د. فاضل حسن شريف
تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ” فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ” وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة 185) تلك الأيام “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر منه “هدى” حال هاديا من الضلالة “للناس وبينات” آيات واضحات “من الهدى” بما يهدي إلى الحق من الأحكام “و” من “الفرقان” مما يفرق بين الحق والباطل، “فمن شهد” حضر “منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” تقدم مثله وكرر لئلا يتوهم نسخه بتعميم من شهد، “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر ولكون ذلك في معنى العلة أيضا للأمر بالصوم عطف عليه، “ولتكملوا” بالتخفيف والتشديد “العدة” أي عدة صوم رمضان، “ولتكبروا الله” عند إكمالها “على ما هداكم” أرشدكم لمعالم دينه، “ولعلكم تشكرون” الله على ذلك.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” ﴿يس 39﴾ “والقمر قدرناه منازل” وهي ثمانية وعشرون منزلا، ينزل كل يوم وليلة منزلة منها، لا يختلف حاله في ذلك إلى أن يقطع الفلك. “حتى عاد كالعرجون القديم” أي: عاد في آخر الشهر دقيقا كالعذق اليابس العتيق، ثم يخفى يومين آخر الشهر، وإنما شبهه سبحانه بالعذق، لأنه إذا مضت عليه الأيام جف وتقوس، فيكون أشبه الأشياء بالهلال. وقيل: إن العذق يصير كذلك في كل ستة أشهر.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة 185) قوله تعالى: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه”، الشهادة هي الحضور مع تحمل العلم من جهته، وشهادة الشهر إنما هو ببلوغه والعلم به، ويكون بالبعض كما يكون بالكل. وأما كون المراد بشهود الشهر رؤية هلاله وكون الانسان بالحضر مقابل السفر فلا دليل عليه إلا من طريق الملازمة في بعض الاوقات بحسب القرائن، ولا قرينة في الآية.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” ﴿البقرة 189﴾ هذا التقويم الطبيعي ميسور لجميع البشر متعلّمهم وأمّيّهم، في جميع بقاع الأرض، وبموجبه يمكن تعيين أوّل الشهر ووسطه وآخره، بل كلّ يوم من أيّامه بدقّة. وواضح أنّ نظام الحياة الإجتماعية يحتاج إلى تقويم، أيْ إلى وسيلة تعيّن التاريخ الدقيق، ومن هنا وضع الله سبحانه هذا التقويم الطبيعي للناس في كلِّ زمان ومكان. من امتيازات قوانين الإسلام أنّ أحكامه قائمة عادةً على المقاييس الطبيعية لأنّ هذه المقاييس متوفّرة لدى جميع الناس، ولا يؤثّر عليها مرور الزمان شيئاً. أمّا المقاييس غير الطبيعية فليست في متناول يد الجميع ولم يستطع جميع البشر حتّى في زماننا هذا أن يستفيدوا من مقاييس عالمية موحّدة. لذلك نرى أنّ المقياس في الأحكام الإسلامية يقوم في الأطوال على أساس الشبر والخطوة والذراع والقامة، وفي الزمان على غروب الشمس وطلوع الفجر وزوال الشمس ورؤية الهلال. وهنا يتّضح امتياز الأشهر القمريّة عن الشمسيّة، فبالرغم من أنّ كلاً منهما يترتّب على حركات الكواكب السماويّة، ولكنّ الأشهر القمريّة قابلة للمشاهدة من الجميع، في حين أنّ الأشهر الشمسيّة لا يمكن تشخيصها إلاّ بواسطة المنجميّن وبالوسائل الخاصّة لديهم، فيعرفون مثلاً أنّ الشمس في هذا الشهر سوف تقع في مقابل أيّ صورة فلكيّة وأيّ برج سماوي. وهنا يُطرح هذا السؤال: هل أنّ الأشخاص الّذين سألوا عن الأهلّة كان هدفهم هو الاستفسار عن فائدة هذه التغيّرات، أو السؤال عن كيفيّة ظهور الهلال وتكامله إلى مرحلة البدر الكامل؟ ذهب بعض المفسّرين إلى الإحتمال الأوّل، والبعض الآخر ذهب إلى الثاني وأضاف: بما أنّ السؤال عن الأسباب وعلل التغييرات ليست ذات فائدة لهم ولعلّ فهم الجواب أيضاً سيكون عسيراً على أذهانهم، فلهذا بيّن القرآن النتائج المترتبّة على تغييرات الهلال لكي يتعلّم الناس أن يتوجّهوا دوماً صوب النتائج. ثمّ أنّ القرآن أشار في ذيل هذه الآية وبمناسبة الحديث عن الحجّ وتعيين موسمه بواسطة الهلال الّذي ورد في أوّل الآية إلى إحدى عادات الجاهليّين الخرافيّة في مورد الحجّ ونهت الآية الناس عن ذلك، حيث تقول: “ولَيسَ البرُّ بأنْ تُؤْتوا البُيوتَ مِنْ ظُهورها ولكنَّ البِرَّ مَنِ اتّقى وأتوا البُيوتَ مِن أبْوابِها واتّقُوا الله لَعلّكُمْ تُفْلِحوُن” ﴿البقرة 189﴾.
قال السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: قوله سبحانه في الآية الثانية: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” (البقرة 185). فإن شهادة الشهر إن أريد بها وجود الإنسان في الشهر وإدراكه له، كان الصدر مطلقاً، والذيل مقيداً له، كما في الآية الأولى “أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة 184). وإن أريد بها حضور الإنسان بلده في الشهر كما يظهر من النصوص والمفسرين كان الصدر مختصاً بالحاضر، وتكون مقتضى المقابلة بينه وبين الذيل التقسيم واختلاف التكليف تبعاً له، فيرجع للأول.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع براثا عن ملاحظات مهمة في رؤية الهلال للكاتب خضير العواد: بعد هذا التنسيق ما بين نصائح الفلكيين و المهتمين بمشاهدة الهلال سوف تسهل عملية رؤية الهلال كثيراً ومن ثم يتوحد الرأي في تحديد اليوم الأول من الشهر، العامل الثاني وهو أراء الفقهاء من ناحية المباني الفقهية التي يعتمدون عليها في حجية الرؤية في منطقة معينة للمنطقة الأخرى (كوحدة الأفق أو حجية الشرق على الغرب أو تعدد الأفاق)، وهذه النقطة مهمة جداً وقد بيناها أعلاه، ولكن يحتاج الناس توضيح أكثر لهذه النقطة من ناحية رأي مرجعهم في هذا الأمر، وبعد فهم الناس لهذه النقطة بشكل وافي ودقيق عندها يصبح الأمر أكثر وضوحاً وسهلاً لأكثر الناس، عندها لا يحدث أي إشكال أو إختلاف في مسألة تحديد بداية الشهر لأنهم سوف يطمأنون من ناحية الرؤية التي تساعدها نصائح الفلكيين وفي نفس الوقت الرأي الفقهي عندهم واضح من ناحية حجية المناطق التي شاهدوا فيها الهلال، وبذلك سوف يتوحد الجميع في تحديد بداية الشهر من الناحية الشرعية التي تعتمد على الأدلة التي حددها الشارع المقدس، أما أعتماد طريقة معينة في تحديد اليوم الأول للشهر وهذه الطريقة توحد جميع المسلمين وتجعلهم يصومون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد وعندهم يوم واحد لعرفة بالإضافة لعيدهم يصبح موحد هذا شئ جميل ويتمناه الجميع ولكن يجب أن يعتمد على الدليل الشرعي الصحيح، لأن الغاية ليس التوحد بل الغاية هي الإقتداء بأوامر الله سبحانه وتعالى لأننا عباد والعبد يجب أن يتبع ويطيع أوامر مولاه إذ يقول الله سبحانه وتعالى “وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون” (الذاريات 56)، لهذا يجب أن نتبع الشارع المقدس في تسهيل أمر عباداتنا من خلال ما ثبت عند علمائنا الأعلام من أدلة شرعية إعتماداً على أيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكليهما يؤكدان على مسألة الرؤية في تحديد اليوم الأول من الشهرقال الله سبحانه وتعالى “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” (البقرة 185)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، ويسهل أمر تعين رؤية الهلال الإهتمام بالرؤية ونصائح الفلكيين وبذلك سيتم توحدنا وإمتلاك الطمأنينة في أعمالنا ونكون من الذين جمعهم ووحدهم الدليل الشرعي والإعتصام بحبل الله المتين، إذ الوحدة الإسلامية الحقيقية هي التمسك بهذا الحبل إذ يقول الله سبحانه وتعالى ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” (آل عمران 103)) وحبل الله هو الدليل الشرعي الذي يمثل الكتاب وسنة المعصوم عليهم السلام إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من ألأخر كتاب إلله تعالى وعترتي فأنظروا كيف تخلفوني فيهما فأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، قال رسول ألله صلى الله عليه وآله وسلم (إني تركت ما أن أخذتم به لن تضلوا كتاب إلله وأهل بيتي) فألتمسك بهذا الحبل المتين هو الطريق الصحيح للوحدة الأسلامية التي أرادها ألله لنا، أما إكتشاف طرق جديدة للوحدة بدون دليل من ألله ورسوله فهذا يبعدنا عن دين ألله القويم ومن ثم يدخلنا في الضلال المبين.
بالنسبة لعيد الفطر لعام 2025 ميلادية فإن الاحتمال الأكبر يوم الاثنين 31 آذار كون الهلال لا يمكن رؤيته بالعين المجردة وحتى بالتلسكوب مساء السبت. والاشهر القمرية يمكن أن يكون شهران متتاليان ب 30 يوم أو 29 يوم. سنن الدارمي عن ابن عمر: كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إذا رَأى الهِلالَ قالَ: اللّه ُ أكبَرُ، اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ، وَالتَّوفيقِ لِما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرضى، رَبُّنا ورَبُّكَ اللّه ُ.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع براثا عن رؤية الهلال ووحدة المسلمين – القسم العاشر للكاتب محمود الربيعي: شهر رمضان وشعبان من الشهور القمرية، وهي تتكوّن: تارةً من تسعة وعشرين يوماً، واُخرى من ثلاثين يوماً حسب طول الدورة الاقترانية للقمر وقصرها، وهي دورة القمر حول الأرض، حيث إنّ القمر يتحرّك حول الأرض من المغرب إلى المشرق، وهو كالأرض نصفه يواجه الشمس فيكون نَيِّراً، ويكون الوقت في المناطق الواقعة فيه نهاراً، ونصفه الآخر لا يقابل الشمس فيكون مظلماً، ويكون الوقت في المناطق الواقعة فيه ليلا، فإذا ما دار القمر حلّ الليل في المناطق التي كانت في النصف النيّر وطلع النهار في المناطق التي كانت في النصف المظلم.والقمر أثناء دورته هذه حول الأرض: تارةً يصبح في موضع بين الأرض والشمس على صورة يكون مواجهاً بموجبها للأرض بوجهه المظلم، ومختفياً عنها بوجهه المنير اختفاءً كاملا.واُخرى يُصبح في موضع على نحو تكون بينه وبين الشمس.وثالثةً يكون بين هذين الموضعين.وحينما يكون القمر في الموضع الواقع بين الأرض والشمس (على النحو الذي وصفناه) لا يمكن أن يُرى منه شيء، وهذا هو المَحاق، ثم يتحرّك عن هذا الموضع فتبدو لنا حافّة النصف أو الوجه المضيء المواجه للشمس، وهذا هو الهلال، ويعتبر ذلك بداية الحركة الدورية للقمر حول الأرض، وتسمّى بالحركة الاقترانية ; لأنّ بدايتها تقدّر من حين اقتران القمر بالأرض والشمس وتوسّطه بينهما، على النحو الذي وصفناه، وابتداؤه يتجاوز هذه النقطة. وكلّما بعد القمر عن موضع المَحاق زاد الجزء الذي يظهر لنا من وجهه أو نصفه المضاء، ولا يزال الجزء المنير يزداد حتى يواجهنا النصف المضاء بتمامه في منتصف الشهر، ويكون القمر إذ ذاك بدراً، وتكون الأرض بينه وبين الشمس، ثمّ يعود الجزء المضيء إلى التناقص حتى يدخل في دور المَحاق، ثمّ يبدأ دورةً اقترانية جديدة، وهكذا.وعلى هذا الأساس تعتبر بداية الشهر القمريّ الطبيعي عند خروج القمر من المَحاق وابتدائه بالخروج عن حالة التوسّط بين الأرض والشمس، وابتداؤه بالخروج هذا يعني أنّ جزءً من نصفه المضيء سيواجه الأرض، وهو الهلال، وبذلك كان الهلال هو المظهر الكوني لبداية الشهر القمريّ الطبيعي.وظهور الهلال في أول الشهر يكون عند غروب الشمس، ويرى فوق الاُفق الغربي بقليل، ولا يلبث غير قليل فوق الاُفق ثمّ يختفي تحت الاُفق الغربي، ولهذا لا يكون واضح الظهور، وكثيراً ما تصعب رؤيته، بل قد لا يمكن أن يُرى بحال من الأحوال لسبب أو لآخر، كما إذا تمّت مواجهة ذلك الجزء المضيء من القمر للأرض ثمّ غاب واختفى تحت الاُفق قبل غروب الشمس فإنّه لا تتيسّر حينئذ رؤيته ما دامت الشمس موجودة، أو تَواجَدَ بعد الغروب ولكن كانت مدّة مكثه بعد غروب الشمس قصيرةً جدّاً بحيث يتعذّر تمييزه من بين ضوء الشمس الغاربة القريبة منه، أو كان هذا الجزء النَيّر المواجه للأرض من القمر (الهلال) ضئيلا جدّاً ; لقرب عهده بالمَحاق إلى درجة لا يمكن رؤيته بالعين الاعتيادية للإنسان، ففي كل هذه الحالات تكون الدورة الطبيعية للشهر القمريّ قد بدأت على الرغم من أنّ الهلال لا يمكن رؤيته.