بقلم : عبود مزهر الكرخي
يمر العالم الإسلامي والعربي بمحنة كبيرة وخطيرة وهي استفحال الغدة السرطانية الممثلة بالكيان الصHيوني وكونها قد استشرى خطرها على مستوى الوطن العربي بالذات وعلى عموم العالم الإسلامي، وهذا كله كان بدعم ومساندة من دول محور الشر المعروف لدى الجميع وهو أMريكا ودول الغرب معها، لتكشف عن الوجه القبيح لتلك الدول وأطماعها في المنطقة العربية، يساندها حثالة من حكام عرب رضوا أن يرتموا في أحضان الصHيونية والغرب الكافر، وهم يدعون أنهم مسلمين ويحجون إلى بيت الله الحرام ويؤدون فرائض الإسلام وهم بعيدون عن ذلك بل ديننا الحنيف ونبيه الكريم(صل الله عليه وآله) براء من تلك الشخوص العفنة والخائنة، وحتى من شعوب أولئك الشخوص الحكام الخانعة والذليلة، والتي ترضى باستباحة كل المقدسات الإسلامية، وقتل شعوب عربية ممثلة بفلسطين ولبنان وبدون أي وازع اخلاقي او إنساني، ليكونوا بالتالي هم شركاء في تلك المجازر المروعة التي تحدث في غزة وفلسطين ولبنان.
وجاءت الجريمة الكبرى في استشهاد سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله ومعه ثلة من المجاهدين ولتأتي الأخبار أنه كانت هناك(14)جهاز مخابرات مشترك في هذه جريمة الاغتيال وفي مقدمتها الموساد والشاباك و(CIA) ومعهم مخابرات عربية ممثلة بالسعودية ومصر والإمارات ومن لف لفهم، من أجل إسكات الأصوات الهادرة والمزمجرة من المقاومة لكل أشكال الظلم والباطل والطغيان ولكل أشكال التطبيع مع الكيان اللقيط والمزروع في قلب الأمة العربية من قبل دول محور الشر، لضمان بقاء ذلك الخنجر الدامي في قلب أمتنا العربية، وضمان مصالح الغرب الكافر في الهيمنة على منطقة الشرق ألأوسط وعلى الأمة العربية من أجل بقاء مصالحها الاستراتيجية في هذه المنطقة والتي تمثل في تعابير المخابرات الغربية وحتى السياسيين أنها تمثل المنطقة رقم(1)ولا يجوز الاقتراب أي طرف أخر منها لأنها منطقة سريعة الاشتعال.
وأن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، إلى قائمة طويلة من قيادات حزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني تمكنت إسرائيل بضربات دقيقة من القضاء عليهم خلال أسابيع، لم تكن تحدث لولا كان بتعاون مجرم وغادر من كل تلك الدول ومخابراتها.
هذه العمليات التي وصفها مراقبون بالنوعية وغير المسبوقة، أثارت تساؤلات كثيرة حول سر هذا النجاح السريع في الكشف عن أماكن تواجد هذه الشخصيات، والأسباب التي أدت إلى الانهيار السريع في منظومات القيادة، وهذه الاغتيالات السريعة لا بد من التوقف عندها، وأن تكون مراجعة أمنية ومخابراتية دقيقة لكل ما يجري، والقول والتبجح بأن حزب الله قادر على بناء نفسه من جديد والنهوض، بل يجب أن ان يكون هناك تمحيص واختبار قوي ومراجعة لكل ما جرى، لكشف كل نقاط الخلل والضعف في هذه الأحداث المتلاحقة التي جرت والتي تجري لحد الآن.
لأنه بعد تنفيذ الضربات الإسرائيلية، ألقى المجرم النتن ياهو، كلمة قال خلالها إن “المهمة لم تنته بعد وأمامنا أيام مليئة بالتحدي“.
أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فأشار إلى أن “كل الوسائل مطروحة على الطاولة” وأن “لدى إسرائيل الكثير من الوسائل والقدرات، بعضها لم يتم تفعيله بعد”، بحسب تعبيره، ليمثل ذلك قمة الغرور والزهو في ما تم من تنفيذه من جرائم واغتيالات يندى لها جبين الإنسانية وكانت مدعومة وبشكل كامل من قبل الأMريكان وكل دول الغرب.
وهنا لابد من الإشارة إلى أمور مهمة تم من خلالها ارتكاب تلك جرائم الاغتيال وهي :
الأمر الأول : إنه لا يمكن أن نتغافل عن قدرات وإمكانيات إسرائيل التقنية والتكنولوجية في مجال التجسس.
فإسرائيل ، لديها قدرات وتقنيات سرية عالية في هذا المجال، وتتحكم بالأقمار الصناعية للحصول على ما تحتاجه من معلومات. وأيضا إلى وجود تعاون أمني واستخباراتي كبير بين إسرائيل ومع محور الشر وكل دول العالم.
أن من لديه القدرة على الوصول لأجهزة “البيجر” واللاسلكي والتي نجم عن تفجيرها مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا وإصابة أكثر من 3000 آخرين، لديه القدرة أيضا على القيام بما هو أكبر.
الأمر الثاني : خرق داخلي لحزب الله ودعم خارجي لإسرائيل
ومن المعلوم أن تفوّق إسرائيل عسكريا وتكنولوجيا لم يكن السبب الوحيد الذي ساهم في إنجاح عملياتها الأخيرة، حيث الكثير من الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين يذكرون، إن حزب الله تعرض لخرق أمني بين صفوفه، وإن إسرائيل استفادت من “عملاء” يعيشون في مناطق تقيم فيها تلك القيادات للتجسس عليها والكشف عن أماكنها. بالخرق البشري هذا، كان أداة مهمة تضاف إلى التكنولوجيا المتطورة، والتي ساعدت إسرائيل على تحديد مواقع قيادات حزب الله واستهدافها بدقة عالية.
وأن الإعداد لعملية قتل نصرالله أخذ سنوات، وإسرائيل كانت تحاول اغتنام فرص عدة لتنفيذ هذه العملية منذ زمن بعيد. ويذكر أن “إسرائيل لم تكن تنجح في عملياتها الأخيرة بدون دعم أمني والحصول على معلومات استخبارية من دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي الدول”. كما ذكرنا.
ومن السخرية أنه نفت الولايات المتحدة مرارا علمها أو أي دور لها بمقتل نصرالله، هي أكبر مسرحية عنوانها الضحك على الذقون….
الأمر الثالث : أثبتت العمليات الأخيرة أن إيران والأطراف الإقليمية التي تدعمها لا تمتلك التكنولوجيا التي يمكن الاعتماد عليها لحماية منظومات “القيادة والسيطرة” من أي تهديدات مستقبلية.
هذه القدرات، بحسب ورأي المحللين السياسيين، لا تضاهي الإمكانات الإسرائيلية وأنظمة التجسس المتطورة التي تمتلكها. ولكن هذا لا يعني أن الطرف الآخر غير قادر على مواجهة التهديدات المستقبلية.
ولو توقفنا قليلاً نرى إن إسرائيل لديها أيضا نقاط ضعف كثيرة بدليل أنها وبعد مرور عام على الحرب في غزة لم تستطع، رغم القدرات العسكرية البارزة، الكشف عن أماكن تواجد الرهائن رغم صغر مساحة المنطقة.
ولهذا أن قيادات حماس عرفت نقاط الضعف وحاربت إسرائيل من خلال اعتماد أساليب قديمة لا تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، بل عادت إلى استخدام أنظمة تقليدية مثل الرسائل الورقية أو الشفهية في التواصل بدلا من الهواتف الذكية أو الخليوية.
طرق الاتصال هذه، وصفها احد الخبراء الأمنيين من لبنان، “بالعصور القديمة”، بدليل أن الرسائل التي تصل مثلا إلى القيادي في حماس، يحيى السنوار، والرد عليها تأخذ فترة أربعة أيام، وهي وسيلة اتصال يقول إنها “تذكرنا مثلا باستخدام الحمام الزاجل” في الماضي.
ولنا وقفة اخرى مع ما يجرى في لبنان وعموم المنطقة أن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.