اخر الاخبار

مجلس عزاء بمناسبة استشهاد الرسول الأكرم بمدينة تورونتو الكندية (أهمية الصلاة على محمد وآل محمد)‎

د. فاضل حسن شريف

مجلس عزاء بمناسبة استشهاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي اقامه مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورونتو الكندية ليلة الجمعة 24 صفر:

قرأت آيات من القرآن الكريم ثم دعاء كميل ثم نعى الخطيب الشيخ حسن العامري في بداية ونهاية الخطبة التي كانت بعنوان (أهمية الصلاة على محمد وآل محمد) بعدها أذن لصلاة المغرب فمأدبة العشاء والحلويات والشاي تبرعا من مؤسس المسجد الحاج عطا علي.

بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” (الأحزاب 56) قال الخطيب الشيخ حسن العامري تعتبر هذه الآية واحدة من أهم الآيات القرآنية، ولو قورنت بالآية الكريمة “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (آل عمران 18) والتي يفضل أن تقرأ عقب كل صلاة وعند النوم. والفعل “شهد” في الزمن الماضي وفيها امكانية حصولها مرة واحدة، بينما “يصلون” في آية الصلاة على النبي وآله بالفعل المضارع المستمرة الى يوم القيامة، والمؤمنون هم الذين يصلون بينما في آية آل عمران أولوا العلم، والمؤمنون أشمل من أولي العلم.

ما معنى الصلاة على النبي وآله؟ يعني إنزال الرحمة على النبي وآله، وتفاسير أخرى انزال البركة أي جعل وجودهم مباركا الى يوم القيامة. ولكن مع الأسف البعض يريد اخفاء هذه الحقيقة ولن يتمكنوا من ذلك. فهذا الامام الحسين عليه السلام استشهد ومعه سبعون شخصا ولكن وهجه ساطع الى يومنا هذا ويحيه الملايين من الناس “وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ” (الشرح 4). صلاة الملائكة هو حمد الملائكة للنبي وآله أي يتحدثون عن فضائل أهل البيت في التحميد والتهليل، وهكذا صلاة المؤمنين دعاء (اللهم صلي وسلم وبارك وترحم وتحنن على محمد وآل محمد). وأكثر المستفيدين هم المؤمنون بشكل مباشر وغير مباشر من الدعاء “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” (الأنبياء 107). الفائدة المباشرة كما في رواية للامام الصادق عليه السلام (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة). ولوحسبنا ثوابها فتصبح بالآلالف. وقال الإمام الرضا عليه السلام (من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد النبي وذريته) قضى الله له مائة حاجة، سبعون في الدنيا وثلاثون في الآخرة).

عن الامام الصادق عليه السلام (من قال اللهم صل على محمد وآل محمد، أعطاه الله أجر اثنين وسبعين شهيدا، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). جاء في الحديث الشريف (رأيت في المنام عمي حمزة وابن عمي جعفرا جالسين وبين أيديهما طبق من نبق وهما يأكلان منه، فما لبثنا أن تحول رطبا فأكلا منه. ودنوت منهما فقلت: بأبي أنتما أي الأعمال وجدتما أفضل؟ قالا: فديناك بالآباء والأمهات وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك، وسقي الماء، وحب علي بن أبي طالب). ان سقي الماء له علاقة بأهل البيت عليهم السلام كما قال الإمام الصادق عليه السلام (من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا). قال الإمام الباقر عليه السلام (إن أول ما يبدأ به يوم القيامة صدقة الماء)، و (من سقى ظمآنا ماء سقاه الله من الرحيق المختوم).

والفائدة غير المباشرة عند الصلاة على محمد وآل محمد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أنقذ البشرية من الشرك والضلالة كما بينت ذلك سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ” (الأعراف 157). والفائدة غير المباشرة الأخرى هي الفائدة في الآخرة وهو مقام محمد وآل محمد “مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (الاسراء 79). جاء في دعاء يوم السبت (اللهم: وابعثه المقام المحمود، الذي وعدته في الموقف المشهود، تبيض به وجهه، ويغبط به الأولون والآخرون، مقاما تفلج به حجته، وتقيل به عثرته)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في دار الدنيا. قوله تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” (الأحزاب 56) التسليم هنا يختلف عن السلام “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا” (النور 27)، و “إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ” (الذاريات 25)، و “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” (الفرقان 63). التسليم بمعنى الطاعة والخضوع الى أوامر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. قال الله تعالى “إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” (البقرة 131)، و ” فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” (النساء 65) التسليم هو الانقياد الى أمر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

الآية القرآنية حكم سماوي واجب على كل مسلم أن يصلي على محمد وآل محمد كما في الصلاة الواجبة. والآيات القرآنية تشريعاتها مجملة يفصلها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فالصلاة والزكاة “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (النور 56) والصلاة على النبي جاء تفصيلها في الأحاديث النبوية وفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا” (الحشر 7). الصلاة على النبي وآله تم تفصيله فالمفسرين بشتى طوائفهم ذكروا الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. وقال الامام الشافعي: يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ * فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ * مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ. وقد روى السيوطي عن اربع عشر رواية بأسانيد مختلفة وكذلك البخاري الذي عاصر الأئمة الرضا والهادي والعسكري عليهم السلام الحديث الشريف (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتيراء، قالوا: وما الصلاة البتيراء يا رسول الله؟ قال: تقولون: اللهم صلّ على محمّد، وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد).

عند وفاته صلى الله عليه وآله وسلم قال (ايتوني بكتف أكتب لكم فيه كتابا لن تضلوا بعدي ولن تختلفوا بعدي) ولم يعطى له فقالوا: إنَّ رسول الله يهجر. وطلب صلى الله عليه وآله وسلم منهم الخروج ولعنهم، قال صلى الله عليه وآله وسلم (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة).