اخر الاخبار

مجلس عزاء بمناسبة استشهاد الامام زين العابدين عليه السلام بمدينة تورونتو الكندية (التحديات بعد واقعة كربلاء)‎

د. فاضل حسن شريف

مجلس عزاء بمناسبة استشهاد الامام علي زين العابدين عليه السلام السادس والعشرون من محرم الخميس في مسجد الإمام الحسين عليه السلام:

بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم فدعاء كميل والزيارة وكلمة قصيرة للدكتور فاضل حسن شريف عن الامام زين العابدين عليه السلام، فمجلس العزاء للخطيب الشيخ حسن العامري، فصلاة المغرب، ومأدبة العشاء تبرعا من مؤسس المسجد الحاج عطا علي وآخرين وجلسة شاي.

بعد أن نعى الخطيب الشيخ حسن العامري في بداية ونهاية الخطبة التي كان موضوعها (تحديات الامام زين العابدين عليه السلام بعد واقعة الطف) قال الشيخ العامري هنالك مجموعة من التحديات التي واجهها الامام زين العابدين عليه السلام بعد واقعة كربلاء احدها ان الصراع بين الامويين والهاشميين بحقيقته بين الباطل والحق، وبعد واقعة كربلاء افترقت الامة الى امتين امة الدين والايمان وامة الكفر. فعندما تسمع زهير بن القين بعندما استأذن الحسين عليه السلام. قال: يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب الله نذار إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الآن إخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنا أمة وكنتم أمة. واقر كلامه الامام الحسين عليه السلام واعتبرها نصيحة حيث قال له: لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه و أبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء و أبلغت لو نفع النصح و الإبلاغ. وأصبح الأمويون يتباركون في يوم عاشوراء ويعتبرونه نصر وفتح كما جاء في الزيارة (وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليهم). بينما قال الإمام الرضا عليه السلام (إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا).

قال الامام الحسين عليه السلام (يا أمة السوء بئسما خلفتم محمدا في عترته. ثم قال: أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبدا من عباد الله فتهابوا قتله. بل يهون عليكم ذلك، عند قتلكم إياي، وأيم الله، إني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون). فقد أصاب الامة الذل حيث أرسل يزيد بعد معركة كربلاء جيش الى المدينة فتل ما يزيد على 10 آلاف من المسلمين خلال ثلاثة أيام منهم 700 من الصحابة واغتصبت 11 ألف امرأة لم يفعلها أكبر الطواغيت في التأريخ. وحاليا اولاد القوم نفسهم يفعلون كما فعل اجدادهم. بعد أن استقر الحكم للامويين حصلت أمور أولها الماكنة الاعلامية شوهت صورة أهل البيت ولمعت صورة الامويين. في حين هؤلاء اسلموا بعد فتح مكة 8 للهجرة وتوفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 10 هجرية فاصبح بين ليلة وضحاها معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي، بينما علي عليه السلام يسب على المنابر كون المنبر كان الوسيلة الاعلامية الاهم في ذلك الوقت كما الانترنت في الوقت الحالي.

الأمر الثاني استخدام وسيلة الجوع حيث أخذت السلطة الاموية أغلب أملاك أهل البيت ومحبيهم، وكل من يذكر ويتعظ بأهل البيت يقطعون عنه العطاء والرزق. وقد قطعوا عن الشاعر الفرزدق العطاء لانه مدح أهل البيت. الأمر الثالث تغيير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والشريعة. روى الترمذي و البخاري عن أنس بن مالك قال: ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله قيل آلصلاة؟ قال أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها؟. وقال: سمعت الزهري يقول: (دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئاً ممّا أدركت إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت). يقول الحسن البصري: لو خرج عليكم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عرفوا منكم إلا قبلتكم. لذلك جابه الإمام زين العابدين عليه السلام الوضاعين الذين ظهروا في زمانه بكثرة حيث كانوا يضعون أحاديث مكذوبة تلائم هوى الحكام مثل حديث (تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع).

الأمر الرابع الطعن بأهل البيت فقد استخدموا المنبر كوسيلة اعلامية لاسقاطهم، وكان اتباع الامويين يستغربون عندما يسمعون أن علي عليه السلام يصلي بالمسلمين لاعتقادهم بأنه لا يصلي. فكانت مهمة الإمام علي زين العابدين عليه السلام مهمة صعبة وذلك باعادة أحكام الامة وقد نجح بذلك فحتى عدوهم يزيد شهد بذلك للامام زين العابدين عليه السلام اذ قال: إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا. وابيات الشاعر الفرزدق خير شاهد بكلمات معبرة عن الامام علي زين العابدين عليه السلام: َهذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ * هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ * وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهِ * عِنْدَ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا * إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَى كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ * أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ قِيلَ هُمُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ * بِجَدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللهِ قَدْ خُتِمُوا وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بِضَائِرِهِ * الْعُرْبُ تَعْرِفُ مَا أَنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ.

كلمة الدكتور فاضل حسن شريف بعنوان (بعض من محاورات الإمام السجاد عليه السلام مع الظالمين)

عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: كان عبد الملك يطوف بالبيت، وعليّ بن الحسين يطوف بين يديه ولا يلتفت إليه. كتب إليه عبد الملك يهدّده وأنّه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابه عليه السلام: (أمّا بعد فإن الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون. وقال جلّ ذكره: “إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ” (الحجّ 38). فانظر أيّنا أولى بهذه الآية).

وعن رسالة الإمام السجاد عليه السلام إلى محمّد بن مسلم الزهريّ‌ الذي كان يتملق للسلطة الأموية واعلم أن أدنى ما كتمت، وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهّلت له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دنوت، وإجابتك له حين دُعيت. فما أخوفني أن تبوء بإثمك غداً مع الخونة، وأن تُسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة) الى قوله عليه السلام (أوليس بدعائه إيّاك، حين دعاك، جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلّماً إلى ضلالتهم)، و (فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه: “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى‌ وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا” (الأعراف 169))، و ( يا بؤس من يموت وتبقى ذنوبه من بعده. إحذر فقد نُبِّئت).

وعن حوار الإمام عليه السلام مع عباد البصريّ: إنَّ القيادة الحاضرة المتصدّية لا تصلح للإمامة والقيادة، ولا يجوز الركون إليها، لقوله تعالى: “وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ” (هود 113). وكيف يصلح لإمامة المسلمين (رجل، فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمه، معلن الفسق).

قدم مضطهدون ومطاردون من قبل السلطة الى الامام علي زين العابدين عليه السلام يشكون الأمر فقال لهم (لقد كان من كان قبلكم، ممن هو على ما أنتم عليه يؤخذ، فتقطع يده ورجله ويصلب، ثمّ يتلو عليه السلام: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ” (البقرة 214)).