اخر الاخبار

من بلجيكا ...هيهات منّا الذلة ، أطلقها الحسين و اصبحت شعار الأحرار– الشيخ محمد جواد الدمستاني

«هَیهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة»، الجملة المشهورة التي أطلقها الحسين يوم عاشوراء، و أصبحت شعار الأحرار و لعله أكثر شعار رفعه الأحرار عبر التاريخ بنصه أو مضمونه في الأزمنة و الأمكنة المتتالية، و يُرفع هذا الشعار اليوم في المسيرات الحسينية و المراسم الحسينية، و في مواقع النضال و ساحات القتال و ميادين العز و الشرف. و هذه الجملة قالها الإمام الحسين (ع) في إحدى خطبه يوم عاشوراء، ألقاها أمام معسكر الأعداء، رافضا الاستسلام و البيعة، و جاء فيها « أَلاَ وَ إِنَّ اَلدَّعِيَّ اِبْنَ اَلدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اِثْنَتَيْنِ بَيْنَ اَلسَّلَّةِ وَ اَلذِّلَّةِ وَ هَيْهَاتَ مِنَّا اَلذِّلَّةُ، يَأْبَى اَللَّهُ ذَلِكَ لَنَا وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ، وَ حُجُورٌ طَابَتْ وَ طَهُرَتْ، وَ أُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، وَ نُفُوسٌ أَبِيَّةٌ، مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اَللِّئَامِ عَلَى مَصَارِعِ اَلْكِرَامِ».قالها الإمام الحسين (ع) و تبعه الأحرار في العالم بتفضيل موتموت العز و الكرامة و الشرف على حياة الذل و الاستسلام. و هذا المعنى متجدر في نهج الحسين (ع)، و منذ بداية الثورة، و تكرر معناه و مضمونه : حينما كان بالمدينة و عُرض عليه البيعة ليزيد مع نجاته أبى و امتنع وقال (ع) « إِنَّا أَهْلُ بَيْتِ اَلنُّبُوَّةِ، وَ مَعْدِنُ اَلرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفُ اَلْمَلاَئِكَةِ، وَ بِنَا فَتَحَ اَللَّهُ وَ بِنَا خَتَمَ اَللَّهُ، وَ يَزِيدُ رَجُلٌ فَاسِقٌ، شَارِبُ اَلْخَمْرِ، قَاتِلُ اَلنَّفْسِ اَلْمُحَرَّمَةِ، مُعْلِنٌ بِالْفِسْقِ، وَ مِثْلِي لاَ يُبَايِعُ بِمِثْلِهِ». و في كربلاء في يوم عاشوراء ردّ الحسين على من طلب منه من جيش الكوفة الانصياع لحكم يزيد لكي ينعم بالسلامة قال (ع) «لاَ وَ اَللَّهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ اَلذَّلِيلِ، وَ لاَ أَفِرُّ فِرَارَ اَلْعَبِيدِ». وبهذا يعلّم الإمام (ع) الأمة و الأمم مبدأ العزّة و الكَرَامَة و الإِبَاء و الحَمِيَّة و الشرَف و هو المبدأ القرآني « وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ»، و قال (ع) أيضا : « أَ لاَ تَرَوْنَ إِلَى اَلْحَقِّ لاَ يُعْمَلُ بِهِ، وَ إِلَى اَلْبَاطِلِ لاَ يُتَنَاهَى عَنْهُ، لِيَرْغَبِ اَلْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اَللَّهِ مُحِقّاً فَإِنِّي لاَ أَرَى اَلْمَوْتَ إِلاَّ سَعَادَةً وَ اَلْحَيَاةَ مَعَ اَلظَّالِمِينَ إِلاَّ بَرَماً ». و في الشعر أنشد نصر بن نباتة : الْحُسَيْنُ الَّذِي رَأَى الموتَ فِي الْعِزّ حَيَاةً وَ الْعَيْشَ فِي الذُّلِّ قَتْلا والعزّ يقابله ذُل ، و من أسباب الذل ترك الجهاد كما في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (ع) «فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ، وَ جُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلّ،ِ وَ شَمِلَهُ الْبَلَاءُ، وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَ الْقَمَاءَةِ، وَ ضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ، وَ أُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ، وَ سِيمَ الْخَسْفَ، وَ مُنِعَ النَّصَفَ». وفي مثال شهادة المحتار المختار الثقفي و أصحابه عبرة ، قاتل و قاتل معه استشهدوا بعز و شرف ، ومن رفض القتال من جيشه فقد تم قتلهم صبرا وهم ستة آلاف شخص، أو أكثر، ولو قاتلوا لانتصروا أو أثخنوا الجراح في عدوّهم.

Play Video