المعروف إن بدو الصحراء الأعراب وبدو الجبل الأتراك والأكراد لا يلتقي بعضهم ببعض وأحدهم يكره الآخر واحدهم ينتقد الآخر ويتهمه بالجهل والوحشية ويراه سببا في تخلفه وتأخره والأكثر غرابة رغم إن وراء وجودهم وبقائهم في هذا الوجود هو الإسلام فلولا الإسلام لأزيلوا من الوجود حتى ولم يبق لهم أي ذكر لأنهم لا يملكون حضارة ولا معرفة ولا حتى لغة ولا يقرؤون ولا يكتبون لكن اعتناقهم للإسلام هو الذي منحهم قوة ولغة وحضارة ودولة وحتى احترام الشعوب الأخرى رغم إنهم أساءوا للإسلام وخدموا أعداء الإسلام والمسلمين
المعروف جيدا إن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وصف هؤلاء البدو أي الأعراب الأتراك الأكراد بأنهم أشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا ووصفهم بالفاسدين المفسدين كما سماهم الرسول بالفئة الباغية وحذر المسلمين المؤمنين الذي ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتطبعوا بطابعه وتخلقوا بأخلاقه من غدر وخيانة وفساد هؤلاء لكن الكثير من المسلمين المؤمنين لم يأخذوا تحذيرات الرسول الكريم محمد ص على محمل الجد لهذا تمكنت الصهيونية من استغلال جهلهم ووحشيتهم واستخدمتهم كطابور خامس للقضاء على الإسلام وذبح المسلمين من داخل الإسلام وباسم الإسلام
وهكذا غيروا وبدلوا في قيم الإسلام الإنسانية الحضارية حيث حولوه من دين رحمة للإنسانية كلها الى دين نقمة من دين علم الى دين جهل من دين حضارة الى دين وحشية من محب للحياة والإنسان الى دين مدمر للحياة وذابح للإنسان من دين نور وحق الى دين ظلام وباطل وقربوا حوله الجهلة والمتوحشين أعداء العلم والثقافة والعقل
وشنوا حملة إبادة ضد محبي الرسول وأهل بيته الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتطبعوا بطباعه وتخلقوا فكفروهم وحكموا عليهم بالخروج عن الدين واستخدموا كل وسائل القمع والاضطهاد الطعن في شرفهم في أصلهم في دينهم في أصلهم في عراقيتهم ولا تزال هذا الطعن مستمر من قبل بدو الصحراء وبدو الجبل حتى عصرنا
المعروف إن هذه الحملة بدأت في زمن الرسول وكان الرسول يشعر بألم ومعانات المسلمين المؤمنين الذي ارتفعوا الى مستوى الإسلام فكان ينظر الى سلمان المحمدي الفارسي والى عمار والمقداد وغيرهم ويطمئنهم ويقول لهم فالنصر والمستقبل والحياة لكم أي للإسلام والمسلمين وضرب على كتف سلمان المحمدي وقال له ستنطلق من بلاد فارس صحوة الإسلام المحمدي وكان يقصد أرض العراق وإيران لأن بلاد فارس كانت تطلق على العراق وإيران تنهي وتزيل هذه الأدران والشوائب وتنظف الإسلام منها وتبني إنسان مسلم إنساني حضاري محب للحياة والإنسان
وهذا دليل على أن الرسول محمد ص كان على يقين إن الإسلام جاء في زمن غير زمانه ومكان غير مكانه لكنه كان بذرة زرعها في ذلك المكان وذلك الزمن واستمرت تصارع الرياح والعواصف والهجمات الوحشية واستمرت في المقاومة والتحدي بفضل الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وفهموه الفهم الصحيح فوضعوها في أعينهم وفي وسط عقولهم من أجل لا تخمد شعلته ولا تنتكس رايته حيث بدأت بصرخة سمية ام عمار ضد طغيان قريش واستمرت تلك الصرخات الإنسانية حتى عصرنا فكانت صرخة ابي ذر الغفاري ضد الطاغية معاوية وصنيعته عثمان وصرخة الحسن بوجه طغيان بني أمية وأسيادهم بني صهيون وبدأت الصرخات تتعالى أكثر أكثر حتى عصرنا
فكانت صرخة الإمام الخميني الذي جمع كل صرخات الأحرار في كل زمان ومكان بصرخة واحدة فحررت العقول وطهرتها من أدران وشوائب الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان ومن امتدادها الوهابية الوحشية ودولتها دولة آل سفيان وكشفت حقيقة الفئة الباغية والوهابية وعرتهما أمام المسلمين والناس أجمعين
وبدأت الصحوة الإسلامية تسجل انتصارات باهرة ونجاحات عظيمة في كل المجالات فأسست الجمهورية الإسلامية في إيران وكانت أول جمهورية في تاريخ الإسلام بعد جمهورية العراق الإسلامية التي أسسها الإمام علي لكن تحالف وتعاون قوى الشر الصهيونية والفئة الباغية بدو الصحراء أي الأعراب أدت الى استشهاد الإمام علي واحتلال العراق والإطاحة بجمهورية الإسلام الاولى وبالتالي سيطرت أعداء الإسلام مجموعة المنافقين والفاسدين والمنحرفين الذين استخدمتهم الصهيونية كبقر حلوب لتغذيتها وكلاب حراسة لحماية مصالحها وتنفيذ مخططاتها في المنطقة
الغريب بعد بدء الصحوة الإسلامية التي تنبأ بها الرسول محمد والتي انطلقت في العراق وإيران او كما سماها الرسول بلاد فارس شعرت الصهيونية بالخطر المحدق بها وبمخططاتها لهذا رجعت الى أسلوبها في الاعتماد على بدو الصحراء الأعراب وبدو الجبل الأتراك والأكراد وشكلت منهم طابور خامس فأنشأت الدين الوهابي ودولته دولة آل سعود وأنشأت الدولة التركية ووعدت الأكراد بإنشاء دولة إسرائيل ثانية
حيث أنشأت المجموعات الإرهابية الوهابية في نفس الوقت أنشأت الحركات القومية
والغريب ان المجموعات التي هجمت على العراق والعراقيين في حكم الإمام علي هي نفسها تهجم على العراق وبنفس الشعارات وبنفس الأهداف في حكم الحشد الشعبي المقدس
ونعود الى السؤال ما الذي وحد بدو الجبل مع بدو الصحراء في هجماتهم الوحشية على العراق والعراقيين والتي بدأت منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد والتي لا تزال مستمرة يمكننا ان نوجزها كما يلي
أولا العراق بلد حضارة وعلم ومعرفة وذات نزعة إنسانية وبدو الصحراء او الجبل يرون في الحضارة والعلم والنزعة الإنسانية يشكل خطرا على وحشيتهم على جهلهم على نزعتهم القبلية الفردية لهذا قرروا القضاء على العراق والقضاء على حضارته وعلمه ونزعته الإنسانية
ثانيا رغم إن بدو الصحراء وبدو الجبل اعتنقوا الإسلام لكن الكثير منهم لم يرتفع الى مستوى الإسلام بل أنزل الإسلام الى مستواه وطبعوا الإسلام بطابعهم الوحشي الجاهلي الفردي المعادي للحياة والإنسان وفرضوا قيمهم وعاداتهم المنافية للإسلام وفرضوها على الإسلام وشنوا حرب إبادة على المسلمين الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتطبعوا بطباعه وتخلقوا بأخلاقه
ثالثا ان اليهود الصهاينة استغلوا جهل ووحشية بدو الصحراء وبدو الجبل وجعلوا منهم طابور خامس للقضاء على الإسلام وأهل الإسلام باسم الإسلام وتمكن الصهاينة اليهود من صنع الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان كما أسست الوهابية المتوحشة ودولتها دولة آل سعود وما تسمى بالحركات القومية وأمرتها بالقضاء على الصحوة الإسلامية
والدليل عندما قامت المقاومة الإسلامية بالرد على العدوان الإسرائيلي نرى جميع الحركات الوهابية والقومية وبدو الجبل وبدو الصحراء وقفت الى جانب إسرائيل ورمت كل الأغطية التي كانت تتغطى بها مثل الإسلام السنة القومية وأقرت بأنها عملاء وخدم لإسرائيل حرب لمن حاربها وسلم لمن سالمها
مهدي المولى