المعروف إن العراق وإيران كان بلد واحد وشعب واحد وكان يطلق على إيران والعراق بلاد فارس
والعجيب كان الرسول الكريم محمد ( ص )جدا معجب ببلاد فارس وأهلها أي بالعراق وإيران وأبناء العراق وإيران لأنهم أهل علم وحضارة ومعرفة ونزعة إنسانية وأهل عقل وكان يقول دائما لو كان العلم في الثرية لناله أهل فارس أي أهل العراق وإيران كما كان يتنبأ لدور أهل فارس أي أهل العراق وإيران في نشر الإسلام وفي حمايته والدفاع خاصة وهو يرى خطر وضرر دخول الكثير من هؤلاء الأعراب في الإسلام على الإسلام والمسلمين لا عن قناعة ولا عن فهم ومعرفة ولا عن إيمان كما إنهم لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم المتخلف القبلي الوحشي لهذا وصفهم القرآن الكريم بأنهم من أشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا ووصفهم بالفاسدين المفسدين وأطلق عليهم الرسول اسم الفئة الباغية والغريب بعد أكثر من 1400 سنة الكثير من هؤلاء الأعراب لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام لا زالوا على قيم الجاهلية البدوية والعادات القبلية حتى جعلوها جزء أساسي من الإسلام رغم إن الإسلام يرفض كل قيم وعادات الجاهلية رفضا كاملا وتاما
فالإسلام نزعته إنسانية حضارية عقلانية فالناس جميعا أخوة كلكم من آدم وآدم من تراب فكانت نواة الإسلام من الفقراء والعبيد والمستضعفين في الأرض ومن مختلف الأجناس والألوان من سمية وزوجها وابنها عمار من ابي ذر الغفاري من الإمام علي من سلمان الفارسي من صهيب الرومي من بلال الحبشي فكل هؤلاء كانوا متساوون لا فرق بين مسلم ومسلم بين إنسان وإنسان إلا بالتقوى إلا بالعمل الصالح المفيد للحياة والإنسان لا أنساب بينكم نسب المسلم هو إنسانيته عمله إسلامه هو تقواه دعاهم الى سحق وضع كل الأنساب تحت أقدامهم وعدم ذكرها لأن ذكرها رجس من عمل الشيطان
هذا هو الإسلام الذي جاء فيه الرسول وهكذا فهموا الإسلام الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتخلقوا بأخلاقه وتطبعوا بطباعه
وبدا الصراع بين الفئة الباغية الأعراب الذين أنزلوا الإسلام الى مستواهم وقيمهم الوحشية القبلية وبين الفئة الإسلامية التي ارتفعت الى مستوى الإسلام وتطبعت بطباعه وتخلقت بأخلاقه
واستغل أعداء الإسلام وفي المقدمة الصهيونية جهل ووحشية هؤلاء الأعراب وشكلوا منهم مجموعة معادية للإسلام أطلق عليها الرسول الفئة الباغية وحذر المسلمين منها فأعلنت الحرب على الرسول والمسلمين الذين مع الرسول وكان النصر في كل الحروب التي شنتها الفئة الباغية للرسول محمد وأنصاره فشعرت الصهيونية بالهزيمة لهذا غيرت من أسلوبها حيث طلبت من الأعراب عناصر الفئة الباغية الدخول في الإسلام علنا والكيد له سرا وبهذه الطريقة حققت انتصار كبير على الإسلام والمسلمين حيث تمكنت من السيطرة على المسلمين وفرضت قيم الجاهلية وأسست دولتها دولة آل سفيان وشنت حرب إبادة على الفئة الإسلامية وكل من يحب الرسول وأهل بيت الرسول والأنصار الذين نصروا الرسول ودافعوا عنه وعن رسالته وحموهما ولولا الأنصار لما سمعنا اسم محمد ولا رسالته حيث أبعدوا أهل بيت الرسول والأنصار ثم أعلنوا الحرب عليهم جميعا أبادوا الأنصار في المدينة فذبحوا الشيوخ والشباب والأطفال واغتصبوا النساء وذبحوهن ونهبوا الأموال ولعنوا الرسول محمد ومن أحبه من على منابر الإسلام وغيروا اسم مدينة الرسول التي سماها طيبة الى اسم المدينة الخبيثة
رغم كل تلك الحملات التي شنتها دولة الفئة الباغية على المسلمين على محبي الرسول وأهل بيت الرسول استمر بلاد فارس أي العراق وإيران واليمن متمسكين بالإسلام وقيمه الإنسانية الحضارية فشكلوا محور ثلاثي للدفاع عن الإسلام عن رسالة الرسول عن قيم ومبادئ الإسلام الإنسانية الحضارية فصنعوا حضارة إسلامية وقيم إنسانية سامية فخلقوا وطوروا اللغة الإسلامية وعلم إسلامي وفكر إسلامي واجه الفئة الباغية المتوحشة وهكذا استمر الصراع بين الفئة الإسلامية بين محبي الرسول وأهل بيته الذين سموهم الشيعة وبين الفئة الباغية أسيادهم آل صهيون حتى عصرنا
فرأت الصهيونية إن اسم الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان لم تعد صالحة للزمن فأسست الوهابية الوحشية ودولتها دولة آل سعود لتكون البديل للفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان وفي نفس الوقت الامتداد الطبيعي لها لأن كل منها واحدة هي القضاء على الإسلام وذبح أي صحوة إسلامية جديدة واستمرار احتلال عقول المسلمين وفرض العبودية والجهل والظلام عليهم
مهدي المولى القسم الأول