اخر الاخبار

د. فاضل حسن شريف
مجلس عزاء حسيني مساء الخامس من محرم الخميس في مسجد الإمام الحسين عليه السلام:
بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم من قبل بعض الحضور لمدة ساعة بأشراف السيد عبد السلام الموسوي، فمجلس العزاء للخطيب الشيخ حسن العامري، فترديد قصائد حسينية للسيد حيدر العوادي والزيارة، فصلاة المغرب، ومأدبة العشاء تبرعا من مؤسس المسجد الحاج عطا علي وجلسة شاي.
بعد أن نعى الخطيب الشيخ العامري في بداية ونهاية الخطبة ابتدأ الخطيب الشيخ العامري خطبته الارتجالية وكان موضوعها يدور حول ( صفات أصحاب الامامين الحسين والمهدي عليهما السلام) وقال ما هي صفات المؤمن حتى يكون أحد أصحاب الحسين أو أصحاب المهدي عليهما السلام. نحن نردد (يا ليتنا كنّا معكم فنفوزَ فوزاً عظيماً) و (اللهم اجعلنا من انصاره واعوانه). هناك مشتركات بين أصحاب الحسين والمهدي عليهما السلام. قال الامام الحسين عليه عند خروجه من مكة (من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح). الإمام الحسين عليه السلام يملك الآن في قلوب الناس الفتح العظيم (واَفْتَح لهُ فتحاً يٓسيراً). فتح الحسين عليه السلام هو مقدمة لفتح الامام الحجة عجل الله فرجه ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الأحزاب 23) أصحاب المهدي مصداق لهذه الآية المباركة.
حتى تكون من أصحاب الحسين و المهدي عليك تطبيق صفات الأصحاب أولها صفة الإيمان بالله تعالى بدرجاتها العليا. صفات شجرة الإيمان تتضمن الصدق والكرامة والاخلاق السامية. وأهم مقومات شجرة الايمان التعرف على الله ورسوله وآل بيته عليهم السلام ومنها معرفة الولاية “قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” (الانعام 162). قد شهد عدو الحسين عمرو بن الحجاج بقولـه لأصحابه عند المنازلة: إنكم تقاتلون أهل البصائر والمعرفة. البصيرة هي نتاج الإيمان. الامام الحجة وعد من الله تعالى “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا” (النور 55). يقول امير المؤمنين عليه السلام عن أهل طالقان: ويحا للطالقان, فإنه لله عز وجل بها كنوز ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته ينصرون الامام المهدي في آخر الزمان.
ومن الصفات التي عليك اتباعها لتكون من أصحاب الحسين عليه السلام هي صفة العبادة. يقول الامام الصادق عليه السلام عن أصحاب الامام المهدي (رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها). يقول أمير المؤمنين عليهم السلام (لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى)، و (أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتلونه ترتيلا يحزنون به أنفسهم، ويستشيرون به دواء دائهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت نفوسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليه مسامع قلوبهم). وجاء في دعاء العهد (فَاَخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً كَفَنى شاهِراً سَيْفي مُجَرِّداً قَناتي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي). المؤمن هو العابد لله “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ” (الفتح 29) الركوع والسجود اشارة الى العبادة “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” (الفرقان 63). صلاة الليل هي المنجية دنيا وآخرة.
صفة أصحاب الحسين عليه السلام الثالثة هي صفة الإخلاص لله تعالى. العمل مهم ولكن الإخلاص بالعمل هو الأهم. الكثير كانوا مع الحسين عليه السلام ولكن لم يشتركوا بالمعركة لعدم وجود الأخلاص في العمل. لما أعلم الحسين عليه السلام ممن كان معه بمقتل مسلم بن عقيل الكثير منهم ابتعدوا عنه وبقي القليل معه. أخلاص العمل ليس فقط في جبهات القتال وإنما كذلك في مجالات اخرى مثل حضورك المجالس الحسينية والمساجد هو نوع من الاخلاص. ومن مهام الآباء الأخلاص في تربية أبنائهم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ” (التحريم 6). وجهاد البيت لا يقل أهمية عن جهاد الحرب.
قال الامام الحسين عليه السلام عند وصوله كربلاء لأصحابه (وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتّى يُفرجَ الله فإنَّ القومَ إنما يطلبونني) ولكن اصحابه أجابوه بانهم لو يقتلوا ألف مرة لم يتخلوا عنه. وحتى النساء كما في حالة ام عمرو الأنصاري حيث إنّ الإمام الحسين عليه السلام قال: (إنّ هذا غلام قتل أبوه في المعركة، ولعلّ أمّه تكره ذلك). فقال الغلام: إنّ أمّي هي التي أمرتني. فأذن له فتقدّم إلى الحرب.