د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قال الله تعالى “حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ” ﴿الرحمن 72﴾ الخيام جمع خيمة وهي الفسطاط، وكونهن مقصورات في الخيام أنهن مصونات غير مبتذلات لا نصيب لغير أزواجهن فيهن. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قال الله تعالى “حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ” ﴿الرحمن 72﴾ قال صاحب مجمع البيان: أي محبوسات في الحجال، وهي قباب تضرب على النساء الملازمات للبيوت. وقال غيره: بل المراد الخيام بالذات، فإن لبعضها من الجمال والروعة ما ليس لكثير من البيوت. وهذا أقرب لظاهر اللفظ من الحجال.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: عن نعمته: قوله جل اسمه “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ” ﴿النحل 81﴾ ذكر نعمة (الظلال) و (أكنان الجبال) بعد ذكر نعمة (المسكن) و(الخيام) في الآية السابقة، للإِشارة إِلى: أنّ طوائف الناس لا تخرج عن إِحدى ثلاثة. واحدة تعيش في المدن والقرى وتستفيد من بناء البيوت لسكناها، وأُخرى تعيش الترحال والتنقل فتحمل معها الخيام، وثالثة أُولئك الذين يسافرون وليس معهم مستلزمات المأوى.
عن موقع الجزيرة تسبب إصابات ووفيات ارتفاع الحرارة يحوّل خيام نازحي غزة إلى أفران للكاتب ياسر البنا: مع انتهاء فصل الشتاء وبدء الربيع، تُحوّل أشعة الشمس الحارقة خيام النازحين إلى دفيئات تحتبس داخلها الحرارة، وتجعلها خلال ساعات النهار تشبه الأفران. ويخشى مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تأثيرات الحر الشديد داخل الخيام على صحتهم، ولذلك يغادرها الكثير منهم خلال النهار نظرا لعجزهم عن توفير الحلول اللازمة لتبريدها. وتجلب الحرارة مشكلة أخرى تتمثل في الذباب والحشرات التي تنتشر داخل الخيام بأعداد كبيرة، محوّلة حياة ساكنيها إلى جحيم. ويقول غنيم إن الذباب ينشط مع ارتفاع الحرارة خلال فترة الظهر وحتى غروب الشمس، ويضيف أنه مؤذٍ جدا لكنهم مضطرون للتعايش معه. وتقول احدى ربات البيوت: من الصبح لا أطيق نفسي ولا أولادي بسبب الشوب (الحر)، ولا يوجد لدي خُلق (مزاج) أتكلم مع أولادي، والله مش قادرين، لا توجد طاقة، أنا من القهر أصيّح (أبكي) دون سبب”. كما يزيد الذباب من معاناتها الكبيرة، إذ يحرمها من النوم حيث تصحو كل يوم بلسعاته، كما لا تستطيع أخذ قيلولتها ظهرا للسبب ذاته، وفق وصفها. وتخشى على أطفالها من لدغات الحر، وتوضح أنها تنظر إليهم وهم يتقلبون من شدته، وتشعر أنهم سينفجرون منه وأنها تخاف عليهم من الموت “لا قدر الله، لأنه لا يوجد أي أداة تبريد، لا مروحة ولا أي شيء”. وذكرت أن طفليها ظهر عليهما طفح جلدي واحمرار وحبوب صغيرة للغاية بسبب الحر الشديد، مما دفع والدهما لأخذهما للاستحمام بماء البحر، إذ يعتقد السكان أن ماؤه المالح يعالج الكثير من الأمراض الجلدية. في ظل خيمة جارتها، كانت تحتمي من شدة الحر والذباب بعد أن هربت من مسكنها المجاور الذي وصفته بالفُرن. وأوضحت للجزيرة نت أنها هاربة من الخيمة إلى هذا الجزء من الظل لأنها لا تستطيع البقاء في الخيمة، وأنها تبقى طوال النهار هاربة وترجع في الليل. وتسببت الظروف القاسية التي تعيشها النازحة من حي الشجاعية بمدينة غزة، منذ نحو 7 شهور، في تدهور حالتها النفسية، حيث تسبب ضغط الدم المرتفع الذي تعاني منه بأذى لعينها التي تؤلمها ولا تستجيب للعلاج، كما تقول. وانتقلت الحالة النفسية الصعبة لأفراد أسرتها، الذين أصبحوا عصبيين ولا يتحملون بعضهم بعضا. أن الحر الشديد داخل الخيام يتسبب في العديد من الإصابات والوفيات. أن المستشفيات تستقبل يوميا إصابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيام، إن أكثر المتضررين هم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومرضى السرطان وفقر الدم والأطفال وأصحاب الأمراض التنفسية. أن مشكلة ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيام متشعبة، حيث يرتبط بها انتشار الذباب والحشرات بشكل كبير جدا كونها تفضل البيئة الحارة، مما يتسبب في زيادة الأمراض، وقد يتسبب في انتشار الأوبئة خاصة مع الاكتظاظ السكاني الكبير داخل مراكز الإيواء. أن ارتفاع درجات الحرارة خطير وقد يسبب الموت. وأُنشئت الخيام خلال فصلي الخريف والشتاء الماضيين لتؤوي مئات الآلاف من النازحين الذين أجبرتهم إسرائيل على النزوح من منازلهم في شمالي القطاع، أو أولئك الذين هُدمت منازلهم. ولا تبدو في الأفق أي حلول لاستبدال الخيام بمساكن قادرة على حماية النازحين من ارتفاع درجات الحرارة.
وعن موقع وفا التركيب الأسري في فلسطين: الأسرة: هي فرد أو مجموعة أفراد تربطهم أو لا تربطهم صلة قرابة، ويقيمون في مسكن واحد، ويشتركون في المأكل أو في أي وجه متعلق بترتيبات المعيشة. ويصنف “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” الأسر في فلسطين، من حيث تركيبها الأسري إلى الأنواع الآتية: 1- أسرة من فرد واحد: وهي الأسرة التي تتكون من شخص واحد فقط. 2- أسرة نووية: وهي الأسر المعيشية التي تتكون كافةً من نواة أسرية واحدة، وتتشكل من أسرة مؤلفة من زوجين فقط أو من زوجين مع ابن أو ابنة (بالدم فقط وليس بالتبني) أو أكثر أو أب (رب الأسرة) لديه ابن أو ابنة أو أكثر أو أم (رب الأسرة) لديها ابن أو ابنة أو أكثر، مع عدم وجود أي شخص من الأقرباء الآخرين أو من غيرهم. 3- أسرة ممتدة: هي الأسر المكونة من أسرة نووية أو أكثر، مع وجود أفراد آخرين يعيشون معهم وتربطهم علاقة بتلك الأسرة. 4-أسرة مركبة: هي الأسرة المكونة من أسرة نووية أو أكثر مع وجود فرد أو أفراد يعيشون معها ولا تربطهم علاقة قرابة بهذه الأسرة. وحسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ومن خلال الجدول السابق، بلغ عدد الأسـر الخاصة الإجمالي في فلسطين 929,168 أسـرة، منها 594,458 أسرة في الضفة الغربية 334,710 أسر في قطاع غزة. تشير التقديرات المبنية على نتائج مسح القوى العاملة عام 2022 والتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 إلى انخفاض في متوسط حجم الأسرة في فلسطين مقارنة بعام 2007، حيث انخفض متوسط حجم الأسرة إلى 5.0 أفراد عام 2022 مقارنة بـ 5.8 فرداً عام 2007. من جانب آخر انخفض هذا المتوسط في الضفة الغربية إلى 4.7 فرداً عام 2022 مقارنة مع 5.5 فرداً عام 2007، وفي قطاع غزة انخفض متوسط حجم الأسرة إلى 5.6 فرداً في العام 2022 مقارنة مع 6.5 في العام 2007. ومن جانب آخر، توضح البيانات وجود تباين غير واسع في النسب لنوع الأسرة ذاتها ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ويمكن رد ذلك إلى عدة أسباب، أهمها: 1- البحث عن الخصوصية في الأسرة، مثل: انفصال الأزواج الشابة عن الأسرة الممتدة، لتحقيق النزعة الفردية للاستقلال الذاتي. 2- كبر حجم العائلة، وعدد أفراد الأسرة، وضيق المكان، ما يدفع الكثيرين إلى تكوين أسرة نووية خاصة. 3- اختلاف أنماط الحياة والتفكير والعادات والسلوكيات الشخصية بين أفراد الأسر الممتدة، ما يساهم في تكوين أسر نووية. أن انتشار الأسر النووية بشكل كبير في المجتمع الفلسطيني لا يعني أن الأسر الفلسطينية تفككت وتباعدت عن بعضها البعض، وما يفسر ذلك هو وجود هذه الأسر في بنايات سكنية متعددة الطوابق، أو في أحياء سكانية متقاربة، رغم وجود أسباب أخرى دفعت إلى هذا التقارب، ومنها: 1- أسباب تتعلق بالظروف السياسية والتاريخية والثقافية للمجتمعات، وخصوصاً المخيمات الفلسطينية. 2-أسباب اقتصادية تتعلق بالفقر والبطالة وتدني مستويات المعيشة، وعدم المقدرة على الحصول على مسكن خاص، نتيجة هذه الظروف، وخصوصاً للأزواج الشابة، وعدم توفر مشاريع سكن خاصة تفي باحتياجات السكان وعددهم بالشكل المناسب. 3- ارتفاع أسعار الأراضي، خاصة داخل المدن الفلسطينية.
عن الموسوعة الحرة نشأة غزة: في العهد الجديد: أعمال الرسل: في سفر أعمال الرسل، ذُكرت غزة على أنها تقع على الطريق الصحراوي من القدس إلى أثيوبيا. وقد شرح الإنجيل المسيحي لخصي إثيوبي على طول هذا الطريق بواسطة فيليب الإنجيلي، وتم تعميده في بعض المياه القريبة. الثقافة والادارة: طوال الفترة الرومانية، كانت غزة مدينة مزدهرة وتلقت المنح والاهتمام من العديد من الأباطرة. كانت تحكمها هيئة شيوخ متنوعة تضم 500 عضو. كانت دار سك النقود في غزة تطبع عملات معدنية مزينة بتماثيل نصفية للآلهة والأباطرة، بما في ذلك جورديان الثالث. أثناء زيارته في عام 130 م، افتتح الإمبراطور هادريان، الذي فضل غزة، شخصيًا مسابقات المصارعة والملاكمة والخطابة في ملعب غزة الجديد. كانت المدينة مزينة بالعديد من المعابد الوثنية، وكان أهمها عبادة مارناس. تم تخصيص معابد أخرى لزيوس وهيليوس وأفروديت وأبولو وأثينا وتيخا. مع قمع ثورة بار كوخبا (132-136 م)، تم بيع الأسرى كعبيد في غزة. حصلت غزة على وضع المستعمرة الرومانية في وقت ما بعد حكم جورديان الثالث، ربما تحت حكم فاليريان أو جالينوس. التنصير في فترة الانتقال الروماني البيزنطي المتأخر، غزة ومايوما: دأ انتشار المسيحية في غزة على يد فيليب العربي حوالي عام 250 م، أولاً في ميناء مايوما، ولكن لاحقًا في المدينة. واجهت الديانة عقبات أثناء انتشارها بين السكان الداخليين لأن العبادة الوثنية كانت قوية. في عام 299، استولى الرومان على عدد غير مؤكد من المسيحيين المحليين الذين تجمعوا في غزة لسماع قراءة الكتب المقدسة المسيحية ومثلوا بهم. كما تعرض مسيحيوها للقمع الشديد خلال اضطهاد دقلديانوس عام 303. كان أول أسقف لغزة هو فليمون، ويُعتقد أنه كان أحد التلاميذ السبعين، لكن أول رجل دين كان القديس سيلوانس الذي اعتُقل أثناء اضطهاد ماكسيمينوس دايا عام 310 مع حوالي 30 مسيحيًا آخرين وحُكم عليه بالإعدام. مع إعادة تنظيم المقاطعات الرومانية في عهد دقلديانوس، أصبحت غزة جزءًا من فلسطين بريما، إحدى المقاطعات الرومانية المتأخرة. لم يؤد الاعتراف الرسمي بالمسيحية من قبل قسطنطين الأول إلى زيادة التعاطف مع الدين في غزة. على الرغم من أن غزة كانت ممثلة بالأسقف أسكليبيوس في مجمع نيقية الأول عام 325، إلا أن الغالبية العظمى من سكانها استمروا في عبادة الآلهة الأصلية. ومع انهيار الإمبراطورية الرومانية في هذا الوقت، ظلت غزة غير متأثرة. في هذا الوقت، ورد أن سكان مايوما اعتنقوا المسيحية بأعداد كبيرة. قرر قسطنطين الثاني فصلها عن غزة الوثنية عام 331، مما منح مايوما حقوق المدينة وكرسيها الأسقفي الخاص المستقل عن أبرشية غزة. عكس جوليان هذه العملية خلال حكمه في النصف الأخير من القرن الرابع. على الرغم من أن مايوما كان لها أسقفها ورجال الدين وأراضيها الأبرشية، إلا أنها شاركت قضاتها وإدارتها مع غزة. بعد وفاة جوليان، استعادت مايوما استقلالها واشتدت المنافسة بينها وبين غزة.