د. فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” ﴿الحشر 9﴾ ثنى سبحانه بوصف الأنصار ومدحهم حتى طابت أنفسهم عن الفيء فقال “والذين تبوأوا الدار” يعني المدينة وهي دار الهجرة تبوأها الأنصار قبل المهاجرين وتقدير الآية والذين تبوأوا الدار من قبلهم “والإيمان” لأن الأنصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين وعطف الإيمان على الدار في الظاهر لا في المعنى لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ والتقدير وآثروا الإيمان وقيل “من قبلهم” أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم وقيل معناه قبل إيمان المهاجرين والمراد به أصحاب ليلة العقبة وهم سبعون رجلا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم على حرب الأبيض والأحمر “يحبون من هاجر إليهم” لأنهم أحسنوا إلى المهاجرين وأسكنوهم دورهم وأشركوهم في أموالهم “ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا” أي لا يجدون في قلوبهم حسدا وحزازة وغيظا مما أعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضير. “ويؤثرون على أنفسهم” أي ويؤثرون المهاجرين ويقدمونهم على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم “ولوكان بهم خصاصة” أي فقر وحاجة بين سبحانه أن إيثارهم لم يكن عن غنى عن المال ولكن كان عن حاجة فيكون ذلك أعظم لأجرهم وثوابهم عند الله ويروى أن أنس بن مالك كان يحلف بالله تعالى ما في الأنصار بخيل ويقرأ هذه الآية “ومن يوق شح نفسه” أي ومن يدفع عنه ويمنع عنه بخل نفسه “فأولئك هم المفلحون” أي المنجحون الفائزون بثواب الله ونعيم جنته وقيل من لم يأخذ شيئا نهاه الله عنه ولم يمنع شيئا أمره الله بأدائه فقد وقى شح نفسه عن ابن زيد وقيل شح النفس هو أخذ الحرام ومنع الزكاة عن سعيد بن جبير وفي الحديث لا يجتمع الشح والإيمان في قلب رجل مسلم ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم وقيل في موضع قوله “والذين تبوأوا الدار” قولان “أحدهما” أنه رفع على الابتداء وخبره “يحبون من هاجر إليهم” إلى آخره لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لم يقسم لهم شيئا من الفيء إلا لرجلين أو لثلاثة على اختلاف الرواية فيه “والآخر” أنه في موضع جر عطفا على الفقراء المهاجرين وعلى هذا فيكون قوله “يحبون من هاجر إليهم” وما بعده في موضع نصب على الحال.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قال الله عز من قائل عن الخوف “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلً” (النساء 83) تشير هذه الآية إلى حركة منحرفة أخرى من حركات المنافقين أو ضعاف الإيمان، تتمثل في سعيهم إلى تلقف أي نبأ عن انتصار المسلمين أو هزيمتهم، وبثّه بين الناس في كل مكان، دون التحقيق والتدقيق في أصل هذا النبأ أو التأكد من مصدره، وكان الكثير من هذه الأنباء لا يتعدى إشاعة عمد أعداء المسلمين إلى بثّها لتحقيق أهدافهم الدنيئة وليسيئوا إلى معنويات المسلمين ويضروا بهم، “وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ”. بينما كان من واجب هؤلاء أن يوصلوا هذه الأخبار إلى قادتهم كي يستفيدوا من معلومات هؤلاء القادة وفكرهم ولكي يتجنبوا دفع المسلمين إلى حالة من الغرور حيال انتصارات خيالية وهمية، أو إلى إضعاف معنوياتهم بإشاعة أنباء عن هزيمة لا حقيقة لها، “وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ”. (يستنبطونه) من مادة (نبط) التي تعني أوّل ما يستخرج من ماء البئر أو الينبوع، والاستنباط استخراج الحقيقة من الأدلة والشواهد والوثائق، سواء كانت العملية في الفقه أو الفلسفة أو السياسة أو سائر العلوم. “أُولِي الْأَمْرِ” في الآية هم المحيطون بالأمور القادرون على أن يوضحوا للناس ما كان حقيقيا منها وما كان إشاعة فارغة. وهم النّبي صلى الله عليه وآله وسلم وخلفاؤه من أئمّة أهل البيت عليهم السلام بالدّرجة الأولى. ويأتي من بعدهم العلماء المتخصصون في هذه المسائل. روي عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السلام في تفسير “أُولِي الْأَمْرِ” في هذه الآية قال: (هم الأئمّة) كما في تفسير نور الثقلين، وهناك روايات أخرى أيضا في هذا المجال بنفس المضمون. ولعل هناك من يعترض على هذه الرّوايات قائلا: إنّ الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام ليكونوا موجودين في زمن نزول هذه الآية، ولم يتعين أحد منهم في ذلك الوقت بمنصب الإمامة أو الولاية، فكيف يمكن القول بأنّهم هم المعنيون بهذه الآية؟ والجواب على هذا الاعتراض: هو أنّ هذه الآية مثل سائر الآيات القرآنية الاخرى لا تقتصر على زمن الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم فقط، بل تحمل حكما عاما يشمل كل الأزمنة والقرون التالية لمواجهة الإشاعات التي يبثّها الأعداء أو البسطاء من المسلمين بين الأمّة.
عن کتاب من هدى القرآن للسيد محمد تقي المدرسي: ولأن السماء (السقف المرفوع) هي رمز الأمن والسلام، فإن انشقاقها يؤذن بالأخطار والخوف، ولهذه الآية اتصال وثيق بالآية “يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ” (الرحمن 35) ذلك أن الغلاف الجوي أحد طبقات السماء هو الذي يمنع عنا النيازك والغازات الحارقة، ولو حدث لا سمح الله أن انشق فإن الأرض ستكون عرضة لتلك الأخطار، ويقول العلماء: لو فتحت ثغرة في الغلاف الواقي لنفترض مثلا بمساحة كيلو متر مربع واحد فإن الأرض تحته لا تصلح للحياة أبدا لما ينهال عليها من خلال تلك الثغرة من أشعة ضارة أو نيازك حارقة مدمرة. وهل لنا أن نفهم من هذه الحقيقة العلمية شيئا بسيطا عن طبيعة الحياة حينما تنفطر السماوات السبع وتستحيل لهبا ومهلا؟
من انواع الامن وعدم الخوف عدم حصول مجاعة كما قال الله تعالى ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ” (البقرة 126)، و”وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ” (ابراهيم 37). والأمن الغذائي من المصطلحات الحديثة. ومن صفات المؤمن الاكرام وخاصاة اكرام اللاجئين المحتاجين حيث قال الله عز وجل”كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ” (الفجر 17-18).
جاء عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية: تقرير يوم 26 نوفمبر 2023 عن غزة: النقاط الرئيسية: لا تزال الهدنة الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس، والتي دخلت حيز السريان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، صامدة إلى حد كبير لليوم الثالث على التوالي. وقد مكّنت هذه الهدنة الأمم المتحدة من توسيع نطاق إيصال المساعدات إلى غزة وفي شتّى أرجائها. في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، وصلت قوافل المعونات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة (فيما يلي: (الشمال)). ووزعت وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني 1,062 طنًا متريًا من الأطعمة الجاهزة للأكل على أربعة مراكز إيواء تابعة لوكالة الأونروا في مخيم جباليا، و185 طنًا متريًا من الخيام والبطانيات و890 طنًا متريًا من المياه المعبأة على مواقع مختلفة، فضلًا عن 164 طنًا متريًا من اللوازم الطبية للمستشفى الأهلي في مدينة غزة.
عن الموسوعة الحرة نشأة غزة: الانتداب البريطاني: بعد الحرب العالمية الأولى، منحت عصبة الأمم سلطة شبه استعمارية على الأراضي العثمانية السابقة لبريطانيا العظمى وفرنسا، وأصبحت غزة جزءًا من الانتداب البريطاني على فلسطين. خلال أعمال الشغب في فلسطين عام 1929، تم تدمير الحي اليهودي في غزة وفرت معظم العائلات اليهودية الخمسين في غزة من المدينة. في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، خضعت غزة لتوسع كبير، مع بناء أحياء جديدة، مثل الرمال والزيتون على طول الساحل، والسهول الجنوبية والشرقية. خضعت المناطق المتضررة في أعمال الشغب لإعادة الإعمار. جاء معظم التمويل لهذه التطورات من المنظمات الدولية والجماعات التبشيرية. مقبرة حرب غزة، واحدة من مقابر حرب الكومنولث العديدة في العالم، تحتوي على قبور جنود من الإمبراطورية البريطانية والكومنولث يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى. غالبية القبور (3082 من 3691) هي بريطانية، ولكن هناك أيضًا قبور 263 أستراليًا، و50 هنديًا، و23 نيوزيلنديًا، و23 كنديًا، و36 بولنديًا، و184 قبرًا تركيًا من العصر العثماني، بالإضافة إلى أعداد صغيرة من الجنود من جنوب إفريقيا واليونان ومصر وألمانيا وفرنسا ويوغوسلافيا. السيطرة المصرية: في ختام الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، كانت مصر تسيطر على غزة والمنطقة المحيطة بها، والتي أصبحت تسمى قطاع غزة. وقد زاد عدد سكان غزة المتزايد بسبب تدفق اللاجئين الفارين من المدن والبلدات والقرى القريبة التي استولت عليها إسرائيل. من عام 1948 حتى عام 1959، كانت غزة تحت ولاية حكومة عموم فلسطين اسميًا، وهي كيان أنشأته جامعة الدول العربية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، بزعم أنها حكومة فلسطين المحررة. ومع ذلك، كانت الحكومة غير فعالة ولم يكن لها تأثير يذكر على الأحداث في غزة وتم حلها من قبل القاهرة في عام 1959. تم كسر الاحتلال المصري لقطاع غزة لمدة أربعة أشهر خلال أزمة السويس عام 1956. عند انسحاب القوات الإسرائيلية، أصدر الرئيس المصري جمال عبد الناصر عدة إصلاحات في غزة، بما في ذلك توسيع الفرص التعليمية والخدمات المدنية، وتوفير السكن وإنشاء قوات الأمن المحلية. وكما هو الحال في مصر، تم تقليص النشاط السياسي في غزة بشدة، ولكن تم إنشاء الاتحاد الوطني العربي الذي ترعاه الحكومة بدلاً من حكومة عموم فلسطين التي ألغاها ناصر في عام 1959، مما أعطى مواطني المدينة صوتًا أكبر في السياسة الوطنية. في عام 1959، مع إلغاء حكومة عموم فلسطين، أصبحت غزة رسميًا جزءًا من الجمهورية العربية المتحدة، اتحاد سوريا ومصر، بموجب السياسة القومية العربية لناصر. ومع ذلك، في الواقع، كانت غزة تحت الحكم العسكري المصري المباشر، والذي استمر أيضًا بعد انسحاب سوريا من الجمهورية العربية المتحدة بعد فترة وجيزة. عندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964، أعلن ناصر رسميًا، ولكن ليس عمليًا، أنها ستتولى السلطة على غزة، وبعد عام، تم إقرار التجنيد الإجباري لجيش التحرير الفلسطيني.