اخر الاخبار

قانون العفو العراقي: المثل بالمثل في القرآن الكريم (ح 4)‎

د. فاضل حسن شريف

الخوف من اخراج القتلة الذين هم اساسا محبي صدام أو زبانيته أو المتعاطفين معهم وضد النظام السياسي في العراق “ِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ”، فبعد اخراجهم سوف ينتظمون وامكانية الانقلاب على هؤلاء الذين شرعوا قانون العفو العام، كما حصل لعبد الكريم قاسم صاحب عفا الله عما سلف، فاول الذين سيتم تصفيتهم نواب البرلمان الذين أصدروا العفو العام عن هؤلاء القتلة ثم آلاف الأبرياء سيصحقون كما حصل بعد عبد الكريم قاسم، وكما قال الله جل جلاله “وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (النحل 118). جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن مِثْلَ “وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31)” ﴿غافر 30-31﴾ كان الشعب المصري آنذاك يمتاز نسبياً بمواصفات التمدّن والثقافة، وقد اطّلع على أقوال المؤرخين بشأن الأقوام السابقة، أمثال قوم نوح وعاد وثمود الذين لم تكن أرضهم تبعد عنهم كثيراً، وكانوا على علم بما آل إليه مصيرهم. لذلك كلّه فكّر مؤمن آل فرعون بتوجيه أنظار هؤلاء إلى أحداث التأريخ وأخذ يحذرهم من تكرار العواقب الأليمة التي نزلت بغيرهم، عساهم أن يتيقظوا ويتجنّبوا قتل موسى عليه السلام يقول القرآن الكريم حكاية على لسانه: “وقال الذي آمن يا قوم إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب”. ثم أوضح مراده من هذا الكلام بأنني خائف عليكم عن العادات والتقاليد السيئة التي كانت متفشّية في الأقوام السالفة. “مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم”. لقد نالت هذه الأقوام جزاء ما كانت عليه من الكفر والطغيان، إذ قتل من قتل منهم بالطوفان العظيم، وأصيب آخرون منهم بالريح الشديدة، وبعضهم بالصواعق المحرقة، ومجموعة بالزلازل المخرّبة. واليوم يخاطبهم مؤمن آل فرعون: ألا تخشون أن تصيبكم إحدى هذه البلايا العظيمة بسبب إصراركم على الكفر والطغيان؟ هل عندكم ضمان بأنّكم لستم مثل أولئك; أو أن العقوبات الإلهية لا تشملكم ; ترى ماذا عمل أُولئك حتى أصابهم ما أصابهم، لقد اعترضوا على دعوة الأنبياء الإلهيين، وفي بعض الأحيان عمدوا إلى قتلهم لذلك كلّه فإني أخاف عليكم مثل هذا المصير المؤلم؟ ولكن ينبغي أن تعلموا أنّ ما سيصيبكم ويقع بساحتكم هو من عند أنفسكم وبما جنت أيديكم: “وما الله يريد ظلماً للعباد”. لقد خلق الله الناس بفضله وكرمه، ووهبهم من نعمه ظاهرة وباطنة، وأرسل أنبياءه لهدايتهم، ولصدّ طغيان العتاة عنهم، لذلك فإنّ طغيان العباد وصدّهم عن السبيل هو السبب فيما ينزل بهم من العذاب الأليم.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن مِثْلَ “وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ” ﴿غافر 30﴾  وقال الرجل المؤمن من آل فرعون لفرعون وملئه واعظًا ومحذرًا: إني أخاف عليكم إن قتلتم موسى، مثل يوم الأحزاب الذين تحزَّبوا على أنبيائهم. جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى عن مِثْلَ “وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ” ﴿غافر 30﴾ أي يوم حزب بعد حزب.

جاء في التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله تعالى عن مِثْلَ “مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ” ﴿غافر 31﴾ والدأب: العادة الدائمة المستمرة يقال: دأب فلان على كذا، إذا داوم عليه وجد فيه، ثم غلب استعماله في الحال والشأن والعادة. أى: أخاف عليكم أن يكون حالكم وشأنكم كحال قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم. كقوم لوط، فهؤلاء الأقوام كذبوا أنبياءهم فدمرهم الله تعالى تدميرا، فاحذروا أن تسيروا على نهجهم بأن تقصدوا موسى عليه السلام بالقتل أو الإيذاء، فينزل بكم العذاب مثل ما نزل بهم. وَمَا اللَّهُ تعالى يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ أى: فما أنزله سبحانه بهم من عذاب، إنما هو بسبب إصرارهم على شركهم. وعلى الإعراض عن دعوة أنبيائهم، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

جاء في موقع شفق نيوز عن برلماني يكشف آخر مستجدات قانون العفو العام: تمريره ضرورة لإنصاف المظلومين بتأريخ 2024-08-17: كشف عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى منصور المرعيد، يوم السبت، عن آخر مستجدات قانون العفو العام الذي أنهى البرلمان قرائته الأولى الأسبوع الماضي، ووصف تمريره بأنه ضرورة لإنصاف المظلومين. وقال المرعيد لوكالة شفق نيوز، إن “البرلمان أنهى الأسبوع الماضي القراءة الأولى لقانون العفو العام، والتعديل القانوني الآن في اللجنة القانونية للمناقشة مع الخبراء والفقهاء في القانون والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية”. وأضاف، أن “نواب نينوى ونواب القوى السنية يضغطون باتجاه دفع التعديل القانوني نحو القراءة الثانية والتصويت عليه”، مؤكدا أن “إقرار تعديل قانون العفو العام من شأنه إعادة المحاكمات للكثير من تعرض للظلم وصدرت ضده أحكاماً تعسفية لاسيما في الفترة ما بين 2017 – 2019، التي أعقبت عمليات تحرير المدن العراقية من التنظيم”. وأشار المرعيد إلى أن “هذه الفترة شهدت صدور الكثير من الأحكام التعسفية وغير المنصفة بحق المعتقلين بسبب انتزاع الاعترافات بالقوة والابتزاز خلال التحقيق والدعاوى الكيدية والمخبر السري والمساومات”، مشددا على ضرورة “إعادة هذه المحاكمات من أجل إنصاف المظلومين”. وطمأن المرعيد: أن “الإرهابيين لن يشملوا بالعفو ولا يمكن المطالبة بالعفو عنهم عن الجرائم التي ارتكبوها بحق آلاف العراقيين والمجتمع العراقي”. ولفت البرلماني عن نينوى إلى أن “خشية بعض الشركاء في العملية السياسية من قانون العفو ليست في محلها وغير مبررة، لأن القانون سيعيد المحاكمات ومن تثبت براءته يتم إطلاق سراحه ومن يثبت تورطه ينفذ فيه الحكم القضائي”. وتابع أنه “وجه رسالة للشركاء من القوى الشيعية لكي يطمئنوا أكثر في هذا الخصوص مفادها أن تكون إعادة المحاكمات في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، موضحا أن “القضاء العراقي لا يخضع للمساومات أو الضغوطات وهو قضاء عادل ومن المؤكد أنه سينصف المظلومين ويقتص من المجرمين”.

جاء في موقع براثا عن رئاسة الجمهورية تصادق على قانون العفو العام بسرعة فيما مئات من أحكام الإعدام “تغفو” في إدراجها للكاتب أياد الإمارة بتأريخ 2016-09-01: أعلنت عضو اللجنة القانونية البرلمانية زينب السهلاني، الخميس، عن مصادقة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على قانون العفو العام بكافة مواده وفقراته. بعد أيام قليلة من إصداره. وقالت السهلاني في تصريح صحفي،إن “مجلس النواب أرسل، خلال اليومين الماضيين قانون العفو العام إلى رئاسة الجمهورية للإطلاع على فقراته ومواده والمصادقة عليه لنشره في الجريدة الرسمية”. وأضافت أن “الرئيس معصوم صادق، اليوم، على قانون العفو العام بكافة مواده وسينشر في الجريدة الرسمية خلال اليومين المقبلين”. يذكر أن مئات من أحكام الإعدام  بحق مجرمين أرتكبوا جرائم بشعة بحق العراقيين، ما تزال تغفو في أدراج مكاتب الرئاسة بحجة تدقيقها قانونيا، وهو أمر ليس من صلاحية الدائرة القانونية في رئاسة الجمهورية، إذ أن الأحكام عادة ما تدقق وتميز في محكمة التمييز الاتحادية وهي أعلى جهة قرار في القضاء العراقي، ولا عبرة مطلقا  لتدقيقات رئاسة الجمهورية المزعومة، وهي تدقيقات لا تعدو إلا محاولات لتسويف تنفيذ العدالة. يشار الى ان قانون العفو العام يشمل إطلاق سراح كثير من مرتكبي جرائم القتل والفساد.