كلمات قرآنية لها علاقة بمشاة أربعين الحسين: تسقي، آثر (ح 11)
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن تسقي “قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ” ﴿البقرة 71﴾ تسقي فعل، قال لهم موسى: إن الله يقول: إنها بقرة غير مذللة للعمل في حراثة الأرض للزراعة، وغير معدة للسقي من الساقية، وخالية من العيوب جميعها، وليس فيها علامة من لون غير لون جلدها. قالوا: الآن جئت بحقيقة وصف البقرة، فاضطروا إلى ذبحها بعد طول المراوغة، وقد قاربوا ألا يفعلوا ذلك لعنادهم. وهكذا شددوا فشدَّد الله عليهم. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى عن تسقي “قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ” (البقرة 71) “قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول” غير مذللة بالعمل “تثير الأرض” تقلبها للزراعة والجملة صفة ذلول داخلة في النهي “ولا تسقي الحرث” الأرض المهيأة للزراعة “مسلمة” من العيوب وآثار العمل “لا شية” لون “فيها” غير لونها “قالوا الآن جئت بالحق” نطقت بالبيان التام فطلبوها فوجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مسكها ذهبا “فذبحوها وما كادوا يفعلون” لغلاء ثمنها وفي الحديث: (لو ذبحوا أي بقرة كانت لأجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم).
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن آثر “وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا” ﴿النازعات 38﴾ تفصيل حال الناس يومئذ في انقسامهم قسمين أقيم مقام الإجمال الذي هو جواب إذا المحذوف استغناء بالتفصيل عن الإجمال، والتقدير فإذا جاءت الطامة الكبرى انقسم الناس قسمين فأما من طغى إلخ. وقد قسم تعالى الناس في الآيات الثلاث إلى أهل الجحيم وأهل الجنة وقدم صفة أهل الجحيم لأن وجه الكلام إلى المشركين وعزف أهل الجحيم بما وصفهم به في قوله: “من طغى وآثر الحياة الدنيا” وقابل تعريفهم بتعريف أهل الجنة بقوله: “من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى” وسبيل ما وصف به الطائفتين على أي حال سبيل بيان الضابط. وإذ كانت الطائفتان متقابلتين بحسب حالهما كان ما بين لكل منهما من الوصف مقابلا لوصف الآخر فوصف أهل الجنة بالخوف من مقام ربهم والخوف تأثر الضعيف المقهور من القوي القاهر وخشوعه وخضوعه له يقتضي كون طغيان أهل الجحيم والطغيان التعدي عن الحد هو عدم تأثرهم من مقام ربهم بالاستكبار وخروجهم عن زي العبودية فلا يخشعون ولا يخضعون ولا يجرون على ما أراده منهم ولا يختارون ما اختاره لهم من السعادة الخالدة بل ما تهواه أنفسهم من زينة الحياة الدنيا. فمن لوازم طغيانهم اختيارهم الحياة الدنيا وهو الذي وصفهم به بعد وصفهم بالطغيان إذ قال: “وآثر الحياة الدنيا”. وإذ كان من لوازم الطغيان رفض الآخرة وإيثار الحياة الدنيا وهو اتباع النفس فيما تريده وطاعتها فيما تهواه ومخالفته تعالى فيما يريده كان لما يقابل الطغيان من الوصف وهو الخوف ما يقابل الإيثار واتباع هوى النفس وهو قريحة الردع عن الإخلاد إلى الأرض ونهى النفس عن اتباع الهوى وهو قوله في وصف أهل الجنة بعد وصفهم بالخوف: “ونهى النفس عن الهوى”.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز من قائل عن آثر “وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا” ﴿النازعات 38﴾ والآية الاُولى تشير إلى فساد عقائد الطغاة، لأنّ الطغيان ينشأ من الغرور، والغرور من نتائج عدم معرفة الباري جّل شأنه. وبمعرفة عظمة وجلال اللّه يتصاغر الإنسان و يتصاغر حتى يكاد لا يرى لنفسه أثراً، وعندها سوف لن تزل قدمه عن جادة العبودية الحقة، ما دام سلوكه يصب في رافد معرفة اللّه. والآية الثانية تشير إلى فسادهم العملي، لأنّ الطغيان يوقع الإنسان في شراك اللذائذ الوقتية الفانية ذروة الطموح ومنتهى الأمل، فينساق واهماً لأنّ يجعلها فوق كلّ شيء. والأمران في واقعهما كالعلة والمعلول، فالطغيان وفساد العقدة مفتاح فساد العمل وحبّ الدنيا المفرط، ولا يجران إلاّ إلى سوء عقبى الدار، نار جهنّم خالدين فيها أبداً. وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، أنّه قال: (ومَنْ طغى ضل على عمل بلا حجّة)، فالغرور يُرى صاحبه الهوى حقّ: على الرغم من عدم امتلاكه الدليل أو الحجّة، وبالرغم من مخالفة المنطق له.
عن موقع زيارة الأربعين: آداب الزيارة: صلاة المسافر: مسائل فقهية تخص صلاة المسافر منتخبة من موقع سماحة السيد السيستاني: (مسألة 103): يجب على المسافر أن يقصر الصلوات الرباعية (الظهر والعصر والعشاء) فتصبح ثنائية كصلاة الصبح تؤدى بركعتين وللتقصير شروط الأول: قصد قطع المسافة، ومقدارها (44 كيلومتراً تقريباً) ذهاباً وإياباً، أو ملفّقة من الذهاب والإياب. وتحتسب المسافة من الموضع الذي يعدّ الشخص بعد تجاوزه مسافراً عرفاً، وهو آخر المدينة غالباً. الثاني: استمرار القصد بعدم العدول عنه في الأثناء. الثالث: أن لا ينوي المسافر الإقامة عشرة أيّام في مكان ما أثناء المسافة، أو يمكث فيه متردّداً في الإقامة وعدمها ثلاثين يوماً، وأيضاً أن لا يمرّ بوطنه أو مقرّه في الأثناء، لأنّ المرور بالوطن والمقرّ والنزول فيهما يقطعان السفر. (مسألة 104): إذا تحقق السفر واجداً للشروط المتقدمة كان على المسافر أن يستمر في تقصير صلاته ما لم يتحقق منه احد الامور التالية: 1- المرور بالوطن أو المقرّ والنزول فيه. 2- قصد الإقامة في مكان معيّن عشرة أيّام. 3-البقاء في محلّ معيّن ثلاثين يوماً من دون قصد الإقامة فيه. فإنّه متى تحقّق أحد هذه الأمور تتبدّل وظيفته من القصر إلى التمام ما لم ينشئ سفراً جديداً. (مسألة 105):المقصود بالوطن والمقر أحد الأماكن الثلاثة: أ- المقرّ الأصلي الذي يُنسب إليه الشخص ويكون مسقط رأسه عادة. ب- المكان الذي اتّخذه مقرّاً ومسكناً له بحيث يريد أن يبقى فيه بقيّة عمره. ج- المكان الذي اتّخذه مقرّاً لفترة طويلة بحيث لا يصدق عليه أنّه مسافر فيه، كالذي يقيم في بلد آخر لغرض العمل والتجارة أو الدراسة أو نحوها مدّة سنتين فما زاد. (مسألة 106): من قصد الإقامة في مكان عشرة أيّام ثُمّ عدل عن قصده، فإن كان ذلك قبل أن يأتي بصلاة أدائيّة تماماً وجب عليه التقصير، وإن كان بعد الإتيان بها فحكمه التمام حتّى يخرج من ذلك المكان. (مسألة 107): من أتمّ صلاته في موضع يتعيّن فيه القصر ففيه صور أهمّها: 1- أن يكون ذلك جهلاً منه بأصل تشريع التقصير للمسافر، أو جهلاً بوجوبه عليه، وفي هذه الصورة تصّح صلاته. 2- أن يكون ذلك لجهله بالحكم في خصوص المورد، كما إذا جهل أنّ المسافة الملفّقة توجب القصر، وفي هذه الصورة تلزمه على الأحوط إعادة الصلاة، ولو لم يعلم بالحكم إلّا بعد مضيّ الوقت فلا قضاء عليه. 3-أن يكون ذلك لنسيانه سفره، أو نسيانه وجوب القصر على المسافر، وفي هذه الصورة تجب الإعادة في الوقت، ولا يجب القضاء إذا تذكّر بعد مضيّ الوقت. (مسألة 108): من قصّر في موضع يجب عليه التمام بطلت صلاته ولزمته الإعادة أو القضاء. نعم، إذا قصد المسافر الإقامة في مكان وقصّر في صلاته لجهله بأنّ حكمه التمام ثُمّ علم به فوجوب الإعادة عليه مبنيّ على الاحتياط اللزومي. (مسألة 109): إذا كان في أوّل الوقت حاضراً فأخّر صلاته حتّى سافر فالأحوط وجوباً أن يؤدّيها قصراً لا تماماً، وإذا كان أوّل الوقت مسافراً فأخّر صلاته حتّى أتى بلده أو قصد الإقامة في مكان عشرة أيّام فالأحوط وجوباً أن يؤدّيها تماماً لا قصراً. فالعبرة في التقصير والإتمام بوقت أداء الصلاة دون وقت وجوبها. (مسألة 110): يتخيّر المسافر بين القصر والتمام في مواضع أربعة: مكّة المعظّمة، والمدينة المنوّرة، والكوفة، وحرم الحسين عليه السلام فيما يحيط بقبره الشريف بمقدار خمسة وعشرين ذراعاً شرعيّاً من كلّ جانب.
عن موقع براثا من كرامات الحسين عليه السلام زيارة الأربعين و كرم العراقيين: لا نقاش في أن زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، هي من كرامات الحسين عليه السلام، بكل ما للكلمة من معنى، فهي أكبر وأضخم وأطول مسيرة في العالم، دون أن تدعو إليها أو تنظمها أو تمولها جهات حكومية أو دولية، وهي تتكرر كل عام، وفي ظروف أمنية واقتصادية وسياسية في غاية الحساسية يعيشها العراقيون. زيارة الأربعين ترافقها كرامة اخرى للإمام الحسين عليه السلام وهي الكرم العراقي، الكرم الذي فاق كل التصورات ببركة الحسين عليه السلام، حتى تحول هذا الكرم إلى مضرب للأمثال، ونسجت حوله القصص والحكايات، بعد أن رصدت الكاميرات هذه الحقيقة المذهلة إلى العالم أجمع. هناك دول تعيش في أمن وأمان وفي أوضاع اقتصادية ممتازة، إلا أنها ترتبك وتقع في أخطاء مميتة تؤدي بحياة المئات من الأبرياء، إذا ما وفد إليها مليونا زائر، بينما العراق المنكوب بـالجماعات التكفيرية والمؤامرات الإقليمية والدولية، فإنه يحتضن الملايين من الزوار، دون أن نشهد أي حادثة يمكن أن تعكر صفو زيارة الاربعين المليونية. من أجل أن نتعرف على بعض جوانب هاتين الكرامتين، زيارة الأربعين وكرم العراقيين، لابد أن نشير إلى بعض الأرقام الخاصة بزيارة الأربعين التي جرت في العام الماضي (2015): عدد زوار أربعين الإمام الحسين عليه السلام وصل إلى 25 مليون زائر، منهم 17 مليونا و500 ألف من داخل العراق و 7 ملايين و500 ألف من خارج العراق، وشكل الرجال 40 بالمائة و النساء 60 بالمائة من الزوار، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار هذا العام (2016) عدد زوار العام الماضي. في أربعينية العام الماضي، شكل الإيرانيون نسبة 60 بالمائة من عدد الزوار الأجانب، والسعوديون 17 بالمائة، واللبنانيون 7 بالمائة، والبحرينيون 4 بالمائة، والكويتيون 3 بالمائة، والباكستانيون 2 بالمائة، والقطريون 1 بالمائة، وباقي دول العالم ( 80 بلدا) 8 بالمائة. ولما كانت عملية استقبال هذه الأمواج الهادرة من الزوار على جوانب الطرق المؤدية من مختلف المحافظات العراقية والمعابر الحدودية والمطارات، إلى كربلاء المقدسة، تقع على عاتق الناس العاديين، فكان هناك 7137 موكبا، تقدم مختلف الخدمات من الطعام والشراب والمبيت والخدمات الطبية وباقي الخدمات الأخرى، بينها 7060 موكبا عراقيا، و 77 موكبا أجنبيا. 25 مليون زائر مشوا على مدى أيام من مختلف مناطق العراق الى كربلاء، ومن ثم عادوا الى بلدانهم ومدنهم وبلداتهم وقراهم، دون ان يحملوا معهم شيئا او يدفعوا فلسا واحدا في مقابل المأكل والمشرب والمبيت والخدمات، فكل ما كانوا يحتاجون اليه، كان يقدم اليهم بالمجان ودون اي مقابل، بل على العكس تماما، كان هناك من يُقبّل اقدام الزوار ويدلكها، في ظاهرة لم ولن يشهدها العالم اجمع، الا على طريق كربلاء وبين العراقيين. ظاهرة الكرم العراقي تتكثف اكثر لو علمنا ان كل ما احتاجه الـ25 مليون زائر، تم توفيره من قبل مواطنين عراقيين عاديين، من العمال والفلاحين والموظفين والكسبة والتجار، ولا تتدخل الحكومة العراقية في هذا الشان مطلقا، فحريا بالكرم الحاتمي، ان يذوب خجلا امام كرم العراقيين. في هذا العام (2016) يتوقع اغلب المراقبين أن يتجاوز عدد زوار الحسين عليه السلام الـ25 مليون زائر، بالاضافة الى تحسن واضح في الخدمات التي تقدمها المواكب المتراصة و المتلاصقة مع بعضها على جميع الطرق المؤدية الى كربلاء. زيارة الاربعين وكرم العراقيين، ومشهد الشباب والشيوخ، الذين يخدمون زوار الحسين عليه السلام بكل تفان واخلاص، والكتل البشرية المندفعة نحو كربلاء دون كلل او ملل، هي بعض كرامات الحسين عليه السلام.
عن قناة العالم كاميرا العالم ترصد تدفق حشود الزوار إلى كربلاء المقدسة: أشار مراسلنا إلى احتشاد جموع الزوار أمام مرقد أمير المؤمنين “عليه السلام” في النجف الأشرف من أجل تقديم العزاء والمواساة بذكرى أربعينية ولده الإمام الحسين عليه السلام، ومازالت مداخل مدينة النجف الاشرف ورغم اقتراب موعد الزيارة، تشهد تدفقاً كبيراً غير مسبوقا في أعداد الزوار. هذا ويواصل محبو أهل البيت عليهم السلام السير على الأقدام في مسيرة إحياء زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام، حيث يتواصل تدفق مئات آلاف الزوار من داخل العراق ومن المنافذ الحدودية مع ايران ودول اخرى متجهين الى مدينة كربلاء المقدسة.