اخر الاخبار

موسوعة الامام العسكري عليه السلام والقرآن الكريم (ح 4)‎

د. فاضل حسن شريف

جاء في کتاب موسوعة الإمام العسكري عليه السلام للناشر مؤسسة ولي العصر عجل الله فرجه للدراسات الإسلامية:  عن الشيخ الصدوق  رحمه الله: عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ وجلّ على نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: “يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الاَْمْرِ مِنكُمْ” (النساء 59)، قلت: يا رسول اللّه عرفنا اللّه ورسوله، فمن أُولي الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: هم خلفائي يا جابر وأئمّة المسلمين من بعدي، أوّلهم علي بن أبي طالب ثمّ الحسن بن علي العسكري عليهما السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. والحسن والحسن بن علي العسكري  عليه السلام  في ضحاح من نور يصلّون، فقال لي الربّ تعالى: هؤلاء الحجّة لأوليائي.

عن  الخزّاز القمّي  رحمه الله: إسماعيل بن عبد اللّه، قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام قال: لمّا أنزل اللّه تبارك وتعالى هذه الآية: “وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض” (الأنفال 75). سألت رسول اللّه  صلى الله عليه وآله وسلم عن تأويلها؟ فقال: واللّه ما عنى غيركم، وأنتم أولوا الأرحام، فإذا متّ، فأبوك علي أولى بي وبمكاني، فإذا مضى علي الهادي عليه السلام فابنه الحسن العسكري عليه السلام أولى به من بعده فهذه الأئمّة التسعة من صلبك، أعطاهم علمي وفهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم يؤذونني فيهم، لا أنالهم اللّه شفاعتي. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

وعن الخزّاز القمّي  رحمه الله: عن الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهما السلام، قال: دخلت على رسول اللّه  صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أُمّ سلمة، وقد نزلت هذه الآية: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” (الأحزاب 33) فقلت: يا رسول اللّه وكم الأئمّة بعدك؟ قال: أنت يا علي وبعد علي الهادي عليه السلام الحسن العسكري ابنه هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت اللّه تعالى عن ذلك؟ فقال: يا محمّد هم الأئمّة بعدك، مطهّرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

عن الشيخ الطوسيّ رحمه الله: وروى جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن تأويل قول اللّه عزّ وجلّ: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ” (التوبة 36). قال: فتنفّس الصعداء، ثمّ قال: يا جابر أمّا السنة، فهي جدّي رسول اللّه  صلى الله عليه وآله وسلم. وشهورها إثنا عشر شهراً، فهو أمير المؤمنين، وعلي الهادي، وإلى ابنه الحسن العسكري  إثنا عشر إماماً حجج اللّه في خلقه، وأمناؤه على وحيه وعلمه، فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيّم “فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” (التوبة 36)، أي قولوا بهم جميعاً تهتدوا. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

عن النعماني رحمه الله: عن داود بن كثير الرقّي، قال: دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام فضرب بيده إلى بسرة من عذق، فشقّها، واستخرج منها رقّاً أبيض، ففضّه ودفعه إليّ، وقال: اقرأه، فقرأته، وإذا فيه سطران والثاني: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا” (التوبة 36) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي العسكري عليه السلام ثمّ قال: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا؟ قلت: اللّه أعلم فقال: كتب هذا قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

عن السيّد شرف الدين الأسترآبادي رحمه الله: عن أبي بصير يحيى بن القاسم، قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي، جعفر بن محمّد الصادق  عليهما السلام عن تفسير هذه الآية: “وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِى لاَِبْرَهِيمَ” (الصافات 38). فقال عليه السلام: إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه السلام كشف له عن بصره، فنظر فقال: إلهي وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم؟ قيل: يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة، من ولد علي وفاطمة  عليهما السلام. فقال إبراهيم: إلهي بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرّفتني من التسعة؟ قيل: يا إبراهيم أوّلهم علي بن الحسين وابنه محمّد وابنه  أي علي الهادي عليه السلام الحسن العسكري عليه السلام. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

عن الشيخ الطوسي  رحمه الله: عن شاهويه بن عبد اللّه الجلاّب، قال: كنت رويت عن أبي الحسن العسكري عليه السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدلّ عليه، فلمّا مضى أبو جعفر قلقت لذالك وبقيت متحيّراً فكتبت أسأله الدعاء وأن يفرّج اللّه تعالى وكتب في آخر الكتاب: أردت أن تسأل عن الخلف بعد مضيّ أبي جعفر، وقلقت لذلك، فلا تغتّم فإنّ اللّه لا يضلّ “قَوْمَا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ” (التوبة 115). صاحبكم بعدي أبو محمّد ابني، وعنده ما تحتاجون إليه، يقدّم اللّه ما يشاء ويؤخّر ما يشاء “مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَة أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْر مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ” (البقرة 106) قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وعن ابن شهر آشوب  رحمه الله: عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: “اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ” (النور 35) أنّه قال: يا علي النور اسمي، والمشكاة أنت “يَكَادُ زَيْتُهَا” (النور 35) الحسن بن علي العسكري عليه السلام. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

عن البحرانيّ  رحمه الله: روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: دخلت إلى مسجد الكوفة، وأمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليه يكتب بإصبعه، ويتبسّم، فقال عليه السلام: عجبت لمن يقرء هذه الآية، ولم يعرفها حقّ معرفتها، فقلت له: أيّ آية يا أمير المؤمنين؟ فقال: قوله تعالى: “اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوة” (النور 35) المشكاة محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم “نُورٌ عَلَى نُور” (النور 35) الحسن بن علي العسكري عليه السلام. والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة. وعن محمّد بن يعقوب الكليني  رحمه الله: سفيان بن محمّد الضبعي، قال: كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام أسأله عن الوليجة، وهو قول اللّه تعالى: “وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً” (التوبة 16)، قلت في نفسي: لا في الكتاب من ترى المؤمنين ههنا. فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون وليّ الأمر، وحدّثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع؟ فهم الأئمّة الذين يؤمنون على اللّه، فيجيز أمانهم.