قريبًا.. خطة جديدة في بلجيكا لحظر التدخين في شرفات المطاعم والمقاهي!
من المحتمل أن يتغير مشهد التدخين في الأماكن العامة ببلجيكا بحلول عام 2025، حيث تلوح في الأفق إجراءات صارمة جديدة ضمن الاستراتيجية الفيدرالية الهادفة لجيل خالٍ من التبغ.
ويقترح وزير الصحة فرانك فاندنبروك توسيع نطاق الحظر ليشمل الشرفات المفتوحة في الحانات والمطاعم، ضمن توصيات حديثة من المفوضية الأوروبية.
توصيات أوروبية لبيئات خالية من التدخين
المفوضية الأوروبية أصدرت مؤخرًا توصيات جديدة تتعلق بمكافحة التدخين، والتي تشمل فكرة مثيرة للجدل بحظر التدخين في شرفات الحانات والمطاعم. وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من الاستراتيجية الفيدرالية للفترة 2022-2028، والتي شهدت بالفعل حظرًا للتدخين في الشرفات المغلقة بفضل قانون صدر في مارس 2024. ومع ذلك، الأماكن ذات التهوية الكافية أو التي تفتقر لإغلاق جهة واحدة كانت تستثنى من هذا الحظر، لكن التوصيات الجديدة قد تغير هذا الوضع.
دعوة لتوسيع نطاق الحظر
عضو البرلمان الفيدرالي جان لوك كروك (من حزب Les Engagés) يرى أن بلجيكا قد قطعت شوطًا في مكافحة التدخين، لكنه يدعو إلى تجاوز التمييز بين الشرفات “المغلقة” و”المفتوحة”. ويؤكد أن التدخين لا يزال سببًا رئيسيًا للإصابة بالسرطان، مشيرًا إلى ضرورة التوسع في الحظر ليشمل جميع المساحات العامة.
من جانبه، يرحب وزير الصحة فاندنبروك بالتوصيات الأوروبية الجديدة، موضحًا أن إدراج المساحات الخارجية كالشرفات ضمن الحظر يمثل خطوة هامة نحو تحقيق بيئات خالية من التدخين. وأضاف أن تلك التوصيات، إلى جانب النصائح الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، قد تساعد في تأمين أغلبية سياسية لدعم التوسع في هذا الحظر.
الشرفات والشواطئ في قلب النقاش
ضمن خطته لتوسيع الحظر، يركز فاندنبروك في الشرفات والشواطئ كأولوية، مشيرًا إلى أن التحليل الذي أجرته الحكومة الفيدرالية أظهر أهمية هذه الأماكن في خلق بيئات خالية من التدخين. ومع ذلك، هناك تحديات كبيرة تعيق تطبيق الحظر، مثل وجود غرف تدخين في بعض الأماكن والتي لم يتم إلغاؤها بسبب عدم التوافق السياسي.
مشاورات مع قطاع هوريكا
في ديسمبر الماضي، أجريت مشاورات بين الحكومة وممثلي قطاع (الهوريكا – المطاعم) حول حظر التدخين في الشرفات، وأظهرت هذه المشاورات معارضة كبيرة من قبل القطاع. ومع ذلك، يعبر جان لوك كروك عن دعمه للاستراتيجية الفيدرالية، داعيًا إلى إشراك جمعيات مكافحة السرطان في الحوار مع قطاع هوريكا للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
كروك يؤكد أن القضية لا تتعلق فقط بمصالح قطاع هوريكا الاقتصادية، بل بمستقبل الصحة العامة والجهود المبذولة للوقاية من السرطان. ويشير إلى أن هذه الخطوات، بجانب توفير الميزانيات المخصصة لعلاج السرطان، قد تسهم في خلق مجتمع صحي وأكثر أمانًا للأجيال القادمة.
الحوار السياسي الحاسم في 2025
من المقرر أن تشهد عام 2025 مناقشات سياسية مكثفة حول هذا الموضوع، حيث ستقوم الحكومة الفيدرالية بإعادة تقييم استراتيجيتها للتبغ. سيكون هذا الحوار الحاسم بين شركاء الحكومة الفيدرالية الجديدة، وقد يلعب الحزب الاشتراكي الفلمنكي دورًا رئيسيًا في دعم هذه التدابير.
هل ستتمكن بلجيكا من تحقيق رؤيتها لبيئة خالية تمامًا من التدخين؟ هذا ما سيكشف عنه الحوار السياسي القادم، والذي قد يحدد مستقبل التدخين في الأماكن العامة بالبلاد.