عندما نقرأ كتب تتحدث عن قادة وزعماء نجحوا في قيادة شعوبهم بطريقة جيدة، يتخيل في ذهن القارئ والمستمع صورة هذا أو ذلك القائد المحترم، وعندما نقرأ كتب تتحدث عن قادة حمقى ومجانيين حكموا شعوبهم بالحديد والنار، تتخيل صور الملك البابلي العراقي الأحمق قمبيز، الذي اربك مملكة بابل بالحروب العبثية، والنتيجة القى عليه القبض اعدائه من الأكراد وقتلوه شر قتلة، قمبيز حقير ومجرم وجبان يشبه بشكل تام صدام جرذ العوجة وعارها، حيث عاصرنا حكمه، ونالنا من ظلمه جزء كبير، سجون واعتقالات وإعدامات وهروب من أرض الوطن، والعيش بالمنافي خارج العراق بشكل إجباري وقسري.
بدخول وسائل الاتصالات الحديثة، وتمكن الإنسان من حفظ الصورة والصوت، من خلال افلام فيديو، أو من خلال الصوت، مثل ماحدث بالقرن الماضي، عندما استطاع البشر، ابتكار أجهزة تسجيل الصوت، بعد اكتشاف الراديو، والذي فتح هذا الاكتشاف الطريق إلى التوسع في الاكتشاف في مجال الإتصالات الحديثة والتي وصلت إلى البث الفضائي والانترنت.
عندما نسمع صوت إلى الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم، رغم اني لم أكن مولود بحقبة حكمه للعراق، لكن يستذكر العراقيين حقبة زمنية منيرة، نقلتهم من مرحلة العبودية التي كان يمارسها عملاء الاستعمار من الإقطاعيين السفلة بتجبرهم على الطبقات الفلاحية والتي كانت تشكل نسبة ٩٠% من أبناء الشعب العراقي بذلك الوقت، عبدالكريم حرر الفلاحين وأصحاب البشرة السوداء من العبودية.
عندما نسمع مقاطع من صوت الشهيد الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم، نستذكر سيرة رجل صالح محترم.
وعندما نشاهد مقطع فيديو إلى صدام الجرذ نستذكر حقارة هذا الرجل الأحمق المجرم المتعصب مذهبيا وقوميا وإن كان ليس متدينا، لأن التعصب لدى الغير متدين يكون أخطر وأشد من تعصب المتدين، خاصة إذا نشأ في بيئة طائفية، ربما المتدين يمنعه دينه في بعض الأحيان من البطش بحق ضحاياه، كل ما أشاهد مقاطع فيديو لصدام الجرذ في اليوتوب أو منصة توك تاك، تعيد بي الذاكرة إلى حقبة إجرام صدام وحزبه البعث الفاشي صنيعة الماسونية، قوى الاستعمار ربت ميشال عفلق ليؤسس أقذر حزب فاشي، وهو البعث لقتل أبناء الشعوب العربية واضلال أبناء المسلمين من خلال العميل الماسوني ميشال عفلق الذي خان حتى الكنيسة المسيحية التي ينتمي إليها وخان الديه وأهله.
نشاهد مقاطع فيديو إلى صدام يتكلم عن الرجولة والشجاعه واذا به يهرب إلى حفرة جرذان بائسة، أحد رفاق الدرب فنان وأكاديمي عراقي، من قبيلة بني مالك، دائما ازوره ونتحدث في الأمور السياسية والأحداث التي جرت بالعراق تحت ظل نظام صدام المجرم، تطرق إلى قضية لحن الصوت، وأن سماع الصوت سواء كان إلى مطرب أو إلى خطيب رجل دين او إلى رئيس مجرم أورئيس صالح فإن سماع لحن الصوت هو استذكار حقبة تاريخية بكاملها.
عندما نسمع صوت أو نشاهد مقطع فيديو، هنا تبدر إلى الأذهان صور لهؤلاء الناس سواء كانوا قادة أو رجال دين أو مطربين أو منشدين دينيين نجحوا في كسب ود الناس، في مجال القصائد الحسينية يبقى الشيخ ياسين الرميثي وأن مات يبقى صوته جوهري بذاكرة العراقيين والشيعة عبر الأجيال، لحن صوت الشيخ ياسين رحمه الله حفر مكانه في الذاكرة وانتهى وسيبقى إلى الأجيال القادمة.
على مستوى الزعماء سواء ملوك أو رؤساء بالتأكيد يتم تصنيفهم إلى قادة جيدين وقادة سيئين، قادة يتخذهم الكثير من الناس قدوة حسنة، وقادة عدهم التأريخ نقطة سوداء وسقطوا في مزبلة التاريخ أمثال قمبيز وصدام الجرذ.
صدام الجرذ وحاشيته عبارة عن فضلات سامة تلوث كل ما يحيط بهم من البيئة المجتمعية.
دول الشرق الاوسط لاتحكمها دساتير ولا مؤسسات، لذلك يتم الاعتماد على أفكار الملك أو الرئيس أو الحاكم بكل المجالات السياسية والاقتصادية، إن كان الزعيم زمال مطي مثل صدام فتكون النتائج كارثية مدمرة، وإن كان الزعيم حكيم ويفهم ويعمل على دعم الاقتصاد، فتكون نهضة اقتصادية بسيطة، لأن هذه النهضة الاقتصادية تسير وفق رؤية الحاكم، إذا هلك وجاء بعده حاكم جديد ربما يحارب الصناعات المحلية.
في دول الغرب توجد مؤسسات بحثية تصدر مقترحات تعطى إلى الرئيس أو رئيس الحكومة صاحب السلطة التنفيذية على شكل نصائح لدعم الاقتصاد أو طرح رؤى السياسة الخارجية للبلد.
بدول الشرق الاوسط وبظل وجود رؤساء مجرمين أمثال صدام الجرذ، يكون من الصعب الابداع والازدهار، لان كل شيء ممنوع إلا وفق مايريده القايد الجرذ الهالك.
علماء الاجتماع السياسي أطلقوا عدة مصطلحات على القيادات الدكتاتورية في اسم مصطلح القيادة السامة، وتحدث علماء الاجتماع السياسي بهذا المجال كثيرا، وضربوا أمثلة كثيرة مثل هتلر وموسليني ووو……الخ من أسماء القادة المجرمين الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار.
نحن العرب الذين هربنا من بلداننا قبل عقود من الزمان وعشنا في المجتمعات الأوروبية الغربية، نستطيع نكتب وننتقد الأنظمة العربية الشمولية، ونطلق تسمية الكسيح على المجرم عدي، والجرذ على صدام الهالك، ولو كنا بالعراق تحت سلطة نظام البعث لما جرأنا أن نذكر اسم صدام الجرذ الهالك بدون السيد الرئيس حفظه الله ورعاه، في الدول الديمقراطية يستطيع الكتاب والصحفيين إطلاق مصطلح القيادة السامة على الحكام الظلمة، الكل شاهد ماحدث إلى الكاتب السعودي جمال خاشقجي لم يقف ضد النظام السعودي، كل ماهناك رفض العيش بالسعودية، النتيجة دخل قنصلية بلاده في تركيا وخرج منها على شكل أكياس لحمية معلبة.
في الختام الاستماع ومشاهدة مقاطع لخطب رؤساء وملوك وحكام ظالمين، هذه المقاطع الفيديوهات تمثل استذكار لحقبة زمنية ماضية سوداء،
في الختام كل خدش يتركه الزمن القاسي على أرواحنا هو شهادة على قدرتنا على التحمل والتجاوز لتلك الحقبة المظلمة، يبقى إجرام صدام الجرذ بحقنا بذاكرة كل الضحايا الشرفاء يلازمهم إلى الموت، نعم كل مقطع فيديو اشاهده إلى جرذ العوجة الهالك يذكرني في أول ٢٥ سنة من حياتي عشتها تحت سلطة أقذر نظام طائفي وشوفيني حكم العراق، سقوط قوافل الشهداء لا يثني المناضلين من مواصلة الطريق لإنارة الطريق للأجيال القادمة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
31/7/2024