اخر الاخبار

مفهوم الحنيفية العشرة‎

د. فاضل حسن شريف

جاء في بحار الأنوارللعلامة المجلسي: تفسير علي بن إبراهيم: “اتبع ملة إبراهيم حنيفا” (النحل 123) قال: هي الحنيفية العشرة التي جاء بها إبراهيم التي لم تنسخ إلى يوم القيامة. تفسير علي بن إبراهيم: ” إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ” (النحل 120) أي طاهرا “اجتباه” (النحل 120) أي اختاره “وهداه إلى صراط مستقيم” (النحل 120) قال: إلى الطريق الواضح، ثم قال لنبيه: “ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا” (النحل 123) وهي الحنيفية العشرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام خمسة في الرأس وخمسة في البدن، فالتي في الرأس: فطم الشعر (طم الشعر: جزه وقطعه) وأخذ الشارب، وإعفاء اللحى، والسواك، والخلال، وأما التي في البدن: فالغسل من الجنابة، والطهور بالماء، وتقليم الأظفار، وحلق الشعر من البدن، والختان، وهذه لم تنسخ إلى يوم القيامة.

جاء في تفسير البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم الحسيني البحراني: قوله تعالى: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ” (الأنعام 161) إلى قوله تعالى “وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” (الأنعام 165). علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ” (الأنعام 161) الحنيفية هي العشرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام. محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه ‌السلام، في قول الله عز و جل:”حَنِيفاً مُّسْلِماً” (آل عمران 67)، قال: (خالصا مخلصا، ليس فيه شيء من عبادة الأوثان). أحمد بن محمد بن خالد البرقي: عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه ‌السلام، في قول الله تعالى:” حَنِيفاً مُّسْلِماً ” (آل عمران 67)، قال: (خالصا مخلصا لا يشوبه شيء).

عن العياشي: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه ‌السلام: (ما أبقت الحنيفية شيئا، حتى أن منها قص الأظفار، و أخذ الشارب، و الختان). عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي عليه ‌السلام، قال: (ما من أحد من هذه الأمة يدين بدين إبراهيم عليه ‌السلام غيرنا و شيعتنا). عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: (إن الله عز و جل بعث خليله بالحنيفية، و أمره بأخذ الشارب، و قص الأظفار، و نتف الإبط، و حلق العانة، و الختان). عن عمر بن أبي ميثم، قال: سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول: (ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا، و سائر الناس منها براء).  و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ” (الأنعام 162-163) ثم قال: “قُلْ” لهم يا محمد: “أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” (الأنعام 164) أي لا تحمل آثمة إثم اخرى.

وعن ابن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي و أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمد السناني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و عبد الله بن محمد الصائغ و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم، قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال فيما وصف له من شرائع الدين: (إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، و لا يكلفها فوق طاقتها، و أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين، و الله خالق كل شيء، و لا نقول بالجبر و لا بالتفويض، و لا يأخذ الله عز و جل البريء بالسقيم، و لا يعذب الله عز و جل الأبناء بذنوب الآباء فإنه قال في محكم كتابه: “وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” (فاطر 18) و قال عز و جل: و لله عز و جل أن يعفو و أن يتفضل، و ليس له تعالى أن يظلم، و لا يفرض الله تعالى على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم و يضلهم، و لا يختار لرسالته، و لا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به و يعبد الشيطان دونه، و لا يتخذ على عباده إلا معصوما).