محاولة الربط بين أحداث تشرين وبين اللغط الدائر حاليا، حول تعديل قانون الأحوال الشخصية، تتنافى مع الواقع العملي على الأرض، أحداث تشرين ظاهرها جميل وانيق، الناس تطالب بحقوق تحسين الخدمات، وحق التوظيف والعمل، باطنها ابو ايفانكا قالها إلى رئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي لاتوقع اتفاق اقتصادي مع الصين، وانا حلاب العرب، عادل عبدالمهدي ذهب ووقع اتفاق مع الصين، ابو ايفانكا حرك عباد الله الصالحين البسطاء من أبناء شيعة العراق للخروج بمظاهرات ظاهرها المطالبة بالحقوق، والباطن تلقين عادل عبد المهدي درس قاسي، اندلعت الأحداث وبقيت ضمن مناطق الاكثريات الشيعية، لم يشارك شركاء الوطن بعمليات التظاهر ومنع الطلاب من الدراسة، واختصر الأمر على الشيعة وعلى إسقاط رئيس الوزراء الشيعي دون غيره، بل وأصبح الحلبوسي يزور المتظاهرين وحبيبهم بسبب تقواه وزهده من مغريات الحياة الدنيوية، لكن بعد حجب الثقة عن الحلبوسي تبين تضخم ثروته إلى مليارات، وسكن في بيت سعره في مئات ملايين الدولارات.
في أحداث تشرين التي حدثت تدخلت المرجعية الدينية في النجف، لم تدعم متظاهرين بعينهم، كانت مطالب المرجعية سابقا وحاليا، محصورة بشكل واضح في المطالبة في الإصلاح وتوفير الخدمات وتوفير وضع اقتصادي جيد للمواطنين، المرجعية لم تدعم ام اللول أو أم البيبسي الدليمية، بمرور الوقت اتخذ السيد مقتدى الصدر قرارا حاسما عندما تأكد بوجود أيدي من أبو ايفانكا تدعم مظاهرات تشرين، أمر اتباع التيار الصدري بالانسحاب، هنا انكشفت وجود القوى المدعومة من سفارات دول استعمارية معينة، قضى على تلك المؤامرة السيد أبو هاشم وسلمت يداه الكريمتان، انتهت تلك الصفحة التي تريد للعراقيين وبالذات الشيعة لهم الشر والخراب والدمار.
لايمكن تحميل السلطة العراقية الحالية أو السابقة منذ عام ٢٠٠٣ وليومنا هذا، ماحدث، بظل وجود قوات احتلال، وساحتنا العراقية ممتلئة في أنصار سفارات وأجهزة مخابرات دولية مسيطرة على أجواء وارض العراق.
يحاول بعض شياطين الإنس والجن، بكتاباتهم خداع القراء، من خلال مزج الحق بالباطل، والغاية تمرير هدف يؤمن به كاتب المقال،من خلال استغفال عقول القراء، عندما يساوي مابين المواجهات التي حدثت بين بعض أصحاب الأجندات والقوات الأمنية بصفحة تشرين وبين مظاهرات لم تحدث على أرض الواقع ترفض إقرار تعديل قانون الأحوال المدنية، هذا التعديل مدعوما من قبل وكلاء المرجعية الدينية، القوات الأمنية تم تجريدهم حتى من اسلحتهم بحقبة أحداث تشرين، حدثت عمليات قتل طالت ناس كثيرين ولنا بقضية إعدام شاب بساحة الوثبة أمام المتظاهرين اسمه ميثم البطاط بطريقة وحشية، أو قضية إلقاء القبض على جريح وهو بسيارة إسعاف وتم قتله بطريقة قذرة بشعة بعيدة كل البعد عن الانسانية، رحم الله من قتلوا، وتم إلقاء القبض على عناصر تورطوا بقتل هيثم البطاط احداهم سيدة جبورية سنية أشقاؤها أمراء بالقاعدة وداعش.
ساعد الله قوات الشرطة والجيش بتلك الحقبة، لكن تلك الصفحة تم تجاوزها، وانقلبت مخططات الأعداء عليهم، أما قضية تعديل قانون الأحوال الشخصية فهو مدعوم من المرجعية الدينية العليا، لذلك لاداعي لأصحاب الأنفس المريضة اتباع، الخداع والكذب لتظليل الرأي العام لتمرير مخطط هم يؤمنون بها، إن قضية مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية، يتم مناقشته في البرلمان والأمر متروك للنواب للتصويت على التعديل أو رفضه، ولايمكن التشابه بين أحداث تشرين مع اللغط الدائر حول قانون تعديل الأحوال الشخصية، بالتأكيد أي أحداث بخروج مظاهرات أو وقوع تفجيرات ارهابية، اكيد تقف خلف ذلك، أياد أجنبية وراء كل مشكلة تحدث بالعراق.
سبق إلى الخوارج الذين أجبروا الإمام علي ع على قبول التحكيم، وطالبوه بنقض الاتفاق والعودة لحرب معاوية، أيضا كان شعارهم جميل اسم شعارهم الحكم لله، شعار متظاهر بوقتنا الحالي يقول نريد وطن، لايعني أن مطلق شعار نريد وطن، أفعاله تنصب في مصلحة الوطن، رحم الله معروف الرصافي عندما قال لا يخدعنك شعار القوم بالوطن فالقوم بالسر غير القوم بالعلن.
الورقة عندما تسقط من الشجرة
لا تسقط فجأة بل تسقط لأن هناك. خلل في مكونات عناصر التربة
هناك نقص شديد أدى للسقوط
كذلك هو الإنسان، كل سقوط له جذور، مايعيشه العراق الحالي كان بسبب قيام بريطانيا وفرنسا رسم حدود العراق وبقية حدود الدول العربية الأخرى، ودمج مكونات وطوائف متعددة بدون تشريع دساتير حاكمة بل وتم تسليم الحكم إلى اقليات مذهبية وقومية لخلق صراعات داخلية لتبقى دولنا ومنها العراق بلدنا العظيم دولة فاشلة، يسهل السيطرة عليها من دول الاستعمار، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.