اخر الاخبار

مولد الزهراء عليها السلام (نساءنا ونساءكم) (ح 1)‎ /د. فاضل حسن شريف

د. فاضل حسن شريف

قال الله جل جلاله “فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (ال عمران 61) روى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس: (نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي نفسه، ونساءنا ونساءكم: فاطمة، وابناءنا وابناءكم: حسن وحسين، والدعاء على الكاذبين: العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم). وروى بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية: تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم، قال فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعلي وفاطمة والحسن والحسين. وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن عمرو بن سعد بن معاذ قال: (قدم وفد نجران العاقب والسيد فقالا: يا محمّد انك تذكر صاحبنا، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هو عبدالله ونبيه ورسوله، قالا: فأرنا فيمن خلق الله مثله وفيما رأيت وسمعت، فأعرض النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عنهما يؤمئذ ونزل عليه جبرئيل بقوله تعالى: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَاب” (ال عمران 59) فعادا وقالا: يا محمّد هل سمعت بمثل صاحبنا قط؟ قال: نعم، قالا: من هو؟ قال: آدم، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم”إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ” (ال عمران 59) الآية، قالا: فانه ليس كما تقول. فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: “تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ” (آل عمران 61) الآية فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء ابناؤنا وأنفسنا ونساؤنا. فهمّا أن يفعلا، ثم ان السيد قال للعاقب: ما تصنع بملاعنته؟ لئن كان كاذباً ما تصنع بملاعنته، ولئن كان صادقاً لنهلكن، فصالحوه على الجزية، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يومئذ: والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد).

لما نزلت هذه الآية: “قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى” (الشورى 23) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: (علي وفاطمة وولداهما). المصادر: السيوطي: الدر المنثور ج 2.الحاكم النيسابوري: شواهد التنزيل ج 2 الصواعق المحرقة: باب وصية النبي بأهل البيت. – قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة لما زفت كان النبي أمامها وجبرائيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها). المصادر: الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 5 والقندوزي في ينابيع المودة. يقول الرسول صل الله عليه آله وسلم (رائحة الأنبياء رائحة السفرجل ورائحة الحور العين رائحة الآس ورائحة الملائكة رائحة الورد ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء عليها السلام رائحة السفرجل والآس والورد ولا بعث الله نبياً ولا وصياً إلا وجد منه رائحة السفرجل فكلوها وأطعموا حبالاكم يحسن اولادكم). أخرج الترمذي عن حذيفة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن هذا مَلَك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء اهل الجنّة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة روحي التي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله). المصادر: منتخب كنز العمال للمولى علي متقي الهندي (المطبوع بهامش المسند ج5 ص96 الميمنية بمصر). قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ألا قد بينت لكم الأسماء لئلا تضلوا). المصادر: ابن عساكر ترجمه الإمام الحسين ص 119 ط- بيروت 1978. قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة في الجنة هي الفضلى). المصادر: المسند لأحمد بن حنبل ج1 ص 293 ط مصر.

روى مرفوعا الى علي عليه السلام، قال: لمّا حضرت ولادة فاطمة عليها السلام قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لأسماء بنت عميس، و أمّ سلمة: احضراها فإذا وقع ولدها و استهلّ فاذّنا في أذنه اليمنى، و أقيما في اذنه اليسرى فإنه لا يفعل ذلك بمثله، إلّا عصم من الشيطان، و لا تحدثا شيئا حتى آتيكما، فلمّا ولدت فعلتا ذلك، فأتاه النبي صلى اللّه عليه و آله فسره و لباه بريقه و قال: اللّهم إني أعيذه بك و ولده من الشيطان الرجيم و من كتاب الفردوس عن النبي صلى اللّه عليه و آله أمرت أن أسمي ابنيّ هذين حسنا و حسينا و منه عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و آله سألت الفردوس من ربها فقالت: أي ربّ زينّي فان أصحابي و أهلي اتقياء أبرار، فأوحى اللّه عز و جل إليها: ألم أزينك بالحسن والحسين. أخرج الديلمي حديث: أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون أهل بيتي ورقها في الجنة حقاً حقاً. أخرج الشيخان عن فاطمة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: بأن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك. روى أبو عمرو و الزاهد في كتاب اليواقيت قال زيد بن أرقم: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في مسجده جالسا، فمرّت فاطمة صلوات الله عليها خارجة من بيتها الى حجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و معها الحسن و الحسين عليهما السلام، ثم تبعها علي عليه السلام فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله راسه إليّ فقال: من أحبّ هؤلاء فقد أحبّني، و من أبغض هؤلاء فقد أبغضني.

جاء في کتاب مقامات فاطمة الزهراء في الكتاب و السنة للشيخ محمد السند: فاطمة عليها السلام وحجّيتها لدين الإسلام: وفيه جهتان: الجهة الأولى: تُعد آية المباهلة من أهم الآيات التي أثبتت حجية فاطمة عليها السلام، اذ هذه الآية كانت مقام الفصل بين حقانية الدين الإسلامي ونسخ غيره من الأديان. فالنصارى الذين احتج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بكل حجة لم يذعنوا في الظاهر، وتمادوا في تشكيكهم وتكذيبهم لدعوة النبي صلى الله عليه وآله ولم يملكوا إلا الاذعان لمادعاهم النبي صلى الله عليه وآله للتباهل الى الله تعالى ليلعن الكاذب، ولم يجد النصارى بداً منالقبول بذلك، حتى اذا أراد النبي صلى الله عليه وآله مباهلتهم علموا صدق النبي صلى الله عليه وآله بالخروج بالمباهلة بنفسه وأهل بيته، مما دعى النصارى الى التسليم لصدق دعوته واذعانهم اليه، قال تعالى: “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ” (آل عمران 61). أخرج السيوطي في الدر المنثور عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وآله العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا يا محمد قال: كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما منعكما من الاسلام، قالا: فهات قال: حبّ الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فدعواه إلى الغد، فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم ارسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له فقال: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً قال لجابر: فيهم نزلت “تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ” (آل عمران 61) الآية قال جابر: “أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ” رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي، و “أبناءنا” الحسن والحسين، و “نساءنا” فاطمة. وروى ذلك السيوطي بعدة طرق. وأخرج الحاكم النيسابوري في شواهد التنزيل القصة في تسع طرق. وروى ذلك ابن كثير في تفسيره عن جابر. فتحصّل أن مؤدى آية المباهلة هو بنصب الله تعالى فاطمة عليها السلام حجة على حقانية الاسلام ونبوّة نبيّه وشريعته، لاحتجاجه تعالى بها على النصارى وأهل الكتاب، فلم يحصر تعالى الحجية على الدين بالنبي صلى الله عليه وآله، بل جعل الخمسة كلهمحجة على دينه، ومقتضى هذا الاحتجاج منه تعالى أن متابعة علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام للنبي صلى الله عليه وآله وتصديقهم به هو بنفسه دليل على صدق النبي صلى الله عليه وآله ورسالته، نظير قوله تعالى “كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ” (الرعد 43) حيث جعل شهادة من عنده علم الكتاب دليل على صدق النبي صلى الله عليه وآله من سنخ شهادة معجزة القرآن التي هي شهادة الله لنبيّه والآية من سورة الرعد المكية نزولًا النازلةفي علي، حيث لم يسلم من أهل الكتاب في مكة أحد، بل لا يخفى على اللبيب الفطن أن من عنده علم الكتاب شامل للمطهرين في شريعة الاسلام وهم أصحابآية التطهير، لأنهم هم الذين يمسون الكتاب المكنون كما أشارت اليه سورة الواقعةوتقدم مفصلًا فمنه يعلم أن قوله تعالى “وكفى بالله شهيداً” (الرعد 43) مفادها هو مفاد آية المباهلة في كونها حجة على بعثة الرسول صلى الله عليه وآله، وهذا المعنى هو الذي يشير اليه مارواه الواقدي أن علياًعليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه وآله كالعصا لموسى واحياء الموتى لعيسى.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل نساء الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون). كان مسلم بن أبي مريم وغيره يقول: لا تنس حظك من الصلاة اليها، فانّها باب فاطمة عليها‌ السلام الذي كان علي يدخل عليها منه. ومن فضلها ما أسنده يحيى عن أبي الحمراء قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله أربعين صباحاً يجيىء إلى باب علي وفاطمة وحسن وحسين حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول: (السلام عليكم أهل البيت “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” (الاحزاب 33). وجاء عن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين تحت ثوبه: اللهم قد جعلت صلاتك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم. أخرج الشيخان عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين؟. أخرج أبو داوود والنسائي وابن ماجة وآخرون خبر: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. وجاء من طرق بعضها رجاله موثقون أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: كل سبب ونسب منقطع، وفي رواية: ينقطع يوم القيامة إلا وفي رواية ما خلا سببي ونسبي يوم القيامة، وكل ولد أُم وفي رواية وكل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم.

وعن التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: قوله تعالى “تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ، وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ” ﴿آل عمران 61﴾. وقوله: تَعالَوْا اسم فعل أمر لطلب القدوم. وهو في الأصل أمر من تعالى يتعالى كترامي يترامى إذا قصد العلو. فكأنهم أرادوا به في الأصل أمرا بالصعود إلى مكان عال تشريفا للمدعو، ثم شاع حتى صار لمطلق الأمر بالقدوم أو الحضور. وقوله ثُمَّ نَبْتَهِلْ أى نتباهل ونتلاعن. فالافتعال هنا بمعنى المفاعلة أي بأن نقول: بهلة الله على الكاذب منا ومنكم. والبهلة بفتح الباء وضمها: اللعنة. يقال بهله الله يبهله بهلا لعنه الله وأبعده من رحمته ثم شاعت في كل دعاء مجتهد فيه وإن لم يكن التعانا. وروى الحافظ ابن مردويه عن جابر قال: قدم على النبي صلّى الله عليه وسلّم العاقب والطيب فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج. قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (والذي بعثني بالحق لو لاعنا لأمطر عليهم الوادي نارا).

عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ من بطنان العرش: أيها الناس غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الجنة. أخرج أبو بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط، فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق.

قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني). المصادر: صحيح البخاري ج 5 ص 21، 29 ط المنيرية بمصر.  قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها). المصادر: تاريخ الإسلام للعلامة الذهبي ج 2 ص 96 ط دار المعارف بمصر.  قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي حق وهو من بني فاطمة). المصادر: المستدرك على الصحيحين للحاكم، ينابيع المودة ج3 باب 72.