اخر الاخبار

لايمكن مقارنة اقتصاديات العرب مع الهنود، نعيم الهاشمي الخفاجي ‎

العرب جميعا من المحيط إلى الخليج، يغلب عليهم الكسل وعدم التفكير في تطوير اقتصادياتهم، وتوطين صناعاتهم المحلية، الفيلسوف الألماني نيتشه، صاحب الفلسفات الوجودية،  قسم الانسان إلى رجل خارق والذي يسموه اليوم في السوبر مان، الذي يملك العديد من الابتكارات، والذكاء والقوة في تحقيق كل شيء، لأجل سعادة نفسه، هذا السوبر مان، رجل يحتكم الى عواطفه، وغريزته، رغم أن العاطفة والغريزة بنظر الديانات السماوية أس بلاء الإنسان، وشقائه، لا يفكر بعقله، لايقلق لمستقبله البعيد  ولايحزن على ماضيه، يفكر بوضعه الآني، السوبر مان،  رجل محارب لا يتنازل عن حقوقه ببساطة، إنه رجل شرس لا يهمه معايير المجتمع وأخلاقيات الإنسان ومبادئ الحضارة ان اصبحت عائقًا في طريق تحقيق  أحلامه، رجل قوي يحقق سعادته الدنيوية، وحسب فلسفة نيتشه،  يوجد  الرجل الأخير، وهو نقيض السوبر مان الشرس والقوي، والذي يهمه سعادة حياته اليومية الآنية، الرجل الآخر كسول، كما نسميه في لهجتنا العربية العراقية في  تنبل خامل،  لا يملك قيم ومعاني للحياة، تنحصر اهتماماته في التكاثر أسوة بالحيوانات،  ومحصور همه في الاكل وإشباع غريزته الجنسية، والنوم والراحة، أشبه في مياه راكدة، لا يفكر أن يطور انماط معيشته.

 يعتبر التفكير في العمل وتطوير نفسه،  جنحة وذنب عظيم، هذا الانسان الآخر الخامل، التنبل، بسبب كسله وعجزه، تراه يرضى بالقليل، أشبه في حجر أو جثة هامدة لم ولن يفكر بتطوير نمط عيشه في الحياة.

الكثير من الكتاب والصحفيين العرب، يكتب مقالات ويقارن مابين تفكير الساسة العرب التنابلة والكسالى وعملاء الدول الاستعمارية وذيولها، وبين ساسة هنود ويابانيين أو مع ساسة مجموعة آسيان، والتي تضم عشر دول من دول جنوب شرق آسيا والتي اجتمع قادتها على عمل اتحاد سياسي واقتصادي يضم دول إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا.

ساسة هذه الدول عملوا لها رابطة تعمل على تطوير اقتصاديات تلك الدول.

لدينا أمثال شعبية عندما يحتار الإنسان يقول إلى أصحابه قابل انا هندي؟ بينما الجميع شاهد ذكاء العقل الهندي وابداعه، سواء كان هذا الهندي مسلم أو هندوسي أو سيخي.

الهند الحالية ورغم وصول حزب بهارات الهندوسي إلى السلطة، لكن تجد رئيس الوزراء الهندي مودي، شغل عقله واستفاد من صراعات دول الغرب والصين، وفتح الهند إلى استثمارات شركات الغرب الكبرى التي نقلت فروع شركاتها من الصين للهند، هذا العبقري الهندوسي مودي، سهل الإجراءات الحكومية،  بإستقبال الشركات الغربية الجديدة والطامحة في أحلام التطور الاقتصادي وأن تصبح هذه الشركات الحالمة من الشركات العملاقة والكبيرة على المستوى العالمي بالمستقبل القريب.

عمل رئيس وزراء الهند مودي على تطوير علاقاته مع دول الغرب، ومع دول بريكس، ومع دول رابطة آسيان، ومع الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص، ومع إيران وتركيا.

بل أصبحت الجاليات الهندية بدول الخليج تمثل اكثرية بالمجتمعات البدوية الخليجية، ولا نستبعد في يوم من الايام يصبح الهنود هم قادة وزعماء دول الخليج.

أصبح تطوير الاقتصاد مابين الهند ودول اسيان هدف رئيسي استراتيجي  لدى رئيس وزراء الهند المستر مودي.

مضى عقد من الزمان على تولي حزب بهارات السلطة بالهند، وشاهد جميع المراقبين أن سياسة الهند تسير نحو تطوير العلاقات والسير نحو الاتجاه شرقاً،  واعتبر رئيس وزراء الهند مودي وبالنسبة للهند، تعزيز العلاقات مع رابطة دول الآسيان،  في جنوب شرق آسيا، أمراً مهماً حيث تسعى الهند إلى تعزيز دورها العالمي في المنطقة.

العلاقات الهندية مع منظمة تجمع دول آسيان، بدأت منذ، أكثر من ثلاثة عقود،. وأصبحت الهند شريكاً رئيسياً،  لرابطة دول الآسيان في عام 1992

في عام 2017، دعا رئيس الوزراء مودي قادة جميع دول رابطة الآسيان العشر لحضور احتفالات يوم الجمهورية الهندية، يشمل إقامة عرضاً عسكرياً سنوياً يستعرض القوة العسكرية الهندية والتنوع الثقافي بالمجتمع الهندي، الحكومة الهندية توجه دعوات الى رؤساء وقادة دول لحضور الاحتفال،  وهذه الدول التي تمت دعوتها لحضور الاحتفال، لأن   الهند ترغب  في تعزيز علاقاتها بها بشكل أكبر وتعتبر تلك الدولة مهمة إلى  الدبلوماسية الهندية.

في زيارة رئيس الحكومة الفيتنامي إلى الهند الاخيرة،  عرضت عليه الحكومة الهندية،

تقديم خطوط ائتمان بقيمة 300 مليار دولار ، لبناء زوارق دورية وسفن خفر السواحل. كما اتفق البلدان على إعطاء أولوية للتعاون الصناعي في مجال الدفاع أولوية، الكرم الهندي بالعام الماضي، قامت الهند بإهداء فيتنام سفينة البحرية كيربان، وفي عام 2022 قامت الهند بتسليم 12 قارب حراسة عالي السرعة لفيتنام.

شعوب مثل الهند وفيتنام واليابان والصين دعموا الاقتصاد بالدرجة الأولى، وأصبحت الصين واليابان من الدول المهمة الاقتصادية، وهاهي الهند قد سلكت تطوير اقتصاديات بلدها، وأصبح شعار الهندي العمل من أجل تطوير الاقتصاد سواء كان القطاع الخاص أو القطاع الحكومي.

اقتصاديات دول الغرب مبنية على الضرائب، الموظف والعامل بسوق العمل يدفع عن كل أموال أجور كل ساعة عمل، ضريبة لدائرة مصلحة الضرائب بدولته، لذلك إذا تم تعطيل الدوام، هنا الدولة تخسر ضرائب أجور الساعات المتوقف أصحابها عن العمل، على عكس الموظفين والعمال بالدول العربية، حيث تعطيل أيام من العمل، لا يؤثر على اقتصاد الدول العربية، لأن الموظفين والعمال بالدول العربية لا يدفعون ضرائب عن أرباح ساعات عملهم، بل جلوس الموظفين في بيوتهم،  بالدول العربية مفيد للدول العربية، لأنهم لايدفعون ضرائب عن أجور ساعات عملهم، بل يقللون من نفقات الدول العربية بصرفيات شرب الشاي والقهوة والكهرباء …….الخ.

الموظف العربي وجوده بالبيت أفضل من وجوده بالعمل، يفترض يكون الدوام في الدوائر الحكومية بالدول العربية يوم واحد فقط، وبقية أيام الاسبوع جلوس في بيوتهم، العرب يعتمدون على عائدات البترول، لذلك ميزانياتهم ريعية.

الشعوب الحية تنهض من اللاشيء، لتصبح أغنى اقتصاديات دول العالم، ويعم مبدأ العدل والمساواة والعيش في رفاهية، وتكافل اجتماعي،  عندما يفقد أي مجتمع قيمة دعم العمل، يصبح بلد تغلب عليه الكسل والتنبلةوالعجز،  ينتج عن ذلك الفقر والعيش بنمط حياة بائس.

هناك الكثير من الكتاب والصحفيين العرب، يكذبون وينافقون، يطرحون في مقالاتهم مقارنات بين الساسة العرب وساسة الهنود، واليابانيين والصينيين والإيرانيين والأتراك بدعم الاقتصاد، رغم أن هؤلاء يعرفون أن ملوك ورؤساء العرب واجبهم ، صرف أموال البترول لشراء منتجات الشركات الغربية وإيداع باقي عائدات البترول بمصارف الغرب وأإلا يتم استبدال هؤلاء العملاء بعملاء جدد أكثر ولاء للدول الاستعمارية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

9/8/2024