لا شك إن عبيد صدام الذين وصلوا الى حالة اليأس والموت لم يجدوا لعبة حقيرة وتافهة يلعبوها لزيادة النيران التي أشعلوها في العراق غير لعبة نسبة السنة والشيعة في العراق فمثلا يشككون في نسبة الشيعة التي تزيد على 60 بالمائة ويقولون إن نسبة السنة هي الأكثر في العراق خاصة إذا اعتبرنا ان الأكراد سنة لهذا اعتبروا هكذا تقسيم مرفوض وغير مقبول وأن هذا التقسيم أقره مجلس الحكم الذي أقامته قوات الاحتلال الأمريكية وكأنهم لم يأتوا الى الحكم بقطار أمريكي كما أقر رئيس حزب البعث على صالح السعدي وكأنهم الآن ليسوا عبيدا لأمريكا
المعروف جيدا إن العراق وإيران كانا شعب واحد ووطن واحد يطلق عليه بلاد فارس وكان معروفا بالحضارة والعلم والمعرفة والنزعة الإنسانية العقلانية لهذا اعتنق أبناء العراق وإيران أي أبناء بلاد فارس الإسلام قبل دخول خيول و سيوف الأعراب اليه حيث تأثروا بأبناء اليمن الذين اعتنقوا الإسلام قبل دخول سيوف الأعراب وخيولهم إليهم حيث كانت اليمن تابعة للعراق وإيران أي لبلاد فارس وشكلا في ذلك محور الدفاع عن الإسلام المحمدي ضد انحرافات الأعراب وعدم فهمهم للإسلام لأن الكثير منهم لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم القبلي البدائي الوحشي ومع ذلك استقبلوا من قبل العراقيين والإيرانيين استقبال الأخوة في الإسلام لكنهم لا يدرون استقبلوا جراثيم مدمرة ومهلكة نقلوا كل أمراض الصحراء ووحشيتها الى بلاد فارس أي الى العراق وإيران ولا زال نعاني منها وتم احتلال بلاد فارس أي العراق وإيران وفصلوا العراق عن إيران
وحاول الإمام علي تحرير العراق وإعادة إيران الى العراق في بلد واحد وشعب واحد لكن الأعراب رفضوا ذلك وبقوة وقالوا لا أخوة في الإسلام نحن السادة وانتم العبيد وبدأت النزاعات القبلية والقيم الوحشية البدوية وأزيل الإسلام من عقولهم حيث تمكنت الصهيونية من استخدامهم كوسيلة للقضاء على الإسلام وتمكنوا من ذبح الإمام علي واحتلال العراق وفرض العبودية على العراق والعراقيين بقيادة المنافق عدو الإسلام معاوية وأعلن حرب إبادة ضد كل مسلم متمسك بالإسلام وملتزم بقيمه ومبادئه الإنسانية السامية وقتل وهجر كل عراقي محب للرسول وأهل بيته كل عراقي حر يملك عقل وعلم ومعرفة واستمر العراق والعراقيين ينتقل بالوراثة من يد طاغية الى يد أشد طغيانا من الذي سبقه حتى الحرب العالمية الأولى التي أدت الى هزيمة دولة الظلام والعبودية وريثة الطاغية معاوية وحرر العراق والعراقيين على يد بريطانيا من عبودية معاوية ممثلة بدولة آل عثمان لا شك أن الحكومة البريطانية ليست جمعية خيرية ولا تبحث عن الثواب والأجر بل تبحث عن مصالحها ومنافعها ومع ذلك إنها أكثر إنسانية وأكثر حضارة من حكم آل عثمان بدو الجبل وبطريقة ماكرة ضالة خدع أهل العراق الشيعة وأعلنوا الثورة ضد القوات البريطانية في حين الأعراب السنة أيدوها وحولوا ولائهم من آل عثمان الى القوات البريطانية مما اضطرت بريطانية الى تسليم الحكم الى بدو الصحراء وبدو الجبل السنة وأبعدوا الشيعة وتأسس عراق الباطل والعبودية ونقلوا أمراض وسلبيات الاحتلال العثماني مثل إبعاد الشيعة عن العمل في دوائر الدولة العسكرية والمدنية وشجعوا الهجمات الوهابية الوحشية على قتل الشيعة وتهديم مراقد أهل البيت والطعن في نسب وأصل الشيعة وفي دينهم وفي عراقيتهم وفي شرفهم والإساءة اليهم وكانت عبارات الإساءة والسخرية والذل تنطلق عليهم من الناقصين والشاذين والمنحرفين والجهلاء
وفي 9-4-2003 تحرر العراق من عبودية معاوية على يد العراقيين الأحرار والمرجعية الدينية الرشيدة وإيران الإسلام وبمساندة ومساعدة المجتمع الدولي وتوجه العراقيون الأحرار بتوجيهات المرجعية الدينية الحكيمة والشجاعة ببناء عراق الحق والحرية وإزالة عراق الباطل والعبودية ولأول مرة يشعر العراقي إنه حر إنه عراقي إنه إنسان
وأصبح لا يهتم بالنسب ولا بالعشيرة ولا بالمذهب طالما إنه إنسان حر فأنه عراقي يحكمه دستور وقانون ومضمونة له حقوقه وواجباته وحرية رأيه ومعتقده
فالعراقيون الأحرار سائرون في بناء عراق الحق والحرية وقبر عراق الباطل والعبودية عراق معاوية وامتداده صدام رغم عراقيل وعثرات عبيد صدام وأسيادهم الصهاينة وبقرها آل سعود وكلابهم الوهابية داعش والقاعد
مهدي المولى