اخر الاخبار

هل الاهتمام بالأنساب علم

 لا شك ان الأنساب ليس علم ولا يمت للعلم بأي صله بل إنه حالة سلبية فرضه واقع سلبي

فالعلم يبدأ بنقطة  واحدة يبدأ بدار دور ويستمر في التطور والتقدم بدون توقف الى ما لا نهاية

 أما  الاهتمام بالأنساب فهو حالة مرضية  ناتجة من واقع مريض   لهذا يتطلب من العراقيين الأحرار إصلاح هذا الواقع السلبي والمريض  حتى يتمكنوا من القضاء على هذه الحالة  التي تعتبر  حجر عثرة أمام مسيرة العراقيين والتي تحول دون تقدم العراق  وبناء عراق ديمقراطي حر عراق يحكمه الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية  عراق يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

 ولو عدنا الى التاريخ  منذ احتلال  الطاغية معاوية  العراق  وفرض نفسه وعائلته  ربا وإله  على المسلمين والويل لمن يقول له او لأحد أفراد عائلته أف   توجه بإيعاز  من أسياده الصهاينة  تشجيع العشائرية وعاداتها الجاهلية  والتفاخر بالأنساب فأنها الوسيلة الوحيدة  للقضاء على الإسلام وذبح المسلمين  الذين يؤمنون برسالة الرسول محمد برسالة  الله  التي هي رسالة للإنسانية جميعا  والذين ينهجون نهج الرسول ونهج أهل بيته   الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا   وفعلا نجح في هذه العملية  وأصبح لكل عشيرة أعراف وعادات خاصة بها منافية ومضادة للإسلام

 المعروف جيدا ان الإسلام لا يقر بالعشائرية ولا أعرافها ولا يقر بالنسب والأنساب فالمسلم المحمدي نسبه الإسلام وكان الرسول يصرخ  بين المسلمين  آتوني بأعمالكم  ولا تأتوني بأنسابكم  فالمسلم يفتخر ويعتز بعلمه بعمله بتضحيته  للناس ومساهمته في بناء الحياة  ومنفعة الإنسان لا بنسبه

 المعروف إن الإسلام تكون من سلمان الفارسي وصهيب الرومي  وبلال الحبشي وأبو ذر الغفاري وسمية أم عمار وزوجها ياسر وأبنها عمار والإمام علي وغيرهم  من الضعفاء والفقراء والعبيد  ومن الذين يبحثون عن الحقيقة  ولو نظرنا نظرة واقعية  لاتضح لنا  ان صلابة وتحدي سمية وزوجها وأبنها عمار وراء هذا النصر الكبير للإسلام ووراء انتشاره   فصلابة هؤلاء  أمام  طغيان  وطغاة قريش  وتحدياتهم  وتضحياتهم التي لا حدود لها ولا شروط  سوى إقامة  الحق والعدل وإزالة الظلم  والباطل سوى نصرة الحرية والأحرار  وقبر العبودية والعبيد  سوى إن يعم النور والعدل في كل أرجاء الأرض

فالإسلام دين إنساني النزعة رحمة للعالمين جميعا  بغض النظر عن لونه معتقده  هدفه خلق إنسان حر وهذا ما طلبه الإمام الحسين في تحديه لظلم وقمع  ووحشية  آل سفيان  ودولتهم  المعادية للحياة والإنسان  كونوا أحرارا  في دنياكم   فالدعوة الإسلامية التي جسدها ومثلها الإمام الحسين أن يكون الإنسان حرا في عقله

 قلنا ان الأعراف العشائرية  تتناقض مع الدستور مع القانون ولا يمكن ان يلتقيا أبدا أما  القانون او العشائرية ومن الأسس التي ترتكز عليها العشائرية هي التفاخر بالأنساب فهذه العشيرة أفضل من هذه العشيرة وهذا الفخذ أفضل أفخاذ  العشيرة وهذه العائلة أفضل عائلات الفخذ  وهذا الفرد أفضل  أفراد العائلة  ومن هذا المنطلق تبدأ  الحروب والمنازعات والاختلافات بين العشائر  وبين أفخاذ  العشيرة الواحدة وبين أفراد العائلة الواحدة

 قلنا إن  الطغاة في التاريخ اعتمدوا على العشائرية والتفاخر بالأنساب والألقاب حالا  حتى يثبتوا حكمهم  ويسيطروا على الناس  ولنأخذ معاوية أول من  شجع القبلية  وشجع  التفاخر بالأنساب فافرغ عقول وقلوب المسلمين من القيم الإسلامية الإنسانية الحضارية وملئها  بقيم الجاهلية  الوحشية  وبهذه الطريقة تمكن من إلغاء الإسلام  وإعادة الجاهلية  وذبح هل بيت النبوة والانصار ولعن الرسول وأهل بيت الرسول  في بيوت الرسول وذبح كل محب للرسول وأهل بيته  وهذا ما فعله الطاغية صدام في العراق حيث رفع شعار لا مسلم محب للرسول محمد  في العراق وأمر بقصف مراقد أهل بيت الرسالة  وكان المجرم حسين كامل يجمع المسلمين من محبي الرسول وأهل بيته ويقول لهم من مع الحسين يقول إنا مع الحسين وكان الذي يقول أنا مع الحسين يملا فمه بالرصاص

 بعد ثورة 14 تموز عام 1958  بدأت الثورة  بإلغاء عراق الباطل والعبودية  وبناء عراق  الحق والعراقية  فنزلت الى الشعب وعاشت معه وبدأت برفع مستواه الفكري كما بدأت تحل مشاكله  وأصبحت هي المسئولة  عن أموره   فخلقت التأمين على السيارة على الأشخاص وعلى حوادثها فأدى ذلك الى ضعف العشائرية وشيوخها بل قامت الكثير من أبناء العشائر بثورة عارمة ضد  الأعراف العشائرية وشيوخها  وعاش الناس فترة سلام ووئام  حتى لم تحدث حالة فساد واحدة ولم تحدث جريمة بشعة  كجرائم  معاوية وشيوخه وصدام وشيوخه  لا أنكر إن هناك شيوخ أحرار وقفوا ضد الطاغية معاوية وامتداده الطاغية صدام ولكن هؤلاء انطلقوا من منطلق إسلامي وليس قبلي جاهلي

مهدي المولى