أعلنت السلطات الإماراتية عن اكتشاف تنظيم سري لجماعة الإخوان المسلمين المتوهبة، من بنى دول الخليج جميعا هم أعضاء منظمة الإخوان المسلمين من المصريين بشكل خاص، ومعهم الإخوان من الاردن وفلسطين وسوريا.
عندما تم صناعة حدود دول الخليج من قبل بريطانيا، لم تكن دول الخليج لديهم من يقرأ ويكتب، لذلك أعضاء منظمة الإخوان المسلمين من مصر والأردن وفلسطين وسوريا هم من شغلوا إدارة المدارس والوزارات ودوائر دول الخليج.
لذلك هم من أشرفوا على التعليم، مضاف لذلك المخابرات البريطانية أمرت ملك السعودية عبدالعزيز سعود بالعمل على توهيب قيادة حركة الإخوان، وإدخال عقائد التكفير للحركة وابعادها عن الفكر الصوفي المعتدل، لعب المال السعودي دورا مهما في توهيب حسن البنا وسيد قطب من خلال رشيد رضا صاحب مجلة المنار، كان رشيد رضا يوصل الأموال السعودية إلى حسن البنا، ومن هنا دخل الفكر الوهابي إلى حركة الإخوان.
لذلك شيء طبيعي يتم اكتشاف تنظيمات اخوانية تكفيرية في السعودية والإمارات والبحرين والكويت، لأن البيئة المجتمعية وأنظمة الحكم بتلك الدول تتبنى الفكر الوهابي كدين لتلك الدول، بما أن البيئة خصبة فهي مهيئة لبروز جماعات اخوانية متطرفة.
ولايمكن مواجهة هذه التنظيمات من خلال المواجهة الأمنية، بل القضية تحتاج إصلاح فكري ديني، لأن كل أتباع أنصار منظمة الإخوان، هم يتبعون فكرياً وأيديولوجياً، قيادة منظمة الإخوان، لذلك أنصار تنظيمات الإخوان بدول الخليج ودول العالم من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، مرتبطون بقيادة الإخوان المركزية سواء كانت القيادة الاخوانية في مصر أو في إدلب السورية، أو من قيادات حركة الإخوان الذين يسكنون بدول أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا وأفغانستان وتركيا.
لذلك من مصلحة دول الاستعمار تحريك أنصار التنظيم الدولي لحركة الإخوان لخلق اضطرابات بدول الخليج، للضغط عليهم، وحلبهم حلب مبرح، لذلك تنظيمات حركة الإخوان تديرهم دول عظمى ومعهم دول إقليمية، ترتبط معهم ارتباطاً روحياً، والغاية للحصول على مصالحها من خلال، ضرب استقرار دول الخليج وارباك أمنهم الداخلي ليتمكنوا من حلب أبقار الخليج السمينة.
قبل عدة أيام، أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية وام، عن كشف تنظيم جديد للإخوان المسلمين في الإمارات، ونشرت الخبر التالي( كشفت التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة، تحت إشراف النائب العام، عن تنظيم سري جديد خارج الدولة، شكله الهاربون من أعضاء تنظيم دعوة الإصلاح (الإخوان المسلمون الإماراتي) المصنف إرهابياً في الدولة، المقضي بحله عام 2013، لإعادة إحياء التنظيم، وبهدف تحقيق ذات أغراضه.
وكانت المتابعة الأمنية للهاربين من مختلف إمارات الدولة، ممن صدرت ضدهم أحكام غيابية عام 2013، قد أسفرت عن رصد مجموعتين من أعضاء التنظيم تلاقوا في الخارج، وآخرين استقطبوهم فانضموا إليهم وشكلوا تنظيماً جديداً، وأنهم تلقوا أموالاً من التنظيم في الإمارات ومن جماعات وتنظيمات إرهابية أخرى خارج الدولة، كما كشفت التحقيقات عن أن التنظيم أقام تحالفات مع جماعات وتنظيمات إرهابية أخرى، للعمل معها من خلال قطاعات إعلامية واقتصادية وتعليمية، سعياً إلى تقوية صلته بها، ولتوفير جانب من التمويل، وتثبيت وجود التنظيم، وتعزيز أدوات حمايته في الخارج، وتحقيق أهدافه).
هناك حقيقة، تبقى منظمة حركة الإخوان تملك جماهير شعبية غفيرة بدول الخليج، في صفحة الربيع لولا سقوط نظام مرسي، لاصبحت دول الخليج تحكم من قيادات تنظيمات القاعدة وداعش، الفضل يعود للشيعة العراقيين هم من اسقطوا صفحة داعش، لكن أنظمة الخليج تقف ضد الشيعة من منطلقات مذهبية تكفيرية لا اكثر، يعرفون أن المرجعية الشيعية هي التي أصدرت فتوى جهاد كفائي نتج عن ذلك هزيمة التنظيمات الإرهابية بالعراق، تبقى دول الخليج والجزيرة العربية مصدر التمويل المادي والروحي الديني لحركة الاخوان، يبقى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يحتاج إلى أموال حكومات ورجال الأعمال والتجار الوهابية بدول الخليج، الأموال التي يجمعونها من دول الخليج تصل إلى المليارات، من خلال أموال الزكاة من جميع أغنياء المسلمين في الخليج، وأموال الخمس من عائدات البترول والمعادن لدول الخليج، التي تذهب إلى مؤسسات وهابية ترتبط مع الإخوان.
لايمكن محاربة التنظيمات الاخوانية الوهابية التكفيرية إلا من خلال إلغاء فكر ابن تيمية وابن عبدالوهاب وهذا لايمكن أن تقوم به دول الخليج، لأنهم حكومات وشعوب نشئوا على فكر ابن تيمية وفكر محمد عبدالوهاب، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
6/8/2024