مقدمة : الحكومة العراقية ؛ عجيبة في تشكيلاتها و ديمقراطيتها و نظامها السياسي عموماً, و الأمر من ذلك وعلى سبيل المثال:
ترى وجود شخص مجرم قتل المئات بل الآلاف و دمر أجزاءاً من الوطن ؛ لكنه سرعان ما يصبح المسؤول الأول والرئيس والمقرّر والمنظر والثقل السياسي و… إلخ, و لذلك أصبح النفاق و التزوير و الكذب و المزايدات و التكتلات و العصابات و الأنتهازية والنهب والسلب والتناقض والفساد ظاهرة و ثقافة منتشرة في العراق والصفة المميزة للحكومة والمتحاصصين ولكل السياسيين مع وجود التبريرات الجاهزة لدى الفاسدين!
مسألة الشمول المالي الذي يدعيه الفاسدون في العراق, يفترض أن يعني تحسن الوضع المالي و المعيشي للناس؛ بينما الواقع يكذب ذلك, فآلكذب قد شمل هذاالمصطلح أيضا, خصوصا و أن معظم إن لم أقل كل العراقيين لا يعرفون حتى معناه و أبعاده, حيث صرح مسؤول حكومي بوجود تطور في هذا الجانب وصل مستوى عالياً بلغت نسبة 47% من الشعب , و من المتوقع أن يصل لـ 60% في السنة القادمة و هكذا تتراكم الأعلانات الباطلة و الكاذبة لتخدير الشعب ليتراكم و يستمر الفساد و الظلم لتستمر الطبقة السياسية, و من الدلائل على ذلك, إن العراق سيواجه مشكلة عدم قدرة الحكومة على تسديد الرواتب نتيجة نزول أسعار النفك خلال الشهر القادم, لأن الطبقة السياسية الجاهلة لا تتقن سوى إستلام اموال بيع النفط بعد سماح و تفضّل البنك الفدرالي العالمي عليهم لحجز أكثر من 35% منه كرواتب للسياسيين و البرلمانين و الحكوميين و القضاة و توزيع الباقي كحصص و الفتات منه كرواتب للموظفين لا تكفيهم حتى لسد رمقهم, و هكذا أداروا الوضع في العراق و للآن لم تجرى أيّ تغييرات جذرية في مصادر المال و البنى التحتية و الأنتاج الصناعي و الزراعي و غيرها, فآلطبقة السياسية التي تعاني الجهل المركب تحكم بقوة الحديد و النار المليشياوي بحماية من الأستكبار و لا تمتلك أية رؤية ثقافية أو إقتصادية أو سياسية سوى التحاصص نتيجة إفتقادهم للاسس الفكرية و الفلسفية التي على أساسها تحدد القوانين و يبنى الواقع الأقتصادي و المالي و الصناعي و الزراعي, و من هذا نرى حتى الدستور فيه خللاً كبيراً .. لأن الذين قرّروه لم يكونوا بآلمستوى الفكري و الفلسفي المطلوب فتم تدوينه و ترك الجانب و القانون الكوني الأهم بخصوص العدالة و الحقوق الطبيعية و التنمية البشرية و الحضارية, فإنتشر الفساد نتيجة تعميق الفوارق الحقوقية و الطبقية و الأجتماعية, بحيث بدأ العراق يقترب من الواقع الذي يعيشه الهند من الناحية الأجتماعية, مع العلم أن العراق يعتبر أغنى دولة في العالم.
ماذا يعني الشمول المالي؟ وما أهميته للمواطن ولمحدودي الدخل:
انتشر مفهوم الشمول المالي ، في السنوات الأخيرة ببعض الدول العربية و منها الخليجية بشكل محدود و لم يصل العراق سوى مع بداية هذا العام 2024م، وللشمول المالي فوائد اجتماعية تتمثل في الاهتمام بالفقراء والمهمشين وهو ما يتوافق مع توجهات الدولة ورؤية 2030، كما أن له فوائد اقتصادية وهى الاهتمام بالشركات الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة مثل المبادرات التي تبناها البنك المركزي كالتمويل العقاري لمحدودي الدخل. وتحقيق الشمول المالي، يدعم الجهود التي تقوم بها الدول لتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار، وتحقيق الاستدامة المالية لمواجهة تحديات البطالة، خاصة أن تعزيز الشمول المالي، ينعكس إيجابيا بين الشباب، بالإضافة إلى تعميق القطاع المالي والمصرفي وتعزيز استقراره وسلامته دوره لخدمة مساعي النمو الاقتصادي الشامل, ويساهم الشمول المالي، في مواجهة تحديات الفقر والبطالة والتنمية، ويمثل حلقة مهمة لتوليد فرص العمل والتخفيف من تأثير التقلبات الاقتصادية والمالية.
ويعني الشمول المالي، أن يكون لكل مواطن حساب بنكي و إعتبار مالي، و تقديم خدمات مالية لجميع فئات المجتمع بأسعار مناسبة إضافة إلى إتاحتها بجميع المناطق الجغرافية بجودة عالية وضمان حق المستهلك, و يقوم الشمول المالي، على 3 ركائز أساسية هي إتاحة الخدمات المالية، واستخدام الخدمات المالية للمواطنين والشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر؛ والركيزة الثالثة هي الجودة المناسبة والأسعار المقبولة للخدمات المالية, ويضمن الشمول المالي؛ الحماية المالية للمستهلك والشركات الصغيرة والمتوسطة؛ كما أنه يشمل التثقيف والتوعية المالية؛ ويتضمن الشمول المالي أيضا الخدمات المالية الرقمية, وتوضح بوابة أخبار اليوم، أهم المعلومات المتعلقة بمفهوم الشمول المالي وفوائده للمواطنين وللاقتصاد الوطني، وأبرز الأسئلة والأجوبة الخاصة بها.
ماذا يعني الشمول المالي؟
الشمول المالي، ھو أن يجد كل فرد أو مؤسسة في المجتمع منتجات مالية مناسبة لاحتياجاتھا منھا مثل: حسابات التوفير، والحسابات الجارية، و خدمات الدفع والتحويل، و التأمين، و التمويل والائتمان، وغيرھا من المنتجات والخدمات المالية المختلفة, هذه المنتجات يجب تقديمها من خلال القنوات الشرعية، مثل البنوك و ھيئة البريد والجمعيات الأھلية وغيرھم، كما يجب أن تكون أسعارھا مناسبة للجميع، و سھل الحصول عليھا، كما تراعي حماية حقوق المستھلك.
ما هى أشكال تطبيق الشمول المالي؟
تقوم البنوك المشاركة بفتح حسابات للعملاء الجدد، وتقديم منتجات مصرفية جذابة لجذب المواطنين ممن لا يملكون حسابات مصرفية لوضع أموالهم في البنوك؛ بمصروفات بسيطة، بالإضافة إلى ابتكار أدوات مالية جديدة تعتمد على الادخار والتأمين ووسائل الدفع وليس فقط على الإقراض والتمويل؛ لتلبية احتياجات كل فئات المجتمع, ويشمل تطبيق الشمول المالي، تواجد البنوك خارج مقارها فى المناطق النائية والمهمشة، وأقاليم مصر المختلفة، والنوادي، والجامعات، مع عرض المنتجات المصرفية الملائمة لشريحة المتعاملين.
ما هى أهمية (الشمول المالي) للمواطن؟
الشمول المالي مهم للمواطن، فتطبيق الشمول المالي، يعني أن كل فئات المجتمع تكون لديهم فرص مناسبة لإدارة أموالھم ومدخراتھم بشكل سليم وآمن؛ لضمان عدم لجوء الأغلبية للوسائل غير الرسمية، التي لا تخضع لأية رقابة وإشراف، حتى لا يتعرض المواطن لحالات نصب أو تفرض عليھم رسوم مُبالغ فيھا.
الشمول المالي، سبب رئيسي للنمو الاقتصادي للدولة، ويعمل على تحقيق الاستقرار المالي، فالحالة الاقتصادية للدولة لن تتحسن، في ظل وجود عدد كبير من الأفراد والمؤسسات مستبعدين مالياً من القطاع المالي الرسمي, ويضمن الشمول المالي، قيام المؤسسات المالية بتطوير منتجاتھا، والمنافسة بينهم لتقديم منتجات مالية منخفضة التكلفة وسھل الحصول عليها كما تراعي مصلحة المستھلك.
هل للشمول المالي فائدة لمحدودي الدخل؟
الشمول المالي، يھتم بشرائح كبيرة في المجتمع، وخاصة الشرائح المھمشة أو التي لا تجد منتجات مالية رسمية تناسب احتياجاتھا، مثل الفقراء، ومحدودي الدخل، وخاصة المرأة، وأصحاب المشروعات الصغيرة، والمتوسطة، ومتناھية الصغر، والأطفال، والشباب غيرھم.
الشمول المالي، يضمن أن تحصل كل الفئات على منتجات مالية مناسبة لاحتياجاتھم وظروفھم، مما يؤدي لارتفاع مستوي المعيشة، وبالتالي خفض معدلات الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي للأفراد وللدولة.
كيف يتحقق الشمول المالي؟
يتحقق الشمول المالي، من خلال قيام المؤسسات المالية والمصرفية بتقديم خدمات مالية مناسبة، مع حماية المستهلك، وأن يحصل العميل علي معاملة عادلة وشفافة وعلي الخدمات والمنتجات المالية بكل سھولة وبتكلفة مناسبة، و تزويد العميل بالمعلومات اللازمة في كل مراحل تعامله مع مقدمي الخدمات المالية، و توفير خدمات استشارية إذا احتاجها العميل، والاهتمام بشكاوي العملاء والتعامل معھا بكل حرص, ويجب أن تهتم الدولة بالتثقيف والتوعية المالية، من خلال المؤسسات المالية والمصرفية بالتعاون مع الجھات الحكومية لتستفيد الفئات المستھدفة التي تحتاج للوعي المالي في المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشباب والنساء لمساعدتهم على اتخاذ قرارات سليمة.
الخطوات الأساسية لتحقيق الشمول المالي :
عشرة فوائد للشمول المالي :
1- الشمول المالي مهم للمواطن، فتطبيق الشمول المالي، يعني أن كل فئات المجتمع تكون لديهم فرص مناسبة لإدارة أموالھم ومدخراتھم بشكل سليم وآمن؛ لضمان عدم لجوء الأغلبية للوسائل غير الرسمية، التي لا تخضع لأية رقابة وإشراف.
2- الشمول المالي، يضمن عدم تعرض المواطن لحالات نصب أو تفرض عليھم رسوم مُبالغ فيھا، وذلك لأنه يستخدم أمواله عبر وسائل مشروعة مثل البنوك، والمصارف، والبريد، والجمعيات الأهلية.
3- الشمول المالي، سبب رئيسي للنمو الاقتصادي للدولة، ويعمل على تحقيق الاستقرار المالي، فالحالة الاقتصادية للدولة لن تتحسن، في ظل وجود عدد كبير من الأفراد والمؤسسات مستبعدين ماليا من القطاع المالي الرسمي.
4- يضمن الشمول المالي، قيام المؤسسات المالية بتطوير منتجاتھا، والمنافسة بينهم لتقديم منتجات مالية منخفضة التكلفة وسھل الحصول عليها كما تراعي مصلحة المستھلك.
5- الشمول المالي، يھتم بشرائح كبيرة في المجتمع، خاصة المھمشة أو التي لا تجد منتجات مالية رسمية تناسب احتياجاتھا، مثل الفقراء، ومحدودي الدخل، وخاصة المرأة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومتناھية الصغر والأطفال والشباب وغيرھم.
6- الشمول المالي، يضمن أن تحصل كل الفئات على منتجات مالية مناسبة لاحتياجاتھم وظروفھم، مما يؤدي لارتفاع مستوي المعيشة، وبالتالي خفض معدلات الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي للأفراد وللدولة.
7- الشمول المالي، يعني قيام المؤسسات المالية والمصرفية بتقديم خدمات مالية مناسبة مع حماية المستهلك، ليحصل العميل علي معاملة عادلة وشفافة على الخدمات والمنتجات المالية بكل سھولة وتكلفة مناسبة وتزويد العميل بكل المعلومات اللازمة في كل مراحل تعامله مع مقدمي الخدمات المالية وتوفير خدمات استشارية إذا احتاج العميل والاهتمام بشكاوي العملاء والتعامل بإخلاص معھم.
8- يلعب الشمول المالي، دورا رئيسيا في مواجهة تحديات الفقر والبطالة والتنمية، ويمثل حلقة مهمة لتوليد فرص العمل والتخفيف من تأثير التقلبات الاقتصادية والمالية.
9- الشمول المالي، يدعم الجهود التي تقوم بها الدول العربية لتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار، وتحقيق الاستدامة المالية لمواجهة تحديات البطالة، خاصة أن تعزيز الشمول المالي، ينعكس إيجابيا بين الشباب.
10- الشمول المالي يعمل على تعميق القطاع المالي والمصرفي وتعزيز استقراره وسلامته وتقوية دوره لخدمة مساعي النمو الاقتصادي الشامل.
عزيز حميد مجيد