعالج سيفه ويصلحه، وأبي يقول:
يا دهرُ أفٍّ لكَ من خليلِ    كم لك بالإشراقِ والأصيلِ
من صاحبٍ أو طالبٍ قتيلِ     والدهرُ لا يقنعُ بالبديل
وانما الامرُ إلى الجليل       وكلّ حيٍّ سالكِ السبيل
قال: فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكون فعلمت ان البلاء قد نزل”( ).
يقول الراوي –أعني الامام  زين العابدين- “وأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة، ومن شأن النساء الرقة والجزع، فقالت: واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن، يا خليفة الماضي وثمال الباقي، فنظر إليها الحسين (عليه السلام) فقال لها: يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان، وترقرقت عيناه بالدموع وقال: لو ترك القطا لنام ، فقالت: يا ويلتاه! أفتغتصب نفسك اغتصابا؟! فذاك أقرح لقلبي وأشد على نفسي، فقال لها الحسين: يا أختاه! اتقي الله وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، وأن كل شيء هالك إلا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته، ويبعث الخلق ويعودون، وهو فرد وحده، وأبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني، ولي ولكل مسلم برسول الله صلى الله عليه وآله أسوة فعزاها بهذا ونحوه وقال لها: يا أخية إني أقسمت فأبري قسمي، لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي علي وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ثم جاء بها حتى أجلسها عندي”( ).
فغدا سيرتفع صوته مناديا أصحابه: “قوموا (رحمكم الله) الى الموت الذي لا بدَّ منه”( )، ومرددا قوله: “خُط الموتُ على ولْد آدمٍ مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى اشتياق أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيرٌ لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطّعها ذئاب  الفلوات بين النواويس  وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفا  وأجربةً سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين”( ).
ورحم الله الاستاذ العقاد حيث قال: ” انما الموقف الحاسم بينهما(يقصد بين الحسين ويزيد) موقف الأريحية الصراح، وقد بلغ كلاهما من موقفه أقصى طرفيه وأبعد غايتيه، فانتصر الحسين بأشرف ما في النفس الانسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة وانتصر يزيد بأرذل ما في النفس الانسانية من جشع ومراء  وخنوع لصغار المتع والأهواء”( ).
ويتابع قوله رحمه الله:” أقام الحسين ليلته الأخيرة بكربلاء وهو لا ينتظر من عاقبته غير الموت العاجل بعد سويعات، فأذن لأصحابه أن يتفرقوا عنه تحت الليل ان كانوا يستحيون أن يفارقوه في ضوء النهار، فأبوا الا أن يموتوا دونه” ( ).
ولذا انبرى اصحابه في تلك الليلة لإظهار صور الفداء، التي عز ان يكون لها نظير في التاريخ، اذ قال له مسلم بن عوسجه الأسدي مثلا: “أنحن نتخلى عنك ولم نعذر الى الله في أداء حقك؟ .. أما والله لا افارقك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما بقي قائمه بيدي، ولم لم يكن معي سلاحي لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك”، وقد بر بذلك القسم فقاتل حتى استشهد، واقترب منه حبيب بن مظاهر وهو يجود بنفسه فقال له:” لولا أني أعلم اني في اثرك لاحق بك لأحببت أن توصيني حتى أحفظك بما أنت له أهل”، فقال قولته الأخيرة:” أوصيك بهذا رحمك الله أن تموت دونه” وأشار بيده الى الحسين.