اخر الاخبار

لماذا بدو الصحراء والجبل يكرهون بلاد فارس

 المعروف إن العراق وإيران  كان بلد واحد وشعب واحد وكان يطلق على إيران  والعراق بلاد فارس

 والعجيب  كان الرسول الكريم محمد ( ص )جدا معجب ببلاد فارس وأهلها أي بالعراق وإيران وأبناء العراق وإيران  لأنهم  أهل علم وحضارة  ومعرفة ونزعة إنسانية وأهل عقل وكان يقول دائما  لو كان العلم في الثرية  لناله  أهل فارس أي أهل العراق وإيران   كما كان يتنبأ  لدور أهل فارس أي أهل العراق وإيران  في نشر الإسلام وفي  حمايته والدفاع   خاصة وهو يرى خطر وضرر دخول  الكثير من هؤلاء الأعراب في الإسلام  على الإسلام والمسلمين     لا عن قناعة ولا عن فهم ومعرفة ولا عن إيمان  كما إنهم لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام  بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم  المتخلف القبلي الوحشي  لهذا وصفهم القرآن الكريم بأنهم  من أشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا  ووصفهم  بالفاسدين  المفسدين  وأطلق عليهم الرسول   اسم الفئة الباغية  والغريب بعد أكثر من 1400 سنة الكثير من هؤلاء الأعراب لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام  لا زالوا على قيم الجاهلية  البدوية والعادات القبلية حتى جعلوها جزء أساسي من الإسلام   رغم إن الإسلام يرفض كل قيم وعادات الجاهلية رفضا كاملا  وتاما

فالإسلام نزعته إنسانية حضارية   عقلانية فالناس  جميعا  أخوة كلكم من آدم وآدم من تراب  فكانت نواة الإسلام من الفقراء والعبيد  والمستضعفين  في الأرض ومن مختلف الأجناس  والألوان من سمية وزوجها وابنها عمار من ابي  ذر  الغفاري  من الإمام علي  من سلمان  الفارسي من صهيب الرومي من بلال الحبشي  فكل هؤلاء كانوا متساوون  لا فرق بين مسلم  ومسلم بين  إنسان  وإنسان إلا بالتقوى  إلا بالعمل الصالح المفيد للحياة والإنسان  لا أنساب بينكم  نسب المسلم هو إنسانيته  عمله  إسلامه هو تقواه  دعاهم الى سحق  وضع كل الأنساب تحت  أقدامهم وعدم ذكرها لأن ذكرها رجس من عمل الشيطان

 هذا هو الإسلام الذي جاء فيه الرسول  وهكذا فهموا الإسلام الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتخلقوا بأخلاقه وتطبعوا بطباعه

وبدا الصراع  بين الفئة الباغية الأعراب  الذين أنزلوا الإسلام الى مستواهم  وقيمهم الوحشية القبلية وبين الفئة الإسلامية التي ارتفعت الى مستوى الإسلام وتطبعت بطباعه وتخلقت بأخلاقه

    واستغل أعداء الإسلام وفي المقدمة الصهيونية  جهل ووحشية هؤلاء  الأعراب   وشكلوا منهم مجموعة معادية للإسلام   أطلق عليها الرسول الفئة الباغية وحذر المسلمين منها    فأعلنت الحرب على الرسول والمسلمين الذين مع الرسول وكان النصر في كل الحروب التي شنتها الفئة  الباغية  للرسول محمد  وأنصاره  فشعرت الصهيونية بالهزيمة لهذا غيرت من أسلوبها  حيث طلبت  من الأعراب عناصر الفئة الباغية الدخول في الإسلام   علنا والكيد له سرا وبهذه الطريقة حققت انتصار كبير على الإسلام والمسلمين حيث تمكنت من السيطرة على المسلمين وفرضت قيم الجاهلية  وأسست دولتها دولة آل سفيان وشنت حرب إبادة على الفئة الإسلامية وكل من يحب الرسول وأهل بيت الرسول  والأنصار الذين نصروا الرسول  ودافعوا  عنه وعن رسالته  وحموهما ولولا الأنصار  لما سمعنا اسم محمد ولا رسالته  حيث أبعدوا أهل بيت الرسول والأنصار ثم أعلنوا الحرب عليهم جميعا أبادوا الأنصار في   المدينة فذبحوا  الشيوخ والشباب والأطفال واغتصبوا النساء وذبحوهن ونهبوا الأموال  ولعنوا الرسول محمد ومن أحبه من على منابر الإسلام وغيروا اسم مدينة الرسول التي سماها طيبة الى اسم المدينة الخبيثة

  رغم كل تلك الحملات  التي شنتها دولة الفئة الباغية على المسلمين  على محبي الرسول وأهل بيت الرسول  استمر بلاد فارس أي العراق وإيران واليمن  متمسكين بالإسلام وقيمه الإنسانية الحضارية  فشكلوا محور ثلاثي للدفاع عن الإسلام عن رسالة الرسول عن قيم ومبادئ الإسلام الإنسانية الحضارية  فصنعوا حضارة إسلامية  وقيم إنسانية سامية   فخلقوا وطوروا اللغة الإسلامية  وعلم إسلامي وفكر إسلامي واجه الفئة الباغية المتوحشة  وهكذا استمر الصراع بين الفئة الإسلامية  بين محبي الرسول وأهل بيته  الذين سموهم الشيعة وبين الفئة الباغية أسيادهم آل صهيون   حتى عصرنا

فرأت الصهيونية إن  اسم الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان لم تعد صالحة للزمن فأسست الوهابية الوحشية ودولتها دولة آل سعود لتكون البديل   للفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان وفي نفس الوقت الامتداد الطبيعي لها  لأن  كل منها واحدة  هي  القضاء على الإسلام وذبح أي صحوة إسلامية جديدة واستمرار احتلال عقول المسلمين وفرض العبودية والجهل والظلام عليهم

 مهدي المولى     القسم الأول