للأسف الشديد رأينا كيف اتخذت السلطات الكويتية قرارا بمنع دخول مشجعي الفريق العراقي لمؤازرة المنتخب العراقي لخوض مباراة، تجرى في ملعب الكويت الدولي، منع الجمهور العراقي من دخول الكويت خطوة سيئة في إعادة وأحياء الكراهية بين أبناء شعب العراق وشعب الكويت.
الروابط التي تربط العراق بشكل عام واهالي البصرة والناصرية مع الكويتيين روابط كثيرة منها رابط الجيرة، والرابط النسبي القبلي والديني والمذهبي، روابط المصاهرة ….الخ من الروابط الكثيرة، صدام الجرذ وعصابته من أبناء العوجة، هم من احتلوا الكويت، والشيعة العراقيين بشكل خاص رفضوا غزو الكويت، انا شاهد عيان لذلك، السيد الخوئي زعيم الشيعة بالعالم حرم الصلاة على الارض المغتصبة، لذلك كنا نعيد صلاتنا لدى زيارة أهلنا بالعراق، تعاطفنا مع المعارضة الشعبية الكويتية، وانا واحد ممن ساعد المعارضة الكويتية ضد نظام صدام، صديقي ملازم اول شرطة صادق الساعدي، من مدينة الثورة مدينة الصدر حاليا، مسك الدكتور العوضي في إحدى الشقق السكنية في الجابرية ووفر له، حماية إلى يوم هزيمة قوات صدام من الكويت، الدكتور العوضي كان بوقتها وزيرا بالحكومة الكويتية.
في انتفاضة الشيعة حرروا مئات المعتقلين الكويتيين وتم ايصالهم لحدود الكويت، الشيعة الكويتيين هم من قاوموا قوات الغزو، وشيعة العراق هم من أطلقوا سراح مئات السجناء والأسرى الكويتيين.
من احتل دولة الكويت صدام وليس الشيعة والاكراد، يفترض بعد سقوط نظام البعث يتم التنازل عن دفع التعويضات، صدام دمر شعب العراق، قتل ملايين البشر، فكيف لضحاياه يدفعون تعويضات بسبب إجرامه.
سمعنا كيف السلطات الكويتية سمحت إلى ٢٠٠ شخص فقط لدخول الكويت لتشجيع المنتخب الوطني العراق لكرة القدم، هذا الإجراء بالتأكيد أثار حفيظة وغضب غالبية أبناء الشعب العراقي.
يفترض عندما تستضيف دولة الكويت دورة الخليج لكرة القدم، يكون هدف المسؤولين الكويتيين جعل كرة القدم وسيلة اساسية في تعزيز علاقة الشعوب الخليجية بعضها البعض بشكل عام ومع شعب العراق بشكل خاص.
وعلى الكويتيين أن يتذكرون كيف رحب بهم أهالي البصرة وابناء الشعب العراقي، لدى استضافة العراق، بطولة الخليج السابقة التي أقيمت بالبصرة، بحيث أهالي البصرة رحبوا بجماهير دول الخليج وفروا لهم الطعام والشراب والنقل والمبيت بشكل مجاني وهذه حالة فريدة لم يفعلها سوى شعب العراق بشكل خاص.
يفترض بالسلطات الكويتية، بالقليل السماح إلى المشجعين العراقيين الدخول للكويت ولايريد منهم العراقيين توفير الطعام والسكن والنقل بشكل مجاني.
الجغرافية جعلت من العراق والكويت جيران، ولايمكن الهرب من هذا الوضع الجغرافي، يفترض تكون علاقات الشعب الكويتي والعراقي علاقات اخوية، الكويت دولة لاتملك أراضي زراعية ولديهم رؤوس اموال، محافظات جنوب العراق مفتوحة للتجار ورجال الأعمال الكويتيين لفتح مصانع ومعامل وانشاء مزارع للنخيل والفواكه لكسب الأموال، البترول وإن كان لازال يباع لكن خلال عقد من الزمان يفقد اهميته، لذلك يفترض
فتح الحدود بين العراق والكويت وبقية دول الخليج وتركيا وإيران والاستفادة من الاستثمار، أسوة في تجربة فتح حدود دول الاتحاد الاوروبي.
إذا وجد مشجعين عراقيين سيئين يمكن لسلطات الأمن الكويتي اعتقالهم، لكن منع جمهور كبير من الحضور للكويت هذا التصرف ارعن ويزيد من الكراهية.
خلال متابعتي لقرار منع حضور الجمهور العراقي هذا القرار أظهر برورز أصوات أيتام صدام الجرذ لمهاجمة شعب الكويت، والذي اعتبر الكويت المحافظة الثلاثين أو التسع طعش هههههة،
بكل الاحوال الجغرافية وضعت العراق والكويت جيران لذلك لا سبيل سوى التعاون والتصالح والتفكير في فتح مجال الاستثمار والكف عن إثارة الفتن والمشاكل، شيء ممتاز يتعاون العراقيون والكويتيون في مجالات التبادل التجاري، وفتح الحدود وتقديم تسهيلات للمستثمرين من كلا الشعبين العراقي والكويتي لدخول سوق العمل.
لدينا بشر لدى العرب يفكر كيف يشعل المشاكل لأتفه الأسباب، مشاكل بعضها يضحك الثكلى ورأيت ذلك على المستوى الشخصي، مشاكل غير مبررة لأسباب تافهة تجد من لا عقل له يصر على اختلاق مشاكل وبالاخير ماراح يقبض سوى التشرذم والاختلاف وكثرة الانشقاقات، عقول متحجرة، لاتفقه من العلم والمعرفة والأخلاق شيئا، يريدون بناء مجد حتى على المستوى الشخصي من لاشيء.
نختم مقالنا بكلام إلى الفيلسوف الإنساني محب البشرية جميعا الإمام علي بن أبي طالب ع،[ عن الامام امير المؤمنين عَلِيِّ عَلَيْه اَلسَّلاَمُ قَالَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُولُ، مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقُمَ بَدَنُهُ ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ ، وَمَنْ لاَحَى(١) اَلرِّجَالَ سَقَطَتْ مُرُوءَتُهُ (٢) وَذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ.
عن رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لَمْ يَزَلْ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَنْهَانِي عَنْ مُلاَحَاةِ اَلرِّجَالِ كَمَا يَنْهَانِي عَنْ شُرْبِ اَلْخَمْرِ وَعِبَادَةِ اَلْأَوْثَانِ.
( رواه الشيخ الطوسي عليه الرحمة و الرضوان في الامالي ج ۱، ص۵۱۲)
*(١) لاحى ، اي خاصم ونازع .
*(٢) المروءة : وهي الآداب الحسنة، والأخلاق العالية.
بربكم الذي تعبدوه كم لقيتم وصادفتم رجال بحياتكم مهمتهم إشعال الخلافات وتعكير مزاج الاهل والاصدقاء والأقارب ناهيكم عن إشعال الفتن الطائفية والخلافات القبلية والعشائرية، مع خالص التحية والتقدير والود
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/9/2024