د. فاضل حسن شريف
تتوفر المأكولات والمشروبات مجانا خلال طرق الزائرين بين المدن المؤدية الى كربلاء المقدسة وداخل المدن وقت الزيارة الأربعينية التي تدوم أيام قبل يوم العشرين من صفر. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل جلاله “وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” ﴿البقرة 60﴾ عدّ سبحانه وتعالى على بني إسرائيل نعمة أخرى إضافة إلى نعمة العلى الأولى فقال “وإذ استسقى موسى” أي: سأل موسى قومه ماء والسين سين الطلب وترك ذكر المسئول ذلك إذ كان فيما ذكر من الكلام دلالة على معنى ما ترك و كذلك قوله “فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت” لأن معناه فضربه فانفجرت فترك ذكر الخبر عن ضرب موسى الحجر لأن فيما أبقاه من الكلام دلالة على ما ألقاه و هذا كما يقال أمرت فلانا بالتجارة فاكتسب مالا أي فاتجر و اكتسب مالا و قوم موسى هم بنو إسرائيل و إنما استسقى لهم ربه الماء في الحال التي تاهوا فيها في التيه فشكوا إليه الظمأ فأوحى الله تعالى إليه “أن اضرب بعصاك” و هو عصاه المعروفة و كان من آس الجنة دفعها إليه شعيب و كان آدم حمله من الجنة معه إلى الأرض و كان طوله عشرة أذرع على طول موسى و له شعبتان تتقدان في الظلمة نورا و به ضرب البحر فانفلق و هو الذي صار ثعبانا و أما الحجر فاختلف فيه فقيل كان يقرع لهم حجرا من عرض الحجارة فينفجر عيونا لكل سبط عينا و كانوا اثني عشر سبطا ثم يسير كل عين في جدول إلى السبط الذي أمر بسقيهم عن وهب بن منبه و قيل كان حجرا بعينه خفيفا إذا رحلوا حمل في مخلاة فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه فانفجر منه الماء عن ابن عباس و هذا أولى لدلالة الألف و اللام للعهد عليه و قيل كانت حجرة فيها اثنتا عشرة حفرة و كان الحجر من الكذان و كان يخرج من كل حفرة عين ماء عذب فرات فيأخذونه فإذا فرغوا أراد موسى حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء و كان يسقي كل يوم ستمائة ألف عن أبي مسروق و روي أنه كان حجرا مربعا و روي أنه كان مثل شكل الرأس و كان موسى إذا ضربه بعصاه انفجرت منه في كل ناحية ثلاث عيون لكل سبط عين و كانوا لا يرتحلون مرحلة إلا وجدوا ذلك الحجر بالمكان الذي كان به منهم في المنزل الأول و قوله “فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا” لا ينافي قوله في سورة الأعراف فانبجست لأن الانبجاس هو الانفجار إلا أنه أقل و قيل أنه لا يمتنع أن يكون أول ما يضرب عليه العصا كان ينبجس ثم يكثر حتى يصير انفجار و قيل كان ينبجس عند الحاجة و ينفجر عند الحاجة و قيل كان ينبجس عند الحمل و ينفجر عند الوضع و قوله “قد علم كل أناس مشربهم” أي قد علم كل سبط و فريق منهم موضع شربهم و قوله “كلوا و اشربوا” أي و قلنا لهم كلوا و اشربوا و هذا كلام مبتدأ و قوله “من رزق الله” أي كلوا من النعم التي من الله بها عليكم من المن و السلوى و غير ذلك و اشربوا من الماء فهذا كله من رزق الله الذي يأتيكم بلا مشقة و لا مئونة و لا تبعة فإن الرزق ما للمرزوق أن ينتفع به و ليس لأحد منعه منه و قوله “و لا تعثوا” أي لا تسعوا في الأرض فسادا و إنما قال “لا تعثوا في الأرض مفسدين” و إن كان العثي لا يكون إلا فسادا لأنه يجوز أن يكون فعل ظاهره الفساد و باطنه المصلحة فبين أن فعلهم هو العيث الذي هو الفساد ظاهرا و باطنا و متى سئل فقيل كيف يجتمع ذاك الماء الكثير في ذلك الحجر الصغير و هل يمكن ذلك فالجواب أن ذلك من آيات الله الباهرة و الأعاجيب الظاهرة الدالة على أنها من فعل الله تعالى المنشىء للأشياء القادر على ما يشاء الذي تذل له الصعاب و يتسبب له الأسباب فلا بدع من كمال قدرته و جلال عزته أن يبدع خلق المياه الكثيرة ابتداء معجزة لموسى و نعمة عليه و على قومه و من استبعد ذلك من الملاحدة الذين ما قدروا الله حق قدره و لم يعرفوه حقيقة معرفته فالكلام عليهم إنما يكون في وجود الصانع و إثبات صفاته و اتساع مقدوراته و لا معنى للتشاغل بالكلام معهم في الفرع مع خلافهم في الأصل.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه عن كلوا واشربوا “كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” ﴿المرسلات 43﴾ صورته صورة الأمر والمراد الإباحة وقيل إنه أمر على الحقيقة وهو سبحانه يريد منهم الأكل والشرب في الجنة فإنهم إذا أعلموا ذلك ازداد سرورهم فلا يكون إرادته لذلك عبثا. قوله جل كرمه “كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ” (المرسلات 46) “كلوا” أي يقال لهم كلوا “وتمتعوا” في الدنيا “قليلا” أي تمتعا قليلا أو زمانا قليلا فإن الموت كائن لا محالة. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل كرمه “كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ” (المرسلات 46) الخطاب للمجرمين، والمراد به التهديد والوعيد، ومعناه تمتعوا في حطام الدنيا كما تشاؤن، فما هي إلا أيام قلائل، ثم تزول المتعة كما يزول السراب “إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ” وسنّة اللَّه في المجرمين ان يمهلهم قليلا ثم يذيقهم عذاب السعير.
جاء في موقع الزكية عن توصيات لزوّار الأربعين: معلومات عامّة عن مسيرة الأربعين: ماهي الأدوات (الاغراض) التي نحملها؟ 1. حاول ان تخفف من وزن الاغراض التي تحملها، لاداعي لاصطحاب الماء والطعام لأنه متوفر في المسيرة كلها. 2- إحمل معك اﻷدوية الضرورية التي تحتاجها لتكفي 2 او 3 أيام، مع العلم أنه توجد عيادات صغيرة ومخيمات علاجية متعددة على طول الطريق. 3- حمل حقيبة صغيرة توضع على الظهر ستكون أخف من حمل اﻷغراض في كيس باليد. 4- لأجل الوقاية من الاصابة بالزكام وامراض البرد، إستخدم ألبسة مناسبة: جواريب، قفازات، غترة أو قبعة، واقي للاذن، جاكيت شتوي وغيره 5- ليكن معك كريم (فازلين، نيفيا) للطفح الجلدي و حرقان الجلد (أبوزليقة، تصليخ) الذي ينشأ من الاحتكاك اثناء المشي الطويل، ويستحسن وضع الكريم قبل بدء المشي منعا لحدوث الحرقان، خصوصا لمن مبتلى بذلك كثيرا. 6- يستحسن أن يكون لديك بعض النواعي واللطميات وقرآن ودعاء وزيارات في الجيب ويستحسن ان تكون في الجوال أيضا، لاستماعها او قراءتها اثناء المشي 7- لاتلبس حذاء جديدا أو مغلقا فالأفضل أن تلبس حذاء مريحا ومفتوحا. 8- ليكن جواز السفر معك (مع الحرص الشديد عليه) وايضا فيزا الدخول للعراق وشاحن للجوال. 9- من لديه أطفال فليأخذ معه عربة لحملهم حين يتعبون ولحمل مستلزماتهم 10- إحمل معك مظلة مع إحتمال تساقط اﻷمطار. 11- حمل العصا يسهل المشي ويخفف التعب ولاسيما لكبار السن.
جاء في موقع الهدى عن موائد الطعام خلال زيارة الاربعين أصالة الضيافة والعلاقة الإيمانية بالنظافة و بقدسية كربلاء للكاتب نزار علي: يضيف المواطن (حيدر محمد) والذي يسكن في منطقة باب طويريج في مركز المدينة: ألاحظ خلال الزيارات التي تستقبلها كربلاء أن بعض أصحاب هذه المواكب يقوم بطبخ الطعام باستخدام الحطب على الشارع المعبد وهذا ما يتسبب بتصدعات وتآكل في الأسفلت الذي يذوب عند تعرضه للحرارة، وينتج حفر وتقعّر على أطراف الشوارع، ولذا نوصي الأخوة إعداد الطعام في مكان نظيف وبعيد عن الشارع، أو فرش طبقة من الرمل قبل وضع الحطب لكي لا يتوسخ الشارع ويبقى محافظاً على نظافته وصلابته. دور الحكومة: من الصحيح أن القضية تدور بمعظمها حول المواكب والهيئات، فهي التي تقيم الخيام وهي التي تنصب القدور الضخمة والكثيرة وهي التي تذبح وتنحر وتطبخ، لكن الصحيح أيضاً أن هنالك في كربلاء المقدسة حكومة محلية لها ميزانيتها، وهي لاشك تطالب بالكثير من وزارة المالية ومن الحكومة في بغداد برفدها بالمزيد من التخصيصات المالية لشؤون مختلفة منها الشأن البلدي وتحديداً قضية النظافة لاسيما في مواسم الزيارات الضخمة مثل هذه الزيارة المليونية، فأين هو دور الحكومة المحلية من هذه القضية؟ يقول نائب رئيس مجلس المحافظة نصيّف جاسم خلال مؤتمر صحفي عُقد في كربلاء” من الأمور التي يجب مراعاتها في الزيارة هي قضية النظافة، وقد أوصينا الأخوة أصحاب المواكب خلال لقائنا بهم على ضرورة التعاون مع الدوائر الخدمية ومنها كوادر التنظيف في عملية جمع الأوساخ والفضلات الناتجة عن إعداد الطعام أو ذبح المواشي وقد وفرنا عدداًَ كافياً من عمال التنظيف والحاويات والسيارات من أجل الحفاظ على جمالية المدينة وأداء الزيارة المباركة بالشكل المطلوب وما يليق وقدسية الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام.
جاء في موقع محافظة كربلاء عن مشاية الأربعين وطريق كربلاء: الناس أخذت من الأربعينية موعدا لزيارة يطلق عليها البعض (مَردْ الرأس) الذي اختلفت فيه الروايات عن مكانه ومدفنه. ويقول الباحث مرتضى الأوسي أنه في كل عام إعتاد الزائرون من مختلف مدن العراق بالمسير اعتباراً من العاشر من صفر وحسب بعد المدينة التي ينطلقون منها وكانوا في السابق قلة وليست كما هي الآن وكان أغلب الزائرين يأتون بواسطة الحافلات، إضافة إلى الزائرين الأجانب من بلدان الكويت والبحرين والسعودية وإيران والهند والباكستان، هذا التقليد يعكس اعتقادهم بوجوب مواساة أهل البيت من خلال المشاركة في الطقوس. لكن الباحث يقول، أن ظاهرة المسير على الأقدام (المشاية ) تقليد حديث العهد بدأ في أواخر الستينات فقد كانت بضعة مجاميع تتوجه إلى مدينة كربلاء قادمة من النجف سائرة على الأقدام من أجل تأدية زيارة أربعينية الإمام الحسين.عليه السلام واستمرت حتى عام 1975م وهو تاريخ منع المسير من قبل السلطة الحاكمة. ويمضي بقوله أنه قيل إن هذه الزيارة فيها ا منهم من يشارك على شكل موكب مكون من جوكات يرددون فيها ردّات حسينية يصاحبها اللّطم على الصدر، وأخرى زنجيل وغيرها من الممارسات.. وأكثرها وضوحا هي مواكب الاطعام التي تنتشر على طول الطريق وداخل مدينة كربلاء حيث يتبين الكرم العراقي الحسيني.